العملية نيس .. أوروبا تدفع الثمن !!

30 Oct 2020

العملية نيس .. أوروبا تدفع الثمن !!

———————————-

شاب تونسى عنده 25 سنة دخل أوروبا عن طريق إيطاليا بشكل غير شرعى فى شهر سبتمبر اللى فات ، وطلع منها على فرنسا فى بداية أكتوبر علشان ينفذ جريمة إرهابية بعدها بأسبوعين فى دار عبادة مسيحية ، و بأسلوب داعشى صرف …. طب ياترى الشاب ده لما فكر يسيب بلده ويروح أوروبا يدور على مستقبله ، كان جواه أفكار شكلها إييه تجاه أوروبا ونظرته كانت عاملة إزاى للمجتمع الأوروبى !!؟؟ .. وبدل ما يبدأ يشق طريقه .. كان بالنسبة له الأولى إنه ينفذ عملية إرهابية .. سواء كان بدافع شخصى نابع من قناعات دينية .. أو مدفوع من أطراف أخرى لعبت فى أفكاره وعملت له غسيل مخ فى ريعان شبابه .. ويالا يا حبيبى علشان تخش الجنة ، والحور العين مستنيينك !!

دى بقى المشكلة فى أوروبا نفسها دلوقتى .. مشكلة جنى ثمار اللى عملته النظم النيولبرالية المؤمنين بالعولمة والميوعة الإجتماعية ، والحديث المستمر على حموم البتنجان ودكاكينهم المنتشرة فى كل حتة ، و أبواقهم الحقوقية و الإعلامية و حتى الأمنية السياسية بكروتهم الحمراء الجاهزة فى إيديهم طول الوقت علشان يشهروها فى وجه أى دولة وأى نظام يخالف توجهاتهم أو يخرج عن السياق العام للنظام العالمى القديم.

أوروبا أو الغرب بشكل عام أخطئوا خطئين هــ تدفع أوروبا ثمنهم كأول من يدفع الثمن …

الخطأ الأول:

إنهم ربوا ذئب فى عبّهم .. ذئب إسمه الإسلام السياسي ممثلا فى دولة عضوة فى الناتو وكان من الممكن إنها تبقى عضو فى الإتحاد الأوروبى فى يوم من الأيام ، لولا فشل المخطط اللى كان معمول لتمكين الأغا العثمانلى من مفاصل المنطقة ، والسيطرة عليها ايديولوجيا ، وتفتيتها لصالح الكيان الصهيـ$نى .. بعد ما جائت 30 يونيو 2013 وقلبت الترابيزة على دماغ الكل . وباتالى فقد النظام العثمانلى الهدف من وجوده .. برغم إنه لسة مستمر فى تحركاته ، اللى تحولت لنوع من التلطيش يمين وشمال بهدف إنه يحافظ على دوره ومكتسباته .. بس دلوقتى بقى بــ يوجه مسدسه لأوروبا فى عمليات تهديد وإبتزاز مستمرة ، أصبحت تمثل تهديد صريح للإتحاد الأوروبى.

أوروبا أخطأت لما سمحت لتيارات التأسلم السياسى الرديكالى بالتوغل فى مفاصل الدولة العجوز .. وكانت النتيجة هى سيطرة الأغا العثمانلى على الوعى الدينى فى أهم دول أوروبا زى فرنسا وألمانيا وغيرها من الدول الكبرى فى الإتحاد عن طريق أئمة المساجد الأتراك اللى بتحركهم المخابرات التركية .. عن طريق المدارس والمعاهد الدينية فى فرنسا اللى أفرخت دواعش صوغنططين مؤدلجين .. عن طريق 3 مليون صوت إنتخابى من الأتراك المجنسين فى ألمانيا ممكن يشكلوا ضغط على أى إنتخابات مقبلة فى ألمانيا … عن طريق لوبيهات وتجمعات تنتمى للإسلام السياسى اللى أنتشرت فى أوروبا ، وأصبحت جاهزة لتنفيذ عمليات إرهابية بالأمر المباشر .. وماتنسوش إن القوام الأكبر لتنظيم داعش كان من الدول الغربية مش من الدول العربية والإسلامية !

و ده طبعا غير عمليات الإبتزاز المستمرة من نظام القرد بالتهديد بفتح الحدود وإطلاق موجات من اللاجئين اللى هم اصلا نتاج تحركاته العسكرية بتدميره للدول المحيطة وتحويل شعوبها إلى لاجئين ومرتزقة ، وللأسف كل ده كان بموافقة أوربا والغرب بشكل عام ، طمعا فى كعكة نتاج الزفت العربى 2011 .. وسماحهم للأغا الرديكالى بالبلطجة فى المنطقة بموافقتهم وتحت سمعهم وبصرهم.

الخطأ الثانى:

التشدق بديباجات وطقاطيق حموم البتنجان واللى خلتهم يفتحوا أراضيهم لكل من هب ودب بحجة الحريات والتضييق عليهم فى بلادهم لحد ما أصبحت أوروبا ملجأ لكل الخارجين عن القانون فى بلادهم من تجار الدين المؤدلجين ، وملعب للتمويلات المشبوهة ورؤس الأموال المؤدلجة للتنظيمات دى .. ناهيك طبعا عن قبول أوروبا إستضافة اللاجئين ووضعهم فى معسكرات بهدف تفريغ بلاد اللاجئين دوول من قوامها المجتمعى الأساسى لتسهيل عملية السيطرة عليها .. من غير مايعملوا حسابهم إن اللاجئين دول أصبحوا قنبلة موقوتة جاهزة للتفجير فى أى وقت … ولما تنفجر هــ تنفجر فى وشهم هم مش فى وش حد تانى

ويمكن كل اللى إحنا ذكرنا ده بــ يفسر الميوعة الأوروبية فى التعامل مع بلطجة القرد العثمانلى .. وبيفسر أكثر سبب عدم إتخاذ قرار أوروبى موحد فى الإجتماع النهاردة ، واللى كان المفروض أنه يبقى بداية لإتخاذ قرارات عقابية تبدأ بقرارات أقتصادية تتصاعد حدتها رويدا رويدا ، وصولا لما هو أبعد من كدة .. لكن للأسف إكتفى قادة أوروبا الشجب والتنديد ، وما أسموه بالتحذيرات الحادة شديدة اللهجة … لأ بجد موّتونا من الرعب وركبنا بتخبط على الجيران ..

و ده يفسر لكم أكثر لييه لما مصر وضعت الخط الأحمر ، وحذرت من تجاوزه ، كل العالم أيد الموقف المصرى .. يمكن لأنهم عارفين إن مصر ماحدش يقدر يلوى ذراعها .. وإنها مش ممسوك عليها ذلة … فى الوقت اللى هم ربوا ذئب فى عبهم زى ما قولنا قبل كدة ، ومش عارفين يتخلصوا منه …. وكانت النتيجة إن القرد بدل مايستأسد ويعمل فيها راجل ويحاول يكسر الخط الأحمر ..، قعد يتنطط أكثر ، وبعدين بعد عن الخط الأحمر ، و راح يشوفله سبوبة فى حتة تانية !

الوضع السابق ده كله ، كان نتاج سياسات النظم النيوليبرالية أصحاب توجهات العولمة وشبكات المصالح الدولية فى النظام العالمى القديم . وهو ده اللى رفع أسهم اليمين القومى ، و دفع برموز القوميين للوصول لكراسى الحكم فى أوروبا واميريكا وروسيا وغيرها ، للحد من المد الرديكالى فى بلادهم بإستخدام ديباجات حموم البتنجان .. لكن لما وصلوا ، إكتشفوا إنهم أمام أخطبوط تمتد أذرعه داخل مفاصل دولهم ، وبمساعدة ودعم داخلية من العناصر الموالية لشبكات المصالح الدولية .. علشان يبقى فيه صراع سياسى داخلى طول الوقت ، ناهيك طبعا عن التحديات الخارجية .. بالإضافة لمأساة كورونا .. علشان تبقى الأنظمة العالمية والمجتمعات وبالذات فى أوروبا على قدر كبير من الهشاشة الجاهزة للتفجير فى أى لحظة …

قد تكون الصورة الظاهرة لحادث نيس هو نتاج الرسومات الكاريكاتيرية اللى تم نشرها عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، والإساءة لمشاعر المسلمين فى الأرض قاطبة … لكن المشد أعمق وأعقد من كدة بكتير .. بكثير جدا

و مازال للحديث بقية …

حفظ الله مصر وشعب مصر ..

لمتابعة تعليقاتكم