هو إحنا شعوب ساذجة ؟؟

01 Nov 2020

هو إحنا شعوب ساذجة ؟؟

———————–

سنة 1959 …. تم عرض الفيلم الرائع “العتبة الخضراء” للمخرج العظيم فطين عبد الوهاب و بطولة إسماعيل ياسين و أحمد مظهر … و اللى كان بيناقش قضية النصاب اللى مش بــ يلاقي أي صعوبة للنصب على مواطن شريف ساذج مستعد و جاهز إنه يتنصب عليه و بيبيع له ميدان العتبة الخضراء …. و من أفضل مشاهد الفيلم اللى بتموتني من الضحك … هو أخر مشهد … لما الشاويش عطية اللى بيمثل دور الدولة بيساعد إسماعيل ياسين في إسترجاع أمواله و بيقبض على النصاب أحمد مظهر و بينصحه يبقي يخلّى باله بعد كده على فلوسه …. فــ بيقوله إسماعيل ياسين :-

ماتقلقش … إنت عارف أنا هــ عمل إيه … هــ شترى السكه الحديد

فــ بيرد عليه أحمد مظهر و هو مقبوض عليه و يقوله :-

فكرة كويسة جدا … إستناني بقي لما أخرج من السجن و أنا أخلصهالك برخص التراب

أهو الفيلم و المشهد ده بالذات … بــ يلخص بالظبط حال منطقتنا بالكامل على الأقل آخر 200 سنة …. لما كل شوية و بشكل متكرر ييجي واحد نصاب ينصب علي شعوب المنطقة بالكامل بإسم الدين … أو بالأصح دول إستعمارية … اللى درستنا كويس من زماااااان ….. و بتكرر نفس النصباية بنفس الأدوات و للأسف بتلاقي نفس رد الفعل الأهبل لناس كتير بتتحايل عليها عشان تسلمها نفسها ….. و طبعا بطبيعة النصاب يقولك … دول عالم هبلة … هاته تاني و حيجي معاك للمره الألف.

الموضوع ده ماشي معانا من مئات السنين … أى حد يجي يحط كلمة نصرة الدين و الرسول و الخلافة و توحيد بلاد المسلمين في كلمة مفيدة …. يلاقي بهاليل و كائنات زومبي مشت وراه بالروح و الدم …. حتي لو بيعمل كل حاجة ضد الدين …. حتي لو قنن الدعارة و قتل المسلمين و هدم الكعبة ذات نفسها.

مش هــ نروح لبعيد و نقول الخوارج و حروب الفتنة الكبرى و شلالات الدم لمئات السنين …. لكن تعالوا ناخد أكتر من مثال :-

– الدولة العثمانية اللى عملت كل حاجة و أي حاجة ضد الدين … فقتلت و إغتصبت و ذبحت و قفلت المدارس و حرمت الطباعة و منعتها من أجل ترسيخ ونشر الجهل ، و حللت الدعارة و نشرت الدجل و الدروشة و هاجمت الكعبة و كسرت الحجر الأسود و سرقت منه قطع كثيره و إقتحمت غرفة الرسول الكريم لأول مرة في التاريخ و سرقت مقتنياته …. و غيرها من الأمور اللى إتكلمنا عليها كتير …. و تم هدم الحضارة العربية في عهدهم عن عمد سواء في العلوم الفقهية أو العلوم الإنسانية …. لكن مادام كانوا بيقولوا إحنا الخليفة و عشان الإسلام و كدهون … فــ تلاقي لهم بهاليل كتير لغاية دلوقتي تمجد فيهم.

– نابليون لما جه مصر …. وجد مقاومة كبيرة من المصريين … و لما راجع تاريخنا و فهمنا … أنهى المقاومة دي بنفس النصباية …. لبس جلابية و دخل الجامع و عمل نفسه بيحب الإسلام و بقي يقف في الحفلات الصوفية و يهز في دماغة و يقول “حاااااااي” …. الناس في ساعتها قالت ياساااالام على الأخلاق و الورع و الطيبة و بقي يمشي في القاهره هو و جنوده في سلام و أمان.

– لورانس العرب …. عشان ياخد ثقة أهل الجزيرة العربية …. لبس جلباب و عقال عربي و دخل عليهم نفس الدخلة اللى بتتكرر بنفس أدواتها

– ده حتي هتلر يا مؤمن …. تخيل !!! …. عشان كان بــ يخطط يدخل شمال إفريقيا و بعدها على الشام …. قام طلّع إشاعة إنتشرت في الوطن العربي زي النار في الهشيم إنة أسلم في السر بس مش عايز يقول خوفا من الجيش الألماني … و إنه هــ يعلن عن إسلامه لما نساعده يدخل بلادنا …. لدرجة إن وقتها مفتي القدس الفلسطيني أفتى علانية بدعم هتلر … تخيل شعوب مقتنعة إن كلهم بما فيهم عم برعي و إبراهيم اللى قاعدين على القهوة عارفين سر عن هتلر …. في حين إن الألمان ذات نفسهم مايعرفهوش …. ياختااااااااي .

مرورا بقي بحكم الملالي في ايران اللى هــ ينشروا الإسلام بهدم الكعبة … و تنظيم الإخوان الإرهابي اللى بــ ينشط لنشر افكاره فقط داخل البلاد الإسلامية …. و اللى وصل بيهم الأمر إنه يقولك إنهم أصحاب الرسالة المحمدية الحقيقية …. و مادام بيحط كلمة الدين في رغيف …. هــ يلاقي ناس تاكله و هي مغمضة و مبسوطة إنه بــ يتنصب عليها للمرة المليون.

لدرجة إن أى حد عايز ينصب على الناس …. بقي يربي ذقنه و يخبط دماغه في الحيط كام مره يعمل زبيبة و يمسك سبحة …. ممكن يقلّب جيوب الناس في مئات الملايين بحجة إن البنوك دي ربا و الدولة كافرة و أنا المؤمن اللى هــ تاجر بفلوسك مع الله …. و الناس هبلة …. تقوم تصدق على طول و تديله فلوسها و يقولك يا عم ده بتاع ربنا .

البهاليل و كائنات الزومبي اللى بينضحك عليهم … ممكن تعمل بيهم أي حاجة و كل حاجة …. تخاليهم يدمروا بلدهم … يقتلوا إخواتهم … يصدقوا إنهم مدعومين مباشرة من سيدنا جبريل … يتبرعوا بحريمهم و بعرضهم لجهاد النكاح …. أي حاجة و كل حاجة ممكن تطلبها منهم هــ يعملوها …. مادام النصاب مركب دقن و بيقولهم ده عشان الدين .

النصابين دول في الستينات إنتقلوا الى مرحلة جديدة … و هي تأصيل أدوات النصب بتاعهم بصبغها بفقه ديني مكذوب … و كان من مؤسسين التيار ده سيد قطب …. اللى لو قريتوا كتبه زي مثلا “العدالة الإجتماعية في الاسلام” هــ تعرفوا يعني إييه تأصيل الإفتراء على الدين … و اللى أتبعها بكتب أخرى زى “معالم في الطريق” … “في ظلال القرآن”

الكتب دي خلاصتها إن الإسلام انتهي و إختفي من الكرة الأرضية بإنتهاء الخلافة الراشدة … و لمئات السنين عاش المسلمون حياة الجاهلية الأولى … و حتي الجوامع الموجودة هي ديار كفر و نفاق و حتي الشيوخ و علماء الدين كلهم كفار …. و قام بتحريم صلاة الجمعة لان الإمام و الحاكم كافر ….. ثم بعثت الرسالة من جديد على يد حسن الباندا …. و عشان كدة تلاقي الإخواني مقتنع أنه صاحب رسالة و أنهم في منزلة الأنبياء …. و تلاقيهم كانوا بيصلوا في جوامع خاصة بيهم لانها بالنسبة ليهم جوامع مؤمنة أما الجوامع اللى شيوخها أزهرية تابعة لوزارة الأوقاف تبقي ديار كفر بالنسبة ليهم ….

و لما كان بيتقال مصطلحات زي :-

  •  اللهم أمتني على الإخوان
  •  سيدنا جبريل الملك المكلف بتنزيل الرسالات كان معانا في رابعه
  •  محمد مرسي صل الله عليه و سلم
  •  لو النبي محمد عايش الأن لخسر الإنتخابات أمام أردوغان
  •  محمد مرسي مؤيد من الله لانه معه رسالة ربانية و في منزلة الصحابة
  •  اي حد يتوفي منهم شهيد حتى لو مات موتة ربنا
  •  اي حد يموت منهم كان الملايكة تغسله و النور كان يعمى العيون لكن اي حد يعاديهم لما يموت تبقي جثته اكلتها التعابين و الدود و المجارى ضاربة في التربة
  •  لانهم مدعومين ربانياً و رسل … فلهم كرامات … و الاسود الجائعة متاكلهومش و الكلاب السعرانه متقربش منهم

و غيرها من المصطلحات اللى كنا بنضحك عليها …. دي مكانتش كلام فاضي …. لأ …. دي عقيدة و إيمان راسخ عند مجموعة من المهاطيل تم النصب عليهم بإسم الدين …. و اللى عادي جدا واحد منهم يفجر نفسه أو يقتل أي حد لأنه مفكر أنه من الصحابة و هــ يطلع يلاقي الجنة بتاخده بالحضن …. و عادي جدا لما تلاقيه يقولك أنا بحارب في الدول الإسلامية لانهم كفار منافقين … لكن إسر$ئيل أهلها يهود مؤمنين و من أهل الكتاب و ربنا لم يأمرنا بقتالهم.

أو مثلا تركيا اللى قطعت الأنهار و عطشت شعوب سوريا و العراق لأول مرة في التاريخ و دمرت سوريا و العراق و أحتلت شمال العراق و شمال سوريا و و ارسلت كائناتها الزومبي السوريين الى ليبيا بعد أن اتموا مهمتهم بتدمير بلدهم لصالح محتل أجنبي تركي و أزهقت مئات الألاف من أرواح العرب مسلمين و مسيحيين و ارسلوا الإرهابيين الى مصر و مولوهم … و عايشين في بلدهم على الدعارة و قننوا الشذوذ الجنسي ….. تلاقي بعد كل ده ناس يقولولك لازم ندعمهم و ندعم اقتصادهم لان دول بتوع ربنا عشان رئيسهم بيقول أنا الخليفة …. ياختااااااي .

يارب نفوق و نفهم و نحصن ولادنا من النصابين باسم الدين …. و كفاية بقي … ضحكتوا علينا الكره الأرضية كلها.

ربنا يحفظ مصر و تحياتنا

لمتابعة تعليقاتكم