أميريكا اللى سقطت فى الإنتخابات

08 Nov 2020

أميريكا اللى سقطت فى الإنتخابات .. !!

(المنبطحون يمتنعون)

———————————

كلنا تابعنا بكل إهتمام الإنتخابات الأميريكية الأخيرة ، واللى كانت إنتخابات غير مسبوقة فى تاريخ الإنتخابات الأميريكية سواء من حيث عدد المشاركين ، أو من حيث الظروف والملابسات ، أو من حيث شكل وطبيعة الصراع بين المتنافسين … سواء كان التنافس ده بين شخصين ، أو بين حزبين ، أو حتى بين نظامين عالميين بــ يسعى كل واحد فيهم للفوز بأكبر وأهم وأخطر مربع على رقة الشطرنج فى الصراع الدائر بقاله كام سنة !!

وبغض النظر إنت كنت مؤيد لمين من المتنافسين ..، لكن اللى حصل واللى إحنا شوفناه ، كان شيئ غير مسبوق ، ماحصلش قبل كدة ، وحتى لو حصل ، فهو لم يحدث بهذا القدر من السفور والفجاجة والوقاحة المطلقة المغلفة بإطار الديموقراطية والقانون ..

شوفنا توجيه إعلامى بشكل غير مباشر للناخبين ، وشوفنا إنحياز إعلامى لصف أحد المتنافسين ، على حساب المنافس الأخر ، بلغ حد الوقاحة .. واللى ضرب مصداقية المؤسسات الإعلامية فى مقتل .. وفضح أكذوبة الإعلام المحايد اللى دايما بيقرفونا بيها ..

شوفنا السوشيال ميديا إزاى ممكن تدعم طرف على حساب طرف ، وتقلب الحق باطل والباطل حق .. و توجه الناس لإتجاه معين .. و مش عن طريق لجان أليكترونية وذباب أليكترونى وبس لا سمح الله .. لأ فشر .. ده كمان عن طريق القائمين على المناصات الاليكترونية دى ذات نفسها … و ده اللى كنا بنقوله فى كل ما يتعلق بثورات الهباب العربى ، وباذات فى مصر .. لكن كان السبوبجية وشمامين الكلة شايفين إن السوشيال ميديا دى حاجة كدة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها لأنها متنفس الساوريييين والنوشاتااء الأحرار

شوفنا يعنى إييه تزوير فج إتكلمت عنه ورصدته قنوات وأبواق إعلامية وحتى الحملة الإنتخابية لأحد المرشحين فى كل ما يتعلق بالتصويت بالبريد .. لدرجة إنك تنام على تقدم بــ نص مليون صوت ، وتصحى الصبح بتأخر 1.2 مليون صوت علشان فيه حوالى 1.7 مليون صوت وردوا بالبريد وكلهم يا سبحان الله جايين لمرشح واحد مافيهمش صوت واحد للمرشح المنافس

شوفنا حملة انتخابية لأحد المرشحين هى اللى بتنقل صناديق رسائل البريد بسياراتها اللى بــ تحمل شعار المرشح ده ، إلى لجان الفرز الإنتخابية .. وشوفنا موظفين بريد لأحد الولايات ، بيتمسكوا قرب الحدود الكندية فى سيارات نصف نقل تحمل صناديق من الرسائل الإنتخابية ..

شوفنا ولايات تم التصويت فيها بأعلى من عدد أصوات الكتلة الناخبة ، وشوفنا بعض حالات لأموات كان لهم صوت إنتخابى ، والعجيب إنهم صوتوا فى الإنتخابات دى بتاعة بلد التكنولوجيا اللى كل حاجة فيها المفروض إنها توماتيكى توماتيكى !!

شوفنا تجاوزات فى رصد بعض النتائج بأرقام خطأ وفى الأخر “أوبس” .. معلش .. ياجماعة ده خطأ بشرى عادى نتيجة الضغط الكبير بسبب أعداد المصوتين الضخم !

شوفنا إنتخابات ، لو كانت تمت فى أى دولة تانية غير أميريكا بالشكل اللى تمت بيه ده ، كانت أميريكا نفسها هــ تعترض عليها ، و هــ ترفض نتيجتها ، وتقولك عايزين مراقبين دوليين يراقبوا على الإنتخابات دى ويراجعوها

شوفنا إنتخابات العالم كله إتكلم عنها إنها بــ تشير إلى حالة من الإنقسام الشديد داخل المجتمع الأميريكى .. يعنى نتيجة 51\49 أو 55\45 أو 60\40 طلعت مش حاجة كويسة و ديموقراطية بقى وكدهوّن !!

عموماً كل ده مايهمناش ، ومالناش فيه .. هم يصطفلوا مع بعضهم ويصرفوا أمورهم بمعرفتهم … لكن اللى يهمنا بقى حاجات تانية شوفناها … وتعتبر حاجات عادية ، وموجودة فى كل إنتخابات العالم ، و وارد حدوثها ، وماحدش طلع شغّل اللطامة ، وقعد يتباكى على حظه ، وعلى ضياع البلد .. ويقولك شوفوا الدول التانية المحترمة بيحصل فيها إييه !!

يعنى مثلا شوفنا إنه عادى إن رجال ونساء ترقص وتضحك وتعمل مظاهر إحتفالية أمام اللجان الإنتخابية ، وماحدش طلع وقال دوول تربية رقاصات ودول هزأونا أمام العالم !

شوفنا إنه عادى إنك تلاقى فئة كبار السن بتصوت بكثافة ، وماسمعناش حد بيقول إن الجيل ده جيل منتهى الصلاحية ، وإن هم دوول اللى ضيعوا البلد !

شوفنا إنه فيه ناس من اصحاب القدرات الخاصة بتروح اللجان الإنتخابية على كراسى بعجل ، وماحدش قال ده تطبيل وشغل بروباجندا ، وإعلام أحمد موسى علشان مصلحة النظام !!

شوفنا إنه عادى إنك تلاقى المتنافسين على مقعد الرئاسة فوق سن السبعين ، و شوفنا إن داعميهم فى الكونجرس من أصحاب الخمسينات فما فوق ، وماسمعناش حد بيتباكى على الشباب وتمكين الشباب ولا تويتات للبرادعى بيقول فيها عينى علش شبابك يا أمريكا !!!

شوفنا إنه عادى إنك تلاقى صناديق فيها وجبات غذائية و هدايا عينية ونقود سائلة بتتوزع من الحملات الإنتخابية على الناخبين ، وماحدش قعد يمصمص شفايفه ويقولك شوف الشعب الجعان وشوف بيشتروا أصوات الناخبين بالأكل والفلوس إزاى .. و شعب جاهل وشعب فقير وشعب مش عارف إييه

الخلاصة .. و لعشاق الدونية والمنبطحين وأصحاب النظرة السودواية … بلاش طول الوقت تحسس نفسك وتحاول تقنعنا وتجبرنا إننا نشعر بنفس شعورك الدونى .. فقط لأنك شايف إن بلدك أسوء بلد فى الكون ، وإننا ولا حاجة ، وإن العالم سابقنا بسنوات ضوئية ، وإننا قدامنا 200 سنة علشان نبقى دولة محترمة زى الغرب اللى إنت بتسبح بحمده ليل ونهار .. إلى أخر ذلك من الأفكار والمصطلحات اللى إنت بتحب ترددها وإنت بتتمرمغ فى تراب أحذية الغرب .. و فى الأخر تبص لنا بمنتهى الإستعلاء وتقول علينا إحنا عبيد البيادة

بلدنا أفضل بكثير من أكاذيب الغرب اللى بيلعب طول الوقت على عقول المنبطحين ، بإستخدام أدواته فى تجميل الكذب فى عيون عشاق الدونية الل عندهم إستعداد إنهم يصدقوا ويقنعوا نفسهم طول الوقت إن أى شيئ فى الغرب جميل مهما بلغ قبحه .. وإن أى شيئ فى بلدنا سيئ وقبيح مهما كان جميل سواء كان بشكل كامل أو حتى بنسب متفاوتة من الجمال لأن مافيش شئ كامل فى الدنيا

و فى النهاية .. التجربة اللى إحنا شوفناها بتقول إن الغرب اللى بيحاول يوجهنا طول الوقت .. وبيرسم إبتسامة الذئب الوديع وهو بــ يمرر لك فكرة حرية الرأى و الطهر والنقاء والديموقراطية وحقوق الإنسان والحريات .. كل الديباجات دى بتنهار لما بــ يتعارض ده مع مصلحة النظام وتوجهاته وأيديولوجياته وأجندته السياسية والفكرية .. أو بالأحرى مع مصلحة شبكات المصالح اللى بــ تدير الدول الكبرى فى حقيقة الأمر من خلف الستار

إفخر ببلدك ، وإفخر بنفسك .. وخليك متأكد إنه مهما كانت الأخطاء أو السلبيات ، فــ إنت بقيمتك وتاريخك وحضارتك ووعيك ، أفضل بكثير من ثوب الأكاذيب اللى بــ يرتديه الغرب فى مواجهتك

حفظ الله مصر وشعب مصر ..

لمتابعة تعليقاتكم