سيدة المطر .. الحدوتة فى التريند

23 Nov 2020

سيدة المطر .. الحدوتة فى التريند !!

———————————-

فى البداية ، خلينا نقول إن سواء اللى عملته وزارة التضامن ممثلة فى الوزيرة نيفين القباج أو اللى عملته الفنانة ياسمين صبرى ، واللى هنتكلم عنه فى نهاية المقال ..، ده كله بوّظ التريند اللى كان هــ يتعمل على الموضوع ده ، وأفسد مسلسل البكائيات اللى كان بــ يترتب له ، سواء من قطيع الجماعة بقنواتهم ، أو من شلة اليسارجية بمراكيبهم .. أو فريق عشاق الدونية بوضاعتهم ..

بس الأول إحنا محتاجين نوضح شوية حاجات بسيطة ومنطقية .. قد يقبلها البعض أو يرفضها البعض الأخر من أى منطلق سواء منطلق فكرى أو ايديولوجى او عاطفى أو سياسى … بمعنى إننا لو قولنا إننا مش متعاطفين مع الموقف اللى حصل ده .. فــ هل نبقى إحنا كدة اجرمنا أو إننا ماعندناش قلب مثلا !!؟؟

.

إحنا أكيد متعاطفين مع الست نعمات عبد الحميد كموقف إنسانى .. لكننا مش متعاطفين مع القصة كلها ، وعندنا تحفظات كتيرة عليها ، وعلى ملابساتها وخلفيتها الحياتية …

البداية كانت من نشر الصورة نفسها وعقد المقارنة اللى قام بيها الصحفى الساقع بتاع جريدة اليوم الساقع علشان يستدر عطف الناس ويعمل المقارنة ويخلق التريند … طب ياسيدى إنت بتعقد مقارنة لنتيجة .. لكن ماعملتش مقارنة لخلفية الصورة …

ياسمين صبرى متجوزة واحد من أغنى اغنياء مصر ، وطبيعى إنها تكون عيشتها كدة وأكثر كمان .. و دى حاجة لا تعيبها ولا تعيب زوجها … لكن الست نعمات متجوزة نطع ومخلفة عيل أنطع منه ، إثنين عواطلية ، والواد إبنها متجوز إتنين ومخلف 8 عيال .. وسايبين الست نازلة فى عز البرد تقعد على الرصيف تبيع ترمس علشان تأكلهم … طب ماحد فيكم يهز طول سيادته وينزل يقعد هو بدالها .. أو حتى يروح يشتغل فواعلى علشان يجب القرش اللى يصون زوجته أو أمه المسكينة من البهدلة …

طبعا شلة اليسارجية ، وبتوع المزايدات كانوا عاملين فرح على القصة دى قبل ما تتوأد فى مهدها … و كانت هــ تبتدى حملة البكائيات ولطم الخدود .. وإلقاء اللوم على سين و صاد و عين … و هم طبعا عاملين زى عواجيز الفرح .. شحتفة ومصمصة شفاه بدون طرح أى حل للمشكلة … على طريقة النكتة القديمة بتاعة “إنت مش لابس الطاقية ليه”

ولأن الفريق التاني إياه قاعد مستني السقطة واللقطة ، قاموا ماصدقوا ، وراحوا واخدين الصورة وناشرينها ، ومعاها كلمتنين فى حقنة مورفين ودمعتين لزوم الإبتزاز العاطفى .. قال إييه ((مات عمر)) .. إمعانا فى ترسيخ مشاعر البكائيات والكربلائيات واللطم على الخدود .. و إبتزاز المشاعر الدينية فى عقول وقلوب الأغبياء والمغيبين

طب قبل ما تقول مات عمر رضى الله عنه وأرضاه .. طب ما أنا ممكن انشرلك حاجة زى صورة المقال ده واقولك برضوا “مات عمر” … وإلا سيادتك مش بتشوف الكلام ده !!؟؟ … عمر بن الخطاب لو كان عايش كان إتبرى منكم ومن شيوخكم وفكركم العفن …

الرسول عليه الصلاة والسلام قال “مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ” .. والإستطاعة هنا تشمل القدرة الجسدية والجنسية والمادية .. القدرة اللى تؤهلك إنك تفتح بيت … الدين مش بيقولك تتجوز وتخلف وتقعد عواطلى ، وتنزل زوجتك أو والدتك المسنة تبيع ترمس علشان تصرف عليك و على أهلك !

و على فكرة … اللى قتل سيدنا عمر ، قتله علشان كان فى ظنه إنه لم يعدل معاه .. وهو قال كدة “وسع عدله الناس إلا أنا” !! … واللى قتلوا سيدنا عثمان بن عفان “ذى النورين” رضى الله عنه ، كانوا زى حضرتك كدة من المزايدين المتثورجين على روحهم .. ثاروا على سيدنا عثمان علشان كانوا بيقولوا إنه متحيز للأغنياء .. وبيعين قرايبه فى مراكز السلطة والحكم … واللى قتلوا سيدنا علي بن أبى طالب رضى الله عنه ، كان فى ظنهم إنه مخطئ وإنه سبب التفرقة بين المسلمين ، وفيه ناس منهم كفّروه … شوفت بقى المزايدات العفنة بتوصلنا لفين !!؟

و بعدين لييه المزايدة … ما الفقر والغنى طول عمرهم موجودين ، وهــ يفضلوا موجودين .. و حتى فى زمن الرسول نفسه كان فيه صحابة كثير مليارديرات بمقاييس عصرهم ، ومنهم عبد الرحمن بن عوف اللى لما مات ، قسموا تركته بالفأس علشان ماقدروش يقعدوا يعدوا أمواله من كثرتها .. وفى نفس الوقت كان فيه أهل الصفة اللى ماكانوش لاقيين ياكلوا حرفيا ، وكانوا بيقعدوا باليوم واليومين بدون طعام زى ما ذكر أبو هريرة فى الحديث .. وكان منهم صحابة كبار زى صهيب بن سنان وأبوذر الغفارى وحذيفة بن اليمان وأبو هريرة نفسه وغيرهم !!! .. زايد بقى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقول “مات عمر” !!!

وتلاقى بقى سواء شلة اليسارجية أو تجار الدين أو الأنطاع من الفريقين ، طول الوقت بيهاجموا أى حد معاه فلوس ، إما بإنه حرامى وفاسد و بيكسب بالباطل .. أو بإنه زنديق وداعر وبيرتزق من حرام … و فى نفس الوقت .. تلاقيهم بيهاجموا الدولة ويشتموها ويزايدوا على الحكومات ، وبــ يطالبوا بالعدل إنطلاقاً من فكرة المظلومية والغلبنة .. والعدل فى وجهة نظرهم إن الدولة تاخد فلوس الأغنياء دوول ، وتوزعها عليهم علشان يتحقق العدل !!! .. و ده فى حد ذاته قمة الظلم !

ماهو يا إما الشخص الغنى ده شقى وتعب علشان يكون ثروته سواء بمجهوده او بميراث شرعى حلال .. و فى الحالة دى إنت مالكش فيه ، و قمة النطاعة إنه تطالب بإن فلوسه تتاخد منه وتتوزع عليك إنت واللى شبهك … أو أن الغنى ده فلوسه عبارة عن سرقة وفساد ومصدرها حرام .. وبالتالى فــ المفروض إنك ماتاخدش الفلوس دى لإنها حرام ، وإلا يبقى انت عايز تاكل مال حرام !

الصحابى عبد الرحمن بن عوف كان ملياردير بمقاييس عصره .. وكان ده ببركة دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم له .. عارف لييه !؟ .. علشان عزة نفسه ، وعدم طمعه فيما فى أيدى الناس … لأنه هاجر للمدينة ، وكان ماحيلتهوش اللضى .. وقصته مشهورة أوى فى موضوع المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار لما أخوه الأنصارى سعد بن الربيع عرض عليه نصف ثروته ويديله بيت من بيوته ، وإنه يتنازل له عن إحدى زوجتيه فيطلقها ولما توفى العدة يتجوزها هو .. لكن سيدنا عبد الرحمن بن عوف ما إستنطعش بقى ، وقال له كتر خيرك .. و يلا بينا نقسم .. لأ … ده رفض بعزة نفس وقال له “بارك الله لك في أهلك ومالك، دلني على السوق” … أيوة ورينى مكان الشغل فين .. انا عايز اشتغل وأتعب واشقى مش استنطع على الناس وأعيش عوالة !!! …

مش أنزّل ست ضعيفة مسنة فى عز البرد تشقى وانا قاعد نطع عواطلى فى البيت مستنى ثمن بيع الترمس !! .. أو إن حد يصور أمى أو زوجتى المكافحة وينشرها على السوشيال ميديا ، علشان برضوا انا استفيد ، وأتاجر بيها .. واقول أنا عايز بيت وشغلانة ومرتب

الموضوع زى ما إحنا بنقول بالبلدى كدة مش بالغنى والفقر … والفقير الحقيقى مش بيقول أنا فقير ..، و هم دول اللى وصفهم القرأن بقوله “يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا” صدق الله العظيم .. والجاهل هنا المقصود به الجاهل بحالهم وبحال فقرهم ..

هيطلع واحد يقول ، أصل الصحابة زمان كانوا بيتصدقوا .. طب وانت إيش عرفك دلوقتى مين بيعمل إييه !!؟؟ .. وإلا بيصرف على مين !!؟ وإلا بــ يتصدق بــ قد إييه !!؟ … و مش أغنياء وبس .. ده فيه ناس كتير حتى من محدودى الدخل ومتوسطى الحال بيخرجوا زكاة مالهم وصدقاتهم بأكثر من أى حد .. و مابيقولوش لحد … وإنت ماتعرفش عنهم حاجة … وإذا كانت الزكاه فرض وركن من أركان الإسلام ، فالصدقة إختيارية مافيهاش أى إجبار ..

الغنى مش بالضرورة إنه يكون شيطان فاسد .. والفقير مش بالضرورة يكون ملاك بأجنحة بيضاء .. لكن اللى حصل فى الموضوع ده من وجهة نظرنا ، هــ يفتح باب للإبتزاز الإجتماعى ، وهتلاقى كل يوم والتانى واحد مصور صورة وناشرها على السوشيال ميديا سواء صحفى أو إعلام ممول بيعمل شغل .. أو تنظيم وجماعة عايزة تزايد … أو … أو حتى واحد منزل صورة كربلائية لنفسه على طريقة عادل إمام وهو بيقول فى المسرحية “شوفتينى وانا ميت !؟” .. أهو يمكن تضرب ويطلع من الموضوع بأى سبوبة !

اللى عملته الفنانة ياسمين صبرى مع الست نعمات عبد الحميد مالناش دعوة بيه ، و مش هــ نزايد بيه لأنه حاجة ترجعلها .. سواء عملته برضاء نفس أو بسب الإبتزاز المجتمعى .. ده حاجة بينها وبين ربنا .. لكن إحنا هنتكلم عن حاجة لفتت نظرنا فى رد فعل وزارة التضامن !

الوزيرة قابلت الست نعمات عبد الحميد وزوجها .. وعملت لهم كل اللى طلبوه .. و ده دور الدولة وواجب عليها .. و ده الدور اللى الدولة بتحاول تقوم بيه فى حدود المتاح مع كل المصريين المحتاجين للعون والرعاية … من أول معاش تكافل وكرامة .. لزيادة مبلغ التموين وتطوير المنظومة .. لنقل ساكنى العشوائيات لمدن جديدة اشبه بالكومباوندات .. لعلاج المصابين بــ فيروس سى .. لحملة الــ 100 مليون صحة .. لعلاج المحتاجين للعمليات الحرجة اللى على قوائم الإنتظار .. لمنح قروض ميسرة للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر .. لتطوير القرى الأشد إحتياجا .. لتوصيل الكهرباء والصرف الصحى لقرى الريف والصعيد الفقيرة اللى تم إهمالهم على مدار سنين …. ألخ ألخ ألخ ..

لكن اللى لفت نظرنا إن الوزيرة قالت إنها قبل ما تقعد مع الست نعمات .. جابت كل بياناتها المسجلة فى كل البيانات والسجلات الحكومية .. ولاقت إن السيدة دى كانت واخدة قرض قبل كدة علشان تعمل مشروع تربية دواجن … و ده بالنسبة لنا تأكيد لحاجتين مهمين جدا:

#أولا: .. إن موضوع القروض لأصحاب المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر ده حقيقى وإتعمل وبيتعمل .. وماكانش مجرد فرقعة إعلامية .. و فيه شباب كثير إستفادت منه وعملوا مشروعات وطوروا من نفسهم وربنا فتح عليهم ..

#ثانيا: إن الدولة ماشية بالفعل فى منظومة الرقمنة على قدم وساق لدرجة إن واحدة ست بسيطة حصل معاها حدث بشكل عشوائى و اصبح حديث الساعة .. ولما بحثوا ، وجدوا لها بيانات مسجلة بكل شيئ .. وده يؤكد برضوا إننا فى المراحل النهائية لرقمنة كل بيانات المواطنين بكامل حياتهم وحالاتهم الإجتماعية .. واللى هــ يطور كتير جدا من منظومة الخدمات الحكومية وصولا لإتمام مشروع التأمين الصحى الشامل

و فى النهاية .. إحنا بنطرح وجهة نظر فى حدث إجتماعى ، قد يتفق البعض مع وجهة النظر دى او يختلف معها .. لكنها تبقى وجهة نظر موضوعية قدر المستطاع ..

أما بالنسبة للمزايدين ، وهواة البكاء على اللبن المسكوب .. والمتاجرين بكل شيئ واى شيئ سواء كانت المتاجرة دى تحت شعار الدين أو الشرف أو الأخلاق أو العدالة الإجتماعية .. أو أيا كان المسمى … فــ دول إحنا مالناش دعوة بيهم …

وإلا هى الفتنة الطائفية مانفعتش ، يبقى نخش بــ شوية فتنة طبقية .. و هلم جرّ طالما عايزين سبوبة التمويل تزيد

حفظ الله مصر وشعبها من الشر واهله

متابعة تعليقاتكم