المصالحة

 

06 Dec 2020

المصالحة …. !!

————–

مش أول مرة يتم الحديث عن المصالحة الخليجية مع قطر .. واخرها كان من سنة بالضبط فى ديسمبر 2019 .. وكل مرة بيتقال نفس الكلام .. وبيخرج علينا المحلون بنفس التحليلات .. وبنسمع من السياسيين نفس التصريحات … لكن الحديث عن المصالحة المرة دى له رونق مختلف ، ونتاج لتحولات سياسية مستقبلية مختلفة … و هــ تبقى إنعكاس لتغيير الإدارة السياسية فى أميريكا فى خلال أسابيع … وسلملى على بتوع طقطوقة “الرئيس الأميريكى مجرد موظف و أمريكا سياستها واحدة” !!!

لازم نبقى فاهمين إن أى تناول لقضايا منطقة الخليج ، لازم يكون الملف الإيرانى هو العنوان الأبرز فيه .. و فى حالة حدوث أى تفاهمات ، لازم يكون الملف الإيران مطروح بقوة على طاولة المباحثات ..

إيران فى خلال الــ 4 سنوات اللى فاتت وصلت لأقصى درجات المعانة نتيجة الضغط الأميريكى عليها ، بسبب عدم إيمان إدارة ترامب بإستخدام ملف أنظمة وجماعات التاسلم السياسى كأداة لإحداث تغييرات فى المنطقة .. ولو كان قدّر للإدارة الحالية إنها تكمل كمان 4 سنوات .. كنا هــ نشوف تغييرات دراماتيكية مذهلة ، وبالذات فيما يخص الفرس والأتراك .. وعلشان كدة كان لازم الإدارة السياسية الأميريكية الحالية تسقط بأى شكل من الأشكال لصالح عودة التوجهات السابقة فى عهد (اوباما/كلينتون) .. و هو ده اللى خلّى نانسى بيلوسى رئيسة الكونجرس تصرح وتقول فى 31 أكتوبر الماضى .. يعنى قبل بدء الإنتخابات الأميريكية بــ 4 أيام ؛ إن جوبايدن هــ يكون هو الرئيس القادم لأميريكا بغض النظر عن النتيجة النهائية للتصويت الإنتخابى !! … كدة بمنتهى التبجح … و هو ده إللى شوفنا فعليا فى الانتخابات واللى حصل فيها

نرجع تانى لموضوع المصالحة .. ونقول إن توجه الإدارة الأميريكية فى الفترة القادمة زى ما ذكرنا فى مقالنا بعنوان “#الإنتخابات_الأميريكية_ونظرة_مستقبلية_للأحداث” هــ تكون لصالح التهدئة وتخفيف الضغط على إيران .. و ده طبعا مش هــ يكون فى مصلحة دول الخليج ..

دول الخليج وبالذات المملكة السعودية ، كانت بتتعامل مع ملف المصالحة فى خلال الكام سنة اللى فاتوا بمنتهى الحزم ، لأنهم كانوا واثقين إن القدم الأميريكية هــ تبقى دايسة على رقبة الضبع الفارسى .. لكن مع مقدم الإدارة الجديدة ، هــ نرجع تانى لطريقة العصا والجزرة .. وبالتالى .. فــ مع إيمان الدول المعنية فى الخليج ، بإن الإدارة الجديدة هتلعب معاهم نفس اللعبة ، هــ يبقوا على إستعداد للمضى فى أى تسوية ممكن توقف من وجهة نظرهم الخطر الفارسى ، بضمانات أميريكية .. لأنهم واثقين بشدة إن مفتاح الفرس فى إيدين القنوات الأميريكية #الأمنية حتى لو كان ده بشكل غير معلن !

لكن علشان نبقى منصفين .. لازم نقول ان التسوية مش هتبقى بالبساطة دى … بمعنى أن الموضوع مش هيبقى بس حاجة قصاد حاجة … لكن الموضوع هايكون أكبر وأشمل .. هيكون داخل فيه الملف الايرانى .. و ملف التطبيع مع اسرائيل .. والمصالحة القطرية .. و ملف شرق المتوسط .. والملف الليبى … والملف التركى … وجماعات التأسلم السياسى .. وإعادة الاعمار فى العراق .. والملف الفلسطينى .. مع الوضع فى الاعتبار ان اميريكا ممكن تبيع أى طرف من الأطراف لتحقيق أهدافها إللى تتوافق مع مصالحها على المدى القريب والبعيد ..

من وجهة نظرنا ف الحلقة الأضعف فى القصة دى كلها هى تنظيم الاخوان بكل رموزه وتكويناته و اراجوزاته الاعلامية واللى يكونوا هم الخروف إللى قد يتم تقديمه على مذبح التسوية الشاملة للمضى قدما لإعادة هيكلة المنطقة سياسياً … و هنشوف النظام التركى البرجماتى وهو بيبيع كلاب الصيد بتاعته بعد ما أيقن انه خسر كل الجولات إللى دخلها فى المواجهة .. و بالذات مع مصر .. إللى رسمت خطوط حمراء يصعب تجاوزها ! … ده لو أردوغان نفسه استمر فى مكانه .. و ده إللى هيبان فى الشهور القادمة

طب مصر بقى فين من كل إللى بيحصل ده !!؟

مصر طبعا فى القلب من كل إللى بيحصل ده …

مصر أعلنت موقفها بكل صراحة ووضوح .. وقالت قبل كدة ان فتح ملف المصالحة مع قطر مرهون بتغيير جذرى فى الموقف القطرى .. و يكون بالدليل والبرهان ، وبتحرك ايجابى تؤكد نية التغيير !! … و كذلك الوضع بالنسبة للنظام التركى بغض النظر عن المغازلة التركية لمصر فى الشهور الأخيرة بعد تأكد النظام التركى من قوة أقدام مصر فى معظم الملفات إللى قد تكون مشتركة .. يعنى مصر عندها سياسة واضحة ومحددة و ماعندهاش استعداد انها تغيرها لأنها تمثل ثوابت الأمن القومى المصرى

مش كدة وبس .. لكن مصر أخذت كذا موقف فى الأيام الماضية يؤكد أن مصر هترتدى ثوب المواجهة وليس الموائمة مع التوجهات الجديدة إللى تخص المنطقة … وبالذات فى الملف بتاع جماعات التأسلم السياسى .. و انه مش هيبقى فيه اي مساومات ممكن تتعارض بأى شكل من الاشكال مع الأمن القومى المصرى !!

طيب هل فيه خلاف بين مصر ودول الخليج !!؟

طبعا لأ … وإن كان كل دولة من حقها تشوف الموضوع من وجهة نظرها وحسب رؤيتها لأمنها القومى .. لكن نقدر نقول مثلا انه فيه تتطابق فى وجهات النظر بين مصر والإمارات مثلا فيما يخص كل ملفات المنطقة … و انه فيه مشاورات بتتم بين دول الرباعى العربى فيما يخص أى تسوية ممكنة .. برغم انه ممكن يحصل تحرك سعودى أو بحرينى فى اتجاه معين و ده لا يعنى انه التحرك ده على حساب مصر .. لكن كل دولة بتحدد أولوياتها وبتتحرك بناء عليها

الخلاصة ان فيه حالة من الحراك السياسى بتحصل خلف الكواليس برعاية اميريكية لإحداث تسوية شاملة .. والحالة دى حاجة كدة عاملة زى فض الاشتباك بين إدارة البيت الأبيض الحالية والإدارة القادمة .. والملفات السياسية الخاصة بالمنطقة هتشهد تغيرات سريعة ومتلاحقة … و فى الغالب هتكون فى مصلحة مصر ؛ لأن مصر خلّصت ال home work من بدرى وأصبحت لها اليد الطولى فى كل الملفات ! .. بس مصر مش بتتكلم لأنها مش بتاعة تطبيل ولا بروباجاندا .. والدليل انه إللى بيحصل كل مرة بيأتى مطابقاً فى النهاية للرؤية المصرية .. حتى و إن بدى فى البداية غير ذلك

حفظ الله مصر وشعب مصر

لمتابعة تعليقاتكم