أنا و نبيل فاروق .. وسنين العمر

11 Dec 2020

أنا و نبيل فاروق .. وسنين العمر .. !!

(ذكريات) ..

————————————-

بعيدا عن مجريات الأحداث .. فــ أحيانا تصر بعض الذكريات على الحضور .. وخصوصاً لو إعتبرنا إن رحيل عراب الجيل د.نبيل فاروق عن حياتنا ، هو أحد الأحداث الهامة اللى بــ تمر بينا فى 2020 .. مع التأكيد على إن #نبيل_فاروق يعتبر واحد من أهم الكتاب فى العالم ، إن لم يكن الأهم على الإطلاق لو كان تقييمنا له من حيث عدد العناوين اللى أنتجها واللى تخطت الــ 500 منتج ومصنّف أدبى ، أو عدد المتابعين له ، واللى أثر فى حياتهم بشكل إيجابى !

من سنين طويلة .. و فى يوم من أيام الدراسة .. مرّيت على صديق ليا وسألته إذا كان عنده حاجة ممكن أقراها .. وخصوصا إن القراءة فى الوقت ده كانت أهم وسيلة من وسائل المعرفة والتسلية .. وكان صديقى كريم معايا ، وفتح درج مكتبه .. وأخرج 3 روايات قديمة لثلاثة سلاسل مختلفة و مد إيده بيهم وقاللى و هو مبتسم “خد دوول سلّى نفسك بيهم”

ولأنى كنت ومازلت من اللى بيقدسوا القراءة .. فــ كنت بأحترم أى مادة أدبية ، وبأتعامل معاها بمنتهى التبجيل .. وعلشان كدة نظرت للروايات الثلاثة بمنتهى الإمتعاظ ، و ده كان بسبب حالتهم المزرية .. من حيث الشكل طبعاً

كانوا 3 روايات واحدة حالتها مش بطالة للشياطين الــ 13 .. والثانية اقل منها شوية لسلسلة المغامرون الثلاثة .. أما الثالثة فكانت رواية بدون غلاف ، وفيها كام صفحة فى البداية ناقصين … و ده كان بالنسبالى يعتبر جريمة بكل المقاييس .. جريمة مكتملة الأركان

المهم أخدتهم و رجعت البيت وبدأت طبعا بالرواية الأفضل من حيث حالتها الفيزيقية وهى رواية الشياطين الــ 13 وخلصتها على مدار اليوم .. وثانى يوم قرأت رواية المغامرون الثلاثة .. و فى اليوم الثالث ماكانش فاضل غير الرواية الثالثة اللى من غير غلاف ، ومن غير عنوان ، ونصف الفصل الأول مش موجود .. وكنت متردد إنى اقرأها .. وفى النهاية مسكت الرواية وبدأت القراءة مع إحساس بالإمتعاظ من الحالة المؤسفة اللى عليها الرواية !!

وكانت المفاجأة ، إنى ومع السطور الأولى اللى قرأتها من الرواية ، سقطت فى عشقها وعشق شخصية بطل الرواية “أدهم صبرى” ضابط المخابرات الأسطورى .. ولم أتوقف عن القراءة إلا بعد إن إلتهمت كل صفحاتها وصولا لكلمة النهاية … والأجمل إنى أعدت قراءة الرواية مرتين كمان فى نفس اليوم، كانت أخرهم قبل ما أنام بالليل ….. وفى اليوم التالى بدأت أسأل عن الرواية دى إييه ، وبتاعة مين .. وإكتشفت إنها كانت الرواية رقم “13” بعنوان “أرض الأهوال” من سلسلة روايات رجل المستحيل .. اللى كان صدر منها فى الوقت ده 20 رواية بالفعل !!

وبعد يومين كنت باشترى أخر رواية مطروحة فى السوق ساعاتها وهى الرواية رقم 20 بعنوان “ثعلب الثلوج” بسعر 50 قرش واللى أكيد ماكانش رقم بسيط فى الوقت ده ، وتدبيره من المصروف يعتبر مهمة مستحيلة .. ثم بدأت رحلة البحث عن الروايات السابقة .. وطبعا بسبب ضيق ذات اليد .. كان من المستحيل إنى أقدر أشترى الرويات دى كلها ، فــ بدأت أستعيرها من صديق أخر من زملاء الدراسة اللى إكتشفت إن عنده السلسلة كاملة .. لدرجة إنى كنت باروح المدرسة فى حالة من التشوق لمجرد إنى هــ أستلم من زميلى رواية جديدة ، أعيش بمتعة قراءتها اليوم كله !

ومن هنا بدأت رحلة التعرف على إصدارات المؤسسة العربية الحديثة و مؤلفات دكتور نبيل فاروق .. وبدأت متابعة سلسلة رجل المستحيل ، وملف المستقبل بشغف غريب .. ثم تلاها سلاسل كوكتيل 2000 ، و فاى ، و بانوراما .. ثم فارس الأندلس ، و سيف العدالة ، و العقرب ، و سلسلة الأعداد الخاصة ، ومن ملفات الجاسوسية ، و الفريق .. وكتب أخرى كثيرة بمواضيع متنوعة …. وبدأت أبحث عن أى شيئ وكل شيئ عليه إسم د. نبيل فاروق اللى كان من وجهة نظرى وقتها هو خاتم الجودة اللى يكفى إنى أشوفه على أى إصدار علشان أشتريه بدون تردد … و طبعا ده كان بــ يستنزف أكثر من 60% من المصروف الشهرى بتاعى ، واللى كان والدى بــ يصر على إنه يبقى شهرى ، وإنى لازم أعيش بيه بدون أى قرش زيادة مهما كانت الظروف أو الإحتياجات

كنت بأنتظر معرض القاهرة الدولى للكتاب بمنتهى الشغف علشان أحصل على الإصدارات والكتب والرويات الجديدة .. وشرفت إنى قابلت الدكتور نبيل ، وحضرت له أكثر من ندوة .. وكنت بأتابع مقالاته فى مجلة الشباب وموقع الدستور .. غير البرامج اللى قدمها كمان زى حلقات برنامج “ملف السرار” اللى كان فى قمة التشويق والإثارة … و برغم كل ده .. تبقى سلسلة #رجل_المستحيل ببطلها الأسطورى الحقيقى “أ.ص” .. وسلسلة #ملف_المستقبل بفريق عملها “نور ، سلوى ، رمزى ، محمود ، أكرم ، نشوى ، و س-18” على قمة هرم السلاسل اللى أدخلتنا إلى عالم #نبيل_فاروق

كل الى عرفوا الدكتور نبيل فاروق عن قرب ، أجمعوا على طيبته ودماثة خلقه وتواضعه وإحترامه الجم لكل الناس ….. و علاقة جيلنا وأجيال بعدنا بالدكتور نبيل رحمة الله عليه ، ماكانتش مجرد علاقة جمهور بكاتب قصصى .. لكنها تعدت هذه المرحلة لنوع من الإرتباط الروحى مع شخص شكل وجداننا .. وغرس فى نفوسنا قيم ومعانى نبيلة عن الولاء والإنتماء وحب الوطن والتضحية

دكتور نبيل فاروق زرع فينا شغف وعشق لكل ما يمت بــ صلة للوطن .. و أوجد لنا عالم أدبى كامل متكامل يجمع بين الوطنية والإثارة والتشويق والخيال العلمى والمعلومة العلمية السليمة وعشق البحث العلمى والمعلوماتى .. و أسس قاعدة قوية وسليمة فى نفوسنا من الولاء والإنتماء .. و ربى أجيال على الوطنية الحقة بعيدا عن أى إفراط أو تفريط .. وخلق فينا جدار وطنى صلب ، كان هو حائط الصد الحقيقى اللى قدرنا نواجه بيه الميوعة الفكرية اللى بــ نشوفها حاليا فى الإعلام والسوشيال ميديا ، وإنهيار الإنتماء والمثل العليا عند البعض ، لدرجة تحولت فيها الخيانة _بكل أسف_ إلى وجهة نظر .. واصبح الهجوم على الوطن بمكوناته الأساسية والمزايدة على أجهزته الأمنية ومؤسسته العسكرية ، دليل لدى البعض على حرية الفكر والتحرر العقلى من تابوهات وأكليشهات الوطن والولاء والإنتماء ، اللى من وجهة نظرهم مضحكوك علينا بيها !

والمتابعين للدكتور نبيل فاروق رحمة الله عليه ، أكيد عارفين وفاكرين إن رحلته ماكانش سهلة بأى حال من الأحوال .. لكن كان دايما بــ يتم الهجوم عليه ، وإتهامه بإنه كاتب “التيك أواى” تارة .. وإن كتاباته لا ترقى للكتابات الأدبية ، وأنها مجرد كتابات للأطفال .. وتارة أخرى إن كتاباته كلها مسروقة من أعمال أجنبية .. ووصولا لإتهامه بالإلحاد والهرطقة والخروج عن الملة ، والدعوة للكفر .. فى حملات شديدة الضراوة .. لا لشيئ ، إلا لأن الإسلامجية واليسارجية و من يمولونهم ، كانوا عارفين كويس جدا مدى خطورة تأثير ما يكتبه الرجل على عقول متابعيه .. و النتيجة النهائية لكل ده على فكر وثقافة الأجيال الجديدة على المدى البعيد ، واللى كان هــ يقف حجر عثرة قصاد مشروعهم الفكرى والعقدى .. لدرجة إننا نفتكر مقال صدر فى فترة من الفترات لصحف الكيان الصهيـ$نى ، بــ تحذر فيه من تأثير أعمال الكاتب نبيل فاروق بترسيخ فكرة العداء للكيان فى عقول الشباب !

و هو ده اللى حصل بالفعل بعد سنين طويلة .. فكان مكون رئيسى من اللى وقفوا قصاد المشروع الفكرى والعقائدى اللى كان عايز يسقط الوطن بإيدين اللى إنتم عارفينهم و من خلفهم من أجهزة و دول ، هو الجيل اللى إتربى على إيدين وفكر وكتابات د.نبيل فاروق !

رحيل الدكتور نبيل فاروق يعد خسارة كبيرة لملايين كثيرة داخل وخارج مصر .. وبرغم توقفه عن الكتابة من فترة بسبب حالته الصحية .. لكن يكفى إننا فى كل مرة كنا بنزور فيها مكتبة ، كنا بنسأل عن أى أصدار جديد لنبيل فاروق ، لعل وعسى إننا نشوف كتاب أو رواية جديدة ترجع بينا لزمان جميل ، عشنا فيه وإستمتعنا بثرائه الأدبى ذى الحس الوطنى

حكايتنا مع الدكتور نبيل فاروق رحمة الله عليه ، وبدون أى مبالغة ، هى حكاية العمر كله لجيل أو لأجيال عاشت و تربّت فى عالمه الأدبى ذى الحس الوطنى ، و لا أقل من إننا نقدم له الشكر على كل ما قدمه لبلده ولأجيال كاملة .. ونتقدم كمان بجزيل الشكر للسيد “أ.ص” الرجل الأمنى الخاص ، الذى إستوحى الدكتور نبيل من خلاله شخصية #أدهـم_صـبرى أو #رجـل_المسـتحيل .. و بــ يملأنا فخر وثقة ، فى إن بلدنا تمتلك بفضل الله الكثير من الكوادر القادرة على حمايتها من شر أعدائها … و أظن السنوات القليلة الماضية اثبتت بما لا يدع مجال للشك إن أدهم صبرى مش مجرد حكاية أسطورية لطفرة أو إستثناء .. لكنه القاعدة اللى بــ تسهر على حماية الوطن من كل ما يحيط به من تحديات ومؤامرات ..

#وداعا_نبيل_فاروق

#وداعا_أدهم_صبرى_رجل_المستحيل

#وداعا_أ_ص

و حفظ الله مصر وشعب مصر

ملحوظة: التعليقات مفتوحة لكل حد وأى حد حابب يعلق أى تعليق أو يشارك قصته أو ذكرياته مع عالم الدكتور نبيل فاروق

لمتابعة تعليقاتكم