كلمة السيسى … وخطاب الفرصة الأخيرة

 

2 Nov 2015

كلمة السيسى … وخطاب الفرصة الأخيرة

————————————— 

خطاب الرئيس السيسى إمبارح كان متسماً بالشفافية .. وكان كالعادة حديث من القلب للقلب .. وإحنا النهاردة مش هــ نسرد تفاصيل الخطاب ، لكن هــ نتكلم عن روح الخطاب ، والرسائل من قلب الكلمات ..

 القسم الأول من الخطاب:

الرئيس بدأ حديثه بالتذكِرة (بكسر الكاف) .. أيوة بيفكرنا وبيفكر الشعب ، وبيفكر الناس اللى إتهزت من كتر الدوشة اللى حواليها .. بــ يفكّر الناس اللى رجعت تانى تسمع من الإعلام وولولة الإعلاميين علشان يفقدوا الشعب الأمل ويهزوا ثقة المصريين فى أى تطور حصل أو هــ يحصل !!

 الرئيس إتكلم الأوضاع الداخلية من يوم 3 يوليو 2013  ، وفكرنا بالوضع الأمنى ، وإحنا كنا فين وبقينا فين ، برغم كل التحديات الداخلية والخارجية .. وإتكلم عن الحمل الكبير والإنتشار الأمنى من قبل حتى 30 يونيو .. وإتكلم عن إستمرار المجهودات الأمنية فى عملية حق الشهيد 1 و 2 اللى بدأت فعليا علشان تقضى نهائيا على الإرهاب فى سيناء .. وإتكلم عن تصنيف مصر فى مجال الأمن الجنائى إنه من أعلى التصنيفات فى العالم ، وهــ يتم رفعه أكثر من كدة .. وإن الجيش والشرطة بكفائتهم وتضحياتهم ، والشعب بوعيه ، بيحموا مصر من شر كلنا شايفينه بعينينا !!

 القسم الثانى من الخطاب:

كان قائم على توصيل فكرة إن التطوير له ثمن والتكلفة اللى دفعتها مصر علشان نوصل للمرحلة اللى إحنا فيها دى كانت كبيرة .. وده رد على حثالات الإعلام وخبراء الفيسبوك والعيال المتثورجة على روحها واللى طول الوقت كانوا بيتكلموا عن الفلوس والإعانات والدعم المادى الدولى لمصر .. كل ده راح فين !!؟؟ .. وأكيد الفلوس إتسرقت زى غيرها .. لكن الرئيس رد بكل بساطة وضرب 3 أمثلة فقط إستنزفت لواحدها أكثر من 205 مليار جنيه مصرى .. الكهرباء والطرق وسيارات نقل البضائع … !!!!

 عرفت بقى ياحيلتها انت وهو الفلوس بتروح فين !!؟؟ .. وإلّا انت كنت فاكر إن الطفح اللى انت بتطفحه ، و الكهرباء اللى مابقتش بتقطع وبتستخدمها سيادتك علشان تدخل على الفيسبوك تشتم فى بلدك ، والطرق الجديدة اللى انت بتمشى عليها ، كل ده كان من مصروف البيت

 ووضح الرئيس السيسى إن كل اللى كان بيتعمل ده ، علشان توفر مناخ جاذب للإستثمار ببنية أساسية تسمح بإن الإستثمار يبتدى يشتغل وهو مش قلقان من بنية تحتية متهالكة .. وعلشان كدة كان لازم مصر تحل مشكلة الغاز والكهرباء والطرق … و …. و البقية تأتى … زى دراسة المشروعات الخدمية والأنشطة الشعبية وتنفيذها بــ إيديين الدولة وضرب مثال على كدة مشروع الأثاث بــ دمياط .. وإتكلم كمان عن التحديات اللى بتخوضها الدولة لإستكمل البنية التحتية زى خدمة السكك الحديدية .. وسأل سؤال جميل جداً … تفتكروا كل ده بكام !!؟؟ 🙂

 لكن أهم رسالة فى الجزئية الثانية من الخطاب كانت حديث الرئيس الحاسم عن ضرورة التأزر والتماسك علشان مانسمحش لحد إنه يفتت الجبهة الداخلية .. وعلشان كدة إتكلم الرئيس عن إرتفاع الأسعار ، وقال إن المشكلة دى هــ تنتهى بنهاية الشهر .. ووجه رسالة حازمة تحمل درجة من السخرية للمحتكرين واللى بيلعبوا فى السوق وبيستغلوا ألام الناس وقوت الفقراء والغلابة اللى هم طول الوقت ما وراهمش حاجة غير إنهم يتاجروا بيهم علشان يظهروا بمظهر الأبطال .. وقال اللي عنده حاجة مخزنها عشان هاتذيد .. ينزلها السوق بقي =D =D

 والكلام ده بيرجعنا لأكثر من سنة ونص فاتوا لما ظهر الرئيس السيسى فى الإعلام قبل إنتخابه ، وإتكلم عن الإستثمار والإقتصاد و أليات السوق الموازى .. لإن إقتصاد السوق الحر ….ما ينفعش نحدد له تسعيره .. لكن اللي هــ يعمله الرئيس السيسي …ان الجيش والدولة بمؤسساتها … هــ تنزل السلع الاساسية …..بأسعار مناسبة …لانها بتكسب في حدوود المعقول … و ده يعتبر زيادة فى الدخل القومي وكمان أليات ظبط الاسعار ….

 وأحب أفكر اصدقائنا إن صفحة كلام فى الصميم كانت الصفحة الوحيدة اللى إتكلمت عن الموضع ده وأبرزت التصريحات دى أكثر من مرة … وأدى الرئيس السيسى النهاردة بيقول للشعب المصرى .. يامصريين .. اللى فات 17 شهر بس مش 17 سنة .. وشوفوا إتحقق حاجات قد إييه !!

 القسم الثالث والأخير من الخطاب:

نبرة صوت الرئيس السيسى فى القسم الثالث إختلفت تماما لإنه إتكلم فيه عن الإعلام .. وكان الحديث مزيج بين الحزن والغضب والحسم .. لإن الإعلام المصرى هو فعلا إعلام العار !!

 بدأ الرئيس بالحديث عن إسكندرية وشرح ببساطة المشكلة جت منين وكأنه بيقول إنه عارف وشايف الفساد وهــ يتعامل معاه .. 🙂

وبغض النظر عن التلميح عن اللى قال إن الرئيس قاعد مع شركة سيمنز وسايب إسكندرية .. واللى بيقول الرئيس بيسافر كتير ، واللى خلى الرئيس يقول له بإستهزاء “ياعم خليك في اللي انت فيه .. بس .. انتو ولا فاهمين ولا عارفيه ولا دريانيين بحاجة” .. وكأنه بيقول له فى معنى المثل البلدى ، “اللى مايعرفش يقول ….. عدس”…… وإشارته كمان للإعلاميين اللى ما وراهمش حاجة غير الهجوم المتواصل والغير مبرر .. وتغيب وعى الناس .. وتسويد الدنيا فى عنيهم وكل واحد حاطط أمامه ميكرفون وبينشر الجهل .. والحديث عن المشاكل والكوارث .. واللى خلى الرئيس يقول فى نبرة تهديد واضحة: “وانتم ماعندكمش كوارث وإلا إييه !!؟؟” .. وأنهى كلامه بأدب شديد ورفع إصبعه وهو عيونه بتلمع وبيقول “المرة الجاية هــ أشتكيكم للشعب 🙂

 رسالة التهديد الواضحة والصريحة دى ، خلت كتير من الإعلاميين إمبارح وكرد على ما ورد فى الخطاب ، يتقسموا لجزئين … جزء طلعوا يعووا ويهرتلوا ويهاجموا خطاب السيسى فى كلامه عن الإعلاميين ، زى إبراهيم عيسى بتاع الشئ وعكسه والواد يوسف الحسينى بتاع ساويرس … وجزء جاب ورا علشان يهدى النفوس زى لميس الحديدى اللى إتكلمت عن قانون الأخلاق .. وخالد أبو بكر اللى طلع يمدح فى الخطاب علشان ينفى عن نفسه إنه الشخص اللى الرئيس جاب سيرته فى موضوع سيمنز !!

 وطالما عملوا كدة .. يبقى شعروا بالخطر .. وده معناه إنهم فهموا الرسالة وإستوعبوها كويس أوى … وإن الخطاب ده كان خطاب الفرصة الأخيرة .. على الأقل ، من وجة نظر صفحة كلام فى الصميم .. وللرئيس أن يفعل مايراه الأصلح لمصر 🙂

 اللى جاى أحسن بإذن الله ، بس لازم نؤكد على أهم حاجة قالها الرئيس وهى التأزر والتلاحم لأن ده هو الشئ الوحيد اللى هــ يحافظ على مصر

لمتابعة تعليقاتكم