لو كان المتكلم مجنون

25 Dec 2020

لو كان المتكلم مجنون ، يبقى المستمع إييه !!؟

———————————————

– إلحق ترامب بيهاجم مصر ..

– إلحق ترامب بيحرض على مصر ..

– إلحق ترامب عايز يقطع المعونة العسكرية الــ 1.3 مليار دولار عن مصر .. وبيقول إننا بناخدها و بنشترى بيها سلاح روسى !

– هو ترامب جراله إييه .. وإشمعنى قلب على مصر دلوقتى !؟

– ط$ز فى المعونة الأميريكية مش عايزينها ..

– هأ هأ هأ هو ترامب عBيط يعنى ومش عارف إن المعونة دى مش فلوس سايلة !؟

ده ملخص سريع لكل اللى كان بــ يتم تداوله على صفحات وحسابات وسائل التواصل ، ومن بعض الإعلاميين  فى بعض القنوات الفضائية ، والمحسوبين على فريق المؤيدين للدولة .. بعد تصريحات الرئيس الأميريكى الحالى ترامب واللى المفروض إن ولايته هــ تنتهى فى يناير القادم !

طب هو ترامب قال كدة فعلا !!؟؟ .. و هل اللى بيهاجموه معاهم حق وإلا لأ ..

و هنا بقى يبرز بشدة مبدأ الرأى ثم رد الفعل المبنى على معلومة صحيحة .. واللى للأسف طلعت أوت المرة دى من فريق كبير من المؤيدين ، لا نشكك ابدا فى وطنيتهم وحبهم لمصر .. لكن وللأسف تانى غلطة الشاطر بألف 🙂

خلينا نقول فى البداية إننا بــ نتفق تماما مع كل اللى قال إن مصر لم ولن تكون قرراتها رهناً للمعونة الأميريكية .. و مصر تمتلك حريتها وقرارها فى إنها تعمل اللى هى عايزاه من غير ما تخضع لأى نوع من الضغوط أو الإبتزاز الإقتصادى أو السياسى .. واللى عايز يقطع المعونة يقطعها .. وخصوصا إنها لا تمثل أكثر من 1% فقط من الموازنة العامة للدولة .. يعنى خسارتنا لها هيبقى أقل بكتير من المزايا اللى بتحصل عليها أميريكا من مصر فى المقابل

مصر لحد دلوقتى ، وطبقاً لإتفاقية كامب ديفيد بتحصل على معونة عسكرية قيمتها (1.3 مليار دولار) .. مش بتاخدها فلوس سائلة ، زى ما المتخلفين المغرضين اللى بيقولوا إنها بتتوزع على قيادات الجيش .. لكن مصر بتحصل على قيمة الــ 1.3 مليار دولار دى فى صورة أسلحة وقطع غيار وعقود صيانة للأسلحة الأميريكية الموجودة لدى الجيش المصرى .. وبتدفع عليهم مصر أكثر منهم بكتير ، لأن السلاح الأميريكى منذ إتفاقية السلام يشكل العماد الرئيسى لتسليح الجيش المصرى .. أما النهاردة فــ مصر بتنوع مصادر سلاحها بين الأميريكى والروسى و الألمانى والفرنسى والصينى والكورى .. ناهيك عن الإنتاج المصرى للمدرعات والذخيرة والأسلحة الخفيفة وغيرها ..

طب هو ترامب مايعرفش كدة ؟؟ .. لأ عارف طبعاً .. ده رئيس أميريكا مش رئيس مركز كفر أبو بطاطا 🙂 .. طب أومال هو عمل كدة لييه .. و إييه اللى بيقوله ده !؟ … و الحقيقة إن ترامب ماجابش سيرة المعونة العسكرية لمصر ، لكنه كان بيتكلم عن حاجة تانية خالص

الكونجرس الأميريكى كان بيناقش قانون إسمه: #قانون_الإغاثة_من_فيروس_كورونا .. والقانون ده كان بيناقش فكرة ضخ مساعدات مالية للداخل الأميريكى وكمان لبعض الدول ذات المصالح المشتركة بقيمة 900 مليار دولار لمواجهة تداعيات أزمة كورونا … و طبعا النسبة الأكبر هــ تكون لدعم الداخل الأميريكى لكن فيه بعض الدول اللى ذكر ترامب بعضهم بالإسم ، الكونجرس وضع لهم شرائح مساعدات ضمن المبلغ ده .. زى كامبوديا 85 مليون دولار ، وبورما 134 مليون دولار ، وباكستان 25 مليون دولار و مصر 1.3 مليار دولار !!

بتقول كام حضرتك !!؟ … أاااه يبقى من هنا جاء الخلط بين الرقم ده ، وبين رقم الــ 1.3 مليار دولار قيمة المعونة العسكرية الأميريكية لمصر !🤔

ترامب بقى رفض القانون من الأساس ، وطلع فى كلمته اللى نشرها على حسابه على تويتر ، يزايد على الكونجرس ويخطب ود الشارع الأميريكى ويقول للكونجرس .. إنتم عايزين تمنحوا لكل أسرة أميريكية 600 دولار مساعدات بس ، بموجب القانون .. لأ المفروض يبقوا 2000 دولار … و على فكرة بقى المساعدات بتاعة مصر دى هــ ياخدها الجيش المصرى ويروح يشترى بيها أسلحة روسية 😁

طب هو قال كدة لييه !!؟ .. ده نوع من المزايدة على الكونجرس علشان يبان قدام الشعب الأميريكى إنه عايز يصرف لهم فلوس أكثر ، بس الكونجرس مش عايز .. وكمان عارف إن كلمة روسيا لما تتقال مع أى كلام ، بتعمل شغل مع الأميريكيين … و ده بــ يأكد كلامنا اللى قولناه قبل كدة ، إن السياسة مافيهاش ملائكة ، وإن “اللى تغلب به إلعب به” !😉

طب هى مصر طلبت مساعدة من الكونجرس !؟ .. طبعا لأ .. أومّال الكونجرس حط إسم مصر فى قانون المساعدات لييه !؟ .. ببساطة خالص لأن قيمة مصر الإستراتيجية لأميريكيا كبيرة جدا ، والكونجرس الأميريكى حتى لو كان فى داخله بعض توجهات لفريق منه ضد مصر .. لكنه إجمالا يرى أن مصر شريك إستراتيجى لا يمكن خسارته لصالح الغير .. ودولة محورية لا يمكن الإستغناء عنها .. يعنى نغلس شوية أااه .. نقريف عليكم حبة ممكن .. نضغط عليكم فى ملفات معينة مايضرش .. لكن نخسركم لأ .. وخصوصا فى ظل تنامى القوة السياسية والإقتصادية والعسكرية للدولة المصرية مؤخراً .. وإمتلاك مصر لمفاتيح وكروت فاعلة كتيرة للعديد من ملفات المنطقة ..

وناهيك طبعا عن إن مصر كانت من أوائل الدول اللى منحت مساعدات طبية للولايات المتحدة فى عز ازمة كورونا … المبادرة اللى كثير من المراهقين سياسياً سخروا منها ، وقعدوا يقولوا “بقى إحنا اللى بنساعد امريكا ! 😏 طب نساعد نفسنا الأول” .. و اللى خرج وقتها السفير الأميريكى فى فيديو على موقع السفارة الأميريكية ، وشكر مصر والشعب المصرى على المساعدات دى .. و هو ده اللى بــ يوضح الفرق بين فكر الدولة وقيادتها للأمور ، ورؤيتها على المدى الطويل .. وبين فكر بعض الأفراد المحسوبين على فريق ما يسمى بالمعارضة .. أو اللى هم بيقولوا على نفسهم معارضة 😉🙂

الخلاصة يا عم الحاج .. إن الـ 1.3 مليار دولار دوول ، غير الــ 1.3 مليار دولار التانيين .. وإحنا لا محتاجين دوول ، ولا يفرق معانا دوول .. 🙂

و أخيرا … وللمرة المليون .. مصر مش بتقبل الاملاءات وعمرها ما بتخضع للضغوط أو للابتزاز السياسى .. و اذا كان اللى حصل ده مجرد تمهيد وكارت انذار لمصر .. فمصر هتعمل إللى هى عايزاه وهتشترى سلاح سواء من الروس أو من غيرهم … ومبروك لمصر مقدما بدء تسلم السوخوى-35 😉

حفظ الله مصر وشعب مصر

لمتابعة تعليقاتكم