مصر فى قلب الغرب الليبى

28 Dec 2020

مصر فى قلب الغرب الليبى !!!

—————————–

فجأة كدة صحينا الصبح لقينا العالم كله بيتكلم عن زيارة من وفد امنى رفيع المستوى يرأسه وكيل جهاز المخابرات المصرى إلى ليبيا .. و مش اى زيارة .. دى زيارة للعاصمة طرابلس .. مقر حكم حكومة الوفاق ، وقلب وبؤرة تواجد وتمركز المليشيات المسلحة المدعومة من نظام القرد العثمانلى ، اللى لا يكف عن التنطيط ..

وكعادة مصر .. و زى كل مرة .. تلتزم الصمت التام .. وتسيب كل قرد يتنطط براحته .. وفجأة تلاقى نقلة على رقعة الشطرنج مفاجأة للجميع … طب ده حصل إزاى !؟ .. وبأمارة إييه !؟ .. وتم الترتيب لده إمتى !؟ .. وعن طريق قنوات إتصال إييه !؟ … و عمرك ما هــ تلاقى إجابة غير إن القائمين على إدارة الدولة بكل اجهزتها الأمنية ، مش بــ يهملوا أى تفصيلة تتعلق بالأمن القومى المصرى .. وشغالين شغل من نار خلف الكواليس .. وعارفين هم بيعملوا إييه .. وسايبين اللى يهرى يهرى ، واللى يفتى يفتى ، واللى يتنطط يتنطط ، واللى يشتم ويسخر ويتريق يعمل اللى هو عايزه .. وبالذات فى الإعلام وعلى السوشيال ميديا وكل القنوات العميلة .. لأن مصر أكبر بكتير من كل الهرى ده !

و الأنكى إن زيارة الوفد المصري تزامنت مع زيارة وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، و رئيس أركانه  ولقائه بعدد من مسؤولي حكومة الوفاق، وعلى رأسهم باشاغا وزير الداخلية والرجل الأول حاليا فيها .. وذلك بعد تمديد مهام القوات التركية في ليبيا 18 شهرا.

طب هل زيارة زى دى ، وبالأهمية دى كان ممكن تبقى سرية ، وماحدش يعرف عنها اى حاجة !؟ .. أااه طبعا .. كان ممكن … و ولا كان حد هــ يدرى بيها من اصله … طب لييه تم الإعلان عن الزيارة دى ، وبالشكل المبهم ده !؟ 🤔 … ببساطة خالص لأن مصر عارفة كويس جدا إييه هو التوقيت المناسب للتحرك ، وشكله يكون إزاى .. والرسائل اللى لازم توصل لأطراف محددة تقول لهم إنها متواجدة على الأرض ، والجزء الأكبر من مفاتيح الحل فى إيديها …

والأهم من ده فى وجهة نظرنا ولأن الأخرين عارفين كويس اوى حجم مصر وقدرتها .. هو إن المصريين أنفسهم يعرفوا ده .. و يعرفوا إن بلدهم كبيرة أوى .. ولها وزنها وتأثيرها الإستراتيجى .. وخصوصا لما نشوف الإعلام العالمى كله مهتم بالحدث ، و ده عمره ما كان هــ يحصل لو مصر دولة هامشية ومالهاش تاثير .. لأن الضعيف ماحدش بــ يعمل له حساب … و ده طبعا عكس النغمة السائدة فى الفترة الماضية عند عشان الدونية من المنسحقين فكريا ووطنيا .. إن مصر بتضعف و مالهاش أدوات فاعلة على الأرض ، وخلاص بتفقد تأثيرها الإقليمى والدولى .. !! 😏

و إرجع تانى كدة بالذاكرة لما كل شوية كان بــ يتقال لك نفس الكلام على مدار الأحداث فى السنين إللى فاتت ، وإن مصر ولا حاجة ..  و نفاجئ كلنا بتصرف ، أو رد فعل مصرى غير متوقع .. يقولك إن مصر موجودة .. و بــ قوة .. وفاعلة فى الملف الليبى .. 😉

إحنا لييه نسينا إن ليبيا كانت على شفا التقسيم ، وكانت هــ تتقطع بالفعل إلى مناطق نفوذ روسية إيطالية تركية أميريكية فرنسية .. ومصر قالت لأ .. وليبيا لازم تبقى دولة موحدة .. ورغم كل المتشائمين اللى قالوا إن سيناريوا التقسيم خلاص .. لكن تم تجميد المشروع ده و إدخاله إلى ثلاجة حفظ الموتى .. صحيح فيه صراع داخلى دلوقتى بين الشرق والغرب .. لكن لسة ماتفرقتش أرض ليبيا بين المتداعيين على الأكل من القصعة !

إحنا لييه نسينا المصريين المحتجزين فى ليبيا واللى طلع واحد منهم وحكى بعد مارجع إنه كان ماشى فى قلب مصراته ، ولقى واحد طالعله من قلب العدم وقال له “بلغ زمايلك مايقلقوش ، و إنكم هــ ترجعوا مصر فى خلال يومين” وبعدها إختفى .. وفعلا فى خلال يومين تم نقل كل المحتجزين فى اوتوبيس فى رحلة 2500 كيلو متر ، منهم 1500 كيلومتر فى قلب أراضى المليشيات ، وماحدش قدر يستهدف الأوتوبيس ده طوال الرحلة بقشرة موز حتى .. لحد ما وصل المصريين لبلدهم بأمان 💪

إحنا لييه نسينا اللواء عباس كامل مدير المخابرات اللى سافر يجيب هشام عشماوى فى طيارة ، فى عز أزمة الإقتتال فى ليبيا وإنتشار الجماعات المسلحة فى طول البلد وعرضها ، ورجع بيه فى الطيارة بدون ماتقدر جماعة او حتى دولة إنها تستهدف الطيارة دى بأى شكل من الأشكال !

إحنا لييه نسينا إن كل الدول المعنية كانت ضد الجيش الليبى ، وبتقول إنه جيش غير شرعى ، وإن حفتر مجرم .. و راحوا عملوا إتفاق أممى بمنع تسليح الجيش الليبى .. ومصر قالت لأ .. ده جيش وطنى ، والمشير خليفة حفتر هو قائد الجيش المدعوم من البرلمان الليبى المنتخب ، و اصرت على إلغاء قرار منع التسليح ، وساهمت فى تزويد الجيش الليبى بالسلاح وتدريب كوادره سواء عندنا فى مصر أو فى ليبيا ، لحد ما وقف على رجليه واصبح طرف قوى و حاضر على مائدة المفاوضات .. وله كلمة وبيتعمل له الف حساب

إحنا لييه نسينا إن تواجد مصر فى المباحثات اللى إنعقدت فى برلين كان تواجد اساسى ، وبإصرار من المانيا وفرنسا وليبيا وحتى إيطاليا بإعتبارها طرف فاعل على الأرض .. و ده اللى خلى كل القرود تتنط ، والإعلام العميل يقولك “و هى مصر مالها ومال ليبيا” .. والحقيقة مش عارف مالها ومال ليبيا إزاى يعنى .. لحد ما تم توقيع اتفاق بضغط مصرى ، إتكلمنا عنه فى وقتها على صفحتنا .. وكانت صور الرؤساء الأوروبيين وهم ملمومين حوالين الرئيس السيسى و بيتناقشوا معاه مغرقة الفيسبوك .. لحد ما تم الإتفاق على “لجنة 5+5” ، واللى بموجب الاتفاق يتم فيها اختيار “خمسة عسكريين من قوات الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر، وخمسة عسكريين آخرين من حكومة الوفاق الوطنى بقيادة فايز السراج”، لتثبيت وقف إطلاق النار فى طرابلس وغرب ليبيا .. و ده كان المسار العسكرى ، غير طبعا المسار السياسى والإقتصادى كثلاثة مسارات لحل الأزمة الليبية

إحنا لييه نسينا إن قاعدة الوطية العسكرية إنضربت مرتين بينهم أسبوع تقريبا ، بعد نصب منظومة الصورايخ التركية فيها ، وكل الدلائل كانت بــ تشير إلى إن مصر هى اللى عملتها ، وماحدش فتح بقه .. ولا حتى اللى إنضربت المنظومة الصاروخية بتاعته قدر يتكلم علشان ماتبقاش فضيحتهم بجلاجل عملا بمقولة “استر عليا الهى ربنا يستر عليك” 😁

إحنا لييه نسينا إنه فى يوم من الأيام ، مصر عملت مبادرة لضبط الوضع فى ليبيا ، وحطت خط احمر فى كلمة متلفزة للرئيس المصرى شافها العالم كله ، خلت القوى الدولية بعد سويعات قليلة تعلن كلها تاييدها للمبادرة دى .. و لحد النهاردة الخط الأحمر المصرى لم يتم تجاوزه تحت اى ظرف لا عن طريق كلتب السكك من المليشيات اللى تم جمعهم فى الغرب الليبى ، ولا عن طريق النظام الإرهابى العثمانلى ، ولا حتى أى قوة من القوى الإقليمية

إحنا لييه نسينا إن العالم كله وقف على ظوافره .. وكل وكالات الأنباء بقت بترصد وتحلل ، والسوشيال ميديا إتقلبت .. والجزيرة وإعلام الإخوان اللى قنواته بــ تبث من عند الأغا العثمانلى جالهم سعار ، بمجرد إعلان مصر عن تحريك فرق من الجيش المصرى تجاه الحدود الليبية بسبب أخبار عزم المليشيات على تهديد الخط الأحمر اللى وضعه الرئيس المصرى … وبعد التحركات دى ، كله جاب ورا ، وكل قرد لزم شجرته من ساعتها !

إحنا لييه نسينا إن بعد كل التصعيد ، وبعد ما مصر فقط حمّرت عنيها شوية ، فجأة لقينا السراج فى مصر وجلس مع الرئيس السيسى .. وفى الأيام الماضية جاء باشاغا وزير الداخلية التركى والرجل الأول الأن فى حكومة الوفاق و عمل إجتماعات هامة فى مصر … إحنا لييه نسينا إن القبائل والعوائل الليبية ماطلبتش من حد يتدخل لحماية ليبيا وعمل ردع للقوى الأجنبية والمليسشيات غير من مصر !؟

و دلوقتى مصر بتقلب الترابيزة ، و بتفاجئ العالم كله بوفد امنى رفيع المستوى فى قلب الغرب الليبى بيناقش مستقبل العلاقات الليبية المصرية … لأ وكمان هم اللى بــ يطلبوا إعادة فتح السفارة المصرية فى طرابلس ، ومصر تقول لهم هــ نفكر … وخصوصا بعد إنضمام الجنوب الليبى إلى بنغازى فى الشرق الليبى فى جبهة واحدة مع مصر ضد أى قوى تهدف لتهديد ليبيا !

و بعد كل ده لسه فيه ناس من المنبطحين بتشكك فى قوة مصر ومدى تواجدها وتاثيرها فى الملفات الإقليمية والدولية فى كل ما له علاقة بالأمن القمومى المصرى.

إعرف قيمة بلدك .. 🙂💪

لمتابعة تعليقاتكم