عن الحرية والديموقراطية .. خدعوك فقالوا

08 Jan 2021

عن الحرية والديموقراطية .. خدعوك فقالوا .. !!

———————————————–

يخطئ من يعتقد إننا هــ نتكلم عن تفاصيل المشهد العبثى اللى حصل فى أميريكا واحة الديموقراطية .. أو إننا هــ نعمل زى بعض الهواه ونخش نزيط مع الزياطين .. أو إننا نشمت فى اللى حصل ونقول لهم ذوقوا اللى عملتوه فى بلاد كتيرة .. لأ خالص … إحنا لا يعنينا المشهد ده تماماً .. وإنما اللى يعنينا حالة التغييب اللى تم ممارستها على عقول ناس كتير لحد ما إنغرزت فى تفكيرهم وتغلغلت فى كيانهم واصبحت عندهم هى المكون الفكرى والثقافى اللى لا يقبل الجدل 😏

وإذا كانت سنوات الخراب العربى تسببت فى تدمير بلاد ، وتشريد شعوب ، و أنتجت ملاين القتلى ، و ناهيك عن خسائر إقتصادية بمليارات الدولارات .. إلا إن السنوات دى كان لها فائدة فى المجمل .. و هى إنها فضحت الكذب اللى تم ممارسته على عقول الجميع … كذب وتدليس إن المواطن العربى بشكل عام ، و المواطن المصرى بشكل خاص عايش فى صندوق زبالة .. و احيانا حتى لا ترقى لصندوق الزبالة بالمقارنة بالنعيم اللى عايش فيه المواطن فى الغرب .. وساعدهم فى ترسيخ الفكر ده .. الجماعة إياها ، اللى كان من مصلحتها طول الوقت إنها تقرفك فى حياتك وتكرهك فى عيشتك ، وتعمق عندك إحساس الدونية والإنبطاح .. بل والإنسحاق والشعور بالنقص أمام كل ما هو أجنبى .. مع تعظيم الطاقة السلبية اللى بتخليك كاره كل شيئ وأى شيئ يمت لبلدك بأى صلة !

🔺 خدعوك فقالوا … إن التخريب والتدمير وسرقة المتحف المصرى وحرق المجمع العلمى وحصار مبنى التلفزيون ومهاجمة أقسام الشرطة وإقتحام مبنى أمن الدولة وحصار المحكمة الدستورية ومحاولة إقتحام مبنى وزارة الدفاع .. كل ده حرية وتعبير عن الرأى ، وإن اللى بيعملوا كدة سووّار وأتهاااار وهــ يكملوا المشوار .. لكن لما حصل عندهم كدة على سبيل المثال فى أميريكا وفرنسا وإنجلترا .. وبرغم إن المتظاهرين ماكانش معاهم سلاح ولا مولوتوف زى ما حصل عندنا .. لكن قالوا إن ده تخريب وجريمة .. والإعلام سماه Attack .. وسمى الناس إرهابيين .. وهيلارى كلينتون مثلا سمته إرهاب محلى !!

◀️  يعنى من الأخر كدة .. لا حق تعبير ولا حرية رأي ولا الشعب يريد ،  ولا ديمقراطية ، ولا صوانى بتنجان بالمهلبية .. وبقى كل اللى بيحصل إسمه إرهاب وخروج عن القانون وتكدير السلم العام .. وبقى فيه ضرب للمتظاهرين بالرصاص الحى من الشرطة مش من طرف تالت وخامس .. وبقى فيه معتقلين يمكن مايشوفوش الشمس تانى ! … ومافيش حد من دكاكين حقوق الإنسان المسيسة طلّع بيان .. أو حتى كتب كلمة واحدة عن إللى حصل .. أو انتقد عمليات القتل والسحل والاعتقال .. ولا طالب بالإفراج عن المعتقلين .. ولا شوفنا ناشط فتح بقه و سمعنا قصيدة ياعينى ياليلى على أنغام اللطميات والبكائيات .. ويا حرية فينك فينك ال FBI بيننا وبينك ! 😎

🔺 خدعوك فقالوا … إن إعلامنا مسيس ، وإن الإعلام الغربى إعلام مهنى ، وإنهم بينقلوا الأراء المختلفة و مش بيعملوا أى توجيه للرأى العام .. لكن بعد ما بقينا بنتابع كويس اللى بيتنشر ويتقال ، فهمنا إن إعلامهم موجه ومسيس و يكيل بمكيالين وشوفنا بيركزوا إزاى على الصورة اللى عندنا طبقا للتمويل و للتوجه السياسى بتاع صاحب الشغل … شوفناهم فى عز مظاهرات السترات الصفراء بينقلوا صورة نهر السين الفرنسى .. شوفنا فى أمريكا وفرنسا وإنجلترا التطبيل للشرطة بإعتبارهم ابطال بيواجهوا خارجين عن القانون .. شوفنا القنوات بتقطع خطاب للرئيس الأميريكى بدعاوى إنه غير منصف وغير عادل .. شوفناهم بيمنعوا ظهوره على شاشاتهم بحجة إنه مش بيقول الحقائق !

🔺 خدعوك فقالوا … إن من حق النوبة تنفصل عن مصر وتطالب بحكم ذاتى .. ومن حق الأكراد ينفصلوا عن العراق و عن سوريا .. و من حق الإرهابيين بتوع تنظيمات التأسلم السياسى يعملوا ولايات إنفصالية داعشية فى سيناء والعراق وسوريا .. لكن لما إقليم كتالونيا الأسبانى فكر فى كدة ، وعملوا دعاوى إنفصالية .. نزلت الشرطة فرمت المتظاهرين وإعتقلوا قادة الدعاة للإنفصال .. والإعلام الغربى كله وصف الكلام ده بالتخريب وإنه دعاوى مغرضة وسعى لتكدير السلم العام وضرب الأمن والأمان للمجتمع !

🔺 خدعوك فقالوا … إن مواقع الهراء الإجتماعى بتعبر عن رأى الجماهير ، ومؤشر لرأى الشعب .. وماينفعش نحجر عليها .. لكن وقت الجد شوفنا ناس فى كبريات الدول وصاحبة أعتى الديموقراطيات (على حد زعمهم) .. بــ يلقوا القبض على ناس لمجرد تعليق أو حتى لايك على تعليق أو ستاتيوس يعرض أمن المجتمع للخطر .. و أخرة المتمة نلاقى تويتر بيقول إنه هــ يحد من وصول وإنتشار التغريدات اللى بتغذى إضطرابات مبنى الكونجرس … ده طبعا على أساس ان دعاوى التخريب والحرق والتكسير ومهاجمة مؤسسات الدولة إللى كانت عندنا ، ومازالت ، دى بقى كلها كانت بــ تغذى الذرة المشوى بالمقبلات والمسطردة !! 😏

🔺 خدعوك فقالوا … إن الجيش مكانه الحدود وبس .. وإنه مالوش دعوة باللى بيحصل فى البلد .. وإن العسكريين دوول مش بيفهموا حاجة وبيشتغلوا عندنا .. و مش أى حاجة تجيبوا الجيش … لكن وقت الجد شوفنا الجيش بينزل يحمى الدولة من التخريب فى فرنسا وبلجيكا وأميريكا وإنجلترا واسبانيا … وبينزل يواجه السيول والفياضانات .. وبيخيط كمامات وأزياء حمائية الأطباء فى المستشفيات .. وبيوزع أكل فى الأزمات فى علب عليها شعار الجيش وعلم الدولة .. وله مصانع ومزارع بتدعم إقتصاده وإقتصاد دولته .. وأى مواطن طبيعى عندهم بــ يجل ويحترم عساكر وضباط جيش دولته .. وشوفنا أوباما بينحنى للبيادة العسكرية و بــ يبكى على الضباط اللى ماتوا فى العراق اللى هو اساسا جيش محتل يعنى .. وماسمعناش عن مختل عقليا فاقد الوطنية وعنده شعور بالدونية والإنبطاح بيشتم فى جيش بلده و بــ يسمي ضباطه وجنرالاته عسكر !!

🔺 خدعوك فقالوا … إننا ياعينى عايشين فى مأساة إنسانية ، وفقر وجهل وموت .. والناس مش لاقيين ياكلوا ، وإن الناس فى الغرب بتفطر كافيار ونيسكافيه بالمارشيميلوا وبتتغدى إستاكوزا وجمبرى وبتتعشى فخذة ضانى وبيقبضوا عشرات الألاف فى الفيمتو ثانية والحكومة بتأكلهم فى بقهم .. و شوفنا وعرفنا إن الناس برة عايشين عيشة صعبة ، وإن ناس كتيرة إتظاهرت فى فرنسا علشان مش قادرين يعيشوا بمرتباتهم ومعاشاتهم نتيجة مستوى المعيشة المرتفع .. و إن إيطاليا وبولندا والبرتغال واليونان وأوكرانيا واسبانيا وغيرها من الدول ، القدرات المعيشية فيها للناس متواضعة جدا .. والناس طافحين الدم وبيشتغلوا زى العبيد علشان بالكاد يقدروا يلبوا إحتياجاتهم

🔺 خدعوك فقالوا .. إن مصر دولة جباية وإن مش كل حاجة الناس تدفع .. وإييه الظلم والقهر ده .. و شوفنا وعرفنا إن معظم الدول الكبرى من 60% إلى 80% من موازناتهم عبارة عن عوائد ضريبية .. وإن أى خدمة بياخدها المواطن فى بلده ، بــ يكون هو اللى دافع ثمنها مش تفضل ولا منة .. لأنه بيتخصم منه ضرائب تتراوح من 40% إلى 55% وصولا الى 70% فى بعض الشرائح الضريبية عند بعض الدول .. وإن دولة زى إيطاليا مثلا ، المواطن فيها بيدفع ضرائب حتى على حسب عدد قنوات التليفزيون اللى بيتفرج عليها ! ..

◀️ والمشكلة إنك تلاقى المواطن النطع بــ يقولك خودوا منى اللى إنتوا عايزينه وإدونى زى أوروبا … إعملولنا طرق زى برة ودفعونى .. خلّوا المواصلات زى الدول الغربية وخد منى الفلوس اللى انت عايزيها .. ولما الدولة عملت كدة ، وبدأت ترفع سعر الخدمات بعد ما حسنت جودتها .. بدأنا نشوف البكائيات واللطميات  … هــ تقوللى شوف المواطن برة دخله كام وهنا دخلنا كام .. هــ اقولك واضح إنك ماقرأتش المقال كويس 🙂😉 .. و خصوصا إنك لا بتشتغل زى المواطن برة ولا مستوى المعيشة زى برة .. مع العلم إن مصر تعتبر من أفضل 19 دولة ضمن قائمة 194 دولة من حيث القوة الشرائية فى الداخل المحلى 🙂

🔺 خدعوك فقالوا … إن المنظومات الصحية فى الخارج منظومات كونية جاية من كوكب تانى .. وشوفنا كلنا إزاى المنظومات دى تهاوت .. وإزاى وصل الوضع ببعض الدول إن الأطقم الطبية كانت بتلبس أكياس الزبالة بسبب نقص المعدات الطبية … وكانت مصر هى اللى بتبعت لهم مساعدات ودعم 🙂

◀️ شوفنا وعرفنا خلال السنين اللى فاتوا فيما قبل أزمة كورونا إن زمن الإنتظار للحالات الحرجة فى دولة زى إنجلترا مثلا تتراوح من سنة إلى ثلاثة سنوات فى حين إن مصر أعلنت إنها قدرت تقضى على قوائم الإنتظار للحالات والعمليات الحرجة .. و مش كدة وبس .. دى مصر عملت أكبر حملة صحية فى التاريخ البشرى بشهادة منظمة الصحة العالمية ، بتوقيع الكشف والعلاج لأكثر من 65 مليون مواطن بالنسبة لفيروس سى وللأمراض السارية والتعامل مع أمراض التقزم وقصر النظر للأطفال والكشف المبكر عن سرطان الثدى للمرأة !

🔺 خدعوك فقالوا … إن المواطن المصرى رخيص وإن دولته ممكن تفرط فيه عادى .. فى حين إن المواطن الغربى غالى عندهم ، وإن حكومات الدول بتتمناله الرضى علشان يرضى .. وديباجات من عينة “نحن نحرك اساطيلنا من أجلك” .. وكل الهرى ده .. وإكتشفنا إنه فى أزمة كورونا ، الدول تخلت عن مواطنيها العالقين فى الخارج بسبب الأزمة .. وإن اللى عايز يرجع بلده كان لازم يدفع ثمن الطيارة وثمن الحجر .. فى حين إن مصر الدولة إتحركت ، واسطول الطيران المصرى طاف العالم من أقصاه لأقصاه علشان يرجع المصريين العالقين بدون اى تكلفة .. يعنى مصر هى اللى حركت اساطيلها من أجلك 🙂

خدعوك فقالوا حاجات وحاجات وحاجات كتيرة أوى … وإنت صدقتها .. ومع الوقت ظهر زيفها وكذبها .. و مع ذلك لسة فيه ناس برضوا مش عايزة تخرج من مربع الإحساس بالدونية .. إما لأنهم خلاص “السوفت ويير” الفكرى بتاعهم ضرب و مابقاش ينفع معاه أى إصلاح .. أو لأنهم مش عايزين يحسوا إنهم كانوا غلطانين ورافضين فكرة إنهم كان مضحوك عليهم .. وكانوا غرقانين فى أعماق برطمان الكلة .. وبالتالى بيحاولوا يتشبثوا بمرحلة الإنكار 😎 .. وتلاقيهم فى النهاية بيهتفوا فى اعماقهم ، و يقولولك بكل أسف وحزن بصوت أحمد مظهر فى فيلم الناصر صلاح الدين: #ولكنكم_تحرقون_اغصان_الكلّة 😁😁

لو إنت لسة مش شايف إزدواج المعايير، وتزييف المسميات ، والكيل بمكيالين ، وإن بلادهم عزيزة ولا مساس بيها وبأمنها لكن بلادنا تخرب وتتدمر وماله .. مش مشكلة .. طالما شعوبنا هى اللى هــ تدفع الثمن .. يبقى خليك فى كوزك لما نعوزك .. خليك عايش فى إحساس الدونية والإنبطاح والطاقة السلبية … لكن إحنا ماعندناش إستعداد نبقى زيك ..

إحنا بلدنا عزيزة علينا وفخورين بيها .. مهما كانت السلبيات اللى فيها .. و بــ نحاول وهــ نفضل نحاول نصلح اللى فيها .. ونبنيها .. ونشيلها على أكتافنا ونجرى بيها لقدام .. لحد ما تبقى قد الدنيا .. وإحنا واقفين فى ظهرها .. بس المهم ساعتها ماتجيش انت تقول فين نصيبى من اللى إتعمل فيها !

حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء

لمتابعة تعليقاتكم