الإدارة بايدن

27 Feb 2021

الإدارة بايدن !!

—————

للأسف .. و مع كل يوم بيعدى .. بــ يوضح أسلوب وتوجه الإدارة الجديدة لبلاد العم سام تجاه الشرق الأوسط بشكل عام .. وتجاه الثلاثى العربى ، مصر والإمارات والسعودية بشكل خاص … وعلشان مانطولش عليكم .. إحنا بس هــ نبرز بعض الملامح اللى ظهرت فى تعامل الإدارة الجديدة مع بعض الملفات ، بالبلدى كدة بطريقة “إضرب ولاقى” ..

إدارة بايجون أعلنت عن دعمها للملكة السعودية . وتضامنها التام معاها ضد الهجمات الإرهابية اللى بــ تشنها مليشيا الحوثى ضد السعودية . لكن فى نفس الوقت .. وشوف حكمة ربنا يامؤمن .. لما تلاقى نفس الإدارة دى ماشية فى إجراءات رفع الحوثيين من قوائم التنظيمات الإرهابية بعد إدراجها على القوائم دى فى أخر شهور من عهد الحاج أبو حنان

إدارة بايجون كمان بدأت تلعب لعبة العصا والجزرة .. بالضغط على إيران علشان بس تخزى العين أمام الخليج .. لكن فى نفس الوقت عايزة ترجع تانى للإتفاق النووى الإيرانى .. لدرجة إن نتنياهو بيهاجم التصرف ده .. وبيصفها بالمياعة .. وبيقول إنه مش هــ يسمح لإيران بالمضى قدما فى برنامجها النووى اللى هــ يوصلها لإنها تمتلك قنبلة نووية … ياجماعةإلعبوا مع بعض مش كدة .. 😁

ناهيك طبعا عن اللعب بقضية خاشقجى بهدف الضغط على المملكة فى محاولة لإبعاد محمد بن سلمان من ولاية العهد .. وطبعا كلنا عارفين إن الموضوع لا حقوق إنسان ولا صوانى بتنجان .. لكن اللعبة كلها إن بن سلمان بيحاول يطور بلده ويبنيها على أساس إقتصادى متنوع بعيدا عن الإقتصاد الريعى للبترول .. وكمان بيعاكس أميريكا فى صفقات السلاح وبيفرض عليهم إنهم يصنعوا السلاح اللى بيدوه للسعودية بنسبة معينة من المنتج المحلى .. وبيحاول يأسس لتصنيع السلاح ده داخل المملكة .. والكلام ده طبعا مايعجبش إدارة بايجون !

بالنسبة للإمارات . فكلنا عارفين اللى حصل فى تأخير أو إلغاء صفقة طائرات الـ F-35 من الإدارة الحالية بعد ما كانت الإمارات إتفقت عليهم مع إدارة ترامب !! …

بالنسبة لمصر .. فــ بيتلعب نفس اللعبة .. فتلاقى فيه وجه بيقول إن مصر شريك إستراتيجى وحليف مهم فى الشرق الأوسط .. ويلا بينا نوقع مع مصر إتفاقية تسليح بقيمة 197 مليون دولار .. فى حين إنك تلاقى الوجه الأخر بيضغط على مصر فى ملف حقوق الإنسان .. أو تحديدا _إن شئنا الدقة_ حقوق النشطاء الممولين .. وحقوق والخونة .. وحقوق الإخوان .. وحقوق أى حد بــ يساهم فى تكدير السلم المجتمعى الداخلى للدولة المصرية … لكن فى نفس الوقت عمرك ماتلاقيهم مثلا بيدعموا أحزاب سياسية بعينها بهدف الوصول لحياة سياسية تعددية سليمة  أو حتى يفكروا إنهم يدعموا معارضة محترمة وطنية .. لأنهم مايهمهمش ده .. لكن يهمهم فقط يدعموا اللى ممكن يبيع نفسه ويحقق لهم أجنداتهم !

من جهة تانية .. وخير اللهم إجعله خير كدة .. قامت الإدارة الجديدة من النوم فجأة وقررت إنها ترفع العقوبات اللى كانت مفروضة على أثيوبيا من جانب إدار ترامب بسبب ملف سد النهضة .. لكن حفظا لماء الوجه ، راحت عاملة عقوبات جديدة بسبب ملف التيجراى بعد الضغوط الأوروبية …

يعنى حضرتك يا حاج بايجون ملف المياه وحق الإنسان فى الحياة مايفرقش معاك .. لكن التطهير العرقى وعمليات الإبادة لقرى كاملة .. وإستخدام القوة العسكرية المفرطة ضد المدنيين ده عادى ويادوب بتفرض عقوبات بسبب ضغوط أوروبية .. لمجرد إن النظام الأثيوبى نظام ماشى مع أجندتك .. والهدف النهائى إنك تقريف مصر وبس !

ده مجرد ملمح لأسلوب تعامل الإدارة الجديدة مع دول المنطقة .. أو خلينا نقول دول محددة فى المنطقة … والكلام ده يهدف لحاجتين:

#الأولى .. ممارسة ضغط وإبتزاز سياسى علشان يبقى فيه كروت تقدر الإدارة الجديدة تلعب بيها فى مواجهة الدول المعنية

#الثانية .. هو إن كل دولة تتلهى فى نفسها ومشاكلها وتحاول تشوف حل فى الصغوط اللى عليها … ومع الوقت يبدأ التحالف ده يتأكل وينتهى .. فى محاولة للرجوع لما قبل 2013

بس الفكرة بقى ، إن لا الولاية الثالثة الحالية للمولا حسين أوباما بشكلها الجديد هى نفس الإدارة بتاعة زمان .. ولا الدول المعنية فى المنطقة هى نفس الدول سواء على المستوى الإقتصادى أو الإجتماعى . أو حتى على مستوى الملف الداخلى .. لأن الدول دى وبالذات مصر أصبحت اقوى بكتير … بكتير أوى .. وأقدامها ثابتة . والأدوات اللى كان بــ يتم إستخدامها لتدمير الدولة من الداخل وإضعافها أصبحت تقريبا فى خبر كان ومالهاش أى تأثير على أرض الواقع ..

وإذا كانت مصر قدرت فى عز ضعفها تشيل نظام فاشى دينى من الحكم . وتقف أمام إدارة المٌلا حسين فى عز جبروتها وقوتها . بل ووقفت امام العالم كله وقتها .. فما بلك دلوقتى ، و مصر فى أحسن حالاتها . خارجيا وداخلياً

كذلك بالنسبة للسعودية والإمارات .. لأن التقارب مع مصر .. وتداخلهم معاها فى ملفات كثيرة زى مثلا ملف منتدى غاز شرق المتوسط .. والملف الليبى .. والتقارب الروسى .. مع وضعية إقتصادية مستقرة بشكل أو بأخر حتى فى ظل أزمة كورونا .. كل ده يخلى .. نسخة الإدارة الأميريكية الحالية هى مجرد نسخة مشوهة لما كانت عليه نفس الإدارة من 6 سنوات

وناهيك طبعا عن إن الإدارة الحالية بتعانى من صراع أجنحة داخلية .. حتى داخل الحزب الواحد .. وبالذات الحزب الديموقراطى . بالإضافة لحالة الإنقسام الداخلى اللى أحدثته الإنتخابات الأميريكية الأخيرة .. ووجود صداع حالى وهيفضل مستمر إسمه “أبو حنان” .. مش هــ يسكت .. وهيفضل يحرك النار تحت الرماد .. كل ده يخلى تحرك الإدارة الجديدة هيفضل مرتبك وبطئ بشكل أو بأخر … و ده طبعا بــ يصب مصر ومصلحة التحالف العربى

والله المستعان ..

حفظ الله مصر وشعب مصر

لمتابعة تعليقاتكم