السيادة المصرية

05 Mar 2021

السيادة المصرية ..

(العفى ماحدش ياكل لقمته)

————————–

طبعا كلنا عارفين إن الرئيس السيسى هــ يقوم بزيارة السودان غدا السبت السادس من مارس 2021 … والواضح إن الزيارة دى هتبقى تتويج للحراك الدبلوماسي والعسكري الكبير بين البلدين فى الكام يوم اللى فاتوا، بعد ما التقت وزيرة الخارجية السودانية الرئيس السيسي ونظيرها سامح شكري في القاهرة يوم الثلاثاء الماضى ..، و فى نفس الوقت اختتم محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية زيارته للخرطوم .. واللى استمرت يومين، تم خلالها (و ده المعلن فقط) توقيع اتفاقية للتعاون المشترك في مجالات التدريب والتنسيق العسكري ..

زيارة الرئيس السيسى للسودان على خلفية النشاط والحراك السياسى والعسكرى ده .. ومع تصعيد حدة التصريحات الأثيوبية فى الكام شهر اللى فاتوا .. وإعلانهم عن الملئ الأحادى للسد الأثيوبى فى يوليو القادم .. وبعدين إعلانهم مؤخرا عن رغبتهم فى عودة المفاوضات واللى إحنا شايفينه مجرد إعلان لكسب الوقت مش أكثر .. كل ده يخلينا نعتقد .. بل ونجزم إن الزيارة دى مش مجرد زيارة عادية .. وإن أكيد خلف الأكمّة ما خلفها

فى الوقت الحالى .. وكنتاج للحرب الدائرة بين السودان من جهة وبين أثيوبيا مدعومة من قوات إريترية من جهة أخرى .. تتقدم القوات السودانية بقوة .. وقدرت تستعيد 97% من أراضيها اللى إستولت عليها أثيوبيا .. و مش فاضل خلاص غير مستوطنة “برخت” كأخر مناطق تواجد للمليشيات الأثيوبية فى الأراضى السودانية

و زى ماقولنا فى بداية المقال إن الهدف المعلن لزيارة محمد فريد رئيس الأركان المصرى للسودان هو توقيع اتفاقية للتعاون المشترك في مجالات التدريب والتنسيق العسكري .. لكن تصريحات الفريق محمد فريد نفسها .. تخلينا نحط مليون علامة إستفهام !!

الفريق محمد فريد حجازى قال “نؤكد توافر الإمكانيات والإرادة والتصميم لتنفيذ ماتم الإتفاق عليه سواء وفقا للمخطط أو بشكل عاجل لمواجهة المواقف الطارئة” … طب هو إييه اللى تم الإتفاق عليه وفقا للمخطط ياسيادة الفريق !؟ .. وإييه هى المواقف الطارئة اللى إنت متوقعها !؟ .. وهل ده يخص السد الأثيوبى وإلا لأ !؟ … طبعا عمرنا ما هــ نسمع إجابة .. لأن التصريحات ده تخص أصحابها وفقط .. وهم عارفين نفسهم !

تزامن زيارة رئيس الأركان المصرى للسودان مع زيارة وزيرة الخارجية السودانية لمصر ولقائها بالرئيس السيسى والوزير سامح شكرى .. وتصريحات الوزيرة بخصوص سد النهضة وتأكيد الوزير سامح شكرى على إنه فيه رؤية مشتركة لمصر والسودان ورفضهم لسياسة الأمر الواقع .. بيحط علامات إستفهام عن التحركات العاجلة اللى ممكن تحصل فى أقرب وقت .. لأن ألف-باء سياسة بيقول إن أى تحرك عسكرى لازم يسبقه نشاط ديبلوماسى مكثف سواء خلف الكواليس ..أو بشكل معلن .. و من الواضح إن مرحلة التحركات خلف الكواليس إنتهت .. وجائت مرحلة التصريحات العلنية لتجهيز المسرح العالمى لما قد يحدث لو تطور الأمر

زيارة الرئيس السيسى فى التوقيت ده بالذات زيارة مهمة جدا وتحمل أكثر من معنى .. لكن فيه شيئ مهم جدا محتاج توضيح ولازم نحطه فى إعتبارنا بعيدا عن موضوع سد النهضة ..

السودان بالنسبة لمصر زيها زى ليبيا بالضبط .. الإثنين دول جوار .. و أهم خطوط للأمن القومى المصرى … وإذا كانت ليبيا حصل فيها اللى حصل .. فى وقت كانت مصر ضعيفة فيه ومشغولة بمشكلتها الداخلية ومواجهتها الشرسة مع منتخب العالم للإرهاب وحرب البقاء اللى كانت بتخوضها مصر سواء كانت حرب عسكرية أو سياسية .. واللى أدى لتواجد أطراف إقليمية ودولية فى الداخل الليبيى ..

لكن و مع تنامى القوة المصرية وعودتها من جديد للإمساك بزمام الأمور فى محيطها الإقليمى .. بدأت الأمور تتغير وكان لازم مصر تصل لمرحلة الحسم بالمواجهة ، وتحط خط أحمر مش لطرف واحد ولكن لكل الأطراف .. علشان تعيد الأمور لنصابها .. و أدينا أهو بنشوف بدء توافد المراقبين الدوليين للتأكد من خروج المرتزقة من ليبيا وعدم وجود أى خروقات .. و هــ يستتبعها السير فى المسار السياسى لتوحيد ليبيا …

أما بالنسبة للسودان .. فــ الموقف المصرى النهاردة مختلف تماما عن موقف مصر بالنسبة لليبيا من كام سنة … مصر النهاردة قوية .. ولها تواجد قوى .. وتنسيق على أعلى مستوى مع السودان .. و مش هــ تسمح أبدا بأى تهديد أو مساس بأمن السودان .. ولا هــ تسمح بتكرار المشهد الليبى اللى كان من كام سنة ، بتواجد أطراف وقوى دولية داخل اراضى الدولة …. يعنى و من الأخر كدة تصاعد الصدام بين أميريكا وروسيا وتواجد بوارجهم الحربية فى الموانئ السودانية فى محاولة لإيجاد موطئ قدم فى السودان أو مناطق نفوذ فى البحر الأحمر بالقرب من الحدود المصرية …. ده مصر مش هــ تسمح بيه لأن ده هــ يكون تهديد لأمن مصر القومى .

وإفتكروا دايما كلمة الرئيس السيسى لما قال “إن مصر بتقوى نفسها علشان تملأ الفراغ الإستراتيجى الناتج عن سقوط الدول وبالتبعية سقوط القوى العسكرية التقليدية فى المنطقة” … يعنى من الأخر لازم قوة مصر تعادل وتتفوق على كل جيوش ودول المنطقة وتحل محلهم .. وبالتالى تصبح قوة إقليمية ودولية يتعمل لها مليون حساب …. و قد حدث !

و لازم نبقى فاهمين إن التزامن بين التحركات السياسية والعسكرية بين مصر والسودان .. والرسائل الديبلوماسية الموجهة تزامنا أيضا مع قيام السودان بشن الحرب لإستعادة أراضيها .. كل ده رسائل لأثيوبيا أولا .. وللعالم كله ثانيا .. وهو إن مصر والسودان دلوقتى بــ يتحركوا  كوحدة واحدة وكطرف واحد مش طرفين منفصلين ، وإن الوضع الإقليمى دلوقتى والتهديدات القائمة ، تخلى فكرة اللجوء للحرب المسلحة فكرة غير مستبعدة أبدا .. وإن على كل الأطراف إدراك إن مصر لن تتنازل عن أمنها القومى ….. أبداً

خلونا نشوف زيارة الرئيس السيسى للسودان هــ يحصل فيها إييه ، وساعتها .. قد … يكون للحديث بقية

حفظ الله مصر وشعب مصر

لمتابعة تعليقاتكم