المصالحة .. (مصر \ تركيا)

12 Mar 2021

المصالحة .. (مصر \ تركيا) .. !!

———————————

علشان تضمن أفضل مستوى من التعامل مع نظام برجماتى قائم على أيديولوجيا دينية ، وتخليه يحترمك ويسعى إليك ليس حبا ولكن إقتناعا بأنك الأقوى .. يبقى لازم يكون عندك القوة اللى تخليك دايس على رقبته طول الوقت … ولو كان النظام ده عنده أهداف توسعية وبالذات على حساب أمنك القومى ، يبقى لازم إنت تمتلك قوة الردع الكافية اللى تخليك وقت اللزوم تقدر توقفه عند حده … ولو كان النظام ده بيكره مصر لأنها حجر العثرة الوحيد فى سبيل تحقيق أطماعه ..  يبقى لازم تكون جاهز طول الوقت وعامل حسابك إنك تمتلك قوة قاهرة ، تقدر بيها ترد على أى وساوس تخليه يفكر مجرد التفكير فى الأقتراب منك أو إنه يشكل لك أى تهديد مهما كان حجم التهديد ده …..

طبعا حديث الساعة عن المصالحة اللى ممكن تحصل بين مصر وتركيا .. وأكيد كل المهتمين بالشأن العام ، ومتابعين الأحداث السياسية من 2011 على أقل تقدير .. ملاحظين تطور أداء لغة الخطاب السياسى لدولة الأغا تجاه مصر .. من أول ده إنقلاب ومرسى لازم يرجع وإحنا مش ممكن نقعد مع إنقلابى وبنرفع علامة رابعة .. وماخدوش يابابا ماخدوش يا بابا … ومروراً بــ إحنا مش هــ نسمح لحد يستولى على ثرواتنا فى شرق المتوسط .. و كل الإتفاقيات اللى بتعملوها دى باطلة .. وهــ نكسّر و ندغدغ .. وأنا فى الشدة شديد و فى القوة قوى 🙃 … و وصولا بالتصريحات بعد الفشل فى كسر الخط الأحمر اللى رسمته مصر وكل التداعيات اللى ترتبت على كدة .. إلى مستوى “إحنا من غيركم ولا حاجة .. وناقصنا كام مليون حاجة” 🙈😁

مغازلة مصر بتصريحات حميمية بدأت من أول تصريحات وزير دفاع الأغا و ده منصب إعتبارى له ثقله فى أى دولة .. و مش ممكن يتحدث من فراغ أو بدون ضوء أخضر .. ثم تأكيد هذا التوجه على لسان المتحدث بإسم رئاسة الجمهورية .. ثم المتحدث بإسم الحزب الحاكم .. وأخيرا نزل الزغلول الكبير بنفسه لأرض الملعب وبدأ يعزف هو كمان أنشودة لحن الوفاء زى ما حضراتكم شايفين كدة فى صورة المقال .. ولو عايز تفهم سر كل التصريحات دى .. يبقى ياريت ترجع تقرأ أول براجراف فى المقال ! 😉

أيوة مصر قدرت فى سنوات قليلة جدا .. وبتحركات سياسية مدروسة .. وبتطور كبير فى العلاقات الدولية مع كل الأطراف ، مدعومة بتنامى قوتها العسكرية والإقتصادية وتماسك جبهتها الداخلية .. وربطت بيها مصالح دول المنطقة .. بل وبدون مبالغة ، العديد من دول العالم .. إنها تفرض مش بس أجندتها .. لكن كمان تفرض شروطها على اللعبة السياسية والإقتصادية فى المنطقة .. على العدو قبل الصديق .. بل اصبحت مصر الدولة اللى بمجرد ما تتكلم .. بــ تلاقى الكل بيسمع ويؤيد 

طب ياترى كان إييه المقابل من جانب مصر رداً على كل التصريحات اللى صدرت عن دولة الأغا بــ ممثليها السياسيين والعسكرين !؟ .. أبدا .. ولا حاجة .. مصر عملت من بنها .. ومافيش أى تصريح سياسى صدر من مصر طول الفترة الماضية ، غير على لسان أسد الخارجية المصرية السيد سامح شكرى فى المؤتمر الصحفى اللى جمعه أمس مع وزراء خارجية فرنسا وألمانيا .. وقال فيه بما معناه .. قبل أى كلام يطلعوا المرتزقة والإرهابيين من ليبيا الأول .. وبعدين نبقى نفكر.

طب السؤال اللى بيطرح نفسه .. هل ممكن تحصل مصالحة فعلا بيننا وبينهم !؟ …

الإجابة .. وبالمعنى المفهوم لكلمة مصالحة .. قولا واحدا .. لأ …. لكن لأن السياسة هى فن الممكن .. فاللى هيحصل مش هــ يبقى الشكل المعروف للمصالحة .. لكن مصر هى اللى هــ تقرر إنه يبقى فيه قنوات إتصال على المستوى الأمنى .. و ممكن يوصل الموضوع إنه يبقى فيه تمثيل ديبلوماسى بشكل محدود .. بدل من التمثيل الحالى اللى على مستوى القائم بالأعمال سواء بالنسبة للبعثة الديبلوماسية المصرية أو التركية

طب تانى .. المقابل هــ يبقى إييه ؟؟ .. وسواء عرفنا أو ماعرفناش .. فالمقابل هــ يكون فرض مصر لشروطها … زى مثلا على سبيل المثال لا الحصر .. الخروج من ليبيا .. الكف عن أى أنشطة عدائية فى شرق المتوسط .. التوقف عن دعم التنظيمات الإرهابية فى مواجهة مصر .. التوقف عن بث خطاب الكراهية ضد مصر .. التوقف عن التدخل فى الشأن الداخلى المصرى .. وقف كل التحركات اللى من شأنها تهديد الأمن القومى المصرى سواء على المستوى الأمنى والإستخباراتى أو على المستوى العسكرى .. وطبعا أى إتفاق بيننا وبينهم هــ يكون إعتراف ضمنى بشرعية النظام الحاكم فى مصر والتخلى عن الجماعة الإرهابية و رموزها ..

أيوة سامعك إنت ياللى هناك .. سامعك وانت بتسأل عن شماشرجية الأغا فى القنوات التركية الناطقة باللهجة المصرية من أمثال معتز وناصر وزوبع وهشام وغيرهم … صدقنى والله .. الأشكال دى ولا لهم أى قيمة .. ومصر عمرها ماهتطالب بيهم .. ولا هــ يكونوا ضمن أى شروط تفاوض .. لأنهم لا يمثلوا أى وزن بالنسبة لمصر .. بالعكس .. دول أصبحوا عبئ على الأغا … وعلشان أريحك .. دول فى الغالب هــ يبقوا الهدية اللى هتتبعت لمصر فوق البيعة .. حاجة كدة عاملة زى زوادة الميزان اللى بيحطهالك البياع فوق البيعة وهو بيوزن لك كيلو حرنكش 😉🙂

مرة ثانية … مصر نجحت بالفعل فى بسط نفوذها وسيطرتها على الملفات الأمنية والإقتصادية فى المنطقة .. وقدرت تفرض وجودها وشروطها على الجميع .. واصبح الكل بيسعى إليها سواء فى ملف غاز المتوسط .. أو فى ملف الإرهاب .. أو فى ملف الربط الكهربائى والطاقة بشكل عام .. أو حتى فى ملف إعادة الإعمار للدول المتضررة فى منطقتنا .. و مش متبقى غير ملف السد الأثيوبى .. و هــ يخلص هو كمان فى أقرب وقت .. وبكدة تبقى مصر ، مش بس تجاوزت كل الأثار السلبية اللى ترتبت على كارثة الخريف العربى .. لكن هــ تكون عبرت النفق المظلم اللى كانت فيه .. وإستعادت الريادة مرة أخرى للإنطلاق نحو صناعة الدولة الجديدة .. أو الجمهورية الجديدة زى ما ذكرنا فى مقال سابق !

طب كيف نجحت مصر فى تجاوز كل الأزمات وصناعة الحدث …

ده هــ نبقى نقوله فى مقال قادم … وقريب بإذن الله

حفظ الله مصر وشعب مصر

لمتابعة تعليقاتكم