28 May 2021
كيف إستعادت مصر مكانتها وأمسكت بمفاتيح المنطقة !!
——————————————————
أى حد فاهم سياسة أو مهتم بالشأن العام ومتابع للسياسات الدولية هــ يقدر يفهم ببساطة خالص إن التحركات المصرية اللى بــ تتعمل فى القرن الأفريقى هى عبارة عن جييم شطرنج على أعلى مستوى من الحرفية .. والمتابع للشأن المصرى فى خلال السنوات الماضية هــ يقدر يفهم ببساطة خالص ، إحنا كنا فين وبقينا فين
طبعا الموضوع مش محتاج ذكاء علشان نفهم لييه مصر بتوقع إتفاقيات عسكرية وإقتصادية وبتعمل تحالفات إستراتيجية ومذكرات تفاهم مع كينيا واوغندا وبوروندى وجنوب السودان وأخيرا جيبوتى .. وناهيك طبعا عن وصول العلاقات بين مصر والسودان إلى مستوى من الترابط والتنسيق لم تصل إليه من قبل ..
الحقيقة إننا مش هــ نتكلم عن الإتفاق الأخير اللى حصل مع دولة جيبوتى .. لأن ده مجرد حلقة من حلقات كثيرة خاضتها الدولة المصرية فى أخر 6 سنوات علشان تخرج من الشرنقة اللى سجنت فيها نفسها بعيدا عن محيطها الأقليمى والدولى فيما قبل 2010 .. مروراً بحالة عدم الإستقرار اللى مرينا بيها فى 2011 ثم الفاصل الكوميدى المأساوى فى زمن حكم الإخوان .. و وصولا لحالة العزلة الدولية اللى إتفرضت على الدولة المصرية بعد 30 يونيو .. واللى ربنا نجانا فيها بمعجزة من مؤامرة تدمير الدولة المصرية والمؤسسة العسكرية بالكامل ..
🔹 مصر بعد 30 يونيو وطدت علاقتنا مع روسيا بعد ما كان عدم سقوط مصر فى مؤامرة الخراب العربى سبب فى نجاة روسيا من التدمير الاقتصادى والعسكرى .. واللى كان الربيع العربى هيبقى مجرد مزحة بالنسبة للى كان هيحصل فى روسيا … و ده كلام شرحناه فى مقالات مطولة قبل كدة .. وناهيك طبعا عن العلاقات العسكرية اللى وصلت لمستوى الشراكة الإستراتيجية
🔹 قدر مصر تكسر الحصار وتستعيد عضويتها فى كل المنظمات والمؤسسات الدولية وكان أهمها الإتحاد الأفريقى بعدما تم تجميد عضويتها فيه .. و مش كدة وبس .. لكن كمان قدرنا نبقى رئيس الإتحاد الأفريقى فى سنة 2019 وشاركنا فى قمة العشرين كممثل لأفريقيا بعد مشاركتنا الأولى فى 2016 بدعوة من دولة الصين
🔹 شكلت مصر مع المملكة السعودية والإمارات والبحرين محور عربى يصعب إختراقه .. تتكامل قوته السياسية ويتحرك فى المحيط اٌليمى والدولى بتنسيق سياسى رؤية إقليمية واضحة .. وقدر المحور العربى ده يصمد أمام كل محاولات خلخلة وفك هذا التحالف الإقليمى
🔹 مصر قدرت تتغلغل داخل الإتحاد الأوروبى من خلال علاقات سياسية متزنة مع معظم دول أوروبا بعد ما قام الرئيس السيسى بزيارات مكوكية لدول الإتحاد … وكنا بنشوف بعد كل زيارة تغيير جذرى فى علاقة كل دولة بمصر.
🔹 تم ربط مصالح دول أوروبا الإقتصادية بمصر بإتفاقيات إقتصادية مفيدة لمصر وفى نفس الوقت تصب فى عصب إقتصاد الدول الأوروبية فى الوقت اللى معظم دول الإتحاد كانت بتعانى من أزمات أقتصادية .. وبالتالى الحرص من الدول دى على دعم مصر بشكل كبير … بل وأصبحت مصر دولة جاذبة للإستثمارات الأوروبية
فــ بنلاقى دولة بــ تمد مصر بمحطات توليد الكهرباء .. واخرى بعربات قطارات لتطوير السكة الحديد .. وثانية بتمدك بطيارات عسكرية وحاملات طائرات مروحية .. واخرى بقطع عسكرية بحرية .. واخرى بتقوم شركاتها بالتنقيب عن الغاز فى مياهك الإقتصادية .. وأخرى بتنقب عن البترول .. ألخ ألخ ألخ
🔹 تشكيل تحالف محورى عسكرى وإستراتيجى فى شرق المتوسط مع قبرص واليونان بعد إتخاذ خطوات جادة لإنهاء ترسيم الحدود البحرية .. وإكتشاف أضخم أبار الغاز فى مياهنا الإقتصادية واللى ترتب عليه بعدها إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط اللى ضم مصر وقبرص واليونان والأردن وإسرائيل وفلسطين وفرنسا .. وإنضمام الإمارات وأميريكا بصفة مراقبين
🔹 تطوير البنية التحتية لمصر والتخطيط لعمل ربط كهربائى مع أوروبا والمحيط العربى الإقليمى وأهمها دولة السودان
🔹 أصبحت مصر هى HUB الغاز فى الشرق الأوسط و واحدة من أهم مصدرى الغاز لأوروبا
🔹 تنامى القوة الإقتصادية المصرية .. ورفع مستوى الإنتاج النباتى والحيوانى والتصدير لأوروبا واسيا واستراليا . لدرجة إنك تصل على سبيل المثال لا الحصر إنك تكون الأول عالميا فى تصدير الموالح والأول فى تصدير الفراولة المجففة .. ألخ ألخ …
🔹 توقيع إتفاقيات إقتصادية وعسكرية مع الأردن والعراق .. وفى سبيل الوصول لإتفاق متكامل قريبا تحت مسمى الشام الجديد .. و بإذن الله هيحصل برغم كل التحديات
🔹 القوة العسكرية المصرية كفلت لمصر ظهير قوى .. وسيطرتها على أمن البحر الأحمر والمتوسط .. وبعد ما كانت دولة الأغا بتقوم بتهديد عمق مصر الإستراتيجى فى السودان (جزيرة سواكن) .. و فى ليبيا .. قدرت مصر تستعيد سيطرتها على محيط أمنها القومى وتحط خطوط حمراء هنا وهناك .. وتخلى الأغا العثمانى يخرج من المنطقة كلها بخفى حنين .. ومش كدة وبس .. لكنك كمان تجاوزت مكانك وصولا لمحيط أمنه الإقليمى و روحت تعمل مناورات عسكرية مع الروس فى البحر الأسود .. ومرت القطع البحرية بتاعتك من مضيق البوسفور وهى ترفع العلم المصرى أمام اعين الأغا وكل جواريه
🔹 إمتلاكك لجيش قوى أعلن الحرب على الإرهاب وحارب منتخب العالم للإرهاب فى سيناء .. وتحدى الإرهابيين خارج حدودنا فى لليبيا .. وإكتساب الجيش المصرى لقدرات قتالية عالية .. وإمكانيات وخبرات عظيمة .. وبالذات بعد التطوير الكمى والنوعى لقدرات التسليح العسكرى .. كل ده خلّى معظم جيوش العالم تسعى إليك لعمل مناورات وتدريبات عسكرية للإستفادة من خبرات الجيش المصرى .. زى الجيش الروسى والأميريكى واليونانى والقبرصى والإنجليزى والفرنسى والسعودى والإماراتى وغيرهم
🔹 سيطرة مصر على ملف الهجرة الغير شرعية فى البحر المتوسط مع فرض رؤيتك فى الملف الليبى .. كل ده كان صمام أمان لأوروبا يخليهم يدعموك بكل قوة ويؤيدوا اى مبادرات بتقدمها الدولة المصرية
🔹 التمدد جنوبا فى الظهير الإفريقى وتوقيع إتفاقيات عسكرية وإقتصادية .. ناهيك عن إنتشار الشركات المصرية فى دول الظهير الإفريقى فى مشروعات إستثمارية وتنموية كبرى .. والربط البرى مع الدول الأفريقية بمشروع الطريق الدولى القاهرة-كيب تاون … ناهيك عن المنطقة الأفريقية الحرة اللى تم تدشين فكرتها فى 2015 .. كل ده خلاك كمان فى قلب أفريقيا ..
تخيل بقى إنك إنتقلت فى خلال 6 سنوات فقط من دولة منهارة أقتصاديا ومؤسسيا .. وكمان صفر علاقات مع العالم .. إلى دولة محورية وعضو فى العديد من المحاور والتحالفات الإستراتيجية .. وبتفرض رؤيتها فى كل الملفات الإقليمية .. و بــ يتم الإستماع إلى مبادراتها وتأييدها .. زى ما حصل فى الملف الليبى وفى الأزمة الأخيرة داخل الأراضى المحتلة.
وبعد كل ده .. تلاقى ناس قلقانة على مصر فى ملف السد .. أو تلاقى شمام كلّة بــ يتقوللك مصر هــ تسقط … ياعم روح بس شد الأستك بتاع ملابسك الداخلية قبل ماهى اللى تسقط 🙂
مصر كبيرة أوى … وإحنا إختصرنا كثير فى التفاصيل علشان بس مانطولش على حضراتكم … لكن كل اللى لازم تبقوا متأكدين منه .. إن مصر أصبحت بالفعل هى العملية الصعبة فى المعادلة الإقليمية والدولية بعد ماربطت نفسها بالشرق والغرب .. وربطت مصالح الأخرين ببقاها
حفظ الله مصر برئيسها وجيشها وشعبها 🙏