فشل الفلسطينيين كالعادة و غليان جنرالات الجيش الإسرائيلي من مصر

13 Jun 2021

فشل الفلسطينيين كالعادة و غليان جنرالات الجيش الإسرائيلي من مصر

——————————————————————–

استمرارا لسياسة إنهاك مصر بإستمرار تهديد حدودها الأربعة …. تم الإتفاق على إشعال الحدود الشرقية لمصر مرة أخرى بعد ما تلاقت مصالح نتنياهو مع حماس …… فـ نتنياهو كان محتاج لحرب للنجاة بحكومتة من الأزمة السياسية الموجودة بإسرائيل من خمس سنوات كاملة و الهروب من من قضايا الفساد التي تحاصره …..  أما حماس فـ كانت محتاجة لسبوبة تمويل جديدة بعد فتور التمويل القطرى بعد التغيير القصري لسياساتها في المنطقة و التراجع التركي المؤقت أمام الإرادة المصرية .

لكن المفاجأه كانت شكل التحرك المصري اللى كان مفاجىء للجميع و اللى تم من خلاله إستدعاء وزير الخارجية الإسرائيلي “غابي أشكنازي” الى مصر في زيارة علنية لأول مرة منذ 13 عاما و إرسال رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء / عباس كامل الى رام الله لمقابلة أبو مازن و تل أبيب لمقابلة نتنياهو و غزه لمقابلة قادة حماس …. فـ مصردخلت بكل قوتها الشاملة و تهديد الجميع للجم العمليات العسكرية …. لدرجة أن قناة العربية نشرت تصريح على لسان رئيس الأركان الإسرائيلي ” أفيف كوخافي” قال فيه …… ” الموقف المصري الأخير غير مبرر ويحمل ضدنا تصعيدًا غير مفهوم، أتمنى ألا تتطور الأمور أكثر من ذلك، فاستمرار عملية السلام أمر ضروري لكلا الجانبين ” ….. لترضخ اسرائيل و حماس و يلتزموا بميعاد وقف اطلاق النار غير المشروط.

قوة الموقف المصري و نجاحها في فرض إرادتها على الجميع أجبر رئيس أمريكا جو بايدن أن يقوم بالإتصال بالرئيس السيسي مرتين في خلال أربع أيام فقط في سابقة هي الأولى من نوعها في العلاقات المصرية الأمريكية ….. و يصرح علانية بشكرة للرئيس السيسي و الدولة المصرية على دورها الرئيسي في وقف حمام الدم و إيقاف الحرب ….

و لكن المفاجأة الحقيقية … أن مصر لم تكتفي بذلك …. و كعادة النهج المصري الجديد أن تحل المشاكل من جذورها …. مش أنتو في حماس عايزين سبوبة الفلوس و مزاد المزايدات بتاع كل مره ؟؟؟؟ …. طب مصر حتدفع نص مليار دولار لإعمار غزة بس محدش حياخد فلوس في أيده …. الشركات المصرية هي اللى حتخش تعمر غزة … حتعمل طرق و مستشفيات و مدارس و حتظبط البنية التحتية …. و حندعوا كل الفصائل الفلسطينية للقاهرة للمصالحة و وضع اسرائيل امام الأمر الواقع و إجبارها على القبول بالإنتخابات الفلسطينية و البدء في عملية التفاوض النهائي لإغلاق القضية بشكل كامل و نهائي و نقفل الباب الرئيسي لعدم الإستقرار في المنطقة .

لغاية كدة الكلام تمام …. لكن طبعا الكلام ده مكنش عاجب لا القوي الدولية المستفيدة من الوضع و المعادية لمصر … و لا عجب حتي الفلسطينيين و لا الإسرائيليين.

فعلى الجانب الفلسطيني …. و كعاداتهم و نهجهم التاريخي في رفض أي حلول للقضية لأن الكل مستفيد من الوضع الحالى على حساب شعبهم…. أتت الفصائل الفلسطينية لتأكيد الإتفاق على عدم الإتفاق و رفضوا تقديم أي تنازلات فيما بينهم أو إبداء أي بادرة على إرادة الحل …. و كل ما قدموه خلال يوم و نصف فقط من الإجتماع هو التأكيد على إرتياحهم في الوضع الحالى بالإختلاف و عدم التوحد و ده اللى دعي القيادة المصرية لإنهاء الدعوة و اغلاق ملف المصالحة لأجل غير مسمي …. و دة طبعا كان متوقع … يعني مفيش جديد 😊 …. ده حتي هم تقبلوا أن يتحد ممثل الإخوان المسلمين في الأراضي المحتلة مع أكبر حزب يميني متطرف في إسرائيل ضد الفلسطينيين عشان يشكلوا حكومة إسرائيلية حتحلف اليمين الدستورى لحفظ أمن إسرائيل ضد الفلسطينيين … لكن لم يتقبلوا إنهم يتصالحوا مع بعض …. أصل السبوبة كبيره و متوارثة أبا عن جد  😊

لكن الجديد بقي كان على الجانب الإسرائيلي …. أو بالأصح … الجيش الإسرائيلي … اللى بدأت اخبار كتير تطلع في إسرائيل و مقالات في جرائد كبرى كلها تتحدث عن تصاعد غليان جنرالات الجيش الإسرائيلي ضد الجيش المصري و الحكومة المصرية …. و بيلوموا فيها الحكومة الإسرائيلية علي خضوعهم للإرادة المصرية …. و بدأ الكلام الكتير إن بعد ما سكت الجيش الإسرائيلي على إنتهاك مصر لإتفاقية السلام بـ دخول الجيش المصري في كامل سيناء حتي الحدود الدولية بالأسلحة الثقيلة …. و بعد إنشاء مطار حربي مصري في قلب سيناء … و إستخدام مطار العريش في العمليات الحربية …. بل و بعد قطع سلاح الحرب الألكترونية المصري شبكة الموبايلات الإسرائيلية في جنوب إسرائيل لشهور عديدة لمنع الإرهابيين من إستخدام الشبكات الإسرائيلية في التواصل فيما بينهم …. و بعد نشر أكتر من خبر عن إختراق الطائرات المصرية للحدود الإسرائيلية أثناء العمليات في سيناء ….. و بعد الكثير من الأحداث …. كل ده كوم و اللى حصل من أسبوع ده كوم تاني خاااااالص …. اللى نقطهم بجد و جاب لهم شلل و خلاهم يغلوا من الغيظ و التذمر هو إن إزاي مصر تقوم بإدخال مئات التريلات المليئة بالمساعدات اللى ممكن تستخدم في بناء الأنفاق زي الأسمنت و الحديد اللى كان ممنوع دخوله الى القطاع إلا بعد التنسيق مع الحكومة الإسرائيلية و عبوره عبر بوابة كرم أبو سالم حسب إتفاقية أسولو ؟؟؟

و كمان مش بس كدة …. ده بيتكلموا عن إن إزاي مصر تقوم بإدخال عشرات المعدات الضخمة و نلاقي الشركات المصرية داخلة بمعداتها بالأعلام المصرية بزيطة و هليلة و زفة كبيرة متصورة في الفضائيات و نلاقي العلم المصري مرفوع في كل مكان في غزة  وكأن مصر بتاخد زمام الأمور في المنطقة ككبير بيفرض إرادته على الجيش الإسرائيلي و كمان ممنوع علينا القيام بأي عملية طول ما المصريين بداخل القطاع …. و كأن الجيش الإسرائيلي بكل جبروته عاجز أمام عدد من المهندسين المدنيين المصريين …. الكلام ده عيب في حقنا و في حق كرامة الجيش الإسرائيلي و يجب تداركه …. و كلام تاني عن إن كفاية بقي تنازلات لمصر اللى بتكبر بصورة سريعة و نفوذها بتمدد و لو مش حنوقفها دلوقتي …. مش حنعرف نتعامل معاها بعد كده …. بعد ما سلحت نفسها بأسلحة استراتيجية حديثة و تحكمت في منظومة الطاقة في شرق المتوسط و الملف الليبي بتفرض إرادتها في و بتشتغل على تهديدات الجنوب و بتتمدد في حوض النيل و بتصلح علاقتها هناك …. تقوم دلوقتي داخلة علينا …. و بعد ما كنا بنشوف فلسطينيين بيعدوا الأنفاق للقيام بعمليات في سيناء …. لقينا المصريين جوه القطاع بأعلامهم بشركاتهم …. و مين شركاتهم دي و تابعة لأي جهه ؟؟؟ قطاع عام و لا خاص ؟؟؟؟؟ و مش بس كده ….. يعني إييه التليفزيون الرسمي للدولة المصرية بيذيع لقاءات من داخل القطاع لساعات مطولة  😊 😊

و من أكتر المواضيع اللى حتجنهم فعلا …. إن آخر معدة ثقيلة دخلت قطاع غزه كانت من 2007 و اللى تم القضاء عليها في حرب 2008 …. يعنى الأطفال اللى متصورة بتتنطط على اللوادر و المعدات دي … عمرهم في حياتهم ما شافوا لوادر و لا معدات ثقيلة …. يقوم يوم ما يشفوها …. تكون معدات رافعة العلم المصري يقودها مصريين و داخلة القطاع بعد يوم واحد من حرب و رعب كمنقذ لهم و داخلة في زفة و زيطة و زمبليطة كبيرة …. و تقوم بإزالة أثار الدمار في أيام معدودة و كمان تقوم بعمليات إعمار …. و إن التجربة دي إستحالة تتشال من ذاكرتهم ……. ( واضح إن الموضوع ده مجننهم جدا 😊  ) 

عامة …. و بغض النظر على رد الفعل المتوقع من الفصائل الفلسطينية …. و الغليان الإسرائيلي …. و الإشادات الدولية بالدور المصري ….. و بغض النظر عن إييه اللى حيحصل بعد كدة …. خليك فاهم حاجة واحدة بس …. إنك سابق الجميع بخطوة …. و عامل حسابك على كل الإحتمالات …. و إنك بتفاجىء الجميع بتحركاتك السريعة و رد فعلك الغير متوقع و اللى بتقلب بيه الطاولة على اللى بيخطط و اللى بينفذ …. فمتقلقش من حاجة … اللي اتعودنا علية خلال السنين اللى فاتت أنهم بيحاولوا يشعلوا الجبهات المختلفة حوالينا …. يشعل ليبيا فتطفيها …. فـ يشعل غزة فتطفيها … فيشعل الجبهة الجنوبية فتطفيها …. و يرجع يجرب تاني و تالت و رابع …. الفرق هنا أنك كل مرة بتنجح و إنت بتكبر و بتتحول الى قوة أقليمية عظمى سواء سياسيا او عسكريا أو اقتصاديا …. لغاية لما تجبرهم على قبول وضعك الجديد ….. ماتقلقوش ……المجد للثابتين.   

تحيا مصر. 

لمتابعة تعليقاتكم