ومازالت الأصنام تتهاوى

15 Jun 2021

ومازالت الأصنام تتهاوى  .. !!

——————————

على مستوى الملف الفكرى الأيديولوجى .. النهاردة حصل حدث كاشف جداً وهو مثول المدعو محمد حسين يعقوب أحد المشايخ من نجوم الفضائيات والقنوات الدينية .. واللى كان واحد من أكبر وأهم الداعمين والمروجين لحكم الإخوان والمنافحين عن رئاسة أول جاسوس مدنى منتخب ..

ونحن نعتقد بل نجزم إن الملف العقدى والأيديولوجى هو أحد أهم ملفات الأمن القومى المصرى .. والذى لا يقل أهمية أبدا عن ملفات زى تأمين العمق الإستراتيجى للدولة ، ومكافحة الإرهاب ، وأمن سيناء ، وملف السد الأثيوبى ، وملف الغاز ، وتطوير العشوائيات ، وملفات الصحة والتعليم ، وبناء الدولة بشكل عام ..

و إوعى تستهتر بالملف الفكرى العقدى والأيديولوجى …… الملف ده هو اللى خلّى ليبيا النهاردة بــ تواجه شبح التقسيم .. وخلّى سوريا تبقى شبه دولة .. وخلّى العراق تبقى ممزقة ، وتبقى غير قادرة على حماية مياه أنهارها دجلة والفرات بعد قيام تركيا بــ بناء سدود على الأنهار ، علشان تحرم العراقيين من حقهم فى الحياة

وعلشان مانطولش عليكم .. فــ  الأخ محمد حسين يعقوب بتاع غزوة الصناديق والحكم الإسلامى واللى مش عاجبه يبقى يروح كندا …. تم إستدعائه للمحكمة ، للشهادة فى القضية المعروفة إعلامياً بقضية #خلية_داعش_إمبابة .. والسبب إن الشباب المتهمين فى القضية ذكروا فى التحقيقات إنهم بــ يعتنقوا نفس الفكر والمنهج اللى بــ يتبعه كل من الشيخ محمد حسان والشيخ محمد حسين يعقوب .. وأن كل اللى ارتكبوه من جرائم ماكانتش بدافع الإرهاب .. لكنها كانت تطبيق لتفاسير الشيخان الشرعية ! 😏

عم الشيخ بقى قال إييه للقاضى … قال إنه مالوش علاقة بالسياسة ولا ينتمى لأى حزب ولا جماعة .. ومايعرفش معنى الفكر الجهادى .. وإنه مش مفتى ومش أهل للفتوى .. وإنه معاه دبلوم معلمين , و أرائه كلها مجرد اجتهادات شخصية … 😁

و قال كمان إن حسن البنا أسس جماعة الإخوان للوصول إلى الحكم وإحياء الخلافة …. وإنه لا يجب إتباع شخص سوى النبي, أو إتباع جماعة سوى جماعة النبي .. أما سيد قطب بقى .. فــ ده طلع مش شيخ و مش متفقه فى علوم الدين .. يعنى من الأخر كدة شخص جاهل ماينفعش حد يمشى وراه 🙃

و على مستوى الحكم قال إن رئيس الدولة هو ولي الأمر شرعاً .. ومافيش حاجة إسمها خليفة لأن مافيش إجماع للمسلمين على خليفة في العالم كله … لكن الأهم بقى إنه قال إن ️الجهاد هو أن نعمل لزيادة عدد الصالحين كي لا تهلك الأمة, وإنه لا يجوز قتل المسلمين أو رجال الجيش و الشرطة … 😎

بجد بجد .. مشهد هزلى ، وقمة فى الكوميديا .. بيخلينى أرسم صورة ساخرة لمشهد الشهادة ده ، إستلهاما من أحد مشاهد الفنان عادل إمام فى مسرحية مدرسة المشاغبين .. وكأن لسان حال عمّو الشيخ بيقول للقاضى: …  يا بيه إحنا كنا قاعدين والباب إتفتح وراح داخل علينا الإرهابيين .. وإحنا قاعدين .. وقعدوا سمعوا كلامنا .. وإحنا قاعدين .. وبعدين دماغم ضربت منهم لنفسهم وإعتنقوا الفكر الجهادى التكفيرى … وإحنا قاعدين … وراحوا حاملين السلاح .. وإحنا قاعدين .. و هوب دوروا القتل والذبح فى بلاد الله لخلق الله …. وإحنا طيبين وكيوت وكنا بنجتهد ونهبد ، و مانعرفش حاجة يا بيــيــيــيــه !!! 😁

إنت متخيل يا مان إحساس العيال اللى محبوسين فى القفص وبيواجهوا عقوبة الإعدام أو الأشغال الشاقة وهم بيسمعوا عمّو الشيخ بيقول كدة .. وبــ يهد فى ثانية كل الفكر اللى شربوه وتجرعوا سمومه على مدار سنين .. لحد ما أفسد عليهم حياتهم .. و … وحياتنا إحنا كمان ….

إنت عارف يعنى إييه يلاقوا قدامهم أية قرأنية ماثلة أمام عيونهم .. يمكن قرأوها كثير بلسانهم لكنهم ماعملوش حسابهم ولو للحظة إنها هــ تكون لسان حالهم فى يوم من الأيام .. وهى قوله تعالى فى سورة البقرة “إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ۞ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ” عَلَيْهِمْ” …. صدق الله العظيم

وطبعا بغض النظر عن فقه المعاريض ومبدأ التقية اللى بــ يتبعه الشيخ من دوول ، واللى بينقلوه لقواعدهم وأتباعهم .. واللى بيتيح لهم التورية فى الكذب .. بل وأحيانا الكذب البواح …، فقط من أجل النجاه على طريقة إن الضرورات تبيح المحظورات … لكن فعلا المشهد ده مشهد كاشف جداً .. وهــ يعمل هزة عنيفة لكل واحد صدق فى يوم من الأيام دعاوى الفكر الأيديولوجى الهدّام اللى مش بس بيفسد القلوب و العقول .. لكنه بــ يهد دول وأوطان .. وبــ يتسبب فى قتل وتشريد شعوب كاملة …

ووقت الجد .. يطلع عمو الشيخ اللى زى حسين يعقوب ده ..، ويقولك إنا مقولتش كدة والكلام ده مش مضبوط .. وأنا كنت بس باجتهد .. لكن هم الوحشين اللى فهموا غلط …

وقناعتنا الشخصية … إن المشهد ده مايفرقش حاجة عن اللى ذكره ربنا عز وجل فى القرأن الكريم عن أحد مشاهد يوم القيامة لما قال فى سورة إبراهيم ….. “وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم” … صدق الله العظيم

صدقونى … كل يوم بــ يمر بيكشف أكاذيب وضلالات وتضليل فكرى .. وبــ يهد عمليات تغييب عقلى تم ممارسته بشكل ممنهج ، لغسل عقول شباب كتير على مدار سنين طويلة وتدمير ولائهم وإنتماءاتهم لأوطانهم .. ويمكن حتى للفطرة السليمة اللى ربنا خلقهم عليها ….. وحولهم لقطعان من الزومبى اللى شايفين إنهم هو الوحيدين اللى على حق .. وكل ما ، و من عداهم على باطل يجب إفنائهم أو تحويلهم لزومبى زيهم  ..

و على فكرة .. مش شرط عمليات التغييب دى تكون من خلال الفكر الدينى فقط .. لكن كمان من خلال فكر سياسى وإجتماعى … بس الأساس والمنبع هو تشويه الفطرة الدينية السوية اللى بعدها كل حاجة بتبوظ وتفسد

وعلشان بس ماندخلش فى جدال عقيم للمنتمين للفكر السلفى .. فــ لازم نوضح نقطة مهمة جدا .. وهى إننا عمرنا ما بنبقى ضد أى فكر أو منهج سليم يقوم على عدم المساس بالأخرين وبالثوابت ولا يحمل أى تفسيرات وتأويلات مشوهة أو مغلوطة .. لكننا بــ نبقى دايما ضد (((الأشخاص)))  اللى بيستخدموا الفكر والأيديولوجيا .. سواء كانت دينية أو سياسية أو غيرها .. لإستقطاب البشر من خلال التلاعب بعقولهم وأفكارهم .. من أجل تحقيق أهداف أيديولوجية محددة ..

يعنى من الأخر كدة يعقوب وحسان والحوينى بالنسبة لنا … مايفرقوش حاجة عن البرادعى ، ووائل غنيم ، وعمرو واكد ، وخالد على ، ومعتز مطر ، وعمرو خالد ، وسلمان العودة ، ومحمد بديع ، والبلتاجى ، وصفوت حجازى ، وأبو الفتوح ، ويوسف القرضاوى … وغيرهم … وغيرهم 

ولسة هــ يتوالى إنهيار التابوهات والأكاذيب الفكرية اللى تم تقديسها وتقديس رجالاتها و رموزها على مدار سنين

حفظ الله مصر برئيسها وجيشها وشعبها 🙏

لمتابعة تعليقاتكم