رسائل فى المليان عن الحرب النفسية من تحت قبة البرلمان

 13 Dec 2015

 رسائل فى المليان عن الحرب النفسية من تحت قبة البرلمان

———————————————————–

 بقالنا اكثر من سنة والحديث عن البرلمان مش بينتهى .. والقنوات الفضائية قنوات رجال الاعمال _ومع كل تأجيل لبدأ الانتخابات_ كانت بتزيط اكثر واكثر .. ويتهموا الدولة بالتقاعس والتراخى ، وانها بترسخ للحكم الديكتاتورى الفردى ، وكانت الابواق الدعائية بتاعتهم من امثلة يسرى فودة وباسم يوسف وابو الغار والاسوانى وغيرهم بيروجوا للكلام ده ويؤكدوا عليه بشكل مبالغ فيه ، و فى صورة اللى بيحاول يدفع الدولة علشان تعمل حاجة هى مش عايزة تعملها !!

 الكلام ده كان لحد وقت قريب جدا ناتج عن ثقة او حسابات خاطئة .. أو خلينا نسميها وهم من يظن انه يمسك بكروت اللعبة فى ايدييه … سواء كانت الكروت دى قوة اقتصادية ومال سياسى مدعوم بتوجه سياسى واجندة خارجية او حتى داخلية … او ادوات داعمة تمتلك قوة ناعمة ولها بريقها وتاثيرها السحرى على الناس وهو الاعلام ورجالاته … او حشد جماهيرى منساق وراء بعض الرموز والنخب اللى المفروض انها لها ارضية جماهيرية وتاثير شعبى …. او تأثير دينى منهجى يلعب على عقول البسطاء بكلمة الشرع والدين ويستغل الناس ويتاجر بوجهى النفاق الدينى والاقتصادى !

 وزى ما بيتقال فى الامثال كدة “ذهبت السكرة وجائت الفكرة” … وبدأت الانتخابات .. ونزل الملعب كل اللى كان عندهم اعتقاد جازم بإن مفاتيح اللعبة فى إيديهم .. وان الموضوع خلاص خلص … ومش كدة وبس … لكن دوول بدأو كمان يقسموا التورتة ويوزعوا الغنيمة من قبل ما تبدأ الانتخابات فعليا بأيام .. وبقينا بنسمع كلام من عينة اللى هايسيطر على نص البرلمان .. واللى ضامن ثلث مقاعد البرلمان …. وبدأت ناس تطلع فى الاعلام وتلوح بكل عجرفة انهم مش ممكن يشكلوا الثلث المعطل او انهم يكونوا عقبة امام الدولة وكأنهم بيمنوا على مصر او على الشعب المصرى بكدة !! .. لأ بجد كتر خيركم

 وخلصت الإنتخابات .. وقال الشعب المصرى كلمته .. ووجه بحضارته ووعيه وفكره ، صفعة قوية لكل الناس دى واللى ماكانش حد بيسمع لهم حس قبل ما يتفتح علينا البكابورت فى 2011 .. وخرج من السباق وبخسارة مخزية كل النماذج اللى اتكلمنا عليها إلا القدر اليسير منهم … و …. وكسبت مصر … و الناس اللى كانت بتتكلم عن نص وتلت وربع البرلمان وكأنهم بيقسموا صينية كنافة ، أصبحوا أمام حقيقة مفزعة وهى انهم فعلا خسروا الجلد والسقط سواء ماديا أو سياسيا واصبحت كتلتهم داخل البرلمان بتتمنى انها فقط يبقى لها شكل محترم يقدر يكسب شىء من التعاطف تحت قبة البرلمان … !!!

 وهنا بدأ الضرب تحت الحزام .. وفوجئنا بإن الناس ونفس الابواق اللى كانت امبارح بتدعم البرلمان وبتتهم الدولة بإنها بتعرقل المسيرة الديموقراطية ، اصبحت هى هى نفس الناس اللى بتهاجم البرلمان وتقلل من شأنه وتقول انه مش هايفيد مصر وانك يا أبو زيد كأنك ما غزيت .. وطبعا كل الطنطنة دى مدعومة بغطاء وصخب إعلامى وحملات على مواقع التواصل الاجتماعى ، واتهامات للشعب بالجهل وقلة الوعى لمجرد انهم فشلوا فى مخططهم للسيطرة على البرلمان …. طب مش هى دى الديموقراطية اللى انتم كنتم عايزينها !!؟؟ .. ان الشعب يختار من يمثله !؟؟ .. هى دى الديمقراطية وإلا مش هى يا متعلمين يابتوع المدارس !!؟؟

 لكن الشىء الاكثر مدعاة للسخرية كان تركيز الحملة الشديد على اشخاص بعينهم من اللى فازوا ونجحوا فى حجز مقاعدهم تحت قبة البرلمان وخصوصاً من بعض الشخصيات المثيرة للجدل … وكان أبرز الشخصيات اللى كان لها نصيب الاسد من السخرية هم الدكتور توفيق عكاشة والمستشار مرتضى منصور وابنه !!!

 وبغض النظر عن الحملة اللى تم شنها على البرلمان من قبل حتى ماينعقد .. والترويج لحالة من السخرية والاستهزاء ، من عينة ان جلسات البرلمان سيتم اذاعتها على قناة موجة كوميدى .. وغير ده من السخافات المؤسفة .. !!!

و بدون الدخول فى تفاصيل وجدال حول الأشخاص اللى ذكرناهم وغيرهم ممن تم الهجوم عليهم .. ويمكن احنا أفردنا مقال كامل عن الدكتور توفيق عكاشة اللى نؤمن تماماً إن الصورة الخارجية اللى عليها هذا الشخص هى صورة ظاهرية مقصودة ، ولا تعكس على الاطلاق مايبطنه هذا الرجل .. لكن اللى احنا عايزين نقوله ان اللى بيحصل ده أسلوب مرسوم وخطة ممنهجة لافشال البرلمان من قبل حتى مايبدأ ممارسة مهامه !!

 التركيز على ثلاثة أو أربعة أو حتى عشرة خماشر عضو من بين 600 عضو .. ومحاولة ربط صورة البرلمان بهم ،  هى مجرد لعبة خبيثة ، و حملة ممنهجة وخصوصاً فى الاعلام ومواقع التواصل ، هدفها هز صورة البرلمان عند الناخبين وعند جموع الشعب المصرى علشان لما تبدأ جلسات البرلمان بعد أكثر من شهر من دلوقتى يكون الرأى العام مؤهل تماماً لرفض اى اجراءات او قرارات او قوانين يصدرها البرلمان .. لانه تم فى خلال شهر ونصف من وقت ماخلصت الانتخابات لغاية بداية الانعقاد للمجلس ، اللعب على الوعى الجمعى للشعب المصرى وغرس صورة مشوهة فى العقل الباطن مرتبطة بشخوص معينة والتركيز على السلبيات وتجاهل كل ماهو إيجابى … والمشكلة إنه فيه ناس بتبلع الطعم وبتلعب دور محامى الشيطان وهم مش واخدين بالهم إنهم بكدة ومن غير ماياخدوا بالهم  بينفذوا المطلوب منهم بالضبط على طريقة “قول حق يراد به باطل” !!

 يعنى مثلا … واحد يطلع يقول .. انا مش موافق على الشخصيات اللى دخلت البرلمان .. و هو يعني الشخصيات اللى نجحت دي هي اللى هــ تحل المشاكل !!!؟؟؟ …. و الرد على الشخص ده بمنتهي البساطة:

أولاً .. انت فالقنا بالديمكرررررراتية …. يبقى لازم تحترمها ، و الا فــ فاقد الشئ لا يعطيه 🙂

ثانيا .. كان عندك فرصه ٥ سنين انك يا تعمل حزب فاعل في الشارع له وزنه أو إنك ترشح نفسك او على الاقل انك ترشح حد انت شايفه كويس من وجهه نظرك … لكن مادام ماعرفتش تعمل ولا حاجة من دي يبقي انت مجرد فرد و صوت من كل الشعب …. رأيك مخالف .. ده حقك .. لكن مش شرط يكون هو الصح لإنك لازم تحترم رأي الاغلبيه اللى نزلت و شاركت … هــ تقولّي انا قاطعت .. هــ أقولك محدش منعك .. إنت اللى قاطعت بمزاجك ، وبكدة يبقى سمّعنا سكاتك … لانك لو كنت شايف ان معاك أصوات و معاك كتلة حاسمة تقدر تفرض بيها نفسك ماكنتش قعدت في البيت …. دي حجه البليد 🙂

 أصدقاؤنا ..

مقالنا النهاردة يمكن يكون طويل شوية لكنه مقال إسترشادى .. بنحذر فيه جميع أصدقائنا من الحرب النفسية اللى بــ يتم شنها على البرلمان وأعضائه .. وخصوصاً مع توقعاتنا باللى هــ يقوم به البرلمان من البدأ فى دك معاقل الشر فى الدولة المصرية زى تعامله مع المجلس الأعلى للصحافة وتفعيل ميثاق الشرف الإعلامى والتعامل مع فساد المحليات وقوانين الإستثمار إلى أخر ذلك ..

 و لازم نبفى فاهمين إن مشاكل مصر حلها سياسي .. ومش لازم علشان نحلها إننا نهد الدور و نبدأ من تاني زى ما ناس كتييييير أوى عايزين !! ..

إحنا بقالنا عشرات السنين بنلعب غلط و لازم بقي نفوق لنفسنا لإن انتظار السلطة التنفيذية طول الوقت علشان هى اللى تحط  الحلول هو سبب كل مشاكلنا وهو اللى ودانا في داهية … لأن مشاكلنا كلها مشاكل تشريعية و ورقابية … مش تنفيذية

 الناس بتشتكي من الفساد و من بطئ القضاء ، أو من بعض القوانين أو بطالة او بلطجة استخدام السلطة .. و ناس تقعد تجعر و تقول كلام حنجوري من عينه المفروض الحكومة تعمل و المفروض الحكومة تسوّى .. مع العلم إن كل المشاكل دي حلها مش في إيد الحكومة ، لانها السلطة التنفيذية … لكن حلها في إيد البرلمان اللى هو السلطة التشريعية اللى في إديها تغير القوانين و التشريعات وهى اللى تراقب و تحاسب … وعلشان كدة كانت الحرب الشديدة على البرلمان الحالى ومحاولة إختزاله فى مجموعة من الأشخاص !!

 فــ ياريت نخلى بالنا من العصافير الطايرة ونفهم كويس أليات الحرب النفسية ونحذر اللى حوالينا ونعرفهم إزاى نقدر نتعامل مع الحرب النفسية من غير ما ننجرف مع الأبواق الإعلامية ونطير ورا العصافير 🙂 .. ونبقى فاهمين زى ماقولنا قبل كدة ان مشاكل مصر حلها سياسي .. وطالما إننا لازم نعيد حساباتنا و نهد الدور يبقى نهد الدور بأدوات حل جديدة مش بإننا نهد البلد نفسها زى ما بعض المغرضين عايزين !!!

ألا هل بلّغت .. اللهم فاشهد ..

لمتابعة تعليقاتكم