27 Jun 2021
الشام الجديد … !!
——————-
بغض النظر عن إن دى أول زيارة رئاسية لرئيس مصرى للعراق من أكثر من 30 سنة …. وبغض النظر عن مراسم الاستقبال الاستثنائية والغير مسبوقة للرئيس السيسى لدرجة خروج المقاتلات الحربية العراقية لاستقبال الطائرة الرئاسية المصرية فى سماء بغداد …. لكن الحدث ده حدث فريد من نوعه … وكم العوائق اللى اتوضعت أمام إتمام مثل هذه القمة .. كفيلة انها تفهمك أهمية القمة دى وما سيترتب عليها من نتائج
خليك فاكر انه مع الإعلان عن انعقاد القمة المرتقبة ، حصل حادث القطار فى مصر ثم استتبعه حادث جنوح الناقلة فى قناة السويس .. و ده طبعا أدى لتأجيل القمة لموعد أخر بعدها بأسبوعين …
وبعد انتهاء مشكلة السفينة الجانحة وبدء الترتيب لإنعقاد القمة الثلاثية بقمة تمهيدية على مستوى وزراء الخارجية .. وبعدها بفترة وجيزة .. و فجأة كدة تشتعل الأمور فى الاردن ويظهر على السطح مشكلة الانقلاب الفاشل اللى كان هيحصل بقيادة شقيق الملك الأمير حمزة بن الحسين … لكن تم تدارك الموقف واصدر الجيش الاردنى بيان .. وتوالت بيانات الدول العربية لدعم الملك عبدالله .. لكن اللى حصل ده ترتب عليه تأجيل القمة الثلاثية (مصر/العراق/الاردن) لأجل غير مسمى …
ومع عودة الحديث عن القمة الثلاثية .. بنلاقى الأوضاع بتشتعل فى الاراضى الفلسطينية .. بالإضافة للتصعيد اللى بيحصل من جانب النظام الحبشي .. مع عودة شيئ من التوتر للملف الليبي …. وبتبدأ مصر تتعامل مع الملفات الثلاثة فى نفس الوقت بحنكة سياسية وحقن تهدئة … ده الشكل الظاهر أمامنا .. ولكن ناهيك طبعا عما يدار من خلف الكواليس … حيث الوجوه المكشوف تماما بدون أى أقنعة
كل ده كان مجرد نبذة عن حجم العوائق اللى تم وضعها فى طريق إتمام القمة الثلاثية .. و ده يديك فكرة عن مدى أهمية القمة دى ، واللى هيتم فيها إعادة تخطيط منطقة الشرق الأوسط بالكامل
الاسم الدعائى للمشروع هو “الشام الجديد” … والمعلن من المشروع هو شراكة استراتيجية مبنية على تعاون اقتصادى بين الدول الثلاثة .. هيتيح لمصر والأردن الحصول على البترول العراقي بأسعار تنافسية … وكمان عمل ربط كهربائى عن طريق تصدير الكهرباء المصرية للعراق والاردن … ناهيك عن تبادل الخبرات بين الدول الثلاثة .. والتنسيق الامنى والاستخباراتى … وما خفى كان أعظم !!
النقطة الملفتة إن الرئيس السيسى النهاردة .. ومن قلب بغداد اللى اصلا بتعانى من مشكلة مياه بسبب السدود اللى بنتها تركيا على شرايين الحياة العراقية … واللى أصبح بيوصل لهم ما يقل عن 30 مليار متر مكعب من المياه بدلا من 100 مليار … إتكلم عن ملف المياه وقال بشكل حاسم إن الحقوق المائية العربية جزء من الأمن القومى العربى …. و ده معناه إن مشكلة المياه أصبحت مشكلة دولية … و لو ربطت بين التصريح ده وتصريحات الوزير سامح شكرى .. بإن اللجوء لمجلس الأمن فى موضوع ملف السد الاثيوبى هو أخر خطوة دبلوماسية .. وبيها هتكون مصر استنفذت كل الحلول السلمية … هتفهم إن كلمة الرئيس فى ظهور إعلامي سابق ، عن إن المنطقة هتواجه توتر وعدم استقرار لا يتخيله أحد ، لم تكن مجرد تصريح شعبوى .. ولكنه تصريح يحمل معناه !!
المهم ان مشروع الشام الجديد هيبقى امر واقع و هيخلق وضع شرق اوسطى جديد .. الوضع اللى كان فيه اطراف اقليمية ودولية بتطمح انها تكون هى المكون الاساسى فيه و فى إدارته .. لكن لمصلحتهم هم فقط اقتصاديا وسياسيا … ولصالح وبمشاركة اطراف دولية اخرى … والكلام ده كان هيحصل بعد ما يتم تحييد مصر او إنكفائها على نفسها وعلى مشاكلها الداخلية … و اللى جائت 30 يونيو وهدمت كل مخططات الشر اللى كانت متحضرة للمنطقة 🙂
و زى ما الجغرافيا بتقول ان العراق هو بوابة المجال الحيوى الشرقي للامن القومى المصرى …. وزى ما التاريخ بيقول ان كل مرة مصر بتواجه فيها التهديدات الخارجية اللى بتتحطم على بوابة شموخها وعظمتها حتى فى اشد لحظاتها ضعفا .. و بعدها بتنطلق مصر لتأمين نفسها وحدودها .. وصولا لحدود المجال الحيوى لأمنها القومى …… فالحاضر بيقول انه بعد ما مصر صدت كل الهجمات العنيفة وانتصرت فى حروب الجيل الرابع وفى معركتها مع الإرهاب الداخلى والخارجى .. فالنهاردة الرئيس السيسى راح بغداد اللى متحاصره من على حدودها بايران و تركيا و دواعش سوريا و عملاء ايران اللى في الداخل … وبيحط من قلب بغداد اساس مشروع الشام الجديد
حفظ الله مصر برئيسها وجيشها وشعبها 🙏