الإجابة مصر

27 Jul 2021

الإجابة مصر … !!

——————

الأمور بــ تشتعل فى الشقيقة تونس .. والأوضاع تسير من سيئ لأسوء … والصراع بــ يحتدم على مين يقدر يربح المعركة للتحكم فى مفاصل الدولة والسيطرة عليها … وكله فى إطار الدستور والقانون ..

والحقيقة إن الوضع فى تونس كان سيئ للغاية … والداخل التونسى مش مستقر .. وبيغلى … والدولة بتعانى بسبب ده كل إقتصادياً .. ومافيش لحد دلوقتى من يوم ما إندلعت الثورة المباركة أى مشروع قومى إتعمل علشان يتوحد التونسيين خلفه .. ويقوم برفع المؤشر الإقتصادى للدولة … لدرجة إن الحكومة التونسية كانت بتفكر فى الإقتراض من فرنسا من أجل دفع رواتب موظفى الدولة !

و فى وسط كل الهم ده … حركة النهضة الإخوانية بقيادة راشد الغنوشى .. واللى هو فى نفس الوقت رئيس البرلمان التونسى .. مش شاغلين نفسهم بشيئ غير بالتمكين ، ومحاولات أخونة الدولة والسيطرة على مفاصلها ، والصراع مع مؤسسة الرئاسة على السيطرة الداخلية .. لا لشيئ إلا لأن مؤسسة الرئاسة لحد النهاردة خارج سيطرتهم !!

و ده الطبيعى بالنسبة للفكر الإخوانى .. بــ يبقى شغلهم الشاغل هو التمكين والأخونة والسيطرة على أى نظام يتسللوا إليه حتى لو كان ده على حساب مصالح الدولة ومصلحة شعبها … لأن الفكر الإخوانى بــ يبقى الأفضل بالنسبة له إنه يحكم خرابة .. أحسن من إنه يبقى جزء من منظومة ناجحة ..

وهو ده اللى عملوه فى معظم الدول اللى إتمكنوا منها .. و ده اللى كان هــ يحصل فى مصر .. ، وكلنا بما إننا عاصرنا فترة حكمهم ، كنا إبتدينا نشوف ده فعلياً … وبدأنا فى اواخر السنة اللى حكمونا فيها ، نعانى من تدنى وإنهيار فى كل الخدمات .. وإنهيار الإحتياطى النقدى الأجنبى .. وتدنى المؤشر الإقتصادى .. وتفكك مؤسسات الدولة .. وحالة إستقطاب حاد وصراعات داخلية .. وغياب تام للرؤية المستقبلية لكل ملفات الدولة …. وكل ده و همّ مش شاغلين نفسهم غير التمكين !!

طب لييه الوضع إنفجر فجأة كدة فى تونس !؟

والحقيقة إنه ماكانش فجأة ولا حاجة … لأن الداخل التونسى كان بيغلى زى الجمر اللى تحت الرماد … وفيه صراع داخل البرلمان بين القوى المدنية بقيادة البرلمانية عبير موسى وبين الغنوشى وشركاه .. مع تردى الوضع الإقتصادى زى ما قولنا … ناهيك عن محاولات إختطاف الدولة لصالح الجماعة .. واللى خلى الرئيس التونسى يقود إنقلاب دستورى مضاد ضد حركة النهضة الإخوانية ..

ماهو اصل الجماعة ممثلة فى “الغنوشى” … لعبوا لعبة كدة من أيام الإنتخابات الرئاسية … بعد ما لقوا الرئيس قيس سعيد متقدم فى الإنتخابات .. فقالوا نهادن معاه ونكسبه لصفنا ونحكم من خلاله .. وفى نفس الوقت قيس سعيد بعد فوزه بالرئاسة حاول يستميل الجماعة لصفه .. ويلعب على الوتر الدينى … ويظهر بمظهر الرئيس المتواضع اللى بيشتغل إيده بإيد الشعب .. و ده اللى خلاهم فى البداية يطلعوا بيه السماء ويقولوا عليه إنه بــ يقتدى بالفاروق عمر بن الخطاب !

المهم إنه مع تشكيل الحكومة .. الغنوشى أقنع الرئيس قيس سعيد بإنه يحط المشيشى رئيسا للحكومة .. على أن يختار الرئيس بنفسه الحقائب الوزارية .. وبمجرد ما المشيشى حلف اليمين وأصبح رئيس الحكومة .. إتفق مع الغنوشى ، وإنقلبوا هم الإثنين على الرئيس قيس سعيد .. وقالوله مالكش إنت فيه .. وإحنا اللى هــ نعين الحكومة .. و ده طبعا كجزء من خطة التمكين والأخونة ..

وبدأت حدة الصراع تزيد بين حركة النهضة الإخوانية ممثلة فى رئيس البرلمان ورئيس الحكومة ، وبين مؤسسة الرئاسة … وخصوصا بعد زيارة الرئيس التونسى لمصر وفتح قنوات إتصال بينه وبين الرئيس السيسى … إضافة إلى تعقد الأزمة الداخلية مع عجز الحكومة والبرلمان عن التعامل مع الأزمات الداخلية المتصاعدة … وهنا قام الرئيس التونسى بعمل إنقلاب مضاد على حركة النهضة .. فــ جمد عمل البرلمان ، وأقال الحكومة ، وأقال وزير الدفاع اللى فيه أقاويل عن علاقته بحركة النهضة … و ……

ومالناش دعوة إحنا يا موهى 😉🙂

دلوقتى الدولة التونسية على فوهة بركان .. والناس نزلت الشارع .. والجيش كمان نزل يحمى المؤسسات … اللى هى اصلا معطلة .. والمطارات مقفولة .. والمشيشى رئيس الحكومة تحت الإقامة الجبرية .. وفيه اسماء كتيرة من جماعة الإخوان على قوائم المنع من السفر .. والغنوشى عمال يسخن الداخل والخارج .. والوضع مرشح للتصعيد … وخصوصاً إن الدولة التونسية واقعة بين شقى الرحى … حيث فى الشرق حكومة طرابلس الممتلئة بمليشيات وظيفية إخوانية مسلحة … أما فى الغرب فــ يوجد نظام مش متوافق مع رئاسة تونس الحالية ، وميال للنظام الإخوانى .. و كان شريك بشكل أو بأخر فى إطلاق يد المليشيات فى الغرب الليبى بالتوافق مع تركيا … يعنى تونس دلوقتى فى ورطة حقيقية …

والأسئلة اللى بــ تطرح نفسها دلوقتى … مين اللى هــ يكسب فى الصراع ده !؟ … وهل هــ نشوف إختراق ميليشياوى للحدود التونسية لدعم حركة النهضة الإخوانية !؟ … هل هــ نشوف إعتصام إخوانى شبيه بإعتصام رابعة فى مصر .. علشان يتحول لبؤرة إرهابية يمكن للإخوان من بها ليّ عنق الرئاسة التونسية والتفاوض من خلالها والتمسك بأخر امل للسيطرة على النظام فى تونس !؟ … هل هــ نشوف ظهور طرف تالت كالعادة وسقوط قتلى ودماء بريئة تسيل !؟ ….

نتمنى طبعاً إن ده مايحصلش .. وإن الأمور تمر بسلام … ويستلهموا التجربة المصرية فى التعامل مع الحدث … التجربة المصرية اللى قدرت تتغلب على نظام الإخوان فى عز جبروتهم وتجبرهم … برغم قوة الدعم الخارجى وبالذات فى أوج قوة الإدارة الأميريكية فى زمن المولّا أوباما …

التجربة المصرية اللى بفضل الله ، تجاوزت الحصار الدولى اللى إتفرض على مصر بعد عزل ذراعهم الأيديولوجى ، وجماعتهم الوظيفية ، و أداتهم لتدمير الدولة وتفكيكها وطمس هويتها .. وقدرت تنقذ مصر والمصريين من السقوط فى كهف مظلم ماكانّش ممكن نخرج منه قبل 500 سنة .. ده إذا قدرنا نخرج منه …. والنهاردة أهو التجربة دى أصبحت ماثلة أمام العالم كله … صحيح لسة ما إكتملتش .. ولسة قدامنا كثير علشان ننجزه … لكنها اصبحت تجربة ملهمة للعديد من قيادات ودول وشعوب العالم … وحتى المؤسسات الدولية النهاردة اصبحت بتستشهد بيها ….

وعلشان كدة .. إحنا كلنا فخر وإحنا بنهتف ونقول .. إن الإجابة دايما هى مصر ….

وعموما .. أدينا هــ نشوف إييه اللى ممكن تتمخض عنه الساعات القادمة الحبلى بالأحداث …. وربنا يحفظ أهلنا فى تونس وكل بلادنا العربية …

حفظ الله مصر برئيسها وجيشها وشعبها 🙏

لمتابعة تعليقاتكم