إنهيار وسائل التواصل .. والسؤال يطرح نفسه

05 Oct 2021

إنهيار وسائل التواصل .. والسؤال يطرح نفسه !!

————————————————

إمبارح ، ولمدة 6 ساعات كاملة .. عاش العالم كله (مش كله أوى يعنى) كارثة إنهيار وسائل التواصل الإجتماعى فيسبوك ، وإينستجرام و واتساب … وحتى تويتر إتأثر جزئياً برغم إنه كان شغال بشكل كبير بدون مشاكل …

الطريف إن فيه ناس إكتشفت فى خلال الــ 6 ساعات دوول إنهم متجوزين وعندهم أبناء .. وناس تانية إكتشفت إن عندهم عائلة وأصدقاء … وأخرين بدأوا ينظروا للعالم بشيئ من الإستغراب ، لأنهم مش متعودين يشوفوا الدنيا غير من خلال نظارة محددة .. إتكسر زجاجها فجأة ، فــ إكتشفوا إن العالم مختلف خالص عن اللى هم كانوا بــ يشوفوه .. 😁

المهم .. وبعيدا عن السخرية ….. فــ اللى حصل ده اثبت إننا كلنا أصبحنا أسرى لوسائل التواصل .. وإن إدمان الإسمارت فوت وكل الأبليكيشنز اللى عليه وصل لمرحلة متقدمة جداً .. يصعب التخلى عنه .. وإن فقدان بوصلة التوجيه يعتبر بالنسبة للبعض كارثة بكل المقياييس وإحساس بالضياع … يشبه اعراض إنسحاب إدمان سموم المخدر من الدم .. وخصوصاً بالنسبة للنماذج اللى مش بتلاقى ذاتها ، ولا بتشعر بقيمتها غير بمقدار ما يحصلوا عليه من لايك ، وشير ، و رييأكت على بوستاتهم .. اللى بــ يعبروا فيها من وجهة نظرهم عن اللى جواهم ..

والمؤسف إن ده مجرد شعور وإحساس زائف .. خلقته مواقع التواصل فى النفوس .. فى حين إنه فى حقيقة الأمر .. الغالبية العظمى بــ يتم توجيههم وتجييشهم فى إتجاهات محددة بحسب المحتوى اللى بــ يتم دعم نشره .. سواء كان سياسى أو إجتماعى .. أو حتى فى صناعة التفاهة .. و ده هــ يبقى له مقال منفصل هــ نقوم بنشره قريباً ….. وبالتالى فالحديث عن حرية التعبير هو من قبيل السذاجة الفكرية .. لأن الواقع بيقول إن الغالبية العظمى من رواد مواقع التواصل هم مجرد جنود بــ يتم تحريكهم وتوجيههم فى إتجاه فكرى محدد .. بحسب خطة لا تخدم إلا اصحابها ..

المهم إن اللى حصل إمبارح كان شيئ مريب .. وغريب جداً .. وتحس من ردود الأفعال ، وكأن كل شيئ كان مترتب … يعنى فجأة كدة الدنيا كلها تتقلب فى أميريكا .. والإتحاد الأوروبى يطلع بيان .. والكونجرس يطالب بجلسة إستماع .. وبرنامج 60 دقيقة الأميريكى يستضيف “فرانسيس هوجن” اللي كانت شغالة في فيسبوك قبل كده ، واللى بلغت عن مخالفات بالأدلة بخصوص فيسبوك مفادها باختصار شديد إن الشبكة حاطة الأرباح كأولوية عن الأمان بتاع المستخدمين … وكل الجهات إكتشفت فجأة وأجمعت على إن فيسبوك ومنصات التواصل الإجتماعى بتقوم بتوجيه الشباب فكريا بشكل غير سليم ، وكمان بترسخ اخلاقيات مش مضبوطة !!!! …. يااااه … وكلكم إكتشفتوا ده فجأة كدة !!؟؟

وبما إن العالم اللى إحنا عايشين فيه ده أصبح عالم مادى من الدرجة الأولى ، فــ ماينفعش نغفل الجانب المادى والإقتصادى فى الموضوع .. أو مانذكرش الخسائر المادية اللى منى بيها الفيسبوك واللى وصلت لمليارات الدولارات ، بعد ما فقد فيسبوك حوالى 6% من قيمته السوقية !! .. وأكيد ده شيئ مقصود …

طبعاً مع عودة الأمور كما كانت .. وتركيب الفيشة اللى إتشالت لمدة 6 ساعات حصل فيها صدمة لمعظم العالم … الكل هــ ينسى اللى حصل .. وماحدش هــ يسأل عن الأسباب .. ولا حد هــ يعلن حقية اللى حصل إييه بغض النظر عن كل ما يتم إعلانه عن حق معرفة الحقائق ، وتطبيق مبدأ الشفافية ، وكل صوانى البتنجان بالمهلبية اللى الغرب طول الوقت بــ يصدعنا بيها .. وبنكتشف فى الأخر إن كل ده كلام للإستهلاك الإعلامى لا أكثر ولا أقل .. وإن المبادئ دى مش بيقوموا بتطبيقها غير على الأخرين فقط …. لكن هم لأ ..

والسؤال اللى بيطرح نفسه .. هل فيه حد ممكن يكون صاحب مصلحة فى اللى حصل !؟

طبعا كل السيناريوهات متاحة …. و بالذات انها تزامنت مع اعلان الكونجرس انه هــ يعقد جلسة استماع للمديرة السابقة في فيسبوك.

فهل اللى حصل هو عملية محو أدلة قد تستخدم لاحقا قضائياً ضد فيسبوك …. ام هو هجوم إلكترونى …. ام خطأ تقنى من العاملين في الفيسبوك ؟؟؟

عامةً اتعلمنا اننا مانستعجلش في الحكم على الامور …

و يا خبر بفلوس ….

بس الدرس المهم …. ياترى عرفنا و فهمنا الحروب الجديدة هــ يبقى شكلها اييه ؟؟؟

و اييه التأثير لو تم استخدام التكنولوجيا كسلاح يقدر يعطل حياة شعوب.

و ازاى اسرائيل بتحارب ايران بقالها 5 سنين باستخدام فيروسات في برامج محطات تخصيب اليورانيوم و التحكم في الكهرباء …. و ازاى فيرس كومبيوتر يقدر يعطل او يدمر محطات الكهرباء او يفجّر معمل تخصيب اليورانيوم بدون اطلاق رصاصة واحدة

العالم كله دخل نفق لغة الآلة خلاص …. و تتحقق النبوءة

More technology ..

More problems ..

وعلشان كدة .. اللى عملته مصر بما إننا مقبلين على عصر الرقمنة ، من إنشاء عقل مصر اللى فيه كل بيانات مصر  فى مكان سرى تحت الأرض .. وتأمينه بشكل غير مسبوق ، ده ماكانش من قبيل الرفاهية أو الصدفة ….. والأهم هو حمايته بــ أيادى مصرية … شباب مصرى عبقرى زى الورد …. بدون تسليمها لشركات اجنبية

حفظ الله مصر بأبنائها المخلصين .. 🙏

لمتابعة تعليقاتكم