الملاك ريان .. والضمير العالمى العيان !!

08 Feb 2022

الملاك ريان .. والضمير العالمى العيان !!

—————————————

كثير من اصدقائنا بعتوا يسألونا عن رأينا فى موضوع الطفل ريان .. والحقيقة إننا ما نشرناش عنه أى شيئ علشان الناس كلها كانت مشغولة فى أجواء بطولة الأمم الأفريقية … لكننا لنا رأى طبعا فى الموضوع ده وهنقوله لحضراتكم …

مبدأيا .. إحنا متعاطفين مع الطفل ريان ، وربنا يرحمه ويصبر أهله … لكننا مش متعاطفين مع الحدث نفسه شكلا وموضوعاً .. وعندنا علامات إستفهام كثيرة تخص الحدث وطريقة متابعته واسلوب التعاطى معاه !!

إحنا لا هــ نتكلم عن الطريقة الفنية لعملية الإنقاذ ، ولا اسلوب الحفر ، ولا لييه الموضوع اخد كل المدة دى ، ولا لييه لم يتم إنزال مواد غذائية للطفل حتى ولو بطريقة بدائية .. ولا كاميرات تصوير .. ولا وسيلة إتصال سلكية أو لا سلكية .. ولا أى وسيلة إضائة ولا أكسجين .. ولا لييه تم رفض أى مساعدات خاريجية …. ولا ولا ولا ولا …. وناهيك طبعا عن فكرة إخفاء حقيقة وفاة ريان قبل النجاح فى إخراج جثمانه على الأقل بيوم أو يومين … كل ده مالناش دعوة بيه ، لأنه هــ يدخلنا فى دائرة جدال وإفتاءات مالهاش أول من أخر .. وهى مش موضوعنا أساساً !!

لكن اللى بيمثل علامة إستفهام كبيرة حوالين الحدث ، هو التعاطى الإعلامى الغريب للموضوع ، والتركيز على محاولات الإنقاذ ، ومتابعة اللى بيحصل لحظة بلحظة من خلال معظم أكبر وأشهر المنصات الإعلامية العالمية ، وإبتزاز مشاعر الناس بالشكل المبالغ فيه ده !!!

هو من إمتى يعنى الإعلام العالمى بيهتم بالإنسانيات ، والعواطف الجياشة دى !!؟؟ .. من إمتى الإعلام العالمى بــ يقيم أى وزن لحياة البشر .. وبالذات لو فى مجتمعاتنا العربية !؟ .. من إمتى مصاص الدماء بــ يتألم لدموع ضحاياه !!؟؟

⬅️ كان فين الإعلام العالمى لما الدقنقية بتوع الجماعة كانوا بــ يلقوا الأطفال من فوق أسطح المنازل عندنا فى مصر !!؟ …

⬅️ كان فين الإعلام العالمى والحقائب المفخخة بتتحط فى مصر جنب المدارس الإبتدائى والإعدادى .. وكان بيروح فداهم شباب زى الورد بــ يتيتم أبنائهم وتترمل زوجاتهم علشان الأطفال دى تعيش ؟؟ ..

⬅️ كان فين الإعلام العالمى وأطفال سوريا بيموتوا كل يوم قتلا وذبحاً وتفجيراً فى معارك شياطين التأسلم السياسى !!؟؟ ..

⬅️ كان فين الإعلام العالمى والعشرات من أطفال اليمن النهاردة ، بيموتوا كل يوم من الكوليرا وسوء التغذية !!؟..

⬅️ كان فين الإعلام العالمى ، واطفال سوريا بيموتوا متجمدين فى المعسكرات ومخيمات الإيواء بسبب موجة البرد فى الأيام اللى فاتت !!؟ ..

⬅️ كان فين الإعلام العالمى ، والأطفال اللاجئين واهاليم بــ يتم التلاعب بيهم كوسيلة ضغط على الحدود بين دولة الأغا والدول الأوروبية !!؟؟ ..

الإعلام العالمى مالوش قلب ، ومش بيهتم بشئ ويركز عليه إلا لو كان له مصلحة فى كدة .. أو مطلوب منه إنه يعمل كدة ، لتحقيق أهداف معينة ، جايز مانعرفهاش فى وقتها .. لكن التجربة علمتنا إننا بنعرفها بعدين .. وبنكتشف قد إييه كنا سذّج لما مشينا وراء الإعلام !

لو حضراتكم تفتكروا …، فــ الإعلام العالمى تعاطف مرة قبل كدة مع الطفل السورى “أيلان كردى” .. اللى مات غريق أثناء محاولة عائلته الوصول إلى أوروبا عبر تركيا واليونان !! … وركز عليه لأيام طويلة ، ونشر صوره بشكل متواصل .. صور حقيقية وصور كرتون ، وإشيى بجناح وإشيى فى شكل ملاك ، لحد ما خلّى الدنيا كلها تتعاطف معاه … وبعدها فتحت دول أوروبا عشرات المعسكرات ومخيمات الإيواء لللاجئين السوريين .. فى خطة ماكانش لها أى هدف غير تفريغ سوريا من سكانها ، بتشجيع الملايين للخروج منها ووضعهم فى مخيمات إيواء وهم بيحلموا إنهم يلاقوا حياة أفضل من الجحيم اللى عملته تيارات التأسلم السياسى ، والحرب الأممية اللى كانت دايرة فى سوريا … فى حين يتم تقسيم سوريا وتشريد شعبها وتفريغها من أهلها علشان تبقى معقل للتنظيمات الإرهابية من كل بقاع العالم .. وفى نفس الوقت تقوم الدول الكبرى بالسيطرة على مقدرات الدولة السورية وتقسيمها بينهم !!

الإعلام العالمى مش بــ يركز على شيئ ولا بيتعاطف معاه لله فى لله كدة … واللى حصل مع الطفل السورى “إيلان كردى” كان مجرد مثال … فــ ياترى هل فيه حدث بــ يتم الإعداد له فى المغرب العربى ، والمطلوب تركيز الصورة هناك شوية … وإلا اللى حصل ده كان هدفه قياس ردود الأفعال الشعبية ، وقياس المزاج العام وطرق جديدة لتوجيهه .. ومعرفة مين القنوات والمنصات الإعلامية الأكثر متابعة عند الشارع العربى .. تمهيدا للتحضير أو لبث حدث مستقبلى هــ نعرف هو إييه قريب !!؟؟

كل دى تسؤلات منطقية ، وأكيد هــ نعرف الإجابة عليها قريب .. لأن الأيام مافيش أقرب منها ….

وبالمناسبة ….. الحادث ده حصل زيه فى الصين .. لطفل عمره 3 سنوات سقط فى بئر برضوا فى سنة 2016 وتم إنقاذه .. و فى 2018 تم إنقاذ 12 طفل فى تايلاند من إنهيار كهف فضلوا محاصرين فيه لمدة 17 يوم .. والشاب عياش فى سنة 2018 اللى سقط فى بئر فى الجزائر عمقه 100 متر ثم تم إنقاذه بعد أربعة أيام ……. وغيرها وغيرها من الأحداث ، اللى مرت مرور الكرام وماحدش حس بيها .. وتم التعليق عليها كأنها خبر عادى !!

اللى لازم نبقى متأكدين منه ، إن الإعلام العالمى مؤسسات مسيسة وربحية .. وقلبهم مش قلب خسّاية ….

والحداية عمرها مابترمى كتاكيت !!

حفظ الله مصر برئيسها وجيشها وشعبها

لمتابعة تعليقاتكم