19 Feb 2022
عملية إستهداف الدب الروسى .. !!
الخطة القديمة الجديدة ..
———————————
البعض مؤيد للموقف الروسى وشايفين إنه معاه حق يدافع عن أمنه القومى .. والبعض الأخر مستسلم للدعاية الغربية ومصدق الصورة اللى بيقدموها لروسيا وللقيصر الروسى بإظهاره بصورة الغازى المعتدى اللى عايز يحتل أوكرانيا الغلبانة .. لكن بغض النظر عن دوول ودول .. فــ فيه ناس كثيرة من الجانبين بتسأل هو اللى بيحصل ده بيحصل لييه !؟ .. ونهايته إيييه !؟ .. وياترى الحرب هــ تقوم وإلا لأ !؟ .. و إييه تداعيات الحرب على الأمن والسلم العالمى .. وإييه تأثيراتها علينا !!؟
لكن علشان تقدر تجاوب على الأسئلة دى وتفهمها .. وعلشان تبقى فاهم اللى بيحصل دلوقتى .. لازم ترجع بالتاريخ للى حصل مع الإتحاد السوفيتى القديم وتوريطه فى المستنقع الأفغانى .. واللى أدى فى النهاية لإنهيار الإتحاد السوفيتى القديم وتفكك جمهورياته مع إحتفاظ جمهورية روسيا الإتحادية بالنصيب الأكبر من الإرث السوفيتى القديم ..
و فى الوقت اللى بدأ الغرب إستغلال أحداث 11 سبتمبر فى شن أكبر حملة إرhاب معنوى وعسكرى على العالم كله .. كان فلاديمير بوتين بيبنى بلده بدءً من رئاسته للوزراء .. و وصولا للقائم بأعمال الرئيس في 31 ديسمبر 1999، عندما استقال بوريس يلتسن !!
ومع النمو العسكرى والإقتصادى بشكل متسارع ، وعودة بزوغ روسيا كقوة عسكرية عظمى ، وسعى بوتين لإستعادة الأمجاد السوفيتية السابقة .. وإكتسابه للمؤيدين يوم بعد يوم سواء فى الداخل أو فى الخارج … كانت أولويات الغرب متجهة للمخطط الأكبر .. واللى بــ يبتدى بــ تفعيل مؤامرة الخراب العربى كمرحلة أولى .. وبعدين ييجى دور الدب الروسى كثانى أولويات المعسكر الغربى للقضاء عليه وإسقاطه .. وبعدين تيجى المرحلة الثالثة والأخيرة بــ الإنفراد فى النهاية بالتنين الصينى .. بعد إمتلاك القوة الكاملة والسيطرة على معظم مصادر الطاقة والإقتصاد العالمى …..
والكلام ده كنا شرحناه بالتفصيل فى مقالات كاملة .. لكن مايمنعش إننا نعيد الشرح هنا تانى بشكل مختصر ..
المرحلة الأولى كانت السيطرة على مقدرات الشرق الأوسط وتحطيم كل جيوش المنطقة .. وإسقاط كل دول الشرق الأوسط فى قبضة جماعات التأسلم السياسى وتقسم دول المنطقة وتقطيعهم لدويلات وكانتونات .. والسيطرة الكاملة على كل مصادر الطاقة والبترول فى الحجاز ، والعراق ، والشام ، وغاز شرق المتوسط ، وقناة السويس ، وهدم كل الرصيد الحضارى فى كل الدول .. ووضع المنطقة بالكامل فى قبضة نظام ظلامى فاشى دينى .. يأتمر القائمين عليه بأوامر الغرب ، وولائهم يكون بالكامل لأسيادهم اللى مشغلينهم من شبكات المصالح الدولية …
وبعد تمام السيطرة .. يبدأ الجزء الثانى من الخطة .. وهو إستهداف الدب الروسى … و ده كان هــ يتم على مرحلتين:-
المرحلة الأولى: هى الإستهداف الإقتصادى بمد خط غاز نابوكو اللى كان هــ يطلع من قطر ويمر بالعراق ثم سوريا ثم تركيا وصولا لأوروبا … وبكدة يتم تجريد الدب الروسى من سلاحه الإقتصادى الأساسى .. ومع السيطرة الكاملة لشبكات المصالح على مصادر الطاقة فى الشرق الأوسط والبحر المتوسط .. هــ يحصل حصار ثم إنهيار إقتصادى للعملاق الروسى
المرحلة الثانية: واللى كان هــ يتم فيها جمع كل kلاب السكك من جماعات التأسلم السياسى والمرتزقة والمليشيات المسلحة وشحنهم دينياً ومعنوياً .. و بتمويل قtرى .. ودعم لوجيستى من دولة الأغا .. يتم الدفع بيهم شمالا لإستهداف الدولة الروسية .. واللى كانت هتسقط فى مستنقع الصراع مع مليشيات مسلحة بتمويل لا متناهى .. وتسليح غربى على أعلى مستوى .. لحد ماتنتهى قصة النجاح الروسى .. وتسقط الدولة فى فخ الفوضى .. ويتم السيطرة على كل مقدرات الدولة الروسية .. وبكدة يتفرغ الغرب للمرحلة النهائية والأخيرة وهى مرحلة إستهداف التنين الصينى ..
لكن الجيش المصرى فى 30 يونيو وما بعدها ، عطل المخطط ده بالكامل .. وقدر يقف فى وجه مخطط كان متحضر من سنين وإتصرف عليه تريليونات الدولارات .. وعلشان كدة ، حالة الإستعداء اللى كانت متوجة للجيش المصرى خلال الــ 10 سنوات الماضية كان إستعداء بشكل جنونى ، وكان التركيز على مصر وجيشها بــ ياخد الأولوية المطلقة … وده اللى خلى مصر تواجه بالفعل منتخب العالم للإrهاب .. أو تقدر تقول إنها كانت بتواجه نفس المصير اللى كان متحضر بعد كدة لروسيا بعد مخطط تفتيت المنطقة .. واللى قدر يصمد رجالات الجيش المصرى أمامه بسبب تماسكهم وعقيدتهم القتالية وإيمانهم بربنا سبحانه .. تحت قيادة حكيمة رشيدة .. ودعم الظهير الشعبى .. وعلشان كدة الرئيس السيسى قال إننا بنحارب الإرهاب نيابة عن العالم ..
وده اللى كان فاهمه القيصر الروسى بحكم خلفيته المخابراتية ..، وشاله لمصر وجيشها ورئيسها .. وعلشان كدة كان الدعم الروسى لمصر .. والتقارب بين الرئيسين المصرى والروسى .. و فى نفس الوقت .. إتحرك القيصر الروسى ودخل سوريا ووقف قدام المليشيات المسلحة هناك .. وكمان إجتاح شبه جزيرة القرم وسيطر عليها .. ولما أمريكا بدأت تهدد .. أعلن إنه عنده إستعداد يشعل حرب عالمية ثالثة لو حد حاول إسقاط سوريا … لأنه كان فاهم إن سقوط سوريا معناه إتمام مشروع خط غاز نابوكو .. و ده اللى ماكانش ممكن يسمح بيه أبداً … ولا كان ممكن يسمح بإنه يسيب القرم الأوكرانية الروسية علشان تبقى شوكة فى ظهره
إنهيار المخطط فى الشرق .. والصعود المصرى وضبط الأوضاع فى المنطقة ، وإستعادة مصر السيطرة على مقدراتها وأدوات قوتها .. وفرض رؤيتها على كل ملفات المنطقة الأمنية والإقتصادية .. خلى محاولة إستمرار مخطط التقسيم هو مجرد محاولة يائسة .. وبالتالى تم تأجيلها .. والعودة مرة أخرى للمربع صفر .. او نقدر نقول إنه تم عمل تعديل إستراتيجى بالإكتفاء مؤقتا بما تم تحقيقه فى منطقة الشرق الأوسط مع الإستمرار فى الضغط والحفاظ على حالة عدم الإستقرار ….. وفى نفس الوقت ، العودة لخيار إستهداف الدب الروسى من جديد ..
وبدأ تضييق الخناق العسكرى على الدب الروسى فى حلقات .. فى كل دول أوروبا الشرقية والبلقان .. وصولا لأخر حلقة وهى أوكرانيا وجورجيا واللى بــ يهددوا الأمن القومى الروسى بشكل مباشر .. وطبعا مع إستمرار الحرب الإقتصادية بسياسة العقوبات ..
ده بإختصار ملخص الحدوتة ، للى عايز يفهم أسباب اللى بيحصل ده كله … و ده يجاوب على السؤال المباشر وهو هل روسيا عايزة تحارب وإلا لأ … والحقيقة إن الروس مش عايزين يحاربوا .. لأنهم مدركين إنه بــ يتم الدفع بيهم فى أوكرانيا ، لمستنقع أشبه بالمستنقع الأفغانى ..
لكن زى ماقولنا قبل كدة .. ان الحرب ممكن ماتحصلش خالص .. على الأقل فى الوقت الحاضر .. و ده السيناريو الأقرب للحدوث .. لكنها كمان ممكن تقوم فى أى لحظة ، لو وصلت الأوضاع بالنسبة للروس لمرحلة إنه مافيش بديل عنها للحفاظ على الأمن القومى الروسى ..
أو زى مابيقولوا بالبلدى كدة “ياروح مابعدك روح”
القيصر الروسى بيلاعب الغرب بعقلية رجل المخابرات ، وبيشد ويرخى … ومسيطر كويس جدا على أدواته .. ومش مخليهم يقدروا يستنتجوا الخطوة الجاية … وعمّالين يضربوا أخماس فى أسداس .. وتقديرنا ، إن الصراع ده هــ يكون صراع مخابراتى من الدرجة الأولى .. و هــ يسعى القيصر الروسى إنه يفوز فيه بدون إطلاق رصاصة واحدة … لأن ده هو الحل الوحيد اللى يخليه يتجنب الصراع المباشر ، واللى مش هــ يكون فى مصلحة حد …
إلا إذا …
وأدينا بنتفرج …
حفظ الله مصر برئيسها وجيشها وشعبها 🙏