21 Feb 2022
على هامش الهيصة .. فى موقعة ابراهيم عيسى .. !!
—————————————————-
فى مشهد عبقري فى فيلم طيور الظلام للراحل الرائع وحيد حامد .. بيروح فتحى نوفل علشان يقابل محامى الجماعة على الزناتى ، وبيطلب منه اصوات أفراد الجماعة لدعم رشدى الخيال فى الانتخابات .. ولما بيندهش الاخوانجى التنظيمى من الطلب ده ، و يرد عليه بإن رشدى الخيال ده راجل فاسد … فتأتى الإجابة العبقرية على لسان بطل الأحداث فتحى نوفل ويقول له “وانتوا عايزين اييه غير راجل فاسد !؟ .. ده انتوا عايشين بالفساد !! .. ده الفساد ده حجتكم الاساسية” …
المشهد ده قفز لذهنى وانا بأتابع اللى حصل اليومين اللى فاتوا بعد الزوبعة اللى أثارها الاعلامى المدعو #إبراهيم_عيسى بكلامه حول حادثة المعراج …. و دى طبعا مش أول مرة نلاقي ابراهيم عيسى بيتكلم بالشكل ده عن حدث دينى تاريخى أو شخصية دينية أو حتى كتب الحديث …
المشكلة مع ابراهيم عيسى واللى زيه مش فى الكلام اللى بيقولوه .. لأنه عمره ما حيهز شعرة فى ثوابت الدين .. ولا هيكون له تأثير على السواد الاعظم من الناس … ويكفى بيان الأزهر الشريف .. ويكفى رد فعل السوشيال ميديا على كل اللى اتقال .. والحملة الاليكترونية الشعبية اللى رد بيها المصريين على تخريفات الاستاذ الاعلامى .. للدرجة اللى دفعت كبير حاخامات الإعلام إمبارح للدفاع عن ابراهيم عيسى لتخفيف الضغط عنه .. مع شوية كلام تحبايش كدة عن حرية الرأى والابداع واننا لازم نناقش كل حاجة .. وده حق الناس فى المعرفة … حاجة كدة من اللى بيتنزع آهات اللى بيسموهم تنويريين.
لكن المشكلة الحقيقية الفعلية فى إن النماذج الفكرية والاعلامية اللى زى ابراهيم عيسى بتتسبب فى رد فعل عكسى بدخول الفصيل المتطرف الآخر على الخط .. علشان يلعبوا من جديد فى عقول البسطاء ويغازلوا مشاعر القطيع من متابعيهم … وينصبوا نفسهم من جديد بإعتبارهم حماة الدين .. وبتعطيهم الفرصة إنهم يقنعوا الجهلاء بإن المجتمع كله كافر والحكومة كافرة والنظام كافر … وبكدة يقدروا ببساطة شديدة يشرعنوا إستخدام السلاح بحجة الجهاد للدفاع عن الدين .. اللى هو أصلا برئ منهم ومن اللى بيقولوه !!!
الشخص المتطرف والشخص اللى بيطلق البعض عليه خطأً لفظ تنويرى … مع فارق التشبيه .. عاملين كدة زى “رشدى الخيال” و “على الزناتى” فى فيلم طيور الظلام … الاتنين مايقدروش يعيشوا من غير بعض .. والاتنين اكل عيشهم على قفا بعض … والاتنين أو كل طرف منهم بيستمد وجوده وبقائه من وجود وبقاء الطرف التانى … وكل طرف فيهم بيكتسب مؤيديه ومريديه بحجة وجود الطرف الثانى .. لأن كل طرف فيهم بيغذى فى عقول اتباعه فكرة إنه هو المدافع عن المبدأ ، وعن الدين .. واللى بيعمله ده هو اللى هينصر الدين أو هو ده اللى هيعمل تنوير … وإن ده الصح والفكر التانى هو اللى غلط …
انا مايهمنيش ابراهيم عيسى يتسجن والا يتحاكم والا يتمنع من الظهور والا يروح فى ستين داهية .. لأن ده هيمشى وهيطلع غيره …. لكن السؤال اللى بيطرح نفسه … ياترى التيارين دوول اللى على طرفى نقيض وبيستمدوا وجودهم من بعض .. ومش بيظهروا … و فى مصر بالذات .. غير فى أوقات الاستقرار … فهل وجودهم مجرد صدفة ؟؟ … وإلا له هدف خبيث .. و وراه توجهات أخرى … مريبة !!؟
إحنا مش هنجاوب على السؤال … لكن هنسيب الإجابة لحضراتكم
حفظ الله مصر برئيسها وجيشها وشعبها 🙏