العودة لنقطة الصفر .. !!

15 Apr 2022

العودة لنقطة الصفر .. !!

————————

أكيد الجميع واخد باله من اللى بيحصل اليومين دوول على السوشيال ميديا .. وأكيد كلنا شاعرين بحالة الغليان اللى موجودة مع هذا الكم الغير طبيعى من البوستات والمتزامنة مع أحداث غريبة بتحصل ، وكأن فيه حد صفر بالصفارة فجأة علشان تتفتح علينا كل البكابورتات القديمة تانى !!

طبعاً العالم كله بــ يعانى من أزمة إقتصادية … وفيه حرب طاحنة شغالة بين كبارات الكوكب ده .. و فيه محاولة من كل طرف لتركيع الطرف الأخر … وللأسف المعركة لسة مستمرة معانا شوية حلوين ، لأن نتائجها مش هــ تظهر بين يوم وليلة .. ويمكن كمان تكون قابلة للتصعيد … لكن ما علينا …

المهم إن اللى بيدفع الثمن مش أطراف الصراع فقط .. لكن العالم كله إتفرض عليه إنه يدفع ثمن الصراع ده … وكل دول العالم بتعانى .. والمواطن العادى فى كل دول العالم بــ يتنفخ حرفياً .. لأن فيه دول وكيانات وشبكات المصالح عايزين يركّعوا العالم حرفياً .. مهما كلفهم الثمن .. ومهما كان حجم الضرر اللى هــ يتسببوا فيه ، حتى لو كان هــ يأثر عليهم

ويكفى إننا نقول إن الأمين العام للأمم المتحدة على سبيل المثال طلع بتصريح قال فيه إن أزمة الحرب الحالية بتأثر على أكثر من 1.7 مليار إنسان على مستوى العالم بشكل مباشر … وناهيك طبعا عن اللى هــ يتأثر بشكل غير مباشر !!

ولأنه فى وقت الأزمات بــ يبقى الوعى الجمعى للشعوب فى أضعف حالاته .. وبيكون عنده إستعداد للتأثر بكل شيئ وأى شيئ حتى ولو كان مجرد شائعة بسيطة .. فــ فى الوقت ده بتنشط كل ديدان الأرض ، وكل الشياطين اللى بتعيش فى الظل علشان تدفع فى إتجاه حالة الغليان لتحقيق مكاسب خاصة بيهم ..

ولأن مصر فى قلب الحدث .. ولأنها شائت أم أبت هى جزء من حالة الصراع العالمى بحكم اهميتها الإقليمية والدولية .. وبحكم موقعها الإستراتيجى ، وبحكم الملفات الكتيرة البالغة الأهمية اللى منغمسة فيها سواء كانت متحكمة فيها بشكل مباشر ، أو لها تاثير عليها بشكل غير مباشر .. فــ المهتمين بالشأن العام والمتابعين للأوضاع ولكل اللى بيحصل .. أكيد لاحظوا إنه فيه محاولات مستميتة لإشعال النيران فى كل حاجة لها علاقة بمصر .. ومحاولات لتهييج الناس أو إحباطهم بكم من الأكاذيب والشائعات ، أو إعادة صياغة الأخبار بشكل مختلف لتوصيل فكرة معينة يكون لها تأثير على جموع الشعب

وعلشان نبقى محددين .. فــ خلونا نصيغ اللى بيحصل فى نقاط محددة على قد مانقدر .. وخصوصاً إن تزامن كل ده مع بعضه فى نفس الوقت ماينفعش يندرج تحت نطاق الصدف أبداً .. و ده اللى إتعلمناه خلال الكام سنة اللى فاتوا.

أولا .. النسيج المجتمعى ..

و ده من خلال 4 محاور …

  • ⭕️ المحور الأول .. تكثيف الكلام عن إنقسام مؤسسات الدولة .. وإنه فيه صراعات داخل المؤسسات دى ، واجهزة عايزة توقع اجهزة .. والصراع بين الأجهزة الأمنية ومؤسسة الرئاسة .. ألخ ألخ ألخ
  • ⭕️ المحور الثانى .. التركيز على ملف الطائفية وتسليط الأضواء عليه .. وتلاقى حوادث متزامنة زى إغتيال رجل دين ، وحادثة كشرى التحرير بتاع منع السيدة من تناول الأكل بحجة إننا فى رمضان ، ومحاولة إختطاف سيدة وتغيير دينها … وده كله محتاج الأجهزة الأمنية تنشط وتحقق فيه وتعالجه بمنتهى الشفافية بإعتبارة جرائم وليس طائفية.
  • ⭕️ المحور الثالث .. إثارة وتهييج قضايا معينة متعلقة بالأحوال الشخصية للمرأة والرجل بشكل عام ، وبشكل جعل السوشيال ميديا تتحول لدائرة صراع بين جبهتين ذكورية ونسائية .. وكله بيشتم فى كله .. وكله بــ يلقى اللوم على كله .. و ده شيئ ملحوظ ومرصود.
  • ⭕️ المحور الرابع .. إثارة مسائل خلافية وجدلية فى الدين بشكل غريب والتركيز عليها لخلق حالة من الإحتقان ، واللى بــ تفتح الباب من تانى لتسرب التيارات الظلامية داخل النسيج المجتمعى .. زى الإسراء والمعراج وصلاة التراويح .ز ومين صايم ومين فاطر .. ألخ ألخ الخ

و طبعا مش محتاجين نقول إن السوشيال ميديا بتعمل عمليات تسخين بشكل ملفت للنظر فى الــ 4 محاور دول ، بشكل لا يمكن يكون مجرد صدفة .. وخصوصاً إنه فيه صفحات وجروبات وحسابات شخصية نشطت بشكل كبير فى الإطار ده

 ثانيا .. المعلومات المغلوطة والشائعات ..

رجعنا تانى لطريقة نشر الأخبار بعد إعادة صياغتها بشكل يهدف لإحداث بلبلة بين الناس .. ورجعت قناة الخنزيرة ومعاها الــ BBC لنشر معلومات ملفقة عن الدولة المصرية … ورجعنا تانى نسمع طقطوقة الديون ومصر هــ تفلس والدولار هــ يبقى بــ 300 جنيه .. والمشروعات اللى مالهاش لازمة … والناس فاضل لهم تكة ومش هــ يلاقوا ياكلوا .. وتحريض للناس على شراء دولارات وتخزين البضائع والأطعمة .. ألخ ألخ ألخ

ثالثا .. الإغتيال المعنوى ..

نفس اللعبة القديمة رجعت تانى .. واللجان الأليكترونية ومعاهم بعض القنوات المحرضة ، شغالين بكثافة شديدة على الإغتيال المعنوى لكل شخص وأى شخص واقف فى صف دولته سواء من الإعلاميين أو الفنانين و المشاهير أو اليوتيوبر الوطنيين … أو أى حد يقول أى كلمة إيجابية فى حق دولته على السوشيال ميديا …. علشان يخرسوا كل الأصوات ومايبقاش فيه أى صوت على الساحة غير صوتهم هم فقط .. وكأنهم عندهم تكليفات محددة بكدة.

رابعا .. الفن ..

هجوم ضارى على الفن المصرى ، اللى أثبت فى اللـ 3 سنوات الماضية إنه قادر على إستعادة عرشه ، وإستغلال القوة الناعمة المصرية لتمرير رسائل إيجابية للمصريين والعالم كله .. وإعادة صياغة الشخصية المصرية بعيدا عن فن البلطجة والمخدرات والشعور بالدونية … وبالتالى فــ أكيد كلنا ملاحظين محاولات تشويه الإعلام .. ورجعنا تانى نسمع ونقرأ بوستات الفن حرام ، وسحرة فرعون .. والجو الرخيص ده

خامساً .. القطيع ..

بدأنا نسمع تانى نغمة الإخوان مظلومين .. بإعادة إنتاج فكر المظلومية ، والكربلائيات والملايين اللى فى السجون ، وبالذات بعد عرض مسلسل #الإختيار3 .. والتشكيك فى كل اللى فيه .. والبجاحة المتناهية بالحديث عن تزييف التاريخ برغم إن المسلسل لحد النهاردة ماجابش حاجة مختلفة عن الأحداث اللى كلنا شوفنها بعنينا .. وكمان تدعيم الأحداث بتسجيلات لقادة الإرهابيين فى الجماعة وشوفنا بالصوت والصورة كانوا بيعملوا إييه وبيضمروا إييه لمصر …. ولأن المسلسل واجعهم جداً .. فــ فيه حالة عواء غير طبيعية .. لدرجة إن قنوات الإخوان كلها سواء فى تركيا أو قطر او إنجلترا .. مخصصة برامج يومية للهجوم على المسلسل ومحاولة تشويهه والتشكيك فى أحداثه … برامج مافيهاش غير الصياح والعويل ومحاولة قلب الأحداث ولىّ عنق الحقيقة.

سادسا .. التشكيك ..

التشكيك فى كل شيئ وأى شيئ من خلال حملات ممنهجة على السوشيال ميديا ضد الدولة

سابعا .. الضغوط الخارجية ..

و دى بقى ممكن نبقى نعمل لها مقال منفصل .. لكنها اصبحت واضحة ومعلنة … والبعض منها بيتنشر على المواقع الإخبارية … زى مثلا حالة الإستقطاب العالمية الحادة .. ومحاولة الضغط على مصر لإتخاذ مواقف محددة .. قد تتعارض أحيانا مع توجهات الدولة المصرية .. وعلشان كدة بــ يتم ممارسة ضغوط سياسية وإقتصادية على مصر لإستقطابها أو على الأقل تحييدها.

لو ركزتوا شوية فى الــ 7 نقاط دوول .. هــ تلاقيهم تقريبا هم هم نفس المحاور اللى كانت بتتحرك فيما قبل يناير 2011 … يعنى فيه محاولات حثيثة ومكثفة لإعادة إنتاج الماضى والعودة لنقطة الصفر … لكن الفرق الوحيد فقط هو إختلاف الشخص المستقبل للرسائل المجهة دى .. لأن الوعى الجمعى للشعب المصرى فى الفترة (2006- 2011) مختلف تماما عن الوضع النهاردة .. بعد مالناس فهمت حاجات كتيرة .. واصبح معظم المصريين مطلعين على الأحداث سواء داخلية أو خارجية

المقال ده مجرد محاولة للفت الإنتباه للى بيحصل .. علشان اللى مش واخد باله ، يفهم إن اللى بيحصل ده شيئ ممنهج ، مش هو طبائع الأمور .. فــ ياريت بلاش نسقط فى فخ الحملة الممنهجة على السوشيال ميديا .. واللى ممكن البعض يتخدع بيها ويقرأ من خلالها الأحداث والأوضاع بشكل مختلف

حفظ الله مصر برئيسها وجيشها وشعبها 🙏

لمتابعة تعليقاتكم