مصر تعود لتقود من منبر الأمم المتحدة

20 Sep 2017

مصر تعود لتقود من منبر الأمم المتحدة .. !!

——————————————————-

كل دول العالم امبارح فى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت بتتكلم عن أجندتها وفيما يخصها … يعنى مثلا أميريكا اتكلمت عن الحرب والتفوق العسكرى وكوريا الشمالية وإيران … أما فرنسا مثلا فكان أهم ملف اتكلمت فيه هو ملف المناخ .. و دول كتير اتكلمت عن مشاكلها الداخلية والاقليمية .. لكن ياترى مصرنا الحبيبة اتكلمت عن اييه !!؟ 😊

الكلام فى البداية كان عن الامم المتحدة وتاريخ مصر الطويل معها و دور مصر الدولى والاممى وان مصر تعتبر سابع أكبر دولة مساهمة فى قوات حفظ السلام الدولى … وطبعا دى مش عايزة كلام ان هو ده جيش المكرونة يا منى .. علشان بس مانحرمش كارهى الجيش المصرى من حاجة 😊

وينتقل الرئيس السيسى مباشرة للقول بأن الامم المتحدة فاشلة لحد النهاردة فى احتواء الحروب والارهاب ونزع السلاح النووى ومعالجة مكامن الخلل الكبرى فى النظام الاقتصادى العالمى واللى زود الفجوة بين دول العالم الكبرى والدول النامية واللى بيحصل فى الوطن العربى وفى افريقيا دليل على كدة .. لأن المنطقة العربية أصبحت بؤرة لبعض أشد الحروب ضراوة فى التاريخ الإنسانى الحديث .. وأصبحت المنطقة هى أكثر مناطق العالم تعرضا للإرهاب . . وأصبح هناك واحد من كل ٣ لاجئين على مستوى العالم عربى … وأصبحت افريقيا عرضة لنفس الأخطار إللى بتتعرض لها المنطقة العربية .. والاثنين هم محيط الأمن الحيوى المصرى .

وقال كمان ان النظام العالمى هو المتسبب فى الأزمات الاقتصادية العالمية .. واللى أصبح بيهدد الأمن والسلم الدوليين ….. طب ياترى حد فاكر مصر كانت فين من كام يوم !؟ .. كانت فى البريكس …. أممممممم ….. وقال كمان إن أى كلام عن التنمية المستدامة هو حديث مرسل مالوش علاقة بالواقع المؤسف …. يعنى من الاخر كدة إللى بيحصل فى الاجتماعات الدولية ده كله تمثيل فى تمثيل …. ودى صفعه على وجه النظام العالمى والمجتمع الدولى …

وقال إن موقع مصر النهاردة على حافة أخطر منطقة فى العالم .. ومع اجندتها الطموحة للتنمية ومواجهتها للتحديات العالمية إللى ماتقدرش دولة منفردة على مواجهتها مهما كانت امكانياتها .. وفى ظل القانون ومعايير الشرف المستمد من تاريخ وثقافة مصر .. ف اللى بتعمله مصر بسياستها الخارجية النشطة هو محاولة إصلاح ما فسد ومعالجة أوجه القصور إللى حالت دون تنفيذ مقاصد وغايات الامم المتحدة …..

و أدى كمان صفعه على وجه المجتمع الدولى !!!

وبعدين انطلق الرئيس للمبادئ الخمسة إللى مصر ماشية عليها واللى ممكن تخرج المنطقة والعالم من إللى هم فيه …. يعنى مصر بتدى درس للعالم ….. والله يا جماعة ده مش كلام تطبيل … ده مجرد تفريغ لمفردات ومعانى الخطاب … خطاب الرئيس المصرى كان بيعلم على النظام العالمى بجد .. واللى مش عايز يشوف كدة يبقى فعلا عنده مشكلة فهم .. لأن الكلام واضح وصريح !!! …

انت عارف يعنى اييه رئيس بلدك مصر يقف فى الامم المتحدة فى جلسة يحضرها كل الدول الكبرى ويقول اننا لنا ثقلنا فى الملف السورى واننا بنرفض استغلال معاناة سوريا لبناء مواطئ نفوذ سياسية إقليمية أو دولية .. او تنفيذ سياسات تخريبية لأطراف اقليمية عانينا منهم جميعا وآن الأوان لمواجهات حاسمة ونهائية معها (طبعا بدون ذكر اسماء كدة قطر وتركيا) …

انت عارف يعنى اييه رئيس بلدك مصر ، يقول ان مصر لن تسمح باستمرار محاولات العبث بوحدة وسلامة الدولة الليبية والعبث بمقدرات الشعب الليبى … فاهم يعنى اييه (لن نسمح) دى وموجهة لمين !!؟؟ … ده كلام موجه للكبار .. موجه لأمريكا وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا وروسيا … وتابعهم قفة (أيران وتركيا) …

انت عارف يعنى اييه انك تقول لأقوى دول العالم اننا ( لن نسمح ) .. وان إللى بينطبق على ليبيا ، بينطبق كمان على العراق واليمن !!!؟

انت عارف يعنى اييه رئيس بلدك مصر يطلع يقول انه لازم يبقى فيه حل للقضية الفلسطينية وان الوضع الحالى هو أكبر شاهد على قصور النظام العالمى وعجزه عن تطبيق قرارات الامم المتحدة ومجلس الأمن .. وان العودة لحدود ٦٧ هو الشرط الوحيد لتحقيق الاستقرار فى المنطقة وانه آن الأوان لتحقيق السلام واستفيدوا من تجربة مصر فى ٧٨ … وخروجا عن النص المكتوب تم توجيه نداء للفلسطينيين والإسرائيليين .. والكلام من الاخر كدة ان اليهود والفلسطينيين لازم يقعدوا مع بعض .. وإن دى قد تكون ، بل هى اخر فرصة لهم …!!؟

‏انت عارف يعنى اييه رئيس بلدك مصر يقف امام دول العالم الكبرى ويقول لهم … لا يمكن تصور مستقبل عالمى او اقليمى بدون مواجهة شاملة مع الإرهاب ومواجهة كل من يدعمه أو يموله أو يوفر له منابر اعلامية أو سياسية أو ملاذات أمنة !؟ … و لا حديث عن مصداقية نظام دولى يكيل بمكيالين و يحارب الإرهاب ، فى الوقت الذى يتسامح فيه مع داعميه بل ويشركهم في نقاشات حول سبل مواجه خطر هم الذين صنعوا فى الاساس !!!

‏انت عارف يعنى اييه رئيس بلدك مصر يقف امام دول العالم الكبرى ويقول لهم انه لازم أعضاء التحالفات الدولية المختلفة يجاوبوا على الاسئلة إللى بتطرحها مصر .. واللى بتمتنع عن الإجابة عنها كل الدول التى تفضل الموائمة والازدواجية لتحقيق مكاسب سياسية على أنقاض الدول ودماء الشعوب التى لن نسمح ان تضيع هدرا تحت أى ظرف كان … يعنى كمان (لن نسمح) … وكمان صفعه اخرى على وجه دول بعينها …

‏انت عارف يعنى اييه رئيس بلدك مصر يقف امام دول العالم ويوجه رسالة للعالم الإسلامى كله ، ويقول لهم لموا نفسكم بقى علشان الوضع كدة أصبح خطير وأنكم لازم تتحملوا المسئولية وتشاركوا مصر فى مبادرة تجديد الخطاب الدينى !؟

‏انت عارف يعنى اييه رئيس بلدك مصر يقف امام العالم كله بكل أطيافه وتوجهاته وانتمائاته ويقول ان مصر بتخوض حرب ضروس لاستئصال الإرهاب من أرضها … وانها ملتزمة بمواجهته، وتعقبه والقضاء عليه بشكل نهائى وحاسم حيثما وجد .. !!؟ .. وأنكم عارفين ان ده كان من أولويات مصر أثناء عضويتها فى مجلس الامن وان رئاستها للجنة مكافحة الإرهاب كان مش بس دفاعا عن مستقبل مصر لكن دفاعا عن مستقبل العالم …… ياترى فاكرين لما السيسى قال ان مصر بتحارب الإرهاب نيابة عن العالم كله !!؟؟

‏انت عارف يعنى اييه رئيس بلدك مصر يقف امام العالم كله ويقول لهم مافيش حاجة اسمها نظام اقتصادى عالمى ومافيش مصداقية للأمم المتحدة وخطة 2030 الدولية وأهداف التنمية المستدامة .. والنظام العالمى نفسه بيخرب الدنيا وهو المسئول عن كل الكوارث الاقتصادية فى العالم

وفى الاخر .. بيرمى الرئيس السيسى كلمة عن ان القانون الدولى بيلزم الدول بعدم التدخل فى دول أخرى.. ومن الاخر كدة فيما يخص نهر النيل .. ياريت الاطراف الدولية تطلع من المعادلة واحنا هنعرف نحلها … وبالتراضى أو بالقانون .. أو بأى حاجة تانية .. لأن لغة التهديد فى الخطاب كانت قوية وواضحة .. وكلمة الوقت بيسرقنا .. وكلمة تضييع فرصة التعاون المثالى بين الدول الثلاثة كانت تحمل فى طياتها ما تحمل … وإشهدى يا دول العالم …. !

وفى النهاية بيختم الرئيس المصرى كلامه بما معناه ان مصداقية النظام العالمى على المحك .. وان إللى بيحصل فى مينمار لازم يتحل … ولاحظوا هنا انه اتكلم عن أقلية الروهينجا بدون أى ذكر للدين .. يعنى الموضوع عرقى وليس اسلامى ، زى ما المهيصاتية عايزين يضحكوا علينا ونعيد السيناريوا العبثى بتاع التبرعات والصعبانيات والكربلائيات من اول وجديد …… بل انه قال ان إللى بيحصل ده يهدد الأمن الإقليمى ودول الجوار .. يعنى الموضوع كمان سياسى موجه للمنطقة هناك .. و ده إللى احنا ذكرناه فى مقالنا السابق يوم 9 سبتمبر بعنوان “كوريا .. بورما .. الروهينجا .. البريكس .. القصة ومافيها” 

ماعندناش حاجة نقولها غير ان مصر بعثت رسائل للعالم كله .. و الخطاب كان خطاب قوى ، من رئيس قوى ، لدولة قوية … خطاب مسئول من دولة تتحمل مسئولياتها أمام العالم كله .. وتستعيد فى نفس الوقت ملفاتها القديمة لتمسك بها بين يديها مرة أخرى .. بل وتعود لتمارس دورها الاقليمى القيادى الذى تم تقزيمه على مدار سنوات طويلة .. وها هو الرئيس المصرى يقف تحت سقف الامم المتحدة فى اكبر تجمع دولى ، وفى حضور كل الدول الكبرى والقوى الاقليمية والدولية ليقول ان مصر (ترفض) .. وأن مصر (لن تسمح) .. ثم يعلنها فى النهاية مدوية بالثلاثة (تحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر) …..

امبارح كانت كلمة مصر فى الجمعية العامة للأمم المتحدة .. والنهاردة كلمة مصر فى مجلس الامن ……. يعنى مصر فعلا تعود لتقود من خلال منبر الأمم المتحدة .. 🙂

لمتابعة تعليقاتكم