مصر والعصر النووى وملفات المنطقة

13 Dec 2017

مصر والعصر النووى وملفات المنطقة ..

————————————–

.

و أخيراً .. تدخل مصر العصر النووى من الباب الواسع .. سواء وافق البعض أو عترض البعض الأخر …. و من غير ما ندخل فى التفاصيل الصغيرة اللى انتشرت على مواقع السوشيال ميديا بخصوص زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إمبارح لمصر ولقائه بالرئيس السيسى .. من عينة سلموا على بعض إزاى ، وقعدوا إزاى ، ولبسوا جرافتة شكلها إييه ، وكل الكلام ده ، واللى أحيانا بــ يكون فى محله ، وأحيانا بــ يكون مجرد هرى مالوش معنى .. لكن الزيارة الروسية لمصر المرة دى كان لها معنى خاص .. ولغة الجسد بين الرئيسين المصرى والروسى كانتتحمل الكثير والكثير من علامات الإرتياح والثقة والقوة .. والزيارة على بعضها بكل المقاييس .. كانت زيارة تاريخية هــ يكون لها بصمتها على مستوى الأوضاع فى الشرق الأوسط بشكل عام .. وعلى مصر بشكل خاص .. من خلال محددات واضحة .. لازم نتناولها بالتحليل بدون إختصار مخل ، أو إسهاب ممل 🙂

.

قدوم رئيس واحدة من أكبر دول العالم لمصر ، لتوقيع إتفاقية نووية فى زيارة خاطفة لا تستغرق أكثر من 4 ساعات .. توضح إن مصر أصبح بـ يسعى إليها أكبر دول العالم .. وبــ ييجوا لحد عندها علشان يوقعوا إتفاقيات مليارية ..، تقةً فى قوة مصر الدولية ، ووضعيتها الإقليمية سياسياً  وإقتصادياً . وكمان على المستوى الإستراتيجى والعسكرى ..

.

الرئيس الروسى أتى إلى مصر مباشرة من سوريا بعد لقائه بالرئيس السورى بشار الأسد .. وبعد ما أعلن من قلب سوريا ، ومن داخل إحدى القواعد العسكرية عن إنسحاب القوات الروسية من سوريا بعد القضاء على خطر داعش اللى كان بــ يهدد الدولة السورية بالسقوط فى فخ التقسيم بدعم من قوى دولية وإقليمية … ويعلن الرئيس الروسى من مصر فى المؤتمر الصحفى إنه تباحث مع الرئيس السيسى فى الملف السورى ، وأخر التطورات والمستجدات على الأرض .. وكأنه بــ يقول للعالم كله ، إن مصر متواجدة بقوة فى الملف السورى .. وأكيد مش ممكن ننسى لما روسيا قامت بإقصاء تركيا وطلبت تدخل مصرى فاعل فى ملف المصالحة بين أطياف المعارضة السورية والسعى لوقف إطلاق النار ، واللى نجحت فيه مصر بأجهزتها الإستخباراتية نجاح ساحق ! .. وطبعا طرح روسيا لإسم فاروق الشرع كرئيس توافقى بديل لبشار الأسد بعد خروج الأسد من الحكم .. وذلك بمجرد عودة بوتين لروسيا بعد إنهاء زيارته لمصر .. أكيد طبعا مصر مالهاش علاقة خالص بالموضوع 😉🙂🙂

.

تصريحات الرئيس الروسى فى المؤتمر الصحفى  فيما يخص الشأن الليبى ، لما قال إنه أتناقش مع الرئيس السيسى فى الأوضاع فى ليبيا ، وإنهم إتفقوا على دعم الجيش الليبى الموحد فى مواجهة أى تدخلات خارجية .. و ده إعتراف من روسيا بدور مصر .. وكمان إعلان عن إن التدخل فى الملف الليبى من أى قوى إقليمية أو دولية لازم يكون من خلال مصر وروسيا .. وطبعا مش محتاجين نقول إن ما تقوم به مصر يعتبر مهم جداً بالنسبة للروس ، لأنه بشكل أو بأخر هو إعادة تفعيل الدور الروسي بعد التراجع التام اللى حصل لأسهم الروس بعد إشتعال الفوضى فى ليبيا فيما يعرف بثورات الخراب العربى

.

على الصعيد الداخلى .. وفى رسالة للمجتمع الدولى كله … فإن توقيع إتفاقية إنشاء مفاعل نووى للأغراض السلمية ، إنما يعبر عن إستقرار الأوضاع الداخلية فى مصر .. وسيطرة الدولة على حدودها وأراضيها وتمكين لمؤسساتها من ممارسة دورها .. بغض النظر عن الأحداث الفردية اللى بتحصل هنا أو هناك نتيجة لإستهداف مصر من بعض الأطياف الإرهابية اللى بدأ تراجع دورهم فى المنطقة .. إما نتيجة لقطع مصادر التمويل .. أو بسبب الإستهداف المباشر بعمليات نوعية تضرب فى الهيكل الرئيسى لتكوينات التنظيمات الإرهابية المنتشرة فى المنطقة.

.

توقيع إتفاقية مشروع الضبعة النووى رسالة إقتصادية للعالم كله .. إن مصر ماضية فى طريقها .. وإن الخطة الإقتصادية فى رسم (مصر المستقبل) مش مجرد كلام ولا أحلام وردية .. لكنها بدأت تدخل حيز التنفيذ بمشروع إقتصادى قومى يتكامل مع قائمة المشروعات القومية الكبرى اللى بتعملها مصر .. ايوة يتكامل .. لأن المشروعات دى كلها مش مجرد مشروعات إعتباطية .. أو إستعراضية غير مدروسة .. لكنها بتتكامل مع بعضها علشان ترسم مستقبل أفضل لمصر وللأجيال القادمة ..

.

وكمثال واحد فقط فقط هــ نقول إن أحد أهم إستخدامات المفاعل النووى فى الضبعة هو توليد طاقة هائلة علشان تستخدم فى محطات التحلية اللى بــ يتم إنشائها بالفعل دلوقتى فى أماكن كثيرة .. طب لييه !!؟؟ .. مش علشان نحل الأثار المترتبة على مشكلة سد النهضة .. لأ .. لكن علشان حصة مصر العادية من مياه النيل حتى فى عدم وجود سد النهضة ، و مع النمو السكانى المتزايد ومع التوسع المستهدف فى الرقعة الزراعية ، ماكانتش هــ تكفى مصر بحلول عام 2028 على اقصى تقدير .. وبالتالى فــ كان لازم مصر توجد حل للمشكلة دى بحيث تبقى مياه النيل لسد الإحتياجات البشرية من مياه الشرب .. وتقوم محطات التحلية بدورها فى توفير المياه اللازمة لرى الراضى الزراعية ..

.

الكلام ده زى ما قولنا مشروع قومى تكاملى .. بــ يتكامل مع مشروع تنمية الساحل الشمالى وبناء وتعمير مدينة العلمين الجديدة بكل خدماتها .. بالإضافة لزراعة ظهيرها الصحراوى وكل منطقة الساحل الشمالى ، بهدف توطين 20 مليون مواطن فى مدينة العلمين الجديدة ومدينة الحمام .. وكمان إمداد مصر كلها بالمحاصيل الزراعية لأن المستهدف هو الوصول لزراعة ما يتخطى 2.5 مليون فدان .. و ده كمان بيتكامل مع مشروعات تنمية سيناء وبناء السدود لحجز مياه السيول وإستخدامها فى الزراعة مع ما ستنقله السحارة سيرابيوم من مياه إلى أرض سيناء .. وبكدة تبقى مصر كلها عبارة عن مشروع قومى تكاملى ببناء مدن ومجتمعات عمرانية جديدة فى العاصمة الجديدة والعلمين والإسماعيلية وسيناء وسيوة والصعيد .. ومشروع أراضى زراعية وإستزراع سمكى ونواة مشروع المليون رأس ماشية لضمان الأمن القومى الغذائى .. وكمان مناطق صناعية فى شرق التفريعة ومحور التنمية والعين السخنة .. وإستخراج الغاز والبترول والمعادن لدفع عجلة التصنيع وتطوير المنتج المحلى والتصدير للخارج .. ومشروع المناطق التجارية وجذب الإستثمار بحيث تصبح مصر معبر لحركة التجارة بين الشرق والغرب .. والمشروع القومى لتطوير التعليم العادى والفنى .. ومشاريع أخرى تعتمد على المفاعلات النمووية  ، لأن مفاعل الضبعة مش هو الوحيد لكن الهدف هو إنشاء 4 مفاعلات نووية روسية وفرنسية فى مصر ..

.

ولضمان إستقرار كل ده .. كان لازم يتم تطوير القوة العسكرية المصرية كعامل أمان وضمان وردع لأى حد يحاول يقرب من مصر أو يفكر يمد إيده لوقف عجلة التطوير اللى بتقوم بيها الإدارة المصرية من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة

.

وأخيراً .. دور مصر المحورى والإستراتيجى بــ يفرض على مصر علاقات دولية متشعبة ومتوازنة مع كل الأطراف الدولية ، وإيصال رسالة لكل الأطراف إن بوابة العبور لمنطقة الشرق الأوسط ولأفريقيا سياسيا وإقتصاديا لن تكون إلا من خلال البوابة المصرية ..

.

والقادم افضل لمصر بإذن الله .. ولا عزاء لكل المتأمرين .. والحاقدين والحاسدين

ولا عزاء أيضا لكل المحبطين (بكسر الباء) والمحبطين (بفتح الباء)

وبإذن الله النصر لمصر

لمتابعة تعليقاتكم