النصر المؤزّر .. والنزول المبين

04 Apr 2018

النصر المؤزّر .. والنزول المبين !!

——————————–

خلص الكلام والمولد إنفض .. وانتهت الانتخابات الرئاسية بنتيجة مبهرة ونصر واضح وضوح الشمس لا ينكره إلا مجموعة من الخبثاء الضالين واللى ماقدروش يستوعبوا اللى حصل لدرجة انهم زاد تقوقعهم فى عالمهم الافتراضى ومالاقوش غير المغيبين اللى زيهم علشان يقولولهم ان اللى حصل فى الانتخابات الرئاسية ده كان مقاطعة من الشعب المصرى … أااه والله مش باهزر .. هم شايفين كدة فعلا … ياعينى جاتلهم لوثة عقلية ومش مصدقين ان الشعب إللى استوعب حضارات وثقافات العالم عبر التاريخ ، وقدر يهضمها على مدار الآف السنين .. ماكانش صعب عليه ان يستوعبهم ويهضمهم ويشرب وراهم حاجة سقعة وبعدين يتخلص من بقاياهم عبر نفس المكان إللى يستحق أن يوضع فيه أمثالهم من العملاء المتأمرين بل وأصحاب المؤامرة أنفسهم !!

المصريين بــ نزولهم الرائع الكاسح النتائج ده ، قدروا يحققوا على الأرض بالفعل نفس المقولة إللى كانوا بيقولوها أمام مقار اللجان الانتخابية .. مقولة:

“جيشنا فى الميدان واحنا فى اللجان” .. 🙂

و ده حقيقى بالفعل لأن الموضوع ماكانش مجرد تصويت انتخابى لتأييد مرشح بعينه .. لكنها كانت معركة حربية بكل ما تحمله الكلمة من معانى … والكلام ده مس مجرد كلام مجازى بنقوله علشان نحشد الناس ونلهب  مشاعرهم لأن الانتخابات خلاص خلصت ومش محتاجين اننا نقول كلام عاطفى وخلاص .. لكنها كانت حقيقة واللى يؤكدها هو الاداء الاعلامى لكل الابواق الاعلامية الغربية المعادية لمصر .. ومعاهم فى نفس الخندق جماعة الشر والضلال واتباعهم من المغيبين من بتوع انا مش اخوان بس باحترمهم … !!

اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية كان بالتزامن مع الاحتفالية الكبرى إللى نظمها التنظيم الدولى لجماعة الإخوان واللى استضافه بهلول إسطنبول فى تركيا بمناسبة مرور 90 سنة على إنشاء جماعة الإخوان وبحضور كل قيادات الجماعة و التنظيم الدولى فى العالم كله … وكانت المزايدات فى الاحتفالية على أشدها وبلغت والمكيافيلية والتزلف أقصى درجاته فى كل الكلمات إللى تم إلقائها فى المؤتمر الإحتفالى من أول إبراهيم منير أمين التنظيم الدولى ووصولا إلى خالد مشع بتاع حركة سماح .. أقصد حماس  🙂 .. ورغم العداء الواضح والصريح لمصر والحديث عن الانقلاب والعسكر والحديث عن حسن البنا ودعوته بأسلوب يضعه فى مصاف الانبياء .. الا ان الكلام كان مجمله عن ضرورة تغيير الجلد ومزيد من الانفتاح على العالم والاندماج داخل المجتمعات من جديد … والجماعة مش بتعمل كدة غير لما تكون فى موقف ضعف .. نتيجة الضغط عليها !! .. و ده يخلينا لازم ناخد بالنا ونتساءل .. هل ده الخطة البديلة للإخوان !؟ .. وهل ده له علاقة بقيام الألتراس بإصدار بيان يعلن إمتناعه عن العنف ويطالب بعودة الجماهير للملاعب !؟ .. ماعلينا … ده هــ يكون له معانا حديث أخر !!

لكن تخيلوا بقى معايا كدة حجم الهجوم إللى كان هيحصل على مصر لو لم يحدث الاحتشاد الشعبى من المصريين لدعم الدولة المصرية .. وظهرت عملية الإقبال على الانتخابات بشكل هزيل .. ياترى كان هــ يتقال اييه فى اجتماع زى ده على مصر .. والوضع كان هيبقى اييه !!؟ … ده كان هــ يبقى كل الأوضاع .. وكان هــ يتم الترويج لفكرة الظلم والقهر والقمع اللى كان هــ يبقى لها صدى كبير فى العالم كله .. وساعتها لما تدق ساعة الصفر .. والتوقيت محدد .. وتبدأ عمليات إرهابية وهجمات داخلية مسلحة على عدة اهداف فى عدة أماكن ويتم مهاجمة الشرطة ويمكن الجيش كمان .. كان هــ يتم الترويج ان اللى بيحصل ده كله نتيجة الظلم والقمع إللى بيعانى منه المصريين .. كتمهيد لتدخلات خارجية بدعوى حقوق الإنسان وحماية الأبرياء !!

ومش كدة وبس .. لكن حالة الهياج إللى كانت عليها معظم القنوات الاخبارية العالمية وهجومهم الغير مبرر على العملية الانتخابية برغم اعترافهم بكل المرارة والقهر ان الإقبال على الانتخابات كان كبير من المصريين .. والمظاهر الاحتفالية كانت أوضح من أن يتم تجاهلها .. كل ده بــ يقول ان السيناريو كان معد بالفعل من الأبواق العالمية دى انه فى حالة ضعف الإقبال كان سيتم الترويج بشدة لعملية المقاطعة الشعبية والرفض الجماهيرى لنظام العسكر القمعى .. وبعدين الاستشهاد بالعمليات الإرهابية إللى بتحصل .. علشان يتم الترويج لفكرة العصيان المدنى والرفض المسلح .. و يتم الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة .. ويبدأ شمامين الكلة إللى بيخدموا عليهم فى الداخل فى النباح .. وتدخل الدولة مرة أخرى فى نفق عدم الاستقرار و وصولا لمشروع الدولة الفاشلة إللى بــ يتدخل فى شأنها كل الأطراف الدولية إللى عايزين ينتشوا منها حتة حتة !!

فهمنا بقى لييه الرئيس السيسى كان  بيطالب الناس بالنزول والمشاركة حتى لو صوتوا ضده !؟؟!! ..

فهمنا لييه كانت دعوات المقاطعة إللى كانت فى كل حتة و إللى سبقت البدء فى انتخابات الرئاسة وصدرت من أبواق كتيرة وأشخاص وكيانات ونخب معروفة واصبحت خلاص توجهاتهم معروفة ومكشوفة حتى وان ادعوا العكس !!؟

فهمنا لييه حالة الجنون إللى كانت موجهة للشكل الاحتفالى للمصريين المشاركين فى الانتخابات … وأساليب السخرية والتسخيف والاستهزاء بالناخبين وتسليط الضوء بشدة على  موضوع الرقص فى اللجان ، و ده الشئ اللى فطن له المصريين البسطاء إللى بالغوا بشدة سواء رجال أو نساء فى اظهاره .. لأن عندهم وعى أكثر بكثير من مدعى الثقافة الوهمية إللى كانوا بينظروا علينا ويرسموا لنفسهم صورة الشخص العميق صاحب الرؤية إللى مش عاجبه إللى بيحصل .. وهو مش فاهم أى حاجة خالص !!؟

نزول المصريين كان نزول مبهر .. والشعب المصرى بعبقريته الفطرية ، قام بتحويل عملية التصويت بذكاء ووعى شديد من عملية انتخابية عادية إلى لوحة سريالية ملونة ، وكرنفال احتفالى شديد البهجة .. وماننساش الفيديو إللى عمله مواطن عادى وتناقلته مواقع السوشيال ميديا وهو بيصور نفسه وهو واقف فى الطابور داخل اللجنة و وراءه مئات من المواطنين و بــ يوجه كلامه للمدعو معتز مطر ، و بــ يقول له:

“شايف المصريين وهم مقاطعين الانتخابات يا ميزو !؟ .. شوفت سمعنا كلامك ازاى ومانزلناش !؟” ..

الفيديو ده كان بيحمل رسالة واضحة ومباشرة جداً من المصريين العاديين .. اننا خلاص فهمنا وعرفنا .. وماعدناش خلاص بنصدقكم ولا هــ نمشى وراء كلامكم تانى خلاص !!

ومش كدة وبس .. ده حتى بعد إعلان النتيجة لاقينا المصريين فى الشوارع بــ يغنوا ويرقصوا ويحتفلوا فى نفس الميادين إللى شهدت المظاهرات والاعتصامات والمطاردات والمولوتوف .. وأهمهم ميدان رابعة ومعظم الميادين الرئيسية والحيوية فى مصر .. علشان يردوا تانى على أكذوبة “افتحوا الميادين وشوفوا هــ نعمل إييه” إللى بتتقال طول الوقت من مدعى النضال من أصحاب التثوّر اللإرادى .. وعلشان كمان يقولوا للعالم كله ان مصر الامس غير مصر اليوم وغداً .. وان إللى حصل فى 2011 وما بعدها مش هيتكرر تانى ..

اوعى حد يضحك عليك ويلاعبك بالأرقام ويقولك اصل 2012 نزل فيها 26 مليون … لأن الرد ببساطة خالص انه فى 2012 لما بلغ الاستقطاب أقصى درجاته والتصويت الطائفى بلغ أعلى معدلاته وكان الصراع وقتها على مبدأ اكون او لا اكون نزل 26 مليون .. فلما تكون الدولة  قائمة ومستقرة .. وبرغم كل التهديدات الإرهابية والتحديات الاقتصادية  ودعوات المقاطعة والظروف المناخية الصعبة وينزل 24 مليون شخص بدلوا بأصواتهم وهم مجمعين معظمهم على شخص واحد ، نتيجة لوعيهم بالمخاطر المحدقة بوطنهم .. ده يعتبر أبلغ رد من المصريين على كل الأطراف … واللى بالفعل اخرس كل الأبواق وماحدش قدر يفتح بقه ويتكلم على نزاهة العملية الانتخابية أو يقلل من حجم المشاركين فى التصويت .. وكل إللى قدروا يقولوه هو انهم يعلقوا بإن العملية الانتخابية كانت تخلوا من المنافسة … معلش يا كبتشن … منافسة دى كانت هنا ومشيت !! 🙂

انتهت الانتخابات .. وطوينا صفحة اخرى من صفحات تحدى المصريين .. وواجب علينا دلوقتى اننا ننظر لما هو قادم فى الــ 4 سنوات القادمة المليئة بالعمل .. وفى ظل ده كل ماننساش نبص حوالينا ، ونشوف الدنيا بتتحرك إزاى .. ونفهم عمليات التصعيد الدائرة بين كل الأطراف وبين معسكرات الشرق والغرب .. وظهور تحالفات جديدة متشابكة .. تحالفات تخرج من النطاق الإقليمى للنطاق الدولة .. والحرب الإقتصادية اللى على أشدها .. وعمليات إقتسام الغنائم .. ومحاولات تفتيت التحالفات .. وموقع مصر من كل ده .. وتأثيره علينا إييه أمنياً وإقتصادياً …

و بعد ما طوينا صفحة الإنتخابات الرئاسية اللى كانت تحدى حقيقى .. مصر أصبحت خلاص أصبحت أمر واقع .. واقع ماثل وقائم فى عيون الأصدقاء .. وكابوس مزعج فى قلب وعقل الأعداء .. وإياكم تتعبوا نفسكم وتجادلوا او تناقشوا الفاشلين المحبطين (بفتح وضم الباء) .. ناس لا عارفين يتظاهروا ولا عارفين يترشحوا ولا عارفين ينتخبوا ولا عارفين يقاطعوا ولا عارفين يعملوا أحزاب لها وزنها ولا عارفين يكسبوا الشعب .. ناس مش عارفين يلعبوا سياسة ولا عارفين يلعبوا ثورة .. وبــ بيتكلموا بإسم الشعب اللى لفظهم ومابقاش بــ يبص لهم …… فقط إحذروا الخطط البديلة وعمليات التلون

و مرة أخرى المنتصر هو اللى بيفرض الأمر الواقع على الأرض .. والفاشل أخره يعمل هاشتاج يندب حظه التعس ويبكى على اللبن المسكوب 🙂 🙂

وإلى اللقاء فى جولات أخرى ناجحة

نقطة .. ومن أول السطر

لمتابعة تعليقاتكم