المصالحة … الخطة والخطة البديلة

07 Apr 2018

المصالحة … الخطة والخطة البديلة … !!

—————————————-

مع اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية .. ومع الإقبال الكبير على التصويت فى الإنتخابات وفوز الرئيس السيسى برأسة مصر لفترة ثانية .. وفى نفس التوقيت كان تنظيم الإخوان بــ يقيم احتفالية كبرى معدة سلفاً فى تركيا بمناسبة مرور 90 سنة على إنشاء جماعة الإخوان وبحضور كل قيادات الجماعة و التنظيم الدولى فى العالم كله … لكن الغريب إن الحديث فى هذه الإحتفالية ، ومن خلال الكلمات اللى ألقاها كبار أعضاء التنظيم من أول إبراهيم منير أمين التنظيم الدولى ووصولا إلى خالد مشعل وبعد الثناء على حسن البنا ودعوته ووضعه فى مصاف الأنبياء .. كان بــ يدور فى مجمله عن ضرورة تغيير الجلد ومزيد من الانفتاح على العالم والاندماج داخل المجتمعات وتجميل صورة الجماعة ، وعرض أفكارها من جديد …

الكلام ده ماكانش مجرد كلام مرسل ، أو حديث على سبيل الترويح عن النفس .. لكنه بــ يعبّر بكل وضوح عن منهج الجماعة وخطتهم البديلة للتسرب داخل المجتمعات ومحاولة الإندماج مرة أخرى بعد حالة الصدام اللى وصلوا ليها مع كل المجتمعات والأجهزة الأمنية والجيوش سواء كان فى الدول اللى أفشلوها واسقطوها ، أو فى الدول اللى فشلوا فى السيطرة عليها من خلال ما يطلق عليه الربيع العربى .. و ده اللى بيفسر مزج الحديث عن الإندماج فى المجتمعات بالحديث عن دعوة حسن البنا .. وكأن الكلام ده هو عملية إرتداد للوراء نتيجة الخسائر المتلاحقة اللى منيت بها وضعية الجماعة الدولية وبالذات نتيجة الصدام مع مصر .. وخصوصا لما نلاقى إن الكلام اللى إتقال فى الإحتفالية بالتزامن مع بعض الأحداث والتحركات من جانب أشخاص وأطراف بعينها ، وكأنه كان صافرة البداية لبدأ تحرك الطابور الخامس وتوصيل رسائل وتحقيق أهداف محددة .. وهنتكلم عن بعضهم دلوقتى

أولا …

التحركات المريبة والمثيرة لثلاثى آل أديب (عماد/عمرو/لميس) .. بدأ بعماد أديب اللى إنتشر بشكل مفاجئ وأصبح ضيف دائم على كثير من القنوات وبرامج التوك-شو بإعتباره الخبير البهنساوى ، وإصراره بشكل عجيب وإستماتته فى الترويج لفكرة المصالحة مع الجماعة ، تحت عنوان إحتواء المتعاطفين ، ومحاولة إعادة دمجهم فى المجتمع من جديد .. وإننا نطبطب عليه و نفهّمهم بالراحة اللى حصل ، ونبرر لهم .. وكأن الصورة مش واضحة ، أو إن ألاف الشهداء اللى سالت دمائهم فى الكام سنة اللى فاتوا محتاجة لسة تبرير لعقول مريضة فقدت كل أدميتها وإنسانيتها وبوصلتها الوطنية ، واصبحوا فى عداء مباشر مع الوطن ومع الدولة بكل مؤسساتها وعلى رأسهم مؤسسة الجيش …  و نسى الأستاذ المبجل شئ مهم .. وهو إن المتعاطف أو المؤيد دوره مهم جدا فى تثبيت موقف الجماعة .. و ده مش كلامنا إحنا لكنه كلام حسن البنا نفسه اللى كان لما بــ يحب ينشر حاجة ، كان بيقول: بلغوا المحبين ثم الاخوان .. يعنى كان بيهتم بالمحبين والمتعاطفين مع دعوته الاول .. وبعدين الاخوان التنظيميين بالإنتماء المباشر .. ولما سألوه لييه المحبين الأول .. قال بمنتهى البساطة إن المحبين والمتعاطفين هم العامود الذى سوف نتكىء عليه اذا انهزمت دعوتنا …. طب ياترى بقى اللى بيحصل ده كله والتطابق فى التوقيت مع اللى إتقال فى إحتفالية التنظيم الدولى كان مجرد صدفة !!؟؟ ..

تعالو بقى نشوف دور الأخ الأصغر أديب اللى قام بالترويج فى البرنامج بتاعه من فترة للأخ الأكبر ، وإستضافه أكثر من مرة كضيف رئيسى ومنفرد فى الحلقات بتاعته للترويج  والدعوة لدعم الجيش والرئيس السيسى .. وكان بيتقال كلام فى النص كدة على طريقة دس السم فى العسل .. فهل كان ده لبناء رصيد للأخ الأكبر عند الناس علشان لما تجيى اللحظة المناسبة للحديث عن المصالحة ، يتم قبول الكلام بإعتبار إن اللى بيتكلم ده شخص وطنى وخايف على البلد بقى .. أو إنه لسان الدولة والمتحدث بإسمها و … وكدزة !!! 🙂 …. ومش كدة وبس .. لكن الدور الغريب اللى بيلعبه الأخ أديب الأصغر بالتنسيق مع زوجته .. وبمجرد إعلان نتيجة الإنتخابات ، بدأ الحديث عن الدستور وعن عدم إمكانية التجديد للرئيس السيسى ، والدفع بشدة فى إتجاه إستحالة تغيير الدستور برغم إن الكلام ده مش وقته ولا مجاله ، ولا حد طرحه من الأساس تلميحاً أو تصريحاً .. فــ إييه السبب إنه يتم فتح الملف ده فى التوقيت ده بالذات !!؟

والسؤال اللى بيطرح نفسه … واللى حبينا إنه يكون فى برجراف لواحده … وهو هل تحركات الثلاثى الإعلامى ده والحديث فى إتجاهين متعارضين بالهجوم على فكرة تعديل الدستور وفى نفس الوقت أو بعدها يتم الترويج للمصالحة مع الإخوان أو مع المتعاطشفييين .. وكأنه رسالة وجب توصيلها للنظام بشكل أو بأخر والترويج لها مع الناس إنك لو عايز تعدل الدستور يبقى تعمل مصالحة مع الإخوان وتعيد قبول دمجهم من أول وجديد فى المجتمع والسماح لهم بدخول مرة أخرى فى مفاصل الدولة .. وكأن دى قصاد دى !؟؟ … والسؤال الأهم بقى هو هل من المتصور فى خيالهم المريض ، أو حتى فيمن طلب منهم توصيل الرسالة دى ، إن ممكن النظام يقبل بفكرة مريضة زى دى !!؟؟؟ … إنسى يا عمرو … قصدى يا إخوان أديب .. إلعبوا غيرها !! .. جماعة الخراب دى جماعة ماسونية وهى أصل الشرور وأصل كل تنظيمات الإرهاب فى العالم كله .. وسواء اللى منهم أو المتعاطف معاهم مايفرقوش كتير عن بعض غير إن واحد أخد تصرف إجرامى سلبى .. والثانى مستعد يقوم بالفعل الإجرامى بس مستنى الفرصة تجيله .. أو … أو الأوامر !! 

ثانياً ..

إنتشار نفس الدعوات بتاعة المصالحة دى على الفيسبوك .. والحديث عنها فى صفحات وجروبات كتيرة .. والتخفيف من حدة العدائية مع الدولة ومؤسساتها .. وكأن الأوامر صدرت بالفعل للجان الأليكترونية بالبدأ فى الترويج للفكرة … والأسلوب المتبع هو أسلوب التعاطف والمظلومية .. وربط فكرة المصالحة بالحديث عن اللى خسروا صداقاتهم .. وإزاى الواحد يخسر صديقه علشان خاطر السياسة .. واللى خسروا أقربائهم ، وإزاى ده يحصل .. و دى قطيعة رحم … وهو الدين بيقول إيييييه !!؟؟ بصوت الفنان عادل إمام .. والصعبانيات على العشرة والأيام الحلوة اللى قضيناها مع بعض وأيام الطفولة والصداقة والزمالة الحلوة .. ولازم نرجع تانى زى الأول .. ونحضن بعض كلنا ، ونبوس المتعاطفين دوول من بقهم … وبيان الألتراس عن المطالبة بعودة الكرة للملاعب وإنهم هــ يعدلوا مسارهم وهــ يتوقفوا عن ممارسة العنف … ألخ ألخ ألخ … كل ده مش صدفة … ولا محاولات إعادة إستنساخ ابو تريكة من جديد وتبرأته من دعم الإخوان قبل المركب ماتغرق بالتزامن مع الحديث عن قناة سلوى اللى هــ تعملها السعودية فى حدودها مع قطر ، إمعانا فى المقاطعة وفصل جسد قطر تماماً عن الجزيرة العربية  … كل ده مش صدفة !!

ثالثاً ..

اللى بيحصل فى قناة الشرق والإعتصامات وفصل العاملين ده مش مجرد صدفة .. لكن دى بداية هــ تطول ناس كتير مش فى القناة دى بس ، و لكن فى قنوات تانية كمان نتيجة تقليل النفقات ، لأن السبوبة هــ تبدأ تقل علشان نتيجة إن القنوات دى ماقدرتش تؤدى دورها وتأثر فى المصريين وتمنع نزوله فى الإنتخابات .. وبالتالى اللى بيشتغلوا فيها مايستحقوش لقمتهم .. صحيح إن اللى بيحصل ده هــ يطول الصغيرين الأول ، لأنهم بكل أسف مالهمش ثمن ولا قيمة .. لكن الدور هــ ييجى إن عاجلا أو أجلا على الكبار لما السبوبة تتقطع خالص …

رابعاً ..

لجوء قادة التنظيم الدولى لسعد الدين إبراهيم استاذ علم الاجتماع فى الجامعة الامريكية فى القاهرة و مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية والذى يعتبر من أهم الناشطين الحقوقيين فى مصر واللى له إتصالات كتيرة ومشبوهة بمراكز حقوق الإنسان خارج مصر ، بالإضافة لصلته القوية بــ حركة 6 إبريل .. وقيام قادة التنظيم بدعوته لزيارة تركيا للقاء قيادات الإخوان والتنسيق معهم للقيام بالعمل على الضغط على مصر من خلال معظم المنظمات الحقوقية الدولية ، والترويج لــ ده فى معظم الصحف والمواقع الإخبارية الدولية لتشويه مصر والدفع فى إتجاه إعادة إنتاج الجماعة داخل مصر من جديد بإعتبارها تمثل التيار الإسلامى السمح المعتدل الكيوت !!

خامساً ..

قيام قطر بتعيين أن باترسون سفيرة أميريكا السابقة فى القاهرة واحد أهم الداعمين لتنظيمات التأسلم السياسى من داخل المعسكر الأميريكى كرئيس لما يسمى بمجلس الأعمال الأميريكى القطرى .. وقالت إن الفترة المقبلة هــ تشهد العديد من الفرص بين قطر وأميريكا فى مجال التجارة والإستثمار .. طب ياترى هل إختيار شخصية أن باترسون تحديداً واللى كان لها دور كبير فى ثورة الربيع العبرى فى مصر 2011 وقبلها فى العراق كان مجرد صدفة !!؟ .. وهل الكلام ده هو قبلة الحياة لإنعاش الإقتصاد القطرى قبل ما المركب تغرق .. وإلا محاولة تحقيق أقصى إستفادة مادية من ممولى افرهاب قبل السقوط المريع !

إحنا إتعلمنا خلاص فى خلال السنين اللى فاتت إن مافيش حاجة صدفة .. وإن أى حاجة بتحصل مرتبطة بالتنظيم الدولى أو بتنظيمات وجماعات التأسلم السياسى أو حتى مرتبطة بالإعلام وكوادره .. لازم يكون له أساس وجذور ، وله رائحة كريهة لا يمكن أن يخطئها عاقل أو ووطنى غيور على وطنه ..

الجماعة بتحاول تبدأ جولة تانية .. جولة تغيير الجلد .. والجماعة مش بــ تلجأ للأسلوب ده إلا لما تكون فى حالة ضعف .. واللى هــ يقود عملية تغيير الجلد دى ومحاولة الإندماج من جديد هم كوادر الطابور الخامس اللى بيعتقدوا إنهم بيقودوا الرأى العام فى مصر .. وأهمهم هو إعلاميوا السبوبة … ولاحظوا إن الإعلاميين دول بيتم مهاجمتهم من كل أعداء النظام .. مش علشان وطنيتهم .. لكن لترسيخ فكرة إنه أبواق النظام فى عقول الناس .. فى الوقت اللى أثبت فيه الإعلاميين دوول فى كل المواقف ، و بكل جدارة إنهم لا يمتوا للوطنية بأى صلة .. وإنهم متلونين وبيشتغلوا لحساب إما صاحب السبوبة .. أو صاحب التوجيهات.

اللعب على الوعى هــ يبقى شعار المرحلة بعد مافشلوا فى المواجهة المباشرة .. لكنهم نسيوا إن المصريين خلاص ماعدش بينضحك عليهم

المصالحة والإحتواء دوول يبقوا خالتى وخالتك وإتفرقوا الخالات ….

والحوار مات وإندفن من ساعة ما أبنائنا وإخواتنا المصريين رجعوا لأهاليهم فى كفن

مات الكلام … !!!

لمتابعة تعليقاتكم