أضواء على مؤتمر الشباب الخامس

18 May 2018

أضواء على مؤتمر الشباب الخامس ..


فعاليات المؤتمر الوطنى الخامس للشباب كانت اكثر من رائعة .. وبرغم إن المؤتمر كان لمدة يوم واحد فقط عكس المؤتمرات السابقة .. و ده بسبب ظروف مقدم شهر رمضان الكريم .. إلا إنه كان رائع وفعال .. وخصوصاً إن مؤتمرات الشباب الدورية أصبحت تعتبر نقطة تواصل بين الرئاسة وبين الشعب ، وبديل إعلامي للإعلام العيان بتاعنا ….. !! .. وبجد المرة دى كانت كلمات الرئيس تعتبر نموذج وتوصيات تدرّس كأساس للعمل السياسي والاقتصادي والعسكري والاجتماعي والديني والإعلامي والحزبي ..

كلام الرئيس فى المؤتمر كان واضح وفعال وفيه إجابات على كل الأسئلة اللى بتدور فى ذهن الرأى العام … والملفت إن الإجابات كانت مباشرة ومليانة حزم وتصميم على إتمام خطة الدولة وماتقوم به من عمليات إعادة الهيكلة وبناء الدولة والإصلاحات الإقتصادية بغض النظر عن تأثير ده على شعبية الرئيس والحكومة .. و ده يخلينا إحنا كمان ندخل بشكل مباشر فى الموضوع ، ونعلق فى نقاط سريعة على أهم ما تم الإشارة إليه.

أولا: .. الرئيس قال إنه هناك فرق بين المسار المعرفي والأكاديمي وبين (خصوصية التجربة) والحالة المصرية المتمثّلة في تجهيز الدولة والشعب لهذه التجربة .. والجملة دى عبقرية بكل ما تحمله الكلمة من معانى ، ورد على كل هواة التنظير الفيسبوكى والإعلامى وحتى داخل بعض الأحزاب من ناس اقل ما يمكن انهم يوصفوا به هو إنهم فاقدى الأهلية ، ومغرمين فقط بالعبارات الشعبوية الرنانة اللى بتحلق بعييييد جداً عن أرض الواقع الفعلى اللى إحنا بنعيشه .. و ده بيفكرنا بجملة كان قالها الرئيس فى مؤتمر سابق “إن اللى يطرح فكرة لازم يبقى بينها وبين إمكانية تحقيقها جسر نستطيع العبور من خلاله ، وإلا يبقى مجرد كلام فارغ للإستهلاك الإعلامى فقط”

ثانياً: .. الجملة السابقة كانت مدخل للحديث عن العلاقة بين النمو السكاني ومعدلات التنمية وإننا لازم نقلل نسبة المواليد  وعلاقة التعليم بسوق العمل والاستثمار وإن إستمرار معدل الزيادة السكانية بالشكل ده لازم يواكبه نمو إقتصادى يتخطى 7.5% وإلا الناس مش هــ تشعر بالتحسن الإقتصادى .. يعنى بيقول لكل الفتايين إننا لازم ننتج ونحقق الإكتفاء الذاتى ونكفى السوق المحلى … وبالأرقام يا إما نزود الإنتاج علشان نرفع النمو من 5.5% إلى 7.5% .. يا إما نقلل الزيادة السكانية بشكل حازم .. وعلق وقال رداً على أحد الأسئلة .. “إنتم بتكلمونى إن الدولة بتقصر فى حق شعبها .. وأنا هــ اوافق على الكلام ده .. طب والراجل اللى بيعيش فى بيت من غير سقف ويخلف 4 أطفال .. ماظلمش عياله .. ويقوللى البلد سايبانى … لأ .. المسئولية محتاجة مراجعة وفهم حقيقى لينا كلنا” … يعنى كدة بشكل مباشر بيقولها الرئيس .. إنسوا الدلع بتاع زمان وإن كل واحد يشاور من بعيد ويحمّل الدولة لواحدها المسئولية .. طب وانت فين !؟ .. ودورك إييه !؟

ثالثاً: .. تأكيد الرئيس بالمعنى البلدى إنه واقف فى ظهر وزراء الحكومة ومش بيضحى بالفريق المعاون له بسبب الضغوط الشعبية ويقدمهم كبش فداء .. وإن اللى بيتعمل ده كله بناء على خطة محطوطة قصيرة وطويلة الأجل للنهوض بالدولة المصرية والخروج بيها من كبوتها .. علشان بس يقفل على أسلوب دس السم فى العسل اللى بيستعمله البعض لتغييب العقول الساذجة ، من إن الرئيس حلو وكيوت لكن الحكومة هم اللى اشرار وعصابة وبيضحكوا عليه .. وإن الدولة العميييكة بتهد الدولة والرئيس لا حول له ولا قوة زى ما جاتلنا إحدى الرسائل بالمعنى ده … وطبعا الكلام اللى بيتم ترويجه ده بيبقى المدخل بعد كدة لتخوين كل مؤسسات الدولة وإفقادها المصداقية امام الشعب .. وعلشان كدة الرئيس قفل الباب ده خالص

رابعاً: .. إتكلم الرئيس عن النظام التعليمى .. وقال شئ مهم جداً .. إن النظام التعليمى الجديد للتطوير مش للتجربة فى الطلاب علشان بس كمية الهرى اللى فى الموضوع ده .. وإن فيه دراسات كاملة معمولة وشارك فيها خبراء ومتخصصين من داخل وخارج مصر .. وإن الدكتور طارق شوقى قبل إنه يتحمل مهمة تطبيق النظام الجديد ، وله كل الدعم .. وهــ يتم تنفيذ البرنامج بمراحلة ولا رجعة فيه أو تراجع عنه …. يعنى من الأخر كدة .. الدولة هــ تعمل اللى فيه مصلحة الناس حتى ولو كان مش عاجبهم .. وسخر الرئيس من اللى بيطالب طول الوقت بتطوير التعليم ، ولما بدأ التطوير إعترض عليه .. وبعدين قال أنا موافق بس بلاش يتطبّق على اولادى .. خليه على اللى بعد كدة 🙂

والمشكلة إنك تلاقى فيه ناس طول الوقت بتتكلم عن سوق العمل واحتياجاته ورفع الإنتاجية وبناء الكفاءات .. وفى نفس الوقت بتعارض تطوير التعليم عشان يتماشي مع إحتياجات سوق العمل .. بيتكلموا طول الوقت عن نظام تعليمى فاشل بيخرّج تخصصات تزود البطالة .. لكن بيعترضوا على إهتمام الدولة بالتعليم الفنى .. وبيطالبوها بتدعيم مجانية الجامعات وتسهيل الإمتحانات ورفع مجاميع النجاح ، وإيجاد وظائف للخريجين اللى مش مطلوبين فى سوق العمل أساساً .. وكمان لما الدولة تبدأ تطور نظام التعليم يعارضوها .. فى إزدواجية مرضية مش موجودة عند حد غير فى مصر عند ما يسمى بقطيع النخبة المصرية !!

خامساً: .. إتكلم عن المترو وتذكرة المترو وقال إن اصحاب الإشتراكات زى الطلبة وكبار السن واللى بيعتبروا النسبة الأكبر من مستخدمى المتروا بيدفعوا وهيفضلوا يدفعوا قروش (حوالى 18 قرش) ثمن التذكرة اللى بتتكلف على الدولة 16 جنيه .. فى الوقت اللى اعلن إن خط حلوان كان مهدد بالتوقف بسبب التمويل .. وإنه محتاج 30 مليار جنيه من اجل رفع كفائته لمواكبة الضغط عليه .. مع الوضع فى الإعتبار إن قرض التشغيل الأول بتاع المترو لسة ماتسددش لحد النهاردة .. والسبب هو تحسّب الرؤساء والحكومات السابقة من إنهم يعملوا كدة علشان مايخسروش شعبيتهم !! …

سادساً: .. إتكلم عن الملفات الخارجية زى سوريا و فلسطين و سد النهضة و ملف السياسة الخارجية عموماً .. وقال وكرر تانى إن مصر دولة شريفة فى زمن عز فيه الشرف ، وإن مصر بتنتهج سياسة رشيدة بعيدة عن العنتريات والشعارات الرنانة .. وإنه فيه فرق كبير بين أمتلاك القدرة والمقدرة علي الفعل وبين العنترية .. والدولة المصرية عارفة حجمها كويس وعارفة حدود قدراتها .. وعارفة تقدر تعمل إييه وماتقدرش تعمل إييه .. لأن الساسية مش فتحة صدر على الفاضى .. وإن أهم حاجة إنك تشتغل و تخلّى بلدك أقوي و قادرة و صاحبة قرار و تأثيرها الإستراتيجى يزيد من خلال المتاح لنا كدولة داخل فقه الأولويات … وبعد كل ده تلاقى واحد لسه فاضل له 10 سنين علشان يطلع له ذيل ، بيتكلم عن إن المؤسسة العسكرية مالهاش فى السياسة .. ويتهم مؤسسات الدولة الحالية بالغباء !!!

سابعاً: .. إتكلم عن الدولة اللى تعداد سكانها 350 ألف وموازنتها 50 مليار دولار .. وإن مصر علشان تبقى زيها لازم تكون موازنتها 2.5 تريليون دولار يعنى ما يتجاوز 40 تريليون جنيه .. و ده محتاج جهد من الجميع لرفع الناتج القومى لمصر .. وعلق ضاحكاً .. إنه بيطلب من ربنا 10 أو 12 حقل غاز وبترول زى حقل ظهر .. وعلشان كدة أشار للأجهزة الإعلامية المغرضة لبعض الدولة اللى بتصورلنا نص الحقيقة الظاهرة امامنا فقط علشان تغمّى عنينا و تضحك علينا وتلعب بمعاناة المصريين علشان توصل بينا فى الأخر لمرحلة الفوضى المدمرة .. و ده أحد أهم أدوات حروب الجيل الرابع زى ما شرحنا قبل كدة على مدار سنوات هنا على صفحتكم دى.

ثامناً: .. لما إتسأل الرئيس عن الملف النووى وموضوع أميريكا وإيران وليه مصر ماتمتلكش سلاح نووى ، قال إنه مصر مش هــ تسمح بكدة فى المنطقة .. وإن مصر مش محتاجة سلاح نووى ، لأن السلاح النووى الحقيقى هو الشعب المصرى بتماسكه وتضامنه ووحدته وفهمه ووعيه للى بيحصل ووقوفه فى ظهر دولته وظهر المؤسسة العسكرية بتاعته .. هو ده السلاح النووى الحقيقى (على حد تعبير الرئيس) .. و ده اقوى من اى سلاح نووى …

السلاح النووى المصرى اللى كان يقصده الرئيس هو سلاح الوعى والإنتاج … السلاح اللى بيجيب فلوس لضمان رقى الدولة وزيادة مقدراتها … و ده مبدأ دينى على فكرة أوصت به كل الأديان مش الدين الإسلامى فقط … (ولا تفرقوا ….. وقل إعملوا ….. وإستعينوا بالصبر .. ألخ ألخ ألخ)

تاسعاً: .. أكد الرئيس السيسى على اهمية وحتمية الإجراءات اللى بيتم إتخاذها وإنه مافيش دولة بتقدم دعم على حساب مقدراتها زى مصر .. وإنه مايهموش إنه يخسر شعبيته طالما ده كان فى مصلحة مصر ومصلحة الأجيال القادمة .. وقال إن ماحدش كان ممكن ياخد القرارات الصعبة دى غيره .. وإنه افضل له لما يقف أمام ربنا إنه يقول له أنا جيبت امانة الــ 100 مليون افضل من إنه يقول له انا جيبت شعبية الــ 100 مليون … يعنى الخلاصة ومن الأخر مسيرة الإصلاح الإقتصادى كدة كدة هتكمل ومافيش تراجع عنها مهما كانت الصعوبات … وخطوات رفع الدعم مستمرة وخصوصا على المحروقات فى شهر يوليو القادم وإن الصعب عدى والباقى أسهل بكثير .. وضرب الرئيس مثال على إنخفاض اسعار السلع الإستهلاكية برغم إننا فى رمضان بسبب وفرة المعروض .. وإن الناس بتتكلم بس عن الغلاء ، لكن لما الحاجة بترخص ماحدش بيتكلم !!!

عاشراً: .. إتكلم عن الحياة الحزبية .. وإن الأحزاب لازم تكبر وتمارس سياسة صح وتحاول تندمج فى كيانات أكبر .. ولازم تفرخ كوادر سياسية صالحة لإثراء الحياة السياسية .. وإن الدولة المصرية بتعمل ده عن طريق الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب .. علشان الأجيال الجديدة هى اللى هــ تشيل الدولة على مستوى المحافظين والوزراء والجهاز الإدارى للدولة .. ولأبعد من ذلك أيضاً … وأشار الرئيس للإنتخابات الماليزية لما قال “مهاتير محمد عنده 90 سنة .. وجابوه تانى بعد 20 سنة” .. يعنى  التجربة الماليزية اللي صدعتونا بيها واللى الإخوان صدعونا بيها فشلت في تخريج كوادر تحكم وتدير وقربت تنهار لأنها قائمة على اساس رخو .. وحقيقة غير اللى بيتم تصويرها لينا فى مصر …

يعنى من الأخر:

–  يا أحزاب سياسية: بطلوا تنظير واتلموا واشتغلوا سياسة عشان تفرزوا كوادر جديدة تقدر تشيل البلد

– يا نخب ومهيصاتية: بلاش تبلعوا الطعم اللى بيحاول الإخوان اللعب بيه على عقولكم ويخلوكم تشوفوا اللى هم عايزينه بس ، وفى الأخر بيقنعوكم بالشئ وعكسه .. وإنتم بترددوا وراهم وبس.

– يا إعلام: كفاية متاجرة بالشعارات ، ولعب بمشاعر الشباب والتسويق لصور غير حقيقية بهدف تحقيق مكاسب دعائية ومادية لا تصب فى مصلحة البلد.

– يا كل المصريين: بلاش تنساقوا وراء الشعارات لأن كل النماذج اللى الأخرين تاجروا بيها علشان يلعبوا بعقولكم إما إنهارت أو فى طريقها للإنهيار زى فنزويلا والأرجنتين وجنوب أفريقيا وتركيا وماليزيا وإيران.

وماتنسوش … (((فـفهمّناها سليمان))) 😉😊

ده كان ملخص ليوم حافل ، حاولنا نلقي فيه الضوء على اهم ما تم مناقشته …

وربنا يحفظ بلدنا من كل سوء .. والقادم افضل بإذن الله

لمتابعة تعليقاتكم