موقعة الإسماعيلية فى 25 يناير

25 Jan 2016

  موقعة الإسماعيلية فى 25 يناير

——————————-

موقعة الإسماعيلية هي حدث وقع في مدينة الإسماعيلية في 25 يناير، 1952 لما رفضت قوات الشرطة المصرية تسليم أسلحتها وإخلاء مبنى المحافظة للقوات البريطانية .. و أسفر الاشتباك بين الشرطة المصرية والقوات البريطانية عن مقتل 80 شرطيًا مصريًا و 120 جريحًا .. و علشان كدة أصبح يوم 25 يناير من كل عام ، بداية من العام 2009، هو عيد الشرطة ، و أصبح كمان عيدًا قوميًا لمحافظة الإسماعيلية.

كانت منطقة القناة تحت سيطرة القوات البريطانية بمقتضى اتفاقية 1936 اللى كان بمقتضاها تنسحب القوات البريطانية إلى القناة ومايكونش لها أي تمثيل داخل مصر غير في منطقه القناة فقط المتمثلة في (الإسماعيليه-السويس – بورسعيد) ! … وقام المصريين بتنفيذ هجمات فدائية ضد القوات البريطانية داخل منطقة القناة ، كانت بــ تكبد القوات البريطانية خسائر بشرية ومادية ومعنوية كل يوم تقريبا .. وكانت جماعات الفدائيين في البداية مافيش بينهم أى تنسيق ، لحد ما دخل البوليس المصري علشان يقوم بالتنسيق بين الفرق الفدائية المختلفة ، واللى نتج عنه أضرار كبيرة في صفوف القوات البريطانية.

زادت هجمات الفدائيين بالتنسيق مع قوات البوليس المصري .. واللى خلّى فى النهاية قوات الإحتلال تفهم إن البوليس بيساعد قوات الفدائيين فاصدرت قرار بخروج كل أفراد الشرطة المصرية من مدن القناة ، و أعطت أوامرها إنهم يتركوا مدن القناة من فجر يوم 25 يناير سنة 1952 .. ولما راح افراد البوليس المصري إلى مقر عملهم في مبنى المحافظة وجدو قوات الاحتلال تطالبهم بانهم يخلو مبنى المحافظة في خلا ل 5 دقائق مع ترك اسلحتهم بداخل المبنى واذا لم تستجب قوات البوليس سيهاجموا مبنى المحافظة ، وكان أكبر رتبه كانت موجودة في هذا التوقيت هو الملازم أول مصطفى فهمى وكان اللى بيتحاور معاه من الجانب البريطانى هو قائد قوات الإنجليز في الإسماعيلية (اكس هام) .. ولكن ما كان من الملازم أول مصطفى فهمى سوى الرد بعزه وكرامة .. وقال له “إذا أنت لم تاخذ قواتك من حول المبنى سأبدأ انا الضرب لان تلك ارضى وانت الذي يجب أن ترحل منها وليس أنا”

ولما دخل مبنى المحافظة حكى اللى حصل للجنود ، وللظابط اللى كان موجود وهو الملازم أول عبد المسيح ، فرفض كل الضباط الإستسلام ، وقالوا سندافع عن هذا المبنى لأخر جندى فينا مع علمهم بعدم التكافؤ بينهم وبين قوات الاحتلال اللى بيحاصروا المبنى بالدبابات واسلحه أكثر تقدما ، وهم لايملكون سوى بنادق قديمه. … وفى تلك الأثناء نادى عامل سويتش التليفون على الملازم أول مصطفى فهمى ليتحدث إلى التليفون وكان يوجد على خط التليفون وزير داخليه مصر في ذلك التوقيت وهو سراج باشا فؤاد الدين وتحدث اليه فؤاد باشا وقال انه وصلته معلومات تفيد بان القوات البريطانية تقوم بحصار مبنى المحافظة فماذا أنتم فاعلون فرد عليه الملازم أول بكل جأش وروح فدائية بانه هو وجنوده مش هــ يستسلموا مهما حصل … فما كان من فؤاد باشا سراج الدين إلّا ان قال له الله معكم وينصركم ،

اما في مبنى الإسماعيلية عندما انتهت مكالمة فؤاد باشا وخروج الملازم أول مصطفى فهمى من غرفه التليفون فإذا بقذيفة دبابة تدمر تلك الغرفة ويستشهد عامل التليفون وتبدأ المعركة. …. وظلت الاشتباكات مستمرة وتم اصابه العديد من افراد البوليس ، واستشهاد اخرين فخرج الملازم أول مصطفى فهمى إلى (اكس هام) قائد القوات الإنجليزية .. وعند خروجه توقفت الاشتباكات وظن الإنجليز ان الجنود سيستسلمون ولكن فوجئ (اكس هام) بإن الملازم أول مصطفى فهمى يطلب منه الاسعاف لاسعاف المصابيين واخلائهم ولكن (اكس هام) رفض واشترط لخروج الجنود المصابيين ان يستسلموا فرفض الملازم أول مصطفى فهمى ورجع إلى جنودة وظلت الاشتباكات مستمرة .. وزاد عدد المصابيين والشهداء .. ورغم ذلك رفضوا ان يستسلموا …

وفي ظل تلك الاشتباكات كان اهل الإسماعيليه بــ يتسللوا إلى مبنى المحافظة لتوفير الغذاء والذخيرة والمسدسات رغم حصار الدبابات الإنجليزية للمبنى .. واستشهد واصيب منهم العديد .. وعند قرب انتهاء الذخيرة ورفض قوات البوليس الاستسلام قرروا انهم يقرأو الفاتحه وقراءة الشهادتيين حيث لامفر من الاستشهاد وقال الملازم أول مصطفى فهمى لزميله الملازم أول عبد المسيح بانهم هــ يقرأو الفاتحه .. فما كان من الملازم أول عبد المسيح سوى أن قال “وانا سأقرأ معكم الفاتحه” على الرغم بانه مسيحي الديانة … وكانت اللحظة دى من أجمل لحظات التقارب بين المصريين بغض النظر عن الديانة .. لأن المهم فى النهاية هو الوطن !!

لكن الملازم أول مصطفى فهمى بعد ما شاف اللى بيحصل فى زمايله فقرر ان يخرج ويقتل (اكس هام) ويتخلص من ذلك الحصار وكان جنوده بيمنعوه من الخروج ولكنه رفض … ولما خرج الملازم أول مصطفى فهمى توقف الضرب كالعاده .. وكان فى نيته يقتل (اكس هام) والاستشهاد بعدها .. لكنه بمجرد خروجه من مبنى المحافظة فوجئ برتبه من الجيش الانجليزى أعلى رتبة من (اكس هام) يقوم بتحيته التحية العسكرية فقام الملازم أول مصطفى فهمى بمبادلته التحية !!

كانت الرجل ده هو الجنرال ماتيوس قائد القوات البريطانية في منطقة القناة بالكامل … وتحدث الجنرال ماتيوس إلى الملازم أول مصطفى فهمى وقال له بانهم عملوا اللى عليهم وأكثر .. وأنهم وقفوا ودافعو عن مبنى المحافظة ببطولة لم تحدث من قبل وانهم اظهروا مهارة غير عاديه باستخدامهم البنادق اللي معاهم ووقوفهم بها امام دبابات واسلحة الجيش البريطانى المتعددة وانه لا مفر لهم من الإستسلام بشرف ، زى ما دافعوا عن مكانهم بشرف .. فوافق الملازم أول مصطفى فهمى على ذلك مع الموافقة على شروطه وهى ان يتم نقل المصابيين والاتيان بالاسعاف لهم وان الجنود التي تخرج من المبنى لن ترفع يديها على رأسها وتخرج بشكل عسكري يليق بها مع تركهم لاسلحتهم داخل المبنى فوافق الجنرال ماتيوس على تلك الشروط وتم خروج قوات البوليس بشكل يليق بها وهما في طابور منظم .. بعد ما فقدت مصر واستشهد من افراد البوليس المصري في اليوم ده ما لايقل عن 80 جندى ، بالإضافة لأصابه أكثر من 120 جندى قاتلوا ببسالة ووقفوا أمام المحتل الاجنبى رافضين الاستسلام حتى لو كلفهم ده حياتهم نفسها

تحية لأبطال الشرطة ولشعب الإسماعيليه اللى ساندهم وضحى من أجل الدفاع عن وطنه !!

لمتابعة تعليقاتكم