فى الفتنة سقطوا

1 Jun 2014

فى الفتنة سقطوا

—————-

أثار مقال صفحتنا بالأمس بخصوص إنتشار ملصق “هل صليت على النبى اليوم” عليه الصلاة والسلام .. العديد من الإنتقادات والتناقضات !!!

المدهش فى الموضوع أننا كنا نناقش ظاهرةً إنتشرت فى العديد من المدن المصرية .. ولكن ولأننا حوّمنا فقط حول تلك القنبلة الموقوتة الغير منزوعة الفتيل ولامسنا من بعيد بعض المعتقدات الدينية عند البعض .. فوجئنا بالعديد من الإنتقادات وبعض الهجوم من أمثلة:

طب وده مزعلّك فى إييه !؟ .. هو انت تتضايق من التذكير بالله !!؟؟ .. طب وما إتكلمتش عن اللى معلق صليب لييه !!؟ .. هو كل حد بيحب دينه يبقى إخوان  !!؟ .. هو التذكير بالله دلوقتى بقى تهمة !؟ .. والبعض زمجر من بعيد وقال طب لييه ما إتكلمناش عن اللى بــ يعلقوا شارات النوادى والمهن كالقضاة والإعلاميين !! .. ثم كانت الخاتمة بسؤال تهكمى من أحد الأعضاء وهو “ياريت نعرف ديانة الأدمن إييه !!؟؟” …

طبعاً كل ده جعلنى أفكر فى كتابة مقال اليوم والذى لم يكن معداً له مسبقاً .. وبالرغم من عدم مناسبة الوقت والمناخ العام للحديث فى هذا الموضوع إلا أننى وجدت أنه من الواجب الطرق على الحديد وهو ساخن لعدة إعتبارات:

أولا: أن المقال السابق كان الغرض منه التحدث عن ظاهرةٍ ما ، والتحذير من خطورتها دون التطرق لموضوعٍ دينى.

ثانياً: الإحساس بأن الفتنة الطائفية ستكون المدخل مرة أخرى لإحداث شروخ فى المجتمع المصرى طالما أن المجتمع قد توحد معظمه مؤخراً فى جبهة واحدة.

ثالثا وهو الأهم: منظور البعض منا للظواهر المجتمعية بمنطلق تعصب دينى بدون إعمال العقل !!

أنا مش هادخل فى تفاصيل كتير ، لكن بس عايز أقول لكل اللى غضبوا من الكلام إن الدين جوهر وليس مجرد قشرة خارجية .. وهذا ما تعلمناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الصحابة والتابعين من بعده …

فــ عمر بن عبد العزيز يقول “كونوا دعاة لله وأنتم صامتون” قيل كيف !؟ قال بأخلاقكم .. ثم هذا رجل يأتى إلى الفاروق عمر بن الخطاب فيمدح رجلاً أمامه ويثنى عليه فيسأله عمر .. هل سافرت معه !؟ هل كانت بينكم تجارة !؟ هل كانت بينكم معاملات !؟ والرجل يجيب فى كل مرة بــ “لا” .. فنظر إليه الفاروق وقال “فلعلك رأيته يرفع رأسه ويخفضها فى المسجد !؟” فقال الرجل .. نعم .. فقال له عمر “إذن ما عرفته”

بل إنه أُثر عن الحسن البصري أنه قال: أن الإيمان ما وقَر في القلب وصدّقه العمل، وإن قومًا خرجوا من الدُّنيا ولا عمل لهم وقالوا: نحن نحسن الظَّنَّ بالله وكَذَبُوا، لو أحسنوا الظَّنّ لأحسنوا العمل”

الكثير من المصريون الأن للأسف بكل أطيافهم أصبحوا يتمسكون بالمظهر على حساب الجوهر ، وكم من سيارات يوضع بها المصاحف فى أفخم العلب القطيفة ، أو تعلق فيها الصلبان على مرآة السيارة ثم يرتكب أصحابها داخلها كل الموبقات من تعاطى للمخدرات وشرب الخمور ومعاشرة الساقطات .. بل وتجد هناك بعض السائقين ممن يعلق الملصقات الدينية من القرآن والإنجيل على زجاج سيارته ثم لا يكف لسانه عن السباب والشتائم بل وسب الدين أيضا كما قلنا فى المقال السابق .. فهل هذا من الدين فى شئ !!؟؟

أعتذر جدا على الإطالة ، ولكننى أحذر من أنه لو لم نُعمل عقولنا فيما يتم تناوله من موضوعات تمس المعتقدات الدينية ، .. ولو وضعتم حضراتكم اللى نوّهنا عنه فى مقال الأمس مع اللى مكتوب النهاردة ، فستدركون بأن الفتنة الطائفية ستكون هى بوابة الدخول القادمة إلى مصر .. ليس بين المسلمين والمسيحيين فقط .. ولكن حتى بين أبناء الديانة الواحدة !!

وأختم كلامى بحديث سيد الخلق وهو يقول ” لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتلَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ مَاتَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

حفظ الله مصر من الفتن ..

لمتابعة تعليقاتكم