عم صلاح و إستمرار الملحمه الوطنيه المصريه ….  مين حيفتح مين

31 Dec 2017

عم صلاح و إستمرار الملحمه الوطنيه المصريه ….  مين حيفتح مين

—————————————————————–

في أوائل السبعينات كانت الشئون المعنوية بتبعت صحفيين و فنانين و شخصيات عامة تعمل لقاءات مع الجنود على الجبهة لرفع الروح المعنوية ….. المهم الفنانة ماجدة كانت بتعمل لقاء تليفزيوني مع جندي مصري أصيل من صعيد مصر الجواني. ..….

و طبعا بطريقتها البسكوتة دي بتقوله :-  “زي ما  إحنا عارفين ان العدو عامل ساتر ترابي ارتفاعه 20 متر … يا تري عملتوا حسابكم في التدريبات علشان تقدروا تتسلقوا الارتفاع ده بالأسلحة التقيلة اللى انت شايلها دي … يا ريت تطمن الناس ”

العسكري بصلها من فوق لتحت بكل استخفاف و شوحلها بإيده و قالها “ياشيخة ….” و سابها و مشى …. و معداش السنة الا و كان الساتر بخط بارليف كله تحت بيادة العسكري ده.

بعد فض رابعة و احتلال التنظيم الاخواني الارهابي جامع الفتح و اعتلاء عناصره مئذنة الجامع و ضرب النار العشوائي منها و هو الوضع الاستراتيجي الامثل في اي معركه لانه بكده بيكون حسب المصطلح العسكري ” راكب الميدان “… لكن كانت المشكلة الكبري للجيش و الشرطة هي منع الناس عن التواجد بكثافة تحت مئذنة الجامع لان كل ما كان بيزيد ضرب النار … كان الناس بتتزايد بكثافة في تحدي صارخ للارهابي اللى بيضرب عليهم …. و كلنا فاكرين الجنود اللى كانوا بيتعاملوا مع مطلق النيران و هم واخدين من المدرعه ساتر … فجاء كام واحد وقفوا جنب المدرعه في مكان مكشوف و بيشاوروا للجنود على مطلق النيران قال يعني لما يشاورلهم حيقتلوه بسرعه … و اكيد كان لسان حال الارهابي اللى فوق ده بيقول … ” ايه الناس دى …. انا المفروض ارهابي و هم يترهبوا و يخافوا … هم مبيخافوش ليه … احنا متفقناش مع الخواجه اللى علمنا على كده”.

يوم الاستفتاء على الدستور الساعه السابعة صباحا كلنا فاكرين انه تم تفجير قنبلة امام احدي محاكم القاهره …. و بغض النظر ان القهوة اللى امام المحكمه كانت شغالة و الناس قاعدة تشيش وسط الحطام في تحدي صااارخ للارهاب ….. الا ان مراسلة رويترز شافت ست مصرية بسيطة ماشية وسط الحطام و دار بينهم الحوار التالي :-

  • ” رايحه فين يا أمي في الوقت ده”.
  • “و الله يا بنتي انا ساكنة في البيت اللى هناك ده و انا قلت انزل أجيب العيش من الفرن بدري علشان ألحق دوري في طابور اللجنة بتاعة الاستفتاء عشان اخلص بدري و الحق أرجع أعمل الأكل للراجل”.
  • بصتلها باستغراب و قالتلها …. ” استفتاء ايه و عيش اييه …. فيه قنبلة انفجرت هنا من ربع ساعة بس … و كان ممكن تموتي …. انتي مش خايفة ؟؟؟ …. يعني مصممه تروحي الاستفتاء ؟؟؟ “
  • الست بالذكاء المصري الفطري بصتلها و بضحكة مليانة سخرية و تحدي و كيد أنثوي طبيعي ” يا بنتي كتر خيرهم …. صحونا بدري =D “

من كام شهر إرهابيين في العريش دخلوا بعربيه مفخخه لتفجيرها في كمين أمن وسط طابور من سيارات المدنيين من أهالينا في العريش … لتقف امامه دبابه يقودها جندي يادوب لسه متجند من 3 شهور فقط …. و في ثواني معدوده ياخد قراره اللى أذهل العالم اجمع العسكريين منهم قبل الاعلاميين … بإنه يصعد بدبابته فوق السياره المفخخه ليساويها بالأرض عشان الدبابه تاخد هي الموجه الانفجاريه محاولة منه ليفدي المدنيين بنفسه … إلا ان السياره لم تنفجر إلا بعد ابتعاده عنها.

و من يومين بس …. إرهابي يهجم على كنيسه في حلوان و يقتل مدنيين و أمين الشرطه و عسكري الحراسات على باب الكنيسه … يقوم شاب مصري يجرى على سلاح الشهيد أمين الشرطه و يواجه بيه الارهابي يحاول يقتله … و بعدها يجيلنا عم صلاح اللى عمره تعدي الخمسين …. عشان يهجم على إرهابي مدرب تدريب عالي … و لابس حزام حوالين جسمه الناس كلها شايفاه محدش عارف إذا كان حزام ناسف و لا مليان قنابل و فيه ايه بالظبط …. و يهجم عليه زي الفهد و يشل حركته بمنتهي الاحتراف  …. سيطر على اتجاه ماسوره البندقية الى اسفل بإيد … و الإيد التانيه بيفك بيها خزنة السلاح و بينزل بيها على دماغ الارهابي … و في نفس لحظه … و بعد الشارع ما كان فاضي …. تلاقي الشارع كله شباب و اطفال و شيوخ و تكاتك و عربيات نط عليهم و كله داخل بيجامل باللى يقدره عليه ربنا …. لتجد الشرطه صعوبة انها تبعد الناس عن المكان لان فيه قنبلة مع الارهابي … فالناس تبعد بتاع متر و نص بس.

و غيرها من آلاف القصص اللى بتتكرر بشكل يومي عبر تاريخ الأمه المصريه عبلا آلاف السنين.

الكلام ده بيعبر عن يعني إييه تحدي الكبرياء !! .. و بما إن الشعب المصري هو الوحيد في العالم اللى كان بينزل يتصور سيلفي مع القنبلة و دلوقتي انتقل الى مرحلة القبض على الارهابي المسلح بنفس ذات نفسه …. و اللى للأسف فيه ناس عرفنا انهم مش الشعب الحقيقي اللى عاملين نفسهم أوصياء على الشعب المصري و عاملين نفسهم من الطبقة المتعلمة المثقفه و قاعدة بتنظر على الشعب ده و بتتهمه بالجهل في حين انهم مجرد افراد عايشين في العالم الافتراضي الالكترونى بيحاولوا يقنعوك انهم شعب …. في حين ان الشعب الحقيقي هو اللى مش شاغل باله بالفيس بوك و التويتر و لا بالتوك شو ….. هو الست الطيبه اللى مخافتش من القنبله و نزلت تجيب العيش من الفرن قبل ما تشارك في استحقاقات بلدها الوطنيه و هو الجندي سائق الدبابه اللى طلع فوق السياره المفخخه ….. و هو عم صلاح اللى قبض على ارهابي مسلح و معاه و الـ 100 مواطن اللى نطوا ضربوا غطس فوق الارهابي أكلوه بسنانهم  ….. و غيرهم ملايين بطول مصر و عرضها بيواصلوا الليل بالنهار في أشغالهم …..  فتعالوا زي ما اتعودنا في تأصيل الأمور نعرف مين هو الجاهل المتخلف و مين اللى محتاج يتنظر عليه و يتخاف عليه.

القصة بإختصار يا مصريين ان إحنا أمه بقالنا 7000 سنة منذ اكتشاف الحضاره المصريه الكتابه ….  و قبلها 7000 سنه زيهم لم تدون لعدم اكتشاف الكتابه وقتها قاعدين في الارض دي …. كل الامم زالت او تفتتت الا مصر …

المواطن المصري العادي في الجينات بتاعته عارف و متاكد انه موجود عشان المنطقة دي كلها … فهو مترسخ في عقيدته انه الحارس عليها و ارضه هي الملجأ الامن لهم … و الموضوع ده من زمااااان و حنذكر امثلة بسيطه:-

  • سيدنا ابراهيم عليه السلام لما قرر الهروب من قبيلته …. هرب الى مصر و لجأ الى أمنها و تزوج من اهلها ثم عاد الى الجزيرة العربية ليعمرها بذرية من نسل الام المصرية.
  • سيدنا يعقوب و إخوته لما قرروا اللجوء الى مكان آمن … لجأوا الي مصر الى أمنها و شعبها هربا من المجاعة.
  • السيده العذراء و سيدنا المسيح عليه السلام لما اشتد الامر عليهم و قررت الهروب ….. هربوا و لجأوا الي مصر و أمنها و شعبها في رحلة هروب العائله المقدسه الى مصر.
  • أهل بيت سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام بعد ما طوردوا و ذبّحوا و نكل بهم في ارجاء العالم الإسلامي هربوا و لجأوا الى مصر يأتمنون بأهلها.

فـ مصر هي الدولة الوحيدة اللى عمرك ما تلاقي فيها معسكرات لاجئين لان كل من يلجأ اليها يحتضنه أهلها بكل كرم …. فحديثا لجأ اليها الملايين من الكويتيين و العراقيين و السوريين و السودانيين و الليبيين …. و المصري قاعد في وطنه عمره ما بيسيبه لحد و بيحتضن اي حد يلجأ اليه .

و عشان كده بنلاقي رد الفعل الغريب لما بتلاقي الناس كانت بتتجمع على القنبلة او ساعة المواجهات أو حاليا بتقبض على إرهابي مسلح في تحدي عجيب و كأنهم بيقولوا للإرهاب “إحنا قاعدين هنا بقالنا 7000 سنة …. و مش حنمشي من هنا …. لو عايز تواجهنا خليك راجل و اطلع لينا أو لو عايز تمشي إمشي إنت لكن إحنا قاعدين …. مصر لأ ….  ”

و ده اللى ممكن يشل تفكير الإرهابي أو الممول و المخطط اللى قاعد يتفرج في الخارج و لسان حاله بيقول ” طب الناس دي أعمل معاها إييه بس”

الثوابت دي موجودة في جينات كل مصري ماشي في الشارع …. ممكن مش بيعرف يعبر عنها بشكل مناسب …. او بيتناساها في ضغوط الحياه … لكن ساعة الجد الموضوع بيختلف خااااالص.

و بغض النظر عن خبراء أجهزة مخابرات منتخب العالم اللى مصر بتواجهه اللى قاعدين مذهولين و بيخبطوا كف على كف من صلابة الشعب العظيم ده و قدراته الاسطوريه في تحطيم مخططاتهم الخطة تلو الاخرى و اللى اقل خطه منهم فككت دول و شعوب تانيه كتييييير …. و لسان حالهم بيقول …. ” طب نعمل ايه بس مع الناس دي …. مفيش حاجه نافعه معاهم …. ده مجتمع غريب مش باينله ملامح …. جيش طالعله شعب و لا شعب طالعله جيش ” .

لكن نعتقد ان عم صلاح جاوب بإقتدار على المقولة اللى بقالهم سنين بيرددوها لتخويف الشعب المصري بانهم حيجوا يفتحوا مصر…. أعتقد دلوقتي عرفوا مين اللى حيفتح مين 🙂 🙂 .

سيبك انت … أحلي ما في المشهد اللى حصل من يومين في حلوان … هي أحلى زغاريد سمعتها في حياتي هي الزغاريد اللى طلعت اول لما الارهابي اتمسك من رجالة حلوان 🙂 🙂 .

كل عام و مصر و شعبها بخير و سلام .

تحياتنا

لمتابعة تعليقاتكم