حروب الجيل الرابع و مصر العصية القاهرة

13 Dec 2014

حروب الجيل الرابع و مصر العصية القاهرة – قصة صورة  تفسر لوغاريتم الشعب المصري العظيم

———————————————————————————————-

في اوائل السبعينات كانت الشئون المعنوية بتبعت صحفيين و فنانين و شخصيات عامة تعمل لقاءات مع الجنود على الجبهة لرفع الروح المعنوية … المهم الفنانة ماجدة كانت بتعمل لقاء تليفزيوني مع جندي من صعيد مصر الجواني 🙂 🙂 🙂  …

و طبعا بطريقتها البسكوتة دي بتقوله :-  “زي ما  إحنا عارفين ان العدو عامل ساتر ترابي ارتفاعه 20 متر … يا تري عملتوا حسابكم في التدريبات علشان تقدروا تتسلقوا الارتفاع ده بالأسلحة التقيلة اللى انت شايلها دي … يا ريت تطمن الناس ” ….. العسكري بصلها من فوق لتحت بكل استخفاف و شوحلها بإيده و قالها “ياشيخة ….” … و سابها و مشى 🙂 🙂 🙂  و معداش السنة الا و كان الساتر بخط بارليف كله تحت بيادة العسكري ده.

بعد فض رابعة و احتلال التنظيم الارهابي جامع الفتح و اعتلاء عناصره مئذنة الجامع و ضرب النار العشوائي منها … كانت المشكلة الكبري للجيش و الشرطة هي منع الناس عن التواجد بكثافة تحت مئذنة الجامع لان كل ما كان بيزيد ضرب النار … كان الناس بتتزايد بكثافة في تحدي صارخ للارهابي اللى بيضرب عليهم.

يوم الاستفتاء على الدستور الساعه السابعة صباحا تم تفجير قنبلة امام احدي محاكم القاهره …. و بغض النظر ان القهوة اللى امام المحكمه كانت شغالة و الناس قاعدة تشيش وسط الحطام في تحدي صااارخ للارهاب 🙂 🙂  … الا ان مراسلة رويترز شافت ست مصرية بسيطة ماشية وسط الحطام و دار بينهم الحوار التالي :-

  • ” رايحه فين يا أمي في الوقت ده”.
  •  “و الله يا بنتي انا ساكنة في البيت اللى هناك ده و انا قلت انزل أجيب العيش من الفرن بدري علشان ألحق دوري في طابور اللجنة بتاعة الاستفتاء عشان اخلص بدري و الحق أرجع أعمل الأكل للراجل”.
  •  بصتلها باستغراب و قالتلها ” استفتاء ايه و عيش اييه …. فيه قنبلة انفجرت هنا من ربع ساعة بس … و كان ممكن تموتي …. انتي مش خايفة ؟؟؟  …. يعني مصممه تروحي الاستفتاء ؟؟؟ “
  •  الست بالذكاء الفطري بصتلها و بضحكة مليانة سخرية و تحدي ” يا بنتي كتر خيرهم …. صحونا بدري =D  🙂 🙂  “

الكلام ده بيعبر عن يعني إييه تحدي الكبرياء !! .. و بما إن الشعب المصري هو الوحيد في العالم اللى بينزل يتصور سيلفي مع القنبلة 🙂 🙂 🙂  و اللى للأسف اللى عاملين نفسهم أوصياء على الشعب المصري من الطبقة المتعلمة و قاعدة بتنظر على الشعب ده و بتتهمه بالجهل …. فتعالوا زي ما اتعودنا في تأصيل الأمور نعرف مين هو الجاهل و مين اللى محتاج يتنظر عليه و يتخاف عليه 🙂 🙂  .

القصة بإختصار يا مصريين ان إحنا أمه بقالنا 7000 سنة قاعدين في الارض دي …. كل الامم زالت او تفتتت الا مصر …

المواطن المصري العادي في الجينات بتاعته عارف و متاكد انه موجود عشان المنطقة كلها … فهو الحارس عليها و ارضه هي الملجأ الامن لهم … و الموضوع ده من زمااااان و حنذكر امثلة بسيطه:-

سيدنا ابراهيم هرب الى مصر و لجأ الى أمنها و تزوج من اهلها ثم عاد الى الجزيرة العربية ليعمرها بذرية من نسل الام المصرية.

سيدنا يعقوب و إخوته لجأوا الي أمنها و شعبها هربا من المجاعة.

السيده العذراء و سيدنا المسيح عليه السلام هربوا و لجأوا الي أمنها و شعبها في رحلة الهروب الى مصر.

أهل بيت سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام بعد ما طوردوا و ذبحوا و نكل بهم في ارجاء العالم الإسلامي هربوا و لجأوا الى مصر يأتمنون بأهلها.

مصر هي الدولة الوحيدة اللى عمرك ما تلاقي فيها معسكرات لاجئين لان كل من يلجأ اليها يحتضنه أهلها بكل كرم …. فحديثا لجأ اليها الملايين من الكويتيين و العراقيين و السوريين و السودانيين و الليبيين …. و المصري قاعد في وطنه عمره ما بيسيبه لحد و بيحتضن اي حد يلجأ اليه .

و عشان كده بنلاقي رد الفعل الغريب لما بتلاقي الناس بتتجمع على القنبلة او ساعة المواجهات في تحدي عجيب و كأنهم بيقولوا للإرهاب “إحنا قاعدين هنا بقالنا 7000 سنة …. و مش حنمشي من هنا …. لو عايز تواجهنا خليك راجل و اطلع لينا أو لو عايز تمشي إمشي إنت لكن إحنا قاعدين …. مصر لأ ….  ” و ده اللى ممكن يشل تفكير الإرهابي أو الممول و المخطط اللى قاعد يتفرج في الخارج و لسان حاله بيقول ” طب الناس دي أعمل معاها إييه بس”

الثوابت دي موجودة في جينات كل مصري ماشي في الشارع …. ممكن مش بيعرف يعبر عنها بشكل مناسب …. او بيتناساها في ضغوط الحياه … لكن ساعة الجد الموضوع بيختلف خااااالص.

اللى فات ده كله مش المقال 🙂 🙂 🙂 …. ده بس مقدمة للمقال ….. لكن متقلقوش …. المقال مش كبير خالص …. ده كام سطر بس مش أكثر… و يعتبر رسالة ياريت نستوعبها و محدش يزعل منها :-

ناس كتير قلقانة من الناس اللى معندهاش فيسبوك و مش بيقروا مقالاتنا او اي مقالات تنويريه بتشرح أبعاد المؤامرة على بلدنا ….. نحب نطمنكم إن الناس دي هي أكثر ناس عندها مناعة ضد المؤامرة 🙂 🙂  …. الناس دي لم تتلوث بالتنكولوجيا … الناس دي اللى منها عم محمد البواب و عم ابراهيم بتاع الخضار و أم سيد بتاعة الجرجير عندهم ثقافة و رؤية سياسية حقيقيه و واقعية أكثر من ناس كتير متعلمة اللى متاخدش منهم غير مصطلحات فارغة و سفسطة و حلول غير قابلة للتطبيق …..

الراجل البسيط ده و اللى كل الناس بتستغله بمنتهي الجشع و بتتكلم بإسمه علشان تتاجر بيه هو عارف هو عايز إييه من غير وصايتك …. و هو اللى بيحسم على الارض ساعة المظاهرات أو حتي لو اتطورت إلى إشتباكات … و هو اللى بيموت فيها ….

إحنا كنا بننزل المظاهرات بعد ما الشمس بتتكسر و نقعد كام ساعة و نمشي لكن هو كان بيقف من النجمة و في عز الشمس …. و هو اللى استحمل اقتصاديا اختيارات الشباب الثورى و عاصري اللمون طوال السنوات الأربع الماضية و في الآخر هو اللى إختار و حسم فعلا اللى هو عايزه … و على كل مشاكله و همومه اللى ملهاش أول من آخر  …..  لكن انتماؤه للبلد دي بدون حدود و ممكن يموت عشان خاطر البلد دي و بدون مقابل.

لكن تلاقي كل المشاكل جايه من شباب متعلم إتلعب في أساسه الوطني …. اللى كبر على الفيسبوك و الانترنت و بيكره البلد دي و بيكره جيشها و مؤسساتها …. حتي تلاقي كل الارهابيين اللى بيتمسكوا معظمهم دكاترة و مهندسين و طلاب جامعه .

الخلاصة:-

——–

الولاء و الانتماء و الممانعة ضد المؤامرة مش بالتعليم و لا بالوجاهة الإجتماعية … و يا ريت بعض الناس تبطل موضوع الوصاية على الشعب …. لإننا رفضنا وصاية الاخوان الدينية علينا … فالمفروض ما نفرضش وصايانا على الناس العاديين بوصفنا كان حظنا التعليمي أو الاجتماعي أفضل منهم.

يا ريت تكون الرسالة وضحت لان مطلوب مننا الفترة اللى جايه شغل كتيييييير في مجتمعنا …. و كل واحد ليه دور …. فيه اللى واقف بيحمي بلدنا على الحدود و في الصحراء ….. و احنا كل واحد فينا لازم يقدم حاجه لبلده على الاقل في محيط أسرته و مجتمعه اللى حواليه.

حروب الجيل الرابع نجحت في تفتيت الاتحاد السوفيتي و الكتلة الشرقية بالكامل و العراق و سوريا و ليبيا و اليمن و الصومال .. لكن عصت عليها مصر ، و فشلت في المساس بها و وبوحدتها …. ﻷن الشعب المصري هو الشعب الوحيد في العالم اللى اللى إتحد مع جيشه و وقف و أنقذ بلده …

تحياتنا ليكم.

لمتابعة تعليقاتكم