حرب الاشاعات ما بين المواطن الزومبي و الانتحار القومي – (الجزء الثالث)

17 Mar 2019

حرب الاشاعات ما بين المواطن الزومبي و الانتحار القومي – (الجزء الثالث)
===========================================

نكمل حديثنا عن حروب الاشاعات و الحرب النفسية التي يقوم بها اعداء الوطن على الشعوب لتدمير نفسها بنفسها …. و كيف ان هدفها ان تدخل المواطن في حلقة مغلقة من الشك و الجدل و العقيم …. حتي تخلق حالة للمواطن انه يستعر من وطنه ، و تؤدي بيه “للإحباط” …. اللى بــ يؤدي الى الشعور بالحزن الشديد ، و أن مفيش حاجة في حياته لها قيمة أو أمل ، فــ يتحول الى مواطن منغلق على نفسه دائماً وغير قادر على استقبال أية أفكار إيجابية و الإحساس الدائم بالفشل في الحياة العملية والأسرية … ثم يتحول الى مواطن فاشل مدمر لكل شىء حوله … “كائن زومبي” …. عشان يوصلوا الى الهدف الرئيسي ليهم و هو “الانتحار القومي” ….. فــ يتم تدمير الدولة المصرية بــ إيد المواطن المصري بنفس ذات نفسه … زي انتحار الحيتان في البحر لما بــ يقرروا ينتحروا جميعاً.
في المقالات السابقة إتكلمنا على اشاعة و كذبة ان مصر اكبر دولة في العالم في الاصابة بمرض السرطان … و اوضحنا اننا غير مصنفين أصلا في اول 50 دولة بالاصابة بهذا المرض … و ايضا تكلمنا على كذبة و اشاعة ان مصر هي اكبر دولة في العالم في معدلات الطلاق … و كيف يتم التدليس على الناس بالارقام بتنسيبها لدقائق و ساعات …. مع ان الاصل ان يتم تنسيبها لعدد السكان…. و كذلك اشاعة ان مصر اكبر دولة في معدل الاصابه بفيروس سي ، وأيضا كذبة ان مصر في المركز الثاني في التحرش و الاغتصاب ….. و زي ما اتفقنا … حــ نتكلم في كل مقال على اشاعتين … او كذبتين.

إشاعة غاز الكيمتريل و سلاح الهارب و الليزر الازرق:-
—————————————————–

لو بإيدينا … لأعطينا هذه الاشاعة جائزة الاوسكار لمجمل اعمال نخبتنا العربية كاااملة في العبط و الجهل و التدليس على شعوبنا …. و الشائعة دي بالذات بــ تبين ازاي مجتمعاتنا وصلت لدرجة انها مستعدة لتقبل اي كلام فارغ من غير ما تدور على اصله و فصله مادام بــ يتم ترديدها كتير زي الزن على الودان … و بــ تبين كمان ازاي بــ يتم تصديق اشخاص بــ يقولوا أي كلام و هري فارغ مادام الناس بتحبه او بتابعه.
.
الاشاعة بــ تقول باختصار اننا لما بــ نشوف يوميا ظاهرة الخط الابيض اللى بيكون خلف عشرات الطائرات في السماء … دي بتكون طائرات بترمى في الجو مادة الكيمتريل السامة ، و ايضا بــ يستخدموا سلاح رهيب اسمه “هارب” بــ يتم توجيهه على الدول اللى بــ يراد تدميرها …. و فوق ده كمان … فيه جهاز بــ يسلطوه على الدولة المراد تدميرها بيطلق شعاع ليزر ازرق ….. بــ يعمل زلازل و براكين …. و كل ده اللى بــ يديره الحكومات الغربية عشان تتحكم بالمناخ و الظواهر الطبيعية و تصنع اعاصير و سيول و زلازل و براكين تدمر بيها العالم …. و طبعا حكوماتنا و جيوشنا العملاء مشتركة معاهم و سايباهم يعملوا الكلام ده لانهم عملاء وحشين و مشتركين في مؤامرة القضاء علينا …. و تلاقي الصحفي او الاعلامي او للاسف دكتور جامعة قاعد يأكد و ينشر كلام كتير و تفاصيل عجيبة مالهاش اصل من فصل عن المؤامرات الكونية و نهاية العالم … لكن طبعا مادام الكلام عميق و مجعلص و بيأكد تآمر الجيوش الوطنية و الحكومات بتاعتنا … يبقي اكيد يجيب لايكات و الناس تصدق و تنشر.

و عامة … غاز الكيميتريل و بعض انواع المواد الكيميائية بــ يتم استخدامها في عملية علمية اسمها الاستمطار … يعني تحفيز البيئة الصحراوية ، و ده بيبقى في اوقات محدوده جدا …. و ظروف مناخية معينة محدودة جداً على تكوين بيئة مهيئة للامطار …. مجرد امطار و ليس سيول…… لكن لما تيجي تدور على اصل موضوع الاعاصير و التسونامي و الكلام الخايب بتاع الطيارات اللى رايحة جاية في السماء تكب كيميتريل …. و لو اي حد فيكم سأل اي طيار يعرفه او في المجال ده … هــ يقولك بمنتهي البساطة ان الخط الابيض اللى بتشوفوه يوميا في السماء خلف اي طيارة ماشية هو مجرد ظاهرة طبيعية لتكثف الهواء لما يطلع هواء سخن الى مكان بارد …. لأن محرك اي طائرة بيعتمد على سحب الهواء من الامام و دفعه الى الخلف في قوه كبيره مما يرفع درجة حرارته الى مئات الدرجات …. و لما الطائرة بــ تكون طايره على ارتفاع 33 الف قدم بتكون درجة حرارة الجو على الارتفاع ده حوالي (-50) تحت الصفر … بيتكثف الهواء و يكوَن خط ابيض زي السحب بالظبط …. يعني اللى بنشوفه ده مجرد هواء مكثف … لا كيمتريل و لا حاجة … زي بالظبط حضرتك لما بتكون في الشتاء و تنزل الصبح بدرى و تتنفس … تلاقي الهوا طالع من بقك زي الدخان الابيض … لان درجة حرارة جسمك 37 و درجة حرارة الجو بره جسمك مثلا 10 درجات … فبيتكثف الهواء و بيعمل دخان ابيض …. فــ اللى خارج من بق حضرتك ده هواء عادي مش كيميتريل 😊

اما موضوع سلاح الهارب العجيب ده … فــ مافيش حاجه اصلا اسمها سلاح هارب …. لان هارب ده مركز ابحاث مكانه في القطب الشمالي … و هو اختصارا لـ “High Frequency Active Auroral Research Program” … و ترجمتها بالعربي “برنامج الشفق النشط عالي التردد” …. و هو مجرد مركز ابحاث بيقوم بتحليل الغلاف الأيوني والبحث في إمكانية تطوير وتعزيز تكنولوجيا المجال الأيوني لأغراض الاتصالات اللاسلكية والمراقبة ….

طب إييه علاقة المركز ده بالتحكم في الظواهر المناخية … مانعرفش … لكن اهو اي كلام و خلاص … اما موضوع شعاع الليزر الازرق ده اللى بيعمل الزلازل و بيفجر البراكين و يجلب العاشق و يرجع الحبيب و يربط الراجل …. فــ ده مالهوش وجود و لا حتي في مجلة ميكي .

الغريب في الموضوع ان اللى مؤمن بالكلام الفارغ ده … بــ يؤمن بيه لهدف واحد … انه عايز يصدق ان سماؤنا سداح مداح … و اللى يخش يرمي فيها كيماوى مش حاسين بيه … و ان جيوشنا و حكوماتنا عميله … و للاسف محدش سأل نفسه ابسط سؤال منطقي ممكن لو حد عاقل يجي في دماغه … بمبدأ لو المتكلم مجنون فالمستمع عاقل :-
لو سلمنا جدلا ان امريكا و الغرب بيتحكموا في المناخ و الاعاصير و التسونامي و البراكين و الزلازل …. مش كان اولى بيهم يستخدموا الاسلحة الوهمية دي و يدافعوا عن نفسهم ضد نفس الظواهر بدل ما كل سنة ولايات كاملة بــ يتم تدميرها بفعل الاعاصير و السيول ؟؟؟؟ … و مش برضوا بدل ما يدخلوا في حروب اقتصادية و عسكرية مع الصين و روسيا و باقي العالم … مش كانوا خلصوا عليهم او على الاقل اضعفوهم و اتحكموا فيهم ؟؟؟؟…. أو كانت الدول الصحراوية استخدمت العلم ده و قضت على اهم مشكلة بتواجهها البشرية و هي نقص المياه و مابقاش فيه صحراء على الكرة الارضية ، و ماكانش يبقي فيه حروب بين الدول على مصادر المياه ؟؟؟؟؟

بس نقول ايه بس …. أصحاب العقول في راحة …. و مادام اي كلام بيتقال بــ يجيب لايكات و يخليني عميق و فاهم …. اديها و ميهمكش …

إشاعة منديل الكلوروفورم :-
—————————

إلحقوا يا جماعة (و بعد حلفانات و قسم بأغلظ الايمان) … انا كنت ماشية في الشارع و واحده عطيتني ورقة اقراها مجرد ما قربتها من وشي ماحسيتش بنفسي و كنت هــ أتخطف لولا في اخر لحظة ربنا نجاني.
إلحقوا يا جماعة … كنت راكبه ميكروباص و واحده قالتلي الحقي فستانك عليه شحم … مديت ايدي مسحته و اول لما قربته من منخيري محسيتش بنفسي و “أغمن عليا أوغمن عليا ” 😊 …. و لولا ستر ربنا كنت اتاخدت ….
إلحقوا يا جوماعه … واحد رش عليا اسبراي “أغمن عليا” و كنت هــ أتخطف

عشرات الروايات و الحكايات بــ يُعاد نشرها طوال السنين اللى فاتت في جروبات و صفحات كتير اصولها “خرفانية” بإمتياز … و تلاقي الذباب الالكتروني و ناس تانية من اللى بتحب الزيطة و الزمبليطة عشان تحسس نفسها انها مهمة داخله تأكد الكلام و الكل يعلق تعليقات من نوعية …. حصلي و الله قبل كده .. قلبي عندك يا أوختي … حسبي الله و نعم الوكيل .

طبعا دكاترة التخدير لما بيسمعوا الكلام ده … بيقعدوا يضربوا كف على كف و يقولوا … الله يخربيت النت اللى بوظ عقول الناس …. لان الكلام ده لو صحيح كنا قعدنا في بيوتنا من زمان …. و كان التخدير مش محتاج تخصص و لا دراسة و كان يعمله الواد بليه صبي المعلم حودة بمنديل و رشه على الوش و خلاص…. لان الكلام ده مش موجود غير في افلام جيمس بوند و افلام الخيال العلمي

فالمادة الكيميائية موضوع الاشاعة اسمها العلمي “الكلوروفورم” … و دي عشان تخدر ست شحطة ملو هدومها بمجرد الشم …. لازم يكون تركيزها كبير جدا في المنديل الوهمي ده … و يتحط على الانف و الفم تماماً … و لازم تتكتف على الاقل بأربعة شباب عضلات لان البنت دي ده هـ تقعد ترفس و تقاوم بتاع 10 دقائق بمنتهي القوة و اللى غالبا حتموت من الخنق و قلة التنفس قبل ما يغمي عليها اصلا … يعني موضوع ان واحدة شحطه ملو هدومها ممكن تتخطف من ميكروباص و لا مترو و لا حتي من بيتها مش ممكن يحصل لا بمجرد شم منديل و لا حتي بشم صوابع رجلين.

اما موضوع رش رزاز او غاز على الوجه زي افلام جيمس بوند … فــ ده محتاج الى ظروف خاصة جداً و تقنيات مش موجوده غير بغرف العمليات لان عملية الاستنشاق لازم تكون من خلال دوائر هوائية مغلقة ، و لا تحتوى غير على هذا الغاز …. مش في الشوارع و الهواء الطلق وسط الناس و عوادم العربيات.

و بوجه عام ….. الكلوروفورم و المواد المخدرة دي مش موجوده غير بالمستشفيات و صعب جدا جدا الحصول عليا … و عملية التخدير ذات نفسها عمليه معقده جدا تحتاج لدكتور متخصص مش بيعمل حاجة في حياته غير الموضوع ده…. احنا مجتمع عادي جداً … فيه الكويس و فيه الوحش و فيه الفضيلة و فيه الجريمة … لكن لو حصل فيه حالة اختطاف … مش هــ يبقي بالطرق الخزعبلية العجيبة دي …. ياريت نرحم نفسنا شوية.

لمتابعة تعليقاتكم