إبن الجناينى بقى ضابط يا إنجى

12 May 2015

إبن الجناينى بقى ضابط يا إنجى .. سكيزوفرانيا المجتمع المصرى فى المرآة

———————————————————————–

 بصارحة ماكنتش عايز أتكلم فى موضوع تصريحات وزير العدل ، على إعتبار إن صفحة كلام فى الصميم دائما بــ تنأى بنفسها عن المواضيع الجدلية ، والضواهر الصوتية اللى عاملة زى أكلات التيك أواى اللى بتاخد وقتها وتخلص و تتنسى .. لكننا قررنا إننا نقول رأينا فى الموضوع ده ، لأن الكلام أصبح كتير قوى ، و قمة فى الإستفزاز .. ومادة لكل نحنوح عايز يعمل فيها مثالى أو بطل !!

 وعلشان إحنا إتعودنا ، وعوّدناكم على تأصيل الأمور والحديث بموضوعية شديدة حتى لو أدى ده إلى إنتقادنا ، والإختلاف مع أرائنا .. فــ خلونا الأول نقول ونتفق إن تصريحات سيادة الوزير مرفوضة تماماً بكل المقاييس ، مش علشان محتواها ، ولكن علشان إندراجها تحت عنوان الغباء السياسى الشديد .. لأن منصب الوزير هو منصب سياسى بالدرجة الأولى ويمثل الدولة ، وكل كلمة تخرج منه بــ يكون لها مدلولها وإنعكاساتها على الدولة .. فــ محدش يقوللى ده كان بيتكلم بسلامة نية !!

 حالة الغضب الشديدة اللى إنتابت الرأى العام المصرى جايز .. و بــ أقول جايز .. تكون بداية لتغيير حقيقى فى الضمير والتركيبة المجتمعية للشعب المصرى .. لكن خلّونا نقول كمان إن اللى حصل ، فجّر كتييييير من علامات التعجب .. و وضع كل المصريين أمام حقيقة ما كانش حد ممكن يتخيلها ، وهى إننا كلنا بلا إستثناء .. ولا أستثنى حتى نفسى .. نعانى من حالة سكيزوفرانيا شديدة ومتغلغلة فى نفوس الجميع .. وفى الصغيّرين قبل الكبار .. وتعالوا كدة نقولها فى نقط محدد علشان نتجنّب اللت والعجن الكتير ..

 أولا .. معظم النحانيح اللى هاجموا تصريحات وزير العدل بإعتبارها تصريحات عنصرية ، وبيستخدموا فى كدة جملة “إبن الجنايني بقي ظابط يا إنجي” .. عايز بس أفكرّهم إن الجملة دى كانت للتعبير عن فساد النظام الملكى ونظام البشوات اللى هدمته ثورة 23 يوليو .. فى الوقت اللى إنتم فيه بتعتبروا نفسكم أعدى أعداء ثورة يوليو 1952 بتاعة العسكر اللى جابونا ورا من ساعة ما مسكوا البلد !! .. مش كدة وإلّا إييه !!؟؟ 🙂

 ثانياً .. اللى بيتكلموا عن العدالة الإجتماعية وحق الناس الغلابة ، فيه منهم كتير حتى من الطبقات المتوسطة اللى بــ يبطل يقعد على قهوة معينة ، أو يبطل يروح يصيف فى مكان معين ، علشان المكان ده أو القهوة دى “مستواها نزل ، وبقت بــ تلّم دلوقتى” .. مفهومة طبعاً ومش محتاجة توضيح !! 🙂

 ثالثاً .. حتى فى المعاملات اليومية والجواز والنسب ، هــ تلاقى نفس الناس دى بترفض إنها تحط إيديها فى إيدين الطبقات الدنيا و البسيطة من المجتمع بحجة “إن الحب بين إتنين لكن الجواز بين عيلتين” .. وماحدش يقولّى هناك فرق ، وإن ده وزير العدل و ده المسئول عن تحقيق العدل ، والكلام الشيك ده الله يرضى عليكم ، لأن ما ينفعش تغضب وتستنكر وتدبدب برجليك فى الأرض علشان تحقيق العدل والمساواه ، و انت رافض تطبق الكلام ده على نفسك .. و ده بــ يبان فى الأية الكريمة “أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ” .. صدق الله العظيم … والكلام هنا فيه تعجب وإستنكار من الله عز وجل على سياسة الكيل بمكيالين وإرتداء بعضنا مسوح الرهبان والقدّيسين ، وإحنا فاسدين اصلا !!!

رابعاً .. أغلب اللى إنتقدوا التصريحات بتاعة الوزير ماشافوش أصلا حديث الوزير .. لكنهم مشيوا وراء البروباجندا الإعلامية وإن إبن الزبال ماينفعش يبقى قاضى .. و رددوها ونقلوها من ودن لــ ودن .. وبعدين إفتكروا يشوفوا اللينكات علشان يكتشفوا إن كلام الوزير _وإن كان خطأً_ لكنه ما كانش بالفجاجة اللى هم نفسهم نقلوا بيها التصريحات نقلا عن المواقع الإخبارية .. طيب .. ياريت تفكرونى كدة إنتم بتقولوا على الإخوان خرفان لييه !!!؟؟

 خامساً .. ناس كتير من اللى تناولوا التصريحات دى واللى إحنا مشايين وراهم دلوقتى بــ صاجات ، هم من أعدى أعداء النظام الحالى ، وما صدقوا يمسكوا فى حتة عضمة .. ولأن النظام فطن للعبة دى ، وأقال الوزير علشان يضيّع عليهم الفرصة .. قاموا هم ما سكتوش .. وبدأوا حملة تحريض واسعة ، ومنهم “البوب الكبير” طبعاً .. علشان عمّال النظافة يرفعوا قضية على وزير العدل الــ “سابق” .. بحجة العدالة الإجتماعية وحماية الثورة ومكتسبات الثورة .. فى الوقت اللى لما البرادعى معشوق كثير من الغاضبين دلوقتى ، .. حب يشتم النخبة السياسية قال عليهم إنهم “شوية زبّالين” .. طب كانت فين العدالة الإجتماعية ساعة ما قال كدة ياحيلتها انت وهو وهى !!!؟؟

 سادساً .. معترض على كلام الوزير .. ماشى .. بس إنت ليه لما بتقابل قاضى أو ضابط كويس بــ تقول عليه باشا وإبن ناس وإبن أصول .. ولما بتقابل قاضى أو ضابط سيئ حتى لو كان مستواه المادى مرتفع .. بتقول عليه أصله من بيئة واطية !! … يا حبيبى اللى عندك ده سكيزوفرينيا من النوع المفتخر بس ماتجيبش سيرة لحد !! =D =D

 سابعاً .. أن يكون هناك من يصلح ومن لا يصلح لوظيفة معينة .. ده شئ مالوش علاقة بالأفضلية الشخصية ، وأحب أفكركم إن سيدنا ابو ذر الغفارى أحد كبار الصحابة والملقب بشيخ المعارضين لأنه كان من أكبر المعارضين للحاكم فى زمن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضى الله عنهما .. لما راح للرسول وطلب منه إنه يولّيه إمارة .. رفض الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له “إنك ضعيف .. وإنها أمانة ، وإنها يوم القيامة خزى وندامة” .. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم … و ده معناه إنه ممكن يكون فيه معايير شخصية لا تؤهل الشخص إنه يتقلّد منصب معين .. وأحب أقول لكم إن المجتمع دلوقتى أصبح اعقد م زمان بكتييييييررررررر !! 🙂

 ثامنا وأخيراً .. إبن الزبال ، إبن الزبال ، إبن الزبال … حبيبى إنت وهو إنتم فاهمين الموضوع غلط ، وكلامكم حتى فى الدفاع عن القضية بالمصطلح ده ، يعبر عن طريقة تفكيركم ونعاملاتكم فى الحياة .. لأن فى حقيقة الأمر إن إبن الزبّال هو اللى بيرمى الزبالة فى الشارع سيادتك .. لكن اللى بيلمّها من وراك إسمه عامل النظافة !! 🙂

 أنا عارف إن كلامنا ده ممكن يغضب ناس كتير .. لكن تقييم اوجه النقص يجب أن يخلو من المجاملات !!

  كل إحترامى وتقديرى وإعتذارى لكل من يمكن أن نطلق عليهم “الطبقات الدنيا أو البسيطة فى المجتمع” .. و أؤكد على إن تصريحات الوزير المُقال تقتل فعلياً الكثير من الأمل عند ناس كتير تطمح لتحسين صورتها ووضعها الإجتماعى .. لكن ياريت يامصريين ، بلاش نمشى وراء كل غراب ينعق فى كل وادى .. وخصوصا اليومين دوول ، علشان مايتمش إستخدامكم كمعاول لهدم الدولة من غير ما تشعروا !! .. وخلّوا بالكم كويس قوى إن الهدف هو إننا مانوصلش لــ 6 أغسطس !!

 وعلى فكرة .. فى فبراير اللى فات هانى المسيرى محافظ الأسكندرية كرّم عمال النظافة هم وأسرهم …لكن ماحدش سمع عن الموضوع ده خالص !!! و ولا هــ تسمعوا وحياتكم 🙂 🙂 🙂

لمتابعة تعليقاتكم