الحرب النفسية وتمهيد الطريق إلى 25 يناير

8 Dec  2014

الحرب النفسية وتمهيد الطريق إلى 25 يناير

——————————————

 شوفوا بقى ..

 بما إن الموضوع من النهاردة هــ يبقى دسم شوية ومليان معلومات كتير ومقارنات ، فــ أستأذنكم فى كوباية الشاى اللى انتم متعودين عليها وإنتم بتقرأوا سلسلة المقالات اللى من النوعية دى 🙂 .. لأن بالرغم من إن المصطلح اللى هــ نتكلم عنه النهاردة معظمنا يعرفه وسمع عنه ويمكن قرأ عنه كمان ، إلا إن قليّلين قوي اللى عارفين معناه …

 معناه الحقيقى … !!!

 الفكرة الأولى اللى بــ تيجى فى ذهن أى شخص بمجرد ذكر كلمة “الحرب” فى عصرنا الحديث ، هو مدافع وقنابل ودبابات وطيارات .. واللى بيترتب عليها قصف ودمار وإنفجارات ، ودماء .. وألم ومرارة بلا حدود ..

 ومن كتر ما الصورة دى مترسّخة فى وجداننا ، بــ ننسى إن الصورة دى هى الصورة المادية للحرب ، لكنها مش كل الحرب ، .. لأن وراء الصورة دى وخصوصاً فى الحروب الحديثة ، بــ تكون فى الخلفية دايما حرب أشرس وأعنف ، و اللى الخبراء بــ يعتبروها هى أساس الحرب الشاملة .. ونقصد هنا طبعاً مصطلح “الحرب النفسية” .. أو “الحرب المعنوية” واللى هى الدعامة الرئيسية لحروب الجيل الرابع 🙂 

 الحرب النفسية من أخطر أنواع الحروب .. وأقساها على الاطلاق .. و مدى خطورة الحرب النفسية هو إنها بــ تستهدف قلب الإنسان وعقله وبــ تعمل على تغيير سلوكه لغاية لما تسحبه واحدة واحدة للهزيمة والاستسلام ، .. لأن اللى بتعمله الحرب النفسية هو إنها بتشتغل على الروح المعنوية وزعزعة الإيمان بالشئ اللى انت مؤمن به ، بالإضافة للتشكيك في القيادات المسؤولة عنك سواء سياسياً أو عسكرياً فــ تزعزع الثقة و تزرع اليأس وروح الاستسلام في النفوس، واللى بيترتب عليه فى النهاية إضعاف الجبهة الداخلية وخلق ثغرات فيها .. والباقى بعد كدة يبقى مافيش أسهل منه

 وعلشان نبسّط الموضوع ونقرّب الصورة للأذهان .. هــ ندّى لمحة تاريخية عن الحرب النفسية ، .. لأن اللى قرأ كتير فى التاريخ هــ يلاقى إن من أشد الأمثلة الصارخة تاريخياً هى حروب التتار ، .. لأنهم كانوا بــ يبعتوا مندوبين لهم فى البلدان اللى عايزين يحتلوها ، قبل موعد الإحتلال بعدة شهور ، والمندوبين دوول بــ يكونوا بــ يتكلموا لغة البلدان دى ، ويبدأوا ينتشروا فى الأسواق والحدائق والحانات ويندسوا بين الناس فى كل مراكز التجمعات السكانية ، ويفضلوا بأسلوب مكثف يتكلموا عن التتار وقوتهم وقسوتهم وجبروتهم ، ووحشيتهم ، وجيوشهم اللى مالهاش أخر بالرغم من إن الثابت تاريخياً ، إن جيوش التتار ماكانتش أعدادها كبيرة .. والناس كانت طبعا تصدق وتقتنع وتترعب ، .. وبعدين يبتدوا يتناقلوا الكلام ده بينهم ، والكلام يوصل لقيادات الدولة والجنود والجيش … ولما تحصل المواجهة المباشرة تكون الهزيمة الساحقة ، لأن نصف المعركة خلصت أصلاً قبل ما الجيوش تتقابل !! … وهو ده نفس الأسلوب اللى إستخدمته الجهات اللى عملت “داعش” ، لكن بإستخدام الوسائل الحديثة طبعاً ..

 ولأن الزمن بــ يتغير ، والأساليب بتتطور ، أصبحت الحرب المعنوية بتشتغل من خلال الفيسبوك وتويتر وكل وسائل التواصل الإجتماعى .. ده غير المواقع المختلفة زى المواقع الصحفية ، والمدونات العامة ، واليوتيوب ومواقع الصحف والقنوات الإخبارية المتخصصة .. وده اللى هــ نتكلم عنه فى المقال القادم عن الحرب النفسية بإستخدام الدعاية السلبية …. 🙂 🙂

 وطبعا أسهل حاجة هى الإشاعات والتسريبات المتفبركة ، علشان يتم تشكيك الناس فى كل اللى حواليهم ، زى بالضبط التسريبات المتفبركة اللى ظهرت مؤخراً ، ولسة كمان هــ تظهر حاجات تانية ، واللى برغم تفاهتها إلّا إن الهدف من وراءها إنه يحصل إهتزاز فى الأرضية الثابتة اللى الجميع واقف عليها ، لأن الهدف الرئيسى زى ما قلنا هو تحطيم حالة التلاحم المجتمعى مع قيادات الدولة السياسية والعسكرية.

 الحلفاء حسموا معركتم فى الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا بإعلان إنتحار هتلر وإستسلام كل قيادات النازى رغم إن ده ماكانش لسة حصل فى وقتها ، إلا إن الخبر أثر على الروح المعنوية مش للجيش بس ولكن للشعب الألمانى كله ، .. و زى بالضبط ماحصل فى العراق لما أعلنت قناة الجزيرة سقوط مطار ومدينة بغداد قبل ماتسقط فعلياً بأسبوع .. وزى ماحصل فى 2011 فى مصر لما طارت إشاعة بهروب كل قيادات الوطنى المنحل والدنيا ساعتها إتقلبت على المجلس العسكرى ، وظهر بعد كدة إن ده كان إشاعة !!! .. ده غير احداث تانية كتير كانت بتحصل بشكل مدروس ومنظم ، خلّت فى النهاية ناس كتيرة تهتف بدون وعى “يسقط حكم العسكر” ..

 ولو رجعتوا لأخر 5 سنين من حكم مبارك هــ تلاقوا إن الإخوان ، والغرب ، والأهم منهم طبعاً وسائل الإعلام اللى كانت بــ تشتغل على حاجات بتحصل فعلياً ، فــ تاخدها وتكبّرها وتضخمّها وتخلط معلومة صحيحة بــ 100 معلومة غلط .. زى مثلا قصة تصدير الغاز لإسرائيل واللى طلعت كلها كلام ناس معاتيه مش فاهمين حاجة .. لكن إشتغلوا عليها كويس قوى ، (و إفكركم بــ فيلم صرخة نملة فى قصة الغاز دى) ، وكل ده علشان تزيد حالة الإحتقان ، و يبتدى التلاحم المجتمعى يتفكك مابين مؤيد ومعارض ، وتوسع المسافة مابين القيادة والشعب ، ويكون هو ده المدخل اللى بــ يتم الدخول منه … (وطبعا مش معنى كلامى إن نظام مبارك ماكانش نظام فاسد وظالم) .. 🙂 🙂

 إحداث البلبلة ، والتكسير فى الثوابت ، ومحاولة تدمير الثقة بين الشعب وقيادته هو أول الطريق لهزيمة سريعة للشعوب ، وإنتصار مريح وسهل للعدو ، لأنه بيهاجم الروح المعنوية وبــ يسمح للسوس إنه ينخر فى المجتمع ويخلّى الفتن تنهشه ، لغاية ما يتأكل من جواه ، والباقى بعدها بــ يبقى سهل جدا !!

 المقال اللى جاى زى ما قلت ، هــ يكون عن الحرب النفسية بإستخدام الدعاية السلبية ، و المقال ده هــ يكون هو مفتاح اللغز كله ، لأن هو ده بالضبط وبالحرف اللى بــ يتم تنفيذه فى مصر دلوقتى بمنتهى الحرفية  .. وهــ يفضل شغّال فى الــ 3 أو الــ 4 شهور اللى جايين مروراً بــ 25 يناير وبعدين إنتخابات البرلمان و وصولاً لشهر مارس القادم ..

 مش محتاج أتكلم تانى و أؤكد على ترابط الجبهة الداخلية ولفظ كل محاولات التشكيك وإثارة البلبلة ، لأن زى ما نوهنا من يومين إن المرحلة دى ماينفعش فيها رفاهية ثقافة الإختلاف أبداً.

 برجاء عمل شير بــ لينك المقال على أوسع نطاق لأن ده هــ يبقى جزء من عملية توضيح الصورة وتنوير العقول 🙂

 وللحديث بقية .. وعلى أكبر قدر من الأهمية

لمتابعة تعليقاتكم