الدعاية السلبية وتمهيد الطريق إلى 25 يناير

9 Dec  2014

الدعاية السلبية وتمهيد الطريق إلى 25 يناير

—————————————

زى ما وعدناكم فى المقال اللى فات ، فــ إحنا النهاردة هــ نتكلم عن الدعاية السلبية عبارة عن إييه ، وإزاى بتأثر فى المجتمع … وبعدين هــ نربط كل ده باللى بيحصل فى مصر اليومين دول علشان تبقى الصورة واضحة للجميع 🙂

 ولما نتكلم عن الحرب النفسية  الدعائية ، ومن بين كل الأسماء ، يقفز أمامنا إسم “جوزيف جوبلز” وزير الدعاية الألمانى والرجل الثالث فى حكومة المانيا النازية ، واللى بــ يعتبر أول وأخطر من أستخدم فن الدعاية كوسيلة للحرب النفسية ، واللى كانت السبب الرئيسى فى وصول هتلر للحكم بعد بداية بع ما ساعدته على ظهوره كسياسى فى سنة 1921 وفوز حزبه النازى فى الإنتخابات النيابية …. وحالياً وبعد أكثر من 80 سنة أصبحت الحرب النفسية علم ضخم له كتب وقواعد ومراجع و بــ يتم إستخدامه فى كل الحروب !!

 قوات الحلفاء اللى هى إنجلترا وفرنسا وأميريكا وحتى روسيا ، واللى هم لسة متواجدين بنفس فكرهم لغاية دلوقتى ، إستفادوا من فكر جوبلز فى حرب الدعاية أثناء مواجهتهم فى الحرب العالمية الثانية ، وإبتكرت المخابرات الإنجليزية وقتها شئ جديد إسمه الإذاعة الألمانية الموجهة !!!

 والإذاعة الألمانية الموجهة دى كانت ناطقة باللغة الألمانية ، و بالرغم من إنها كانت صناعة إنجليزية ، إلّا إن كل توجهاتها كانت لدعم هتلر والحزب النازى ودعم الحرب على أوروبا  … أيوة .. ماتستغربوش … كانت بتعمل كدة فعلاً 🙂 🙂 … لكن و لأنها لعبة مخابراتية ، فهى كان هدفها الحصول على أعلى نسبة متابعة من الشعب الألمانى وحتى من الجنود والضباط فى الجيش ، … وكانت فى وسط كل ده بــ تدسّ السم فى العسل وبتشتغل بأسلوب مدروس وغير مباشر على زعزعة الثقة فى النصر ، والتلميح لبعض السلبيات من بعيد لبعيد بأسلوب بيضرب بشكل مباشر فى الترابط المجتمعى الألمانى .. لغاية لما ألمانيا خسرت الحرب فى النهاية ..

 وهو ده بالضبط الأسلوب المتبع فى مصر دلوقتى سواء من بعض الدول الخارجية ، أو حتى من بعض المصريين وبعض الهيئات والقنوات فى الداخل !!! .. وسواء كان أسلوب الإذاعة أو الدعاية الموجهة اللى إتكلمنا عنها ، أو اللى بيحصل فى مصر دلوقتى ، .. الأسلوب ده فى علوم الحرب النفسية بيطلق عليه “الحرب الدعائية السوداء” ، واللى بيعتبر أخطر و أشرس أنواع الحروب الدعائية لو أُحسن إستغلالها وتم التعامل معها على الوجه الصحيح …

– أنا إنتخبت السيسى بس السياسة القمعية !!

– أنا باحب مصر و بأيّد الجيش ، بس مدنية الدولة بتنهار !!

– الإخوان دول ولاد ستين فى سبعين بس اللى بيحصل فيهم برضوا حرام !!

– الجيش المصرى والمجندين الغلابة .. بس بعض القيادات الفاسدة !!

– الدولة بتشتغل شغل من نار ، بس رجال الأعمال ونظام مبارك اللى راجعين !!

– الشرطة أبطال و بتواجه الإرهاب .. بس الإنتهاكات !!

– المؤامرة على مصر ، والتحديّات الإقتصادية .. بس القيادات اللى عملت فينا كدة !!

– وغيره ، وغيره ، وغيره ، من الأساليب الواطية ، .. و ده يفكرنا باللى عمله وائل غنيم بالضبط فى 2011 ، لما طلع ينهنه ويعيط فى التليفزيون مع منى الشاذلى وهو بيتكلم عن الــ “الكمع” وإنه ماكانش قصده يعمل فى مصر كدة ، بس الدولة الوحشة ، والناس الغلابة ..  !!

 وهى هى نفس الطريقة بتتعاد تانى ، و واحدة واجدة ، وببطء شديد جدا يبتدوا يكسّروا فى العلاقة بن الشعب والقيادة بتاعته ، ويفتح بعدها السكة للتشكيك ، بتسريبات وفيديوهات وكلام عن الماضى لغاية لما يحصل الشرخ ويقدر يدخل منه ويكشف وجهه القبيح من تانى !! ..

 فيه نوع تانى من الحروب الدعائية إسمه “الحرب الدعائية البيضاء” والهدف منها عمل بلبلة وخلاص .. بمعنى إنه يتم نشر خبر على لسان مسئول أمريكى، يحتل مكانة رفيعة، ولكنه مش صاحب القرار الرئيسى ، فــ يثير بلبلة فى الشارع المصرى ،بسبب التهديدات اللى فيه .. زى مثلاً موضوع عودة وعدم عودة الطيارات الأباتشى الأميريكية وبعدين تطلع “جين ساكى” المتحدثة بإسم البيت الأبيض تقول إن الكلام ده أياً كان لا يعبّر عن وجه نظر الحكومة الأميريكية 🙂 🙂 ….!!! …  وفيه كمان موضوع غلق السفارات لدواعى أمنية ، وطبعاً ده على طول يثير بلبلة فى الشارع ويعطى إنطباع إن فيه عمليات إرهابية متوقعة ، ويدق إسفين بين الشعب وقياداته الأمنية ، ويخلى الناس تقلق وتستنتج وتضرب اخماس فى اسداس 🙂

 وفيه “الحرب الدعائية الرمادية” .. ، ودى بتكون دعاية غير واضحة المصدر ، ممكن تكون مقروءة أو مسموعة أو مرئية حسب مقتضيات الظروف ومدى تأثير كل وسيلة وعلى أى شريحة ، زى بالضبط الأخبار الطايرة اللى بتنتشر على مواقع الإنترنت سواء مكتوبة أو مسموعة ، و بتتكلم عن ميزانية الدولة ، أو توجهات جهاز الشرطة ، أو حاجات خاصة بالحكومة والجيش ، زى ما البعض منكم أرسل لنا بــ يسأل عن بعض اللى قراه أو سمعه من مواقع مجهّلة ومجهولة المصدر والتوجهات ، وماحدش عارف مين عاملها ولا أهدافه إييه .. !!

أو إنك تشوف فيديوهات على اليوتيوب لحاجات سلبية ضد الجيش مثلاً وماتبقاش عارف مين اللى عمل الفيديوهات دى ولا متصورة فين !! 🙂 .. زى بالضبط الفيديو بتاع إنتهاكات الجيش للمواطنين السيناويين ، واللى إستعملته قناة الجزيرة بمنهى القذارة للهجوم على الجيش ومحاول تكوين رأى عام سلبى ، .. لكن الشعب المصرى _ما شاء الله عليه_ فضح الفيديو ده وطلّع فيه القطط الفاطسة وأثبتوا إنه مزوّر ، و أصبح مادة للتندر والسخرية فى القعدات العامة وعلى القهاوى =D =D

 وأخر نوع من الدعاية هو الدعاية الشعبية الزائفة .. وده اللى بيعمله الإخوان بالضبط وبارعين فيه جداً .. وهو خلق عالم وهمى على مواقع التواصل فى صفحات معينة ، وتكوين لجان أليكترونية ، وكل واحد تلاقيه شغال على أكتر من 20 أو 30 أكّونت بهدف عمل نسبة تفاعل عالية من الــ ( Share ) و الــ ( Like ) ، للإيحاء للمجتمع بوجود رأى عام كبير وقوى ، فــ يهز ثقة الطرف المضاد فى نفسه ، و فى قياداته .. لكن الحمد لله ، عدم إستجابة الشارع للكلام ده فضحتهم ، .. وده ظهر واضح جداً فى عدم قدرتهم على الحشد واللى كشف قلة أعدادهم وتفاهة قوتهم

 أعتذر لكل اصدقاء الصفحة إن المقال كان طويل شوية ، لكن بكدة يبقى إحنا وضّحنا و شرحنا بالتفصيل اللى بيحصل على الأرض دلوقتى والمحاولات المستميتة لزعزعة التماسك المجتمعى وكسر التلاحم مع القيادة السياسية وكل ألجهزة الأمنية عن طريق إستخدام أساليب الدعاية السلبية فى الحرب النفسية … 🙂

  يفضل لنا حاجة أخيرة و مهمة جداً وخطيرة جداً جداً ، واللى ممكن تهدّ مجتمع كامل ، وهى الإشاعات .. ودى اللى هانتكلم عنها فى مقال منفصل بإذن الله علشان يبقى قفّلنا على الموضوع من كل الجوانب

 مش محتاج أتكلم تانى و أؤكد على ترابط الجبهة الداخلية ولفظ كل محاولات التشكيك وإثارة البلبلة … وياريت نعمل شير بــ لينك المقال على أوسع نطاق لأننا بكدة بنكون بنعمل رد فعل مضاد للحرب النفسية على مصر 🙂

 اللهم إحفظ مصرنا الغالية من كل ما يدبر لها ، وإحفظ المصرين شعباً وجيشاً وحكومةً

 وللحديث بقية .. وموضوع هو اﻷهم واﻷخطر

لمتابعة تعليقاتكم