11 Dec 2014
الشائعات وتمهيد الطريق إلى 25 يناير
———————————-
أصدقاؤنا أصدقاء صفحة كلام فى الصميم .. معادنا النهاردة مع أخر جزء فى موضوع الحرب النفسية ، ..
ومن بين كل أنواع الحرب النفسية اللى ذكرها التاريخ ، وإتكلمت عنها إستراتيجيات الحروب ، وفنون الجاسوسية وإختراق الجبهات الداخلية ، هنلاقى إن الشائعات هى أهم وأخطر جزء فى الحرب الشاملة وحروب الجيل الرابع !!
والشائعات بتختلف عن كل وسائل الحرب النفسية الأخرى ، لأن خطورتها بــ تكمن فى إنها بــ تنطلق من مصدر مش ممكن تحديده أو حتى تتبعه ، لأن الشائعة ممكن يكون بدايتها من إثنين بــ يتكلموا على القهوة ، أو فى مصنع ، أو شركة ، أو حتى مدرسة أو جامعة !!
وطبعاً بسبب التطور التكنولوجى والطفرة اللى حصلت فى وسائل الإتصالات أصبح إطلاق الشائعات من أسهل ما يكون ، وأصبح نشرها فى دولة تبعد ألاف الكيلومترات عن مكان إطلاق الشائعة ، بــ يتم بتكة زرار واحدة ، عن طريق مئات بل الألاف من المواقع الأليكترونية الصحفية ومواقع التواصل الإجتماعى ومواقع الملفات المسموعة والمرئية
وقوة الشائعة ومدى تأثيرها بيعتمد على حاجات كتير منها توقيت نشرها ، وإرتباطها ، بحدث مهم ، ومقدار الثقافة المجتمعية ، ومدى تقبل المجتمع للشائعة دى .. وعلشان كدة تم تصنيف الشائعات إلى أنواع كتيرة جدا ، تكتيكية وإستراتيجية منها 3 أنواع رئيسية هى اللى هــ نتكلم عنها النهاردة ..
أول نوع بــ يطلق عليه إسم “الشائعة المتفجرة” .. ودى بــ يكون تاثيرها عنيف جداً فى المجتمع ، وبــ تنتشر بقوة وبسرعة شديدة ، لأنها بتكون متعلقة بحالة مجتمعية متوترة للغاية ، و بــ يكون الغرض منها إحداث أعلى درجة من البلبلة .. زى بالضبط ماحصل بعد الحكم ببراءة مبارك ، لما إنتشرت إشاعة قوية جداً غير معروفة المصدر إن جمال مبارك هــ يرشح نفسه للرئاسة فى 2018 🙂 .. وزى إشاعة إنشقاق الجيش فى سنة 2013 بقيادة اللواء أحمد وصفى قائد الجيش التانى الميدانى .. وشائعة هروب قيادات الدولة فى الأيام الاولى لثورة يناير 2011 ، واللى عملت إضطراب كبير فى صفوف قيادات الشرطة .. 🙂
أحلى حاجة إن فيه شائعة من النوع دة إنطلقت قبل فعاليات 28 نوفمبر اللى فات ، لما إتقال إن الرئيس السيسى هرب من مصر على فرنسا علشان كان هــ يتم القبض عليه بعد نجاح الثورة الإسلامية المسلحة =D =D ، لكن وعى الشعب المصرى خلّى الشائعة دى فسسسسسسس .. =D =D
النوع الثانى .. إسمه “الشائعة الزاحفة” .. ودى بــ يبقى تأثيرها إستراتيجى طويل المدى، و بــ تعتمد على الانتشار، والتوغّل فى المجتمع واحدة واحدة، بحيث إن كل الناس تتكلم فيها ، وتضيف إليها، من غير ما يأخدوا بالهم ، فتزحف الشائعة فى المجتمع لغاية لما تصبح بالنسبة له غير قابلة للجدل ، ويصبح تكذيبها أشبه بالكذب، مش بكشف الحقيقة، .. وعلشان كدة فــ الشائعة الزاحفة تعتبر من أخطر أنواع الشائعات، لأنها بتقدر تغير تفكير مجتمع كامل، مع مرور الوقت .. وأشهر شائعة من النوع ده هى شائعة “الجيش الإسرائيلى الذى لايقهر” واللى تم ترسيخها فى المجتمعات العربية والمجتمع المصرى ، لدرجة إنك تلاقى لغاية دلوقتى ورغم إنتصار الجيش المصرى فى حرب 73 بمعجزة عسكرية بكافة المقاييس و على كل المستويات ، إلّا إنه فيه ناس مؤمنة لغاية دلوقتى إن إسرائيل قادرة على هزيمة مصر فى أى مواجهة عسكرية وإنهم يقدروا يوقّفوا عمل الأسلحة المصرية بتكة زرار 🙂
النوع الثالث .. هو “الشائعة الغائصة” .. ودى شائعة من نوع خاص، لأنها بــ تظهر فى ظروف معينة ، وبعدين تغوص فى المجتمع ، وترجع تظهر مرة ثانية ، كلما تكررت الظروف نفسها ، والنوع ده من الشائعات، بيعتمد على تكرار ظروف معينة، فى مجتمع معين … زى بالضبط شائعة إن الحكومة ضيّعت فلوس المعاشات ، أو شائعة القانون اللى بــ يتيح للحكومة الإستيلاء على مدخرات المصريين فى البنوك 🙂 .. وتلاقى دايماً الشائعات دى تشتغل بمجرد ما يبقى فيه أى أزمة لها علاقة بالعملة أو بالصعوبات اللإقتصادية اللى بتواجه الدولة 🙂
ومن الشائعات المشهورة واللى إنتشرت وأحدثت دوى شديد فى مصر فى السنوات الأخيرة:
- إغتيال الرئيس السيسى حوالى 5 مرات.
- إن الرئيس السابق عدلى منصور مسيحى.
- هروب الرئيس السيسى إلى فرنسا قبل 28 نوفمبر الماضى.
- ترشح جمال مبارك للرئاسة فى 2018.
- وفاة مبارك بتاع 50 مرة كدة .. 🙂
- الــ 70 مليار بتوع ثروة مبارك واللى كانوا هــ يسددوا ديون مصر والباقى هــ يتوزع على الشعب المصرى.
- فساد قيادات الجيش وخيانتهم أو عمالتهم لإسرائيل.
- إن إنسحاب الشرطة من الشوارع فى 2011 علشان البلطجية تخرج على الناس ويهاجموا الثوار ، فيتم إجهاض الثورة.
- حلف الناتو والأسطول السادس هيضربوا مصر علشان خاطر يرجّعوا حكم الإخوان.
- مرسى راجع =D =D
- داعش هــ تدخل مصر.
وغيرها كتير مما لا يحضرنى ذكره لكن كل ما بــ أفتكر حاجة بــ أفضل أضحك وأقول إزاى بس كنا بنصدّق الكلام ده !!
وممكن كل واحد ياخد واحدة من الإشاعات دى ويبتدى يجرب كدة ويشوف دى ينطبق عليها أى نوع (زاحفة – متفجرة – غائصة – تكتيكية – إستراتيجية) 🙂 🙂
إحنا وضّحنا أمثلة للإشعاعات وأنواعها .. ولازم نفهم إن الشائعات مدمرة للمجتمع ، وفى الظروف اللى إحنا فيها دى ، بتبقى أخطر سلاح بيتم إستخدامه للتكسير فى المجتمع ، لأن اللى بيجرى وراء الشائعات بــ يفقد أهم خاصيتين ممكن أى حد يتمتع بهم ، همّ خاصية العقل ، وخاصية التوثيق من المعلومة ..
وحتى القرأن الكريم وصف عملية تناول الشائعات بقول الله عز وجل “إذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ” … صدق الله العظيم … والوصف القرأنى هنا دقيق جداً لأنه قال “إذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ” مش بأذانكم .. يعنى بتسمع الإشاعة لكنها بتنزل على لسانك وتنقلها بسرعة قبل ما تعدى على عقلك أو تحاول تتأكد منها ومن مصدرها .. 🙂
طب نعمل إييه ، وخصوصاً فى الفترة القادمة اللى هــ تكثر فيها الشائعات جداً جداً بدرجة غير مسبوقة لأنهم بيسابقوا الزمن لإسقاط مصر أو تعطيلها قبل الوصول إلى نقطة اللاعودة !!؟؟؟
- ما حدش يشيّر أى خبر بدون التأكد من مصدره.
- مراعاة المنطقية في التعامل مع الأخبار.
- عدم التعامل بل ومهاجمة المواقع والصفحات اللى بتنشر أخبار من النوعيات المجهلة المصدر.
- أى حد تلاقيه بــ يقول “خبر من مصدر سيادى ، أو “خبر من المطبخ السياسى” ، أو “خبر من مصدر موثوق منه” .. تعرف على طول إنه خبر من مطبخ بيتهم 🙂
- الثقة فى البلاغات الرسمية حتى لو كانت ضد قناعاتك الشخصية ، لأن أكثر حاجة بتساعد على إنتشار الشائعات هو الشك فى البيانات الرسمية
- الثقة فى القيادة السياسية والإلتفاف الكامل حولها ، لأن فى وقت الحروب بتكون الإشاعات هدفها هو كسر التلاحم الشعبى
- الثقافة الشخصية والعقول الواعية بــ يكون من الصعب نشر الشائعات فيها ، على عكس العقول الفارغة وضحلة الثقافة ، اللى بتبقى عندها القابلية للتفاعل مع الإشاعات بكل سهولة لأنها ….. فاضية
وفى النهاية .. عايز أؤكد على ضراوة الحرب النفسية الحالية ضد مصر والشعب المصرى ، لكننا بــ نراهن فعلياً على وعى المصريين ، ..
الشعب اللى خرج منه خير أجناد الأرض