الحرب النفسية والجيش الذى لا يقهر

1 JAN 2016

الحرب النفسية والجيش الذى لا يقهر

——————————-

فى أواخر الستينات ، وتحديداً بعد نكسة 67 وقرار وقف إطلاق النار ، بدأت إسرائيل تمارس حرب نفسية وتروّج لنفسها شائعات وحرب دعائية مكتملة الأركان موجهة لمصر ولكل الشعوب العربية ، عن قوة الجيش الإسرائيلى ، وسطوته وقدرته ، واليد الطولى لسلاح الطيران الإسرائيلى وقوة وقدرة الفرد الإسرائيلى المقاتل و … و …. و …. ومن هنا نشأت أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر.

 الكلام ده يوضح مدى قوة الحرب الدعائية والنفسية ، لأن الأسطورة دى تحولت مع الوقت لعقيدة راسخة عند معظم الشعوب العربية وبعض شرائح من الشعب المصرى .. ما عدا الجيش المصرى نفسه اللى ما إتأثرش أبداً بالحرب النفسية دى ، بل بالعكس .. الكلام ده خلق نوع من روح التحدى عند المقاتلين المصريين لدرجة إنهم كانوا بيتمنوا الحرب تبتدى تانى علشان يدكوا إسرائيل .. و ده كان واضح جداً فى فى الروح اللى كان الضباط والجنود بيتمتعوا بيها وهم بيخوضوا حرب الإستنزاف ، وخصوصاً فى القوات الخاصة المصرية !!

 الموضوع ده فضل كدة مستمر لغاية حرب العاشر من رمضان لما إتحقق نصر أكتوبر المجيد ، وسقط خط بارليف تحت أقدام الجنود المصريين ، و إنهار سلاح الطيران الإسرائيلى أمام نسور مصر ، بالرغم من التفوق التقنى والتكنولوجى لطائرات الفانتوم الإسرائيلية على حساب الطائرات الميج المصرية !!

 ولأن القاعدة النفسية بتقول “إذا ضعفت النفس إستسلمت للخرافة” .. ولأن المخطط اللى إشتغلت عليه إسرائيل ومن خلفها الغرب كله بدأ من أوائل الثمانينات ، ومش هــ نبالغ إننا نقول إنه بدأ بعد مباحثات السلام ، فكان الهدف لتنفيذ مخطط هدم المنطقة ، هو خلق أجيال قد لا تؤمن بمبدأ الحرب مع إسرائيل وتفتقد الثقافة والوعى والإعتزاز بالجذور التاريخية .. وكانت المفاجأة إنه طلع أجيال مش فيها المواصفات دى وبس .. لكن كمان معادية لأنظمة الدول اللى بتنتمى إليها .. وضد جيوش بلدها وتحمل الكره للجيوش دى ، يمكن بأكثر مما تحمله ضد إسرائيل وجيشها

 وبدأت إسرائيل تشتغل على نفس القاعدة النفسية “إذا ضعفت النفس إستسلمت للخرافة” ، وبدأ من جديد الترويج لفكرة قوة الجيش الإسرائيلى على حساب ضعف الجيوش العربية وبالذات الجيش المصرى ، لدرجة إنك لما تدخل فى مناقشة مع بعض الشباب من الأجيال الجديدة تلاقيه على قناعة تامة لدرجة تصل لمستوى الإعتقاد الجازم ، إن الجيش المصرى جيش ضعيف ، ولو دخل فى صدام مع الجيش الإسرائيلى مش هــ ياخد غلوة ، وإن الجيش الإسرائيلى ممكن يحتل سيناء فى أى وقت .. ومتجاهلين تماما إن لو الجيش المصرى بهذا الضعف ، ماكانش هــ يحصل كل اللى حصل من مخططات لهدم المنطقة ، وإنهم لو عندهم القدرة على هزيمة مصر عسكريا ، ماكانوش إنتظروا لحظة واحدة  بدل كل المصاريف دى !!

 ولأن القوة والقدرة بتختلف من عصر لعصر حسب متطلبات العصر ده ، فكان الترويج فى الفترة الماضية للتفوق العلمى والتكنولوجى للجيش الإسرائيلى .. وإن المنظومة العسكرية الإسرائيلية تتمتع بالحماية الكاملة خلف تحصينات أليكترونية بحائط نارى أليكترونى (Fire Wall) يستحيل إختراقه أو النفاذ منه .. ومش كدة وبس ، لكن كمان القوة دى قادرة على إختراق أى تحصينات للمنظومة العسكرية للدول المحيطة !!

 وكانت المفاجأة اللى كشفت عنها وكالة «سبوتنيك» الإخبارية الروسية ، عن إقالة المسئول عن برنامج تطوير الصواريخ الإسرائيلية، يائير رماتي، من منصبه كمدير لمشروع الصواريخ الدفاعية «حوماه»، بعد ما أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن الموضوع ده وقالت إن الإقالة كانت نتيجة تسرب معلومات هامة وخطيرة ومخالفة ترتبط بأمن المعلومات !! 🙂 

 وتبدأ بعدها حرب تسريبات هنا وهناك بأنّ المخابرات المصرية عن طريق أحد الهاكرز تمكنت من فك شيفرات منظومة صواريخ “حوما” الإسرائيلية بعد محاولات مضنية لعدة أشهر كرد على تلويح إسرائيل بضرب أهداف في سيناء .. بإعتبار إنها أهداف إرهابية بتشكل خطر على أمن إسرائيل .. و ده بالإضافة لرغبة مصر فى معرفة ما تمتلكه إسرائيل من أنظمة صواريخ واختراق منظومتها والكشف عن مدى القدرة فى تعطيلها كرسالة قوية لإسرائيل ، وفى نفس الوقت عمل مقارنة مع المنظومة الصاروخية المصرية من حيث القدرة الضاربة.

 الكلام ده بيفكرنا بعملية قامت به المخابرات المصرية فى السبعينات للحصول على جهاز إرسال إسرائيلى بيستخدمه الجواسيس الإسرائيليين ، عن طريق أحد عملاء المخابرات المصرية وهو “أحمد الهوّان” والمعروف إعلامياً بإسم “جمعة الشوان” .. وكان الهدف الرئيسى للعملية هو الحصول على الجهاز ومقارنته بجهاز يستخدمع العملاء المصريين منذ نهاية الستينات لعمل مقارنة ومعرفة مدى التطور اللى وصلت له المخابرات الإسرائيلية فى أجهزة الإرسال !! 🙂 … يعنى ببساطة خالص ، مصر لما بتكشف عن حاجة ، بتكون متأكدة إنها تخطت الكلام ده بمراحل ! 🙂

 ووفقًا لما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية فــ مصر تعد مرشحة بقوة لتسيّد مجال الحرب الأيكترونية فى المنطقة ولعب دور فاعل جدً على مستوى الصراع الإقليمى التكنولوجى !!

 قولتولى بقى هو مين الجيش الذى لا يقهر !!؟؟ 🙂 🙂

لمتابعة تعليقاتكم