إعتصام رابعة … حائط المبكى الإخوانى

 15 Aug 2014

 إعتصام رابعة … حائط المبكى الإخوانى

 ————————————————-

زى عادتنا فى تأصيل الأمور .. مش هــ نعمل زى صفحات كتير ، و ندخل فى سباق عن الحديث عن رابعة وتبرير اللى حصل فيها ، والتهديدات إللى أطلقها الإخوان وأعوانهم حتى من قبل 30 يونيو عن الحرق والسحق والقتل والرش بالدم … و .. و .. … وكمان مش هــ نتكلم عن اللى حصل إمبارح والنهاردة فى كثير من محافظات مصر فى ذكرى حائط المبكى الإخوانى اللى عملوا منه تمثال وعبدوه .. واللى هــ يفضلوا يتباكوا عليه إلى ماشاء الله ، بالضبط زى ماليهود والشيعة بيعملوا لغاية النهاردة … !!! … لكننا هــ نتكلم النهاردة كلام تانى خالص …

كلام قلناه زمان .. وبنقوله كمان علشان اللى ماقرأش يقرأ ، واللى ماعرفش يعرف واللى ماسمعش يسمع .. لأن المشهد دايما بيتكرر ومافيش حد بيحاول يقيس على ما مضى أو يتعلم من التاريخ .. لأنه فى كل زمان تخرج مجموعة ترفض التحكيم ولا تقبل إلا رأيها ولو بالدماء..

 معلش هى قصة طويلة شوية لكنها أبلغ رد لكل اللى قاعدين يتكلموا عن فض إعتصام رابعة .. والعنف المستخدم فى الفض … و ….. و ……. إلى أخر ذلك من المهاترات التى لا معنى لها !!! .. وخصوصاً بعد خروج تقرير منظمة هيومان رايتس واتش ، واللى بالرغم من إجحافه لمصر على الطريقة المعتادة للمنظمة المسيّسة .. ، إلا إنه ضرب حائط المبكى الإخوانى فى مقتل لما قال إن قتلى رابعة 817 قتيل وهو عكس كل الأكاذيب الإخوانية اللى تراوحت فيها الأعداد من 5000 إلى 12000 قتيل !!

 وبرضوا هانرد بالدين على تجار الدين اللى بيتباكوا وبيتكلموا عن حرمة الدماء وكلام التخريف الذى لا يمكن أن يقال عنه إلّا أنه “قول حق يراد به باطل” لأن الرد على الجميع كان من أمير المؤمنين الإمام على بن أبى طالب كرّم الله وجهه ليعلمنا كيفية التعامل مع فريق متمرد على الدولة

 وكما تعلمنا من الإمام أبى حنيفة النعمان أن القياس على ما فات….

 وأعتذر مرة أخرى لطول القصة

***********************

القصة توضح موقف الإمام على كرم اللّه وجهه فى ليس فى أسلوب معاملة الخصوم السياسيين فقط ، ولكن المعارضة أيضا، .. لأن اللّه تعالى ابتلاه بمحن ظهور “الخوارج”.. وقضية الخوارج معروفة، وهى التى نشأت في أعقاب حيلة “رفع المصاحف” التي إبتكرها عمرو بن العاص كوسيلة لتفويت النصر على الإمام على بن أبي طالب في صفّين، ومكّنته بالفعل من إيقاف القتال بعد أن كان الإمام قاب قوسين من الانتصار.

 توقف القتال ورجع الإمام على بن أبي طالب إلى الكوفة، ولكن فريقًا من جنده ممن كانوا دعاة التحكيم ، فلم يعودوا إلى الكوفة، بل توجهوا إلى منطقة تدعى “حروراء” وهي منطقة خارج الكوفة ، اعتصم فيها ما يقرب من عشرين ألفاً من الحافظين لكتاب الله تعالى وسُموا في ذلك الوقت (القراء) وكانوا من الزهاد والعبّاد… وادّعوا أن سبب اعتصامهم هو أن سيدنا على بن أبي طالب لم يطبق الشرع في قضية قتاله مع جيش الشام، وكانت النتيجة أنهم كفّروا علياً علناً هو ومن معه …. بل وقالوا أيضاً أن من معهم هو المسلم ومن يعارضهم هو الكافر.

 وحدثت وساطات لحل الأزمة، ولكن أصر معتصموا حروراء على رأيهم ووضعوا حلًا لفض اعتصامهم وهو ” أن يشهد على بن أبي طالب على نفسه بالكفر ثم يعلن إسلامه” فبلغ سيدنا على بما قاله المعتصمون في حروراء، فقال “ماكفرت منذ أسلمت”.

 وأرسل الإمام على إليهم سيدنا عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما- فناظرهم فــ رجع منهم ما يقارب الألفان… وإستمر الإعتصام ، و ترك سيدنا علي أهل حروراء وشأنهم ونهي أصحابه عن قتالهم إلا إن أحدثوا حدثاً ..

 ولكن ….

 بلغ – سيدنا على- أن الاعتصام تطور من إعتصام سلمي إلى إعتصام دموي حتى أنهم قد مرّ عليهم سيدنا عبد الله إبن الصحابي الجليل خباب بن الأرت، ومعه امرأته، فقالوا: من أنت؟ فأخبرهم، .. فسألوه عن أبي بكر، وعمر، وعثمان، فأثنى عليهم خيراً ثم سألوه عن عليّ قبل التحكيم وبعده… فقال: “هو أعلم باللّه وأشد توقيًا على دينه” فأغضبهم ذلك فذبحوه وبقروا بطن امرأته وكانت حاملًا، ثمّ قتلوا ثلاث نسوة من قبيلة تسمى طيّ.

 غضب الإمام علي وبعث إليهم رسولًا لينظر فيما بلغه عنهم فقتلوه.. فبعث إليهم يقول: “ادفعوا إلينا قتلة إخواننا منكم فنكف عنكم فقالوا: كلّنا قتلهم، وكلّنا مستحل دماءهم ودماءكم!.

 وأرسل إليهم الإمام على بن أبي طالب قيس بن سعد بن عبادة وأبا أيوب الأنصاري… فوعظاهم.. ثمّ جاءهم الإمام على فكفّروه فقال: “كيف أحكم على نفسي بالكفر بعد إيماني وهجرتي”

 ثم انصرف عنهم الإمام على وهو يرى أنه لم يعد هناك مفر من القتال.. فأعلن أن مَن انصرف إلى المدائن أو الكوفة فهو آمن. فاعتزل بعضهم، وبقى منهم بضعة ألاف مصرّين على الإعتصام و القتال وهم يهتفون .. “لا حكم إلاّ للّه، الرواح إلى الجنة”…

فــ أمر سيدنا على أمير المؤمنين بإستعداد الجيش، والتجهز لفض هذا الاعتصام وقتالهم بالقوة، ومن العجيب أن معظم الجنود والقادة في جيش سيدنا علىّ خافوا أن يقاتلوا هؤلاء لما رأوا من شدة عبادتهم، ومن فرط زهدهم، ومن كثرة تلاوتهم لكتاب الله تعالى، وكثرة صلاتهم وقيامهم لليل، حتى صارت ركبهم كثفنات الجمل من الركوع والسجود.

 لكن سيدنا على بن أبي طالب الذي أخبره الرسول الكريم بأوصاف هؤلاء قال لهم: والله ما كذبت ولا كُذّبت، هم الذين أخبرني رسول الله بهم، وكانت الغزوة الشهيرة التي تسمى (النهروان) والتي قضى فيها سيدنا على على الخوارج وقتل منهم العديد في يوم واحد، ولم ينج منهم إلا بضعة نفر.

ولما سئل على بن أبي طالب عن أهل النهروان أمشركون هم؟

قال: “من الشرك فرّوا”

قيل: أمنافقون؟

قال: “إن المنافقين لا يذكرون اللّه إلاّ قليلا..”

قيل: فما هم يا أمير المؤمنين؟

قال: “إخواننا بغوا علينا فقاتلناهم ببغيهم علينا”.

 هكذا تعامل سيدنا على مع فريق متمرد على الدولة.. ففي كل خطوة اتخذها الخوارج كان الرد الطبيعي عليهم هو مقاتلتهم دون هوادة.

 وهى دى القصة بأكثر قدر من الإختصار .. فــ ياترى حد شايف فيها إختلاف كبير عن اللى حصل فى رابعة !!؟؟ … وإلّا علشان الغرض مرض ، يبقى لازم يكون اللى حصل فرصة للنواح والتباكى والهجوم على الأجهزة الأمنية و على الجيش المصرى بإعتباره الجيش الغاصب اللى بيقهر الغلابة الباحثين عن الحرية !!؟؟

 المصادر

  • كتاب “البداية والنهاية” لإبن كثير
  • كتاب تاريخ الطبرى
  • كتاب جمال البنا عن على بن ابى طالب
  • بعض المصادر الأخرة من الإنترنت

***************

 والغريب إن الناس دى وخصوصاً “اللى مش إخوان بس بيحترمهم” زى ما بيقولوا دايما .. مابتسمعش منهم كلام عن حرمة الدماء غير لما يكون القتلى من الفريق بتاعهم ، وكأنها ماتش أهلى وزمالك .. إنما لما يكون المقتول من الجيش أو الشرطة أو الأبرياء من أبناء الشعب المصرى .. تلاقيهم على طول عملوا مش من هنا !!

 والغريب كمان إن المفكرون الإسلاميون بــ يأكدوا إن فكر الخوارج لم ينته بل أخبر رسول الله أنهم سيخرجون على فترات، فعن عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله يقول: يخرج من أمتي قوم يسيئون الأعمال، يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم “.

قال يزيد: لا أعلم إلا قال: ” يحقر أحدكم عمله من عملهم، يقتلون أهل الإسلام” …. إلى أخر الحديث .. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

 وفى النهاية فإن فض رابعة كان ترسيخاً لمبدأ الدولة وإنتصاراً على إرهاب كان يهدد شعبا بأكمله .. والكلام ده مش كلامى .. ده الكلام المسجل صوت وصورة على لسان كل قيادات جماعة الإخوان الــ … مفسدون !

 لمتابعة تعليقاتكم