الحرب بالوكالة .. ولكننا لا نقرأ التاريخ

7 Feb 2015

 الحرب بالوكالة .. ولكننا لا نقرأ التاريخ

————————————–

 الحرب .. أى حرب .. ربما تحتوى وتقوم على مبدأ .. أى مبدأ .. سواء من طرفيها أو على الأقل من جانب أحد أطرافها ، خصوصاً لو كان الهدف هو هدف شريف … لكن الحرب بالوكالة هى أحط انواع الحروب لأنها لا تحتوى حتى على أدنى معانى الشرف .. !!!

 والحرب بالوكالة هي حرب بــ تنشأ لما تكون أطراف الصراع بــ تستخدم أطراف تانية للقتال من غير ما تتدخل هى بشكل مباشر ، وعلشان كدة هى حرب حقيرة ، لأن الطرف أو الدولة اللى بــ تستخدم النوع ده من الحروب ، مش بــ يهمها حجم الخسائر وكمية الضحايا اللى بتسقط سواء من الجبهة المضادة ، أو من الطرف المستخدم فى الحرب واللى بيقوم بدور الوكيل !!! … ولما نتكلم عن الحقارة والإنحطاط هــ نلاقى إن أكثر من برع فى أسلوب الحرب بالوكالة هى الولايات المتحدة الأميريكية ، ومن خلفها الصهيونية العالمية 🙂

 الوضع الحالى فى المنطقة هو التطبيق الفعلى ، و العملى لنظرية الحرب بالوكالة ، و لو رجعنا بالتاريخ شوية صغننييين .. هــ نلاقى إن الحرب الإيرانية العراقية كانت تعتبر من أقذر الحروب بالوكالة ، لأن أميريكا إستخدمت الحرب دى كبداية المخطط لإنهاك وتدمير الجيش العراقى عن طريق تأليب الجانب الإيرانى الحليف  الخفى لأميريكا على العراق ، وفى نفس الوقت كانت بــ تمد العراق بالسلاح والعتاد .. وأهو كله فايدة  .. يعنى تدمير جيش من اقوى جيوش المنطقة وتوريطه فى حرب لمدة 8 سنوات وفى نفس الوقت مصانع السلاح تشتغل وكله على حساب صاحب المحل

 لكن أشهر حرب بالوكالة كانت الحرب الأفغانية الروسية ، وعلشان ما ندخلش فى تفاصيلها الكتير ، فالقصة كلها بإختصار كانت دخول القوات الروسية للأراضى الأفغانية لتدعيم الحومة الموالية بناء على إتفاقية التعاون العسكرى بين البلدين ، ولأن اللى حصل ده معناه زيادة النفوذ الروسى ، وده طبعا ما كانش ممكن يعجب أميريكا ، فــ قامت أميريكا بتدعيم الحركات الثورية الأفغانية ، وتوحيدها تحت قيادة موحدة ، وإستخدمت الدين كــ ستار ولعبت على النواحى الدينية العاطفية زى الجهاد ، والشهادة ، والجنة ، علشان تكون جبهة قوية ضد الروس ، لغاية ما الحرب إنتهت بعد 10 سنوات بإعلان الروس إنسحابهم من أفغانستان ، وده كان نصر لأميريكا ، لكن بكم كبير من الضحايا بين الطرفين .. !!!

 أفغانستان خرجت من الحرب قوية ومتحدة ، وده طبعاً لايمكن يرضى أميريكا لأن الهدف من التوحد كان مواجهة روسيا ، وده طبعاً شئ إنتهى ، وعلشان كدة ، كان لازم يطلع واحد زى قلب الدين حكمتيار زعيم الحزب الإسلامي الأفغاني واللى كل الدراسات والتقارير الإستخباراتية بتقول إنه عميل أميريكى ، علشان يعمل تفتيت للجبة الداخلية الأفغانية ، ويعمل فرقة بين كل الطوائف والجماعات ، وبكدة تسقط أفغانستان فى حرب أهلية كارثية دامية ، توصّل طالبان للحكم فى أفغانستان ، وخصوصاً إن حكمتيار كان الصديق الصدوق لأسامة بن لادن ، .. وماحدش يسأل إزاى وليه =D =D =D .. علشان تبتدى بعدها مرحلة الإعداد لدخول أميريكا لأفغانستان بحجة ضرب الإرهاب 🙂

 وعلى فكرة السيناريو الأفغانى كانت بدأت ملامحه تبان فى مصر بعد وصول الإخوان للحكم ، لأنهم غدروا بكل حلفائهم من الحركات الإسلامية ، وكان بمجرد إحكامهم السيطرة على البلد بعد ضرب وقتل وسحل كل الحركات الليبرالية والأبواق المعارضة وتفكيك الجيش ، كانت هــ تبتدى الصراعات بين كل طوائف التأسلم السياسى طمعاً فى تقسيم الكيكة ، واللى خرجوا فيها من المولد بلا حمص

 نبص بقى على الصورة الأكبر فى المنطقة ، وهــ نلاقى إن اللى بيحصل دلوقتى بالملّى هو حرب بالوكالة …  ..

 فالعراق تخرب وتشتعل فيها حرب أكراد وشيعة وسنة ويقطّعوا فى بعض ، والمستفيد ، اميريكا وإسرائيل

 سوريا تولّع ويحصل فيها صراع مذهبى سنّى شيعى لإسقاط نظام بشّار فــ يشترك فيها الجيش وتحصل إنشقاقات علشان الجيش يتم تدميره لأنه واحد من الحاجات اللى بتهدد أمن إسرائيل وبعدين السنّة كمان تتقسم ، داعش وجبهة النصرة والجيش الحر ، ويبتدوا يقطعوا فى بعض 🙂

 أنصار بيت المقدس والإخوان وكتير من تيارات التأسلم السياسى يوجّهوا سهامهم ضد مصر ، وتبدأ حرب دينية مقدسة من وجهة نظرهم أساسها هى تدمير الجيش المصرى .. لكن عشم إبليس فى الجنة !!!

 إيران وأذنابها من الحوثيين فى الجنوب ، والأطياف الشيعية فى العراق فى الشمال يقوموا بتطويق السعودية لإستخدامهم فى حرب فرض الإرادة وتهديد السعودية ، وكل ده بدعم أميريكى ، وإفتكروا التلويح الأميريكى بإستخدام حق الفيتو لدعم إيران ضد أى قرار بفرض عقوبات عليها 🙂

  وأخيرا داعش اللى بتلعب فى العراق وسوريا وليبيا وتعلن بكل تبجح حربها على مصر .. وطبعاً كلنا عارفين داعش بتعمل إييه وعايزة إييه .. وقواتها المتعددة الجنسيات اللى بتمرح فى أراضى العراق وليبيا وسوريا بــ إسم الخلافة ، .. لأ والمضحك أن يكون خليفة المسلمين المسلمين أبوبكر البغدادى هو شمعون إليوت العميل الإستخباراتى الصهيونى ، لكن المضحك أكثر أن تكون خريطة الدولة الإسلامية عند داعش هى نفس خريطة إسرائيل الكبرى … الحلم الصهيونى اللى عايزين يحققوه ، وللأسف بإيدينا إحنا مش بإيدين حد تانى !!!

 للأسف لسة فيه ناس مش قادرة تشوف الخطر ، ومش عايزة تقتنع باللى حاصل واللى بــ تشوفه كل يوم بــ عينيها .. ، لأنهم لسة مصدقين بكل أسف حلم الديموقراطية الغربية اللى بــ تقوم على الفوضى والسبهللة .. تلك الفوضى الخلاقة اللى إتكلمنا عنها قبل كدة وشرحناها بالتفصيل فى مقالات “أصل الحدوتة فى ثورة مصر المحرسة” ..

 ولو حبينا نشوف مين من بتوع الحرية والديموقراطية دول عنده مشروع أو تصور محدد لشكل الدولة ومستقبلها ، مش هــ نلاقى ، لأنهم إما مجموعة من ناشطى السبوبة ، أو مجموعة من الفشلة اللى ماحيلتهمش غير رمى الطوب والمولوتوف فى الشارع ، والشتيمة والسباب على الفيسبوك !!

 ويسقط يسقط حكم العسكر … ويسقط الجيش المصرى .. الحلم اللى الغرب مش قادر يحققه بشكل مباشر ، فــ بيحاول يحققه بالحرب بالوكالة ، علشان يجنى ثمار خطته ، وهو إيدييه نظيفة ، وهدومه ما إتوسختش !!!!

 ياترى لسة عندنا عقل ، وإلا مستمتعين بــ دور الوكيل المخلص فى الحرب اللى بالوكالة دى ..

 فقط لأننا لا نقرأ التاريخ

 وللحديث بقية

لمتابعة تعليقاتكم