أصل الحدوتة .. فى ثورة مصر المحروسة 1

18 Oct 2014

 أصل الحدوتة .. فى ثورة مصر المحروسة  1

——————————————-

 المقال ده جايز يكون طويل شوية ، لكنه مهم جداً فى تأصيل وتحليل الحكاية من أولها ، وهو وموجه لكل أعضاء الصفحة بلا إستثناء سواءً المعارضين أو حتى المؤيدين لــ 25 يناير ، وجايز المقال يخلّى الجبهتين يختلفوا معايا 🙂 .. لكن أولاً وأخيراً هى دى ضريبة النظرة المحايدة أو الموضوعية للأمور .. 🙂

 لما خرجت علينا “كونداليزا رايز” وزيرة الخارجية الأميريكية فى 2005 و اتكلمت عن الشرق الأوسط الكبير ونظرية الفوضى الخلاقة ، الكلام ده ماكانش من فراغ !! .. ده كان نتاج مخطط محطوط من زمان وجاء أوان تنفيذه ، وخصوصا بعد القضاء على نصف التهديد الموجود فى منطقة الشرق الأوسط و أعنى به دولة العراق والجيش العراقى الى كان إنتهى تقريبا وقتها ..

 ونظرية نشر الفوضى الخلاقة واللى كان الهدف النهائى لها هو القضاء على مصر و الجيش المصرى والتمكن من دول الخليج وبالتالى السيطرة على مصادر الطاقة بكافة انواعها .. وأيضا المياه اللى كانوا بيقولوا عليها إنها الحرب القادمة .. كان كل ده إستناداً لنظرية واحد إسمه جين شارب صاحب نظرية الانقلابات الناعمة 🙂

 وجين شارب (Gene Sharp) هو أستاذ العلوم السياسية في جامعة ماساتشوستس في دارتموث ومرشح للحصول على جائزة نوبل للسلام ..

 يقول جين شارب في كتابه الصادر عام 1973 بعنوان “سياسة الحراك السلمي”، أن السلطة السياسية _اللى هى سلطة الدولة_، و بغض النظر عن طبيعة تنظيمها، .. هي نابعة في المقام الأول من المواطنين فيها .. وهو يرى أن أي قاعدة للسلطة إنما هي قائمة على طاعة المواطنين لأوامر الحاكم أو الساسة، فإن امتنع المواطنون عن الطاعة، ففي هذه الحالة يفقد الحاكم سلطته.

 ولما وضع جين شارب نظريته دى ، كان حاطط أمام عينيه إن إسقاط الدول و تدمير الشعوب مش ممكن يتم إلّا بواسطة الشباب … الشبااااااااااااااب .. (واخدين بالنا) ، .. لأنه كان مدرك تماماً أن الانفعال والاندفاع هما أساس كل هزيمة منكرة، 🙂 .. لكنها طبعاً بالنسبة له هى مكسب كبير، أيا كانت النتائج، ..

 و بتطبيق نظريته دى ، هــ يحصل حاجة من إتنين:

– إما أنه يترتب عليه هدم الدول عن طريق إسقاط مؤسساتها ومقومات قيامها وتماسكها.

– أو إنه يترتب عليه هدم الشباب، واللى هم فى الحقيقة ، عماد قيام أى دولة وقوتها الضاربة الأساسية.

وفى الحالتين تخسر الأوطان، ويربح أعداؤها.

 اللينك ده ملخص موجود على شبكة الإنترنت وهو تلخيص حقير لفكر جين شارب فى كيفية تفعيل الإنتفاضات وإسقاط مؤسسات الدولة .. وطبعا فأر التجارب كانت مصر

 ومن الثابت أيضا بالمعلومات الموثقة التى لم يجرؤ أحد على نفيها لغاية دلوقتى .. أنه فى عام 2005 بدأ البرنامج الأمريكى للديمقراطية نشاطه ، وبدأ التنسيق بين جماعة الإخوان والأمريكان، والاعتراف بهم ككيان موجود فى بروكسيل تحت ما سمى بـ”مجموعة إدارة الأزمات الدولية ” .. وكان أحد أعضاء هذا الكيان للأسف الدكتور محمد البرادعى.

 والمجموعة دى أصدرت تقريراً فى عام 2005 فيه العديد من التوصيات للحكومة المصرية كان أهمها طبعاً ، ضرورة إلزام الحكومة المصرية بالاعتراف بالإخوان المسلمين ككيان شرعى، و ضرورة تغيير القوانين الخاصة بالأحزاب السياسية وإدخال جماعة الإخوان المسلمين فى هذا الكيان !!!

 يعنى تمهيد تام للى كان هيحصل فى يناير 2011 .. كجزء من عملية تقسيم المنطقة .. و واضعين فى إعتبارنا تقارير المخابرات الأميريكية اللى إتقدمت فى أكتوبر 2010 للرئيس أوباما واللى كانت بتقول إن الموقف فى مصر مشتعل وعلى شفا الإنفجار .. لكن إزاى وإمتى ماحدش يعرف !!!!

 ولما ييجى حد يتسائل .. طب لييه الجهات الأمنية تسترت على كل المعلومات دى وما أخدتش أى موقف ضدها … هــ نلاقى الإجابة ببساطة فى نقطتين:

  •  – الأولى .. أفكر حضراتكم بــ كلام عمر سليمان عن إن الحرب قادمة لا محالة وإن كل ما تفعله الأجهزة الأمنية المصرية إنها بتحاول تأخّر المواجهة على قد ما تقدر !!
  •  – النقطة الثانية .. إن القضايا الجنائية تختلف عن السياسية وخصوصا اللى لها علاقة بدول خارجية وخاصة لو كانت دول كبرى ، لأن أى تصرف فيها لازم يكون بناء على قرار سياسى طبقا للعلاقة بين البلدين مبنية على دراسة مستفيضة للموقف من تقارير الأمن القومى.

 وأخيرا ..

وبغض النظر عن إختلافنا أو إتفاقنا حول 25 يناير 2011 واللى أنا شايف إنها كانت ثورة شعبية عارمة نزل فيها ناس كتير تشعر بالظلم ، أملاّ فى التغيير للأفضل ومحاربة فساد كنا كلنا شايفينه قائم فعلياً ، ومستشرى فى أركان الدولة ، ده غير الإحساس إن البلد بتتسرق لحساب مجموعة معينة من الأشخاص ، .. لكن ده مايمنعش إنها كانت ثورة على خلفية مؤامرة كبرى ، تم الإعداد لها بتعاون وعمالة بعض الخونة فى الداخل مع قوى عظمى دولية وقوى إقليمية … لتعزيز الإحساس ده وتقويته ، وتزكية ناره ، علشان فى الأخر يتحول الوضع فى مصر إلى ما هو أسوء مما حدث .. لولا فضل ربنا علينا وعلى مصر ، و وقوفنا وراء جيشنا .. لأن الهدف ما كانش إسقاط نظام كان لازم يسقط  … لكن الهدف كان إسقاط مصر بكلها وكليلها زى ما بيقولوا ..

 إختلف أو إتفق معى كما تشاء ..

أرفض 25 يناير أو أيّدها كما تشاء ..

لكن حاول تكون موضوعى وخلّيك دايما مع مصر ..

 

وللحديث بقية …

لمتابعة تعليقاتكم