وسائل التجنيد الخمسة .. وحمار رغم أنفه

24 Sep 2016

 وسائل التجنيد الخمسة .. وحمار رغم أنفه

—————————————–

 من بداية نشأة صفحة كلام فى الصميم وإحنا مركزين على هدف مهم جداً وهو توعية الناس والمجتمع بشكل عام واللى كان وقتها بيعانى من حالة إستقطاب شديدة جداً وخصوصاً فى المجتمع الفيسبوكى ،.. وكان كل همنا وقتها ومازلنا ، إننا نعمل فض إشتباك وتوضيح لكثير من الأمور اللى ممكن تكون غايبة عن العقول .. وكان من أهم الأشياء اللى كنا بنحذر منها دايما ، هى فكرة إن الشخص ممكن يكون بــ يتم إستغلاله من أفراد أو جهات معينة وهو مش واخد باله … !!!

 وبمناسبة الحديث الخايب عن تظاهرات 11/11 واللى ناس كتيرة قلقانين منها ، نحب بس نطمئن الجميع ونقول لكم ، إفتكروا إزاى كنتم بتبقوا قلقانين مع كل 25 يناير .. وإزاى كنتم قلقانين من 28 نوفمبر 2014 اللى سموها الثورة الإسلامية الكبرى واللى مانزلش فيها غير 15 واحد بطول مصر وعرضها .. وإزاى كنتم قلقانين أيام الإنتخابات والتصويت على الدستور .. وإحنا فى كل مرة كنا بنطمنكم ونقول لكم ماتقلقوش .. لأن أولا ربنا اللى فوق اى حد مش ممكن هــ يتخلى عن البلد دى .. وثانياً .. فيه ناس بتسهر على حماية أمن وسلامة بلدنا ، ومش هــ يسمحوا إنها تقع مهما حصل ..

 الحديث عن تظاهرات 11/11 وإستخدام مصطلح ثورة الجياع ماهو إلا نوع من الهراء الفكرى ، ومحاولة إشاعة الفوضى ، وإيصال رسالة للعالم إن مصر مش مستقرة .. وللأسف بيسقط فى الفخ ده ناس بتنحصر كل مشكلتها فى فكر مغلوط ، أو توجه سياسى يتم إستغلاله لخدمة أهداف معينة من غير ما صاحب التوجه ده يكون فاهم كدة .. وإحنا النهاردة هــ نحاول نلخص اللى إحنا قولناه فى مقالات كتيرة وعلى مدى السنوات الماضية فى نقاط محدد علشان بس نوضح الصورة فقط للى عايز يفهم ويستوعب 🙂

 خلونا بس نؤكد إن كلاسيكيات علم التجنيد على مستوى العالم بيقول إنه فيه 5 وسائل للتجنيد .. و إنه مافيش منظمة تجسس أو أى جهاز مخابرات فى العالم ممكن يخرج عن وسيلة من الوسائل دى فى علم التجنيد وهى (المال ، الجنس ، المبدأ ، الرفض ، الخطأ) … وطبعاً كلنا فاهمين إزاى بــ يتم إستغلال المال أوالجنس أوالخطأ فى تجنيد شخص معين .. والكلام ده تم عرضه فى العديد من المسلسلات والأفلام الأجنبية والمصرية .. لكن بمناسبة الإعلان عن تظاهرات 11/11 ، فإحنا هــ نركز على وسيلتين منهم فقط اللى هم (المبدأ والرفض) .. وهم دوول اللى ركزنا عليهم زمان .. علشان بس تعرفوا إن الواقعين ضحية للوسيلتين دوول ، مستمرين فى تسليم عقولهم وقناعاتهم للى بيلعب بيهم ، والمشكلة إنهم ماعندهمش أى تجديد غير مجرد شعارات وكلام حنجورى ، وناهينا طبعا عن البذاءات والشتائم !

  • أولا .. “المبدأ” …

المبدأ هو أخطر دافع لتجنيد شخص ضد مصلحة وطنه … لإن فى الحالة دى بيكون الشخص مستعد للتضحية بحياته نفسها فى سبيل الخصم اللى بــ يقنعه إن اللى هو بيعمله ده فى سبيل مبدئه أو عقيدته .. وبــ يتوقف نجاح جهاز المخابرات أو التنظيم المعادى للدولة على براعته فى إستغلال إرتباط الشخص المراد تجنيده بمبدئه ، علشان يوصّلوه فى النهاية للتطرف لدرجة تصل إلى حد القتل أو التضحية بحاته هو نفسه من منظور عقائدى بحت !!! … وأعتقد إننا شوفنا ده بعنينا فى مصر فى صورة هجمات إرهابية وسيارات مفخخة وعمليات إنتحارية .. ومش فى مصر بس .. لكن فى تونس وليبيا والعراق والسعودية وحتى فى فرنسا وغيرها من الدول الأوربية .. والمصيبة بقى إن كل واحد من دوول بيكون فاكر نفسه سفير السماء والمبعوث الإلهى لحماية العقيدة وإقامة العدل والشريعة … وطبعاً بــ يكون معتقد إنه كدة كدة داخل الجنة 🙂 .. من غير ما يكون فاهم إنه ضحية مخطط كبير لإضعاف الإقتصاد وإشاعة الفوضى وإثارة البلبلة فى دولته !

  • ثانيا .. وهو الأهم .. “الرفض” …

والرفض يعتبر أحد الوسائل الفعالة فى التجنيد لإنه فى الحالة دى بــ يتم رصد الأشخاص الرافضين لنظام وحكومات مجتمعاتهم .. أو الغاضبين من الظروف المحيطة بهم نتيجة خلاف سياسى أو عقائدى .. أو مثلا ناقمين على اللى خسروه فى عهد سابق ، فــ يتم تجنيدهم ضد دولتهم وإستغلال غضبهم ونقمتهم كطاقة سلبية لهدم المجتمع أو الوطن اللى بيعيشوا فيه .. وللأسف ده بيكون من أخطر الدوافع اللى بــ تخلى الشخص ممكن يلجأ لتدمير هذا الوطن بدافع الإنتقام !!! .. وهو ده اللى بيحصل فى مصر برضوا .. ويمكن إحنا كنا نشرنا  فيديو لنموذج من النماذج دى لشاب فى مداخلة على قتاة الجزيرة وهو بــ يتمنى إن إسرائيل تحتل مصر ، علشان بس يقضى على الجيش المصرى !!

 والمصيبة إنه مقتنع بالفكر ده تماماً من منطلق أخلاقى و ….. و دينى … لكن المصيبة الأكبر إنه أصبح فيه نوعية تم مسخهم ومسخ عقولهم برغم عدم إنتمائهم لأى تيار دينى ، لكن كل مشكلتهم إنهم رافضين النظام الحالى .. وبيعملوا بكل جهد وجهل على إسقاطه .. و ده اللى كلنا بنشوفه على شكل شماتة مع أى حدث سيئ يحصل فى مصر ، ونشر السلبيات .. وتداول الشائعات على إنها حقائق .. والمشكلة إنك لما تيجى تتناقش مع النوعية ده ، تكتشف إنهم مقتنعين إنهم بيعملوا كدة علشان بيحبوا مصر … وهى دى المشكلة بجد ، لأنهم بيكونوا تحولوا فى المرحلة دى لما يطلق عليه فى علوم المخابرات “حمار رغم أنفه”  ……. !!!!!!!

 وزى ما قولنا إن الشخص الواقع تحد تأثير الوسيلتين دوول (المبدأ والرفض) .. ده بــ يكون مخدر نفسياً بالكامل لأنه بــ يبقى واقع تحت تصور إن كل اللى بيعمله من هدم وحرق وتكسير ونشر شائعات ومحاولة إفشال النظام وضرب السياحة وتعطيل المصالح وتخريب البنية الأساسية كل ده من وجهة نظره بيكون مقاومة شرعية ، كأنه بــ يقاوم سلطة إحتلال !! … والمشكلة الأكبر فى إن  كل محاولات الإقناع والتنبيه والمناقشة بالحجة والمنطق ، من المستحيل إنها تحقق أى نتيجة ، لأن الشخص ده بــ يكون واقع تحت سيطرة فكرية تامة وغير قابلة للتعديل بمحتواها ، وخصوصاً لو أن هذه السيطرة الفكرية إمتدت لفترة طويلة .. وده بــ يخليه مش قادر يشوف الحقيقة بالإضافة لإنه كمان بيكون رافض فكرة إنه على خطأ !!

 ياترى شعورك إييه لما يكون فيه ناس مش شايفينك غير “حمار رغم أنفه” ؟؟

ياترى إحساسك إييه وإنت مجرد أداة فى إيد ناس تانية بتستخدمك لتدمير بلدك وإنت مقتنع فى قرارة نفسك إنك بتعمل كدة علشان مصلحة بلدك !!؟؟ … طب إحنا ممكن نتفهم إنه يكون فيه ناس بتتحرك من خلال الإنتماء لجماعة دينية عقائدية بعد غسل دماغهم فكرياً على مدار سنوات طويلة …. وممكن كمان نتفهم إنه يكون فيه حد بيلعب تحت مظلة ما يسمى بمنظمات المجتمع المدني اللى بــ تتلقى تمويلات من جهات خارجية .. وهو بيكون دوره تجهيز فعاليات وإحداث صدامات بناء على توجيهات بــ يتلقاها من أشخاص مصرية صميمة تتمتع بالمصداقية الشديدة بالنسبة له .. لكنه مايعرفش حاجة عن تفاصيل التمويل ولا مين بــ يحط الخطوات الإسترشادية والخطط المرحلية وبمجرد ما حد يصفر له بالصفارة ، فــ يشتغل ويؤدى دوره اللى هو مقتنع إنه بيعمله علشان وطنه !

 لكن اللى مش قادر أهضمه أو أفهمه هى العناصر الغير مسيسة أو منتمية إلى أى تنظيمات أو جماعات ، واللى بيبقى كل اللى جواهم واللى بيحركهم هى فكرة الإستمتاع بالحالة الثورية اللى عايزين يفضلوا عايشين فيها طول الوقت وبيبقى عندهم قناعة شديدة أنهم على حق .. وبيستقوا كلامهم وتوجهاتهم من الفكر اليسارى المغلوط بتاع الهدم والبناء على الأطلال.. و ده اللى بيخليهم للأسف بــ يفقدوا كل منطقية فى التفكير .. ومايشوفوش الحقائق مهما كانت واضحة .. وكل ده لييه !؟؟ .. علشان بس يشبعوا إحساسهم الداخلى بأنهم ثوار بــ يثورون للحق ومن أجل الحق .. مع إنهم لو وجهوا طاقتهم دى لخدمة البلد بصورة إيجابية بدل فكرة الهدم ، أو حتى وجهوها لعمل سياسى مقنن فى إطار حزبى ، ممكن يغيروا فى بلدهم كتير أوى .. وأكثر بكتير من اللى ممكن يغيروه بالحالة الثورية والشتيمة وقلة الأدب !!

 وفى النهاية كل اللى إحنا عايزين نقوله .. إن مصر بخير .. وفى إيدين أمينة .. وماحدش هــ يسمح أبداً إنها تتهد … وبالنسبة لبتوع تظاهرات 11/11 دوول .. فــ بجد صعبانين علينا .. لأنهم اصبحوا مجموعة من البؤساء المثيرين للشفقة .. ، مابين أيقونات فقدت التاثير على أرض الواقع وأصبحوا مشردين فى بلاد كتيرة بيتنعموا بالفلوس اللى قبضوها ، أو حتى لسة بيقبضوها .. وبين أتباع فى الداخل أصبح مافيش فى إيديهم حاجة يعملوها غير النهيق ورا أيقوناتهم على الفيسبوك وبس ، وعايشين فى اوهامهم الثورية بدون أدنى تأثير فى الشارع

 وخليكم فاهمين إن كل يوم بيعدى على مصر وهى مستقرة ، ده بيقلل من دخل أيقونات الثورة اللى عايشين فى الخارج ، لأنهم كدة مش بيعملوا بلقمتهم .. وعلشان كدة لازم يراعوا لقمة عيشهم علشان السبوبة ماتتقطعش … أما بالنسبة للمضحوك عليهم هنا فى مصر .. فــ لا عزاء لمن إرتضوا أن يكونوا ثوّار رغم أنوفهم (و ده التوصيف المهذب للناس دى) =D

لمتابعة تعليقاتكم