قراءة متعمقة فى أصل مخطط التقسيم وصولا لــ 2011 جزء1

16 Jan 2016

قراءة متعمقة فى أصل مخطط التقسيم وصولا لــ 2011

المخطط من زمان –  الجزء الأول

————————————————————–

خلونا نرجع لبداية فكرة المخطط علشان نفهم الحدوتة من أولها .. بس معلش إستحملونا لأننا هــ نرجع كتير أوى .. علشان بس نعرف إن المخطط مش وليد اللحظة .. لكن وليد سنوات طويلة ،.. و دايما كانت مصر هى رأس السهم فيها فى كل الأحداث .. أو بالمعنى الأصح مصر هى الجائزة الكبرى !! 🙂 

خلينا نرجع لحرب 73 والإنتصار الساحق والمفاجئ والمذهل ، واللى أثبت فيها الجيش المصرى إنه بــ أبسط الإمكانيات ممكن يتحول لقوة لا تقهر .. ومش كدة وبس لكن كان التعاون والتكامل بين مصر وسوريا ، والتحرك المتناغم لدعم الجبهة العسكرية عن طريق الخليج اللى دعم مصر مادياً ، وتم إستخدام سلاح البترول لأول مرة فى التاريخ مش من الدول العربية الخليجية بس ، ولكن حتى من نظام الشاه فى إيران .. و ده طبعا بالإضافة للمشاركة العسكرية حتى ولو كانت بعضها رمزية ، سواء على الجبهة المصرية أو السورية .. زى العراق والجزائر وليبيا والأردن والسعودية والسودان والكويت وتونس ..

ويمكن هو ده كان سر الغضب العربى لما السادات قبل بوقف إطلاق النار ، وإستمر الوضع فى شد وجذب وعملية فض إشتباك بين مصر وإسرائيل والغرب ، لحد ما طلع السادات فى عام 1977 وأعلن إنه مستعد للذهاب إلى إسرائيل واللى إنتهى فى الأخر بإتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل !

الفترة اللى أعقبت الحرب .. يعنى نقدر نقول كدة بدايةً من سنة 1975 كانت مرحلة إفاقة أميريكا وإسرائيل والغرب من الصدمة الكبيرة اللى اخدوها فى أكتوبر 73 وكان لازم يتم التخطيط والتجهيز لشيئين مهمين جداً … الشئ الأول إن اللى حصل ده مايتكررش تانى … والشئ الثانى والأهم والأخطر ، إن المنطقة دى بالكامل لازم يتم السيطرة عليها بهدم جيوشها وإستنزاف خيراتها و ثرواتها بالكامل لصالح الغرب بأى شكلٍ كان ، ولصالح قيام إسرائيل الكبرى مستقبلاً بالدرجة الأولى على حساب دول المنطقة !! .. وهنا بدأت تظهر فكرة ترويض الأنظمة ، وإسقاط الدول الغنية بمصادر الطاقة !!

فى الوقت ده كانت الأنظمة فى المنطقة على قدر لابأس به القوة سواء فى مصر أو إيران أو العراق أو سوريا .. وفى الفترة دى ، بدأ نجم صدام حسين يلمع كنائب للرئيس العراقى ، وخصوصاً فى الصراع بين العراق وإيران على شط العرب ، واللى كان شاه إيران فيه بيدعم بشدة أكراد العراق ، وكانت العراق بتحمى الخومينى .. وإنتهى الصراع ده بتوقيع إتفاقية الجزائر سنة 1975 م

أجرى صدام حسين بصفته نائباً للرئيس أحمد حسن البكر إصلاحات واسعة النطاق وأقام أجهزة أمنية صارمة واللى أثارت قلق كبير في الغرب .. وخصوصاً إنه فى أوج الحرب الباردة ، عمل معاهدة تعاون وصداقة مع الإتحاد السوفييتي مدتها 15 سنة ، وكمان أمم شركة النفط الوطنية التي تأسست في ظل الإدارة البريطانية والتي كانت بــ تصدر النفط للغرب بأسعار رخيصة ، وإستخدم ده كله فى عمل تطوير فى قطاعات الصناعة والتعليم والعناية الصحية مما رفع المستوى المعيشي في العراق إلى أعلى مستوى مش في العالم العربى بس ولكن فى العالم كله .. وقدر فى النهاية  أنه يحتكر السلطة فعلياً في العراق تمهيداً للاستيلاء عليها نهائياً في يوليو عام 1979 م .. وطبعا الكلام ده ماكانش ممكن يرضى الغرب لأن بيتعارض مع أمن إسرائيل فى المقام الأول ، ومع المخطط اللى بيتم بلورته لهدم المنطقة. 🙂

 ولأن الغرب بيؤمن بالمخططات طويلة الأمد .. فــ كان لازم يتم التعجيل بمخطط تدمير الشرق الأوسط والإستيلاء على خيراته .. إستناداً لأفكار جين شارب الأميريكى من أصل يهودى ، و أستاذ العلوم السياسية في جامعة ماساتشوستس وصاحب نظرية الحراك السلمي واللى نشرها فى كتابه سنة 1973 .. واللى إتكلمنا عنها فى مقالاتنا عن ثورة يناير تحت عنوان “أصل الحدوتة فى ثورة مصر المحروسة” ، و اللى هــ نعيد نشرها بإذن الله قبل ذكرى يناير المقبلة !!

 المهم إن الموقف كان لازم له ضربة البداية .. وضربة البداية كانت من إيران .. من الثورة الإيرانية … وهى الثورة اللى حركتها المخابرات الغربية ، و اللى تعتبر فريدة من نوعها ، باعتبارها كانت مفاجأة على مسرح الأحداث الدولية، و ده من حيث السرعة اللي حصل بها التغيير العميق فى كينونة الدولة ، وكمان ظهور الدور القيادي للدين لأول مرة على مسرح الأحداث فى الشرق الأوسط ، و نشوء جمهورية إسلامية بقيادة عالم دين منفي يبلغ من العمر ثمانين عاماً ، مدعوماً بمظاهرات شعبية … والقارئ والمتابع للثورة الإيرانية هــ يلاقيها كانت بــ تنقسم إلى مرحلتين .. المرحلة الأولى دامت تقريبا من منتصف 1977 إلى منتصف 1979، وشهدت تحالف ما بين الليبراليين واليساريين والجماعات الدينية لإسقاط الشاه بدعم وإيعاز من المخابرات الغربية .. يعنى نفس اللى حصل فى مصر واللى تم الإعداد له بنفس الطريقة من 2008 ووصولا لسنة 2011 ….. أما المرحلة الثانية فهى كانت مايسمى “الثورة الخومينية” ، واللى شهدت بروز آية الله الخوميني وتعزيز السلطة والقمع وتطهير زعماء الجماعات المعارضة للسلطة الدينية .. واللى كان هيحصل فى مصر بالملّى ، واللى كانت ملامحه بدأت تظهر فعلا فى أواخر عهد الإخوان !

 الصورة بشكل عام كانت إنقلاب إرهابي مسلح مخطط له و مدعوم من الغرب .. بمعنى إنه كان إنقلاب على شاه إيران و الدولة الإيرانية بهدف الإستيلاء على الحكم بمساعدة أميريكا و فرنسا وإنجلترا وإسرائيل .. و المثير للسخرية إن اللى حصل كان مدعوم رسمياً من الولايات المتحدة اللي كانت بتهدد الشاه علناً و تأمره بالتنحي  .. زى بالضبط ما حصل فى مصر لما أوباما كان بينفذ أوامر التنظيم الماسونى وقال Now means Now

🙂 ..

للرئيس مبارك

ومش كدة وبس .. لكن بدأت كمان الولايات المتحدة فى إستخدام آلتها الصحفية و الإعلامية لتقديم عصابات الإرهاب الخومينية للعالم على أنهم أهل الصلاح و الإيمان و الديموقراطية و العدل .. بالضبط زى ماعملوا مع عصابات المتأسلمين فى مصر .. والفارق الوحيد بين مخططهم فى إيران 77 – 79 و مصر 2011 هو أنهم فى إيران إختصروا الموضوع و قدموا المتأسلمين و معهم اليساريين الإشتراكيين و الشيوعيين في أول مرحلة للثورة .. لكن فى مصر قدموا (((الشباب التاهر النكى البرئ))) =D =D فى ظاهر المشهد .. وبعدين ظهر فى الخلفية رؤوس الأفعي من الإخوان و السلفيين .. وعلشان كدة تلاقى المغيّبين بيقولوا دايما إن الثورة إتركبت ، من غير ما يحاول يعترفوا إنهم كانو مركوبين من الأول !

وهنا يبدأ يظهر فى الصورة برنارد لويس” المستشرق الأمريكي الجنسية، البريطاني الأصل، اليهودي الديانة، الصهيوني الانتماء اللى وصل إلي واشنطن علشان يكون مستشاراً لوزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط .. وهناك أسس فكرة تفكيك البلاد العربية والإسلامية، عن طريق دفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين وطوائف الشيعة و التأسلم السياسى بالكامل علشان يحاربوا بعض .. وبكدة تسقط المنطقة كلها فى فخ التناحر والتفكك عن طريق عملاء من داخل دول المنطقة نفسهم.

لكن علشان تربطوا بين اللى حصل فى إيران واللى حصل فى مصر ، لازم  تكونوا على علم و قناعة ، بإن الشئ اللى بيجمع رؤوس الثورة الدينية فى إيران ، وطوائف الإسلام السياسى المتشدد فى كل دول المنطقة ومعاهم التيار اليساري الملحد هو تنفيذ مخططات تخريب وإسقاط بلاد المنطقة .. وفى الوقت اللى كانت الولايات المتحدة بتمثيل دور العداء لإيران ، بعد ما دعمت الملالى فى الوصول للحكم ، كان عملاءها الإسرائيليون بــ يقوموا بالسطو على الثروات الطبيعية الإيرانية عن طريق إقناع إيران بانهم وكلاء تجارة البترول العالمية ، .. وبكدة يقدروا ينقلوا بترول إيران لتل أبيب بأبخس الأسعار .. .. وفى الوقت اللى كان الخوميني بــ يصرخ في كل مكان أن أميركا هي الشيطان الأعظم اللى بــ يعاديه و يفرض عليه عقوبات إقتصادية ، كان مارسيل ديفيد رايش صاحب شركة جلينكور بيعقد الإتفاقات مع الخوميني و عصابته علشان يسطوا على بترول إيران و ينقلوه إلي إسرائيل على مدار سنوات طويلة … و ده ماكانش وجه التعاون الوحيد بين الملالى وتل أبيب .. لكن التعاون الأكبر كان فى صفقات السلاح ، واللى تم إستخدامها فى إشعال الحرب مع العراق ..

وطبعاً إشعال الحرب مع العراق كان هدفها الأول هو توريط الجيش الوطنى الإيرانى وإستنزافه فى حرب طويلة الأمد .. ولو تفتكروا إن هو ده بالضبط نفس السيناريو (Copy & past) اللى كان برضوا هــ يحصل فى مصر لما قام مرسى العياط بإعلان قطع العلاقات رسمياً مع سوريا ، وعمل مؤتمر دعم سوريا .. تمهيداً لمرحلة نزاع ثم حرب فيما أسماه بالجهاد فى سوريا ، .. وطلب فعلاً فى يونيو 2013 من الجيش التجهيز لبدأ عمليات عسكرية فى سوريا علشان يورط الجيش المصرى في حرب تنهك قواه و تكسره و تستنفذ موارده ، وهو ما رفضه الجيش المصرى تماماً … أما بقى الهدف الثانى فكان بدأ إستنزاف العراق وجيشها فى حرب طويلة الأمد يتم إشعالها من الطرفين الإيرانى والعراقى ، كجزء من مخطط الإلهاء والإنهاك .. و …….

وللحديث بقية

 لمتابعة تعليقاتكم