قراءة متعمقة فى أصل مخطط التقسيم وصولا لــ 2011 جزء2

18 Jan 2016

 قراءة متعمقة فى أصل مخطط التقسيم وصولا لــ 2011

المخطط من زمان –  الجزء الثاني

————————————————————–

برنارد لويس مستشرق بريطاني الأصل، يهودي الديانة، صهيوني الانتماء، أمريكي الجنسية ، إتولد سنة 1916 ، وواصل دراسته إلى أن تخرج من جامعة لندن، وتنقل بين الوظائف ثم سافر لأميريكا وطوّر روابطه الوثيقة بالمعسكر السياسي للمحافظين الجدد في الولايات المتحدة منذ سبعينات القرن الماضي، لدرجة إنه وصل به الأمر إنه أصبح مستشاراً لإدارتي بوش الأب والابن. وكمان شارك في وضع إستراتيجية الغزو الأمريكي للعراق.

وضع “برنارد لويس” مشروعه بتفكيك الوحدة الدستورية لجميع الدول العربية والإسلامية، وتفتيت كل منها إلي مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية .. وكان هدف برنارد لويس الاستراتيجي فى مشروع تفتيت المنطقة ، هو قبول “إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط كدولة معترف بها من جيرانها العرب أولا ، وكقوة عسكرية وإقتصادية ثانيا ، بحيث تكون إسرائيل هى صاحبة القوة العسكرية والاقتصادية الأولى فى المنطقة .. وكانت الدول اللى داخلة فى مشروع برنارد لويس هى السودان وليبيا والجزائر والمغرب والعراق وسوريا والأردن وفلسطين ومصر .. بمعنى إن كل الدول دى يتم تفتيتها بالكامل فى المتوسط لــ 3 دول .. ويتم إبتلاع فلسطين والأردن بالكامل لصالح إسرائيل ، وتهجير أهلهم بالكامل … وكان مبرر برنارد لويس لمشروع التفكيكى هو ” إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات، وتقوض المجتمعات، ولذلك فإن الحل السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم”

إلتقطت القوى الكبرى في الغرب وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل بكل أجهزتهم الأمنية والاستخباراتية ، الفكرة الجهنمية اللى وضعها برنارد لويس دى علشان تستخدمها لاختراق دول المنطقة ، والتركيز بالذات على مثلث القوة العربي العراق وسوريا ومصر ،.. و فى الوقت ده سنة 1979 كان صدام حسين وصل لرأس السلطة فى العراق ، وجلس الخومينى متربعاً على عرش الثورة  الإيرانية .. وزى ما ذكرنا فى المقال الأول ، إنه كان لازم يتم إنهاك الجيش الإيرانى وتفتيته بالتواطؤ مع الملالى زى ما كان هــ يحصل فى مصر بالضبط ،.. وفى نفس الوقت جر رجل العراق للدخول فى حرب إستنزاف طويلة الأمد .. وبدأت تتأزم العلاقات السياسية بين العراق وإيران بسبب شط العرب .. و في 4 سبتمبر 1980 قامت إيران بقصف البلدات الحدودية العراقية لإشعال فتيل الحرب ، فقام الرئيس العراقي صدام حسين بالغاء اتفاقية عام 1975 و اعتبار مياه شط العرب كاملة جزءاً من المياه الإقليمية العراقية، وفي 22 سبتمبر 1980 هاجم العراق أهدافاً في العمق الإيراني ، وردت إيران بقصف أهداف عسكرية واقتصادية عراقية .. وإشتعلت الحرب

بعد نشوب الحرب العراقية الإيرانية ، خرج تصريح غريب جداً من بريجينسكى مستشار الأمن القومي في عهد جيمي كارتر ، انه من الضروري تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم على هامش حرب الخليج الأولى تستطيع أمريكا من خلالها تصحيح حدود سايكس – بيكو .. وكان ده معناه إن إشعال حرب العراق الأولى كان بتخطيط من الولايات المتحدة الأميريكية ، ومش ممكن يتم تفسير التصريح ده فى التوقيت ده بأى شئ غير كدة .. وخصوصاً إنه بعد إطلاق التصريح ده وبتكليف من وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” بدأ برنارد  لويس فى وضع تصور كامل لمشروع التفتيت واللى اعتمدته الولايات المتحدة كأساس لسياستها المستقبلية فى المنطقة … وفي عام 1983 وافق الكونجرس الأمريكي بالإجماع في جلسة سرية على مشروع برنارد لويس ، وتم إدراج المشروع في ملفات السياسة الأمريكية الإستراتيجية على إعتبار إن التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة لا يكفي وحده من أجل تحقيق الرؤية الأمريكية المستقبلية للشرق الأوسط ..

ولاحظوا إن القوات العراقية كانت بــ تتفوق من حيث الكم والكيف على الحرس الثوري الإيراني اللى سيطر بعد الثورة الإسلامية على الجيش الإيراني ، وبالتالى كان لازم يكون فيه شئ يتدخل علشان يعدل كفة الميزان ، وعلشان كدة خلّونا نقول بعض الحقائق وهى إن إسرائيل مثلاً ، باعت أسلحة لإيران بقيمة 500 مليون دولار مابين الأعوام 1980-1983 ، زى ما ذكر معهد يافا للدراسات الإستراتيجية بتل أبيب .. ومش كدة وبس لكن الأسلحة كان بيتم نقلها عن طريق أميريكا بالإضافة لكمّ الأسلحة الأميريكية الضخمة اللى كانت أميريكا بتموّل بها إيران برغم العداوة الظاهرة بين الدولتين ، والشيطان الأكبر وكدزة 🙂 .. وهو ما تم كشفه وقتها وعُرف بإسم “إيران جيت” .. يعنى أفلام عربى .. أم الأجنبى =D =D 

وخليكم فاكرين إن إسرائيل قامت بضرب المفاعل النووي العراقي فى يونيو سنة 1981 .. يعنى بعد أقل من سنة من نشوب الحرب العراقية الإيرانية فيما يعرف بالعملية أوبرا أو العملية بابل .. كمساعدة مباشرة لإيران وفى نفس الوقت ضرب التقدم النووى العراقى ، وأظن دى حادثة العالم كله يعرفها .. وطبعا ناهينا عن قيام إسرائيل بمد إيران بالمدربيين العسكريين لرفع كفاءة رجال الحرس الثوري الإيرانى سواء فى مواجهة الإضطرابات الداخلية ، أو فى مواجهة الجيش العراقى واللى كانت بتدعمه كل دول الخليج تقريباً

إستمرت الحرب العراقية الإيرانية 8 سنوات لحد ما توقفت فى أغسطس 1988 ، بعد ما نتج عنها بكل اسف ، حوالى مليون قتيل ، وخسائر مالية بلغت 400 مليار دولار أمريكي فى أقل التقديرات ، .. ومع نهاية الحرب نلاقى نفسنا بنرجع مرة تانية لتصريح بريجينسكى فى سنة 1980 اللى قال فيه إنه من الضروري تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم على هامش حرب الخليج الأولى تستطيع أمريكا من خلالها تصحيح حدود “سايكس بيكو” .. علشان يبدأ التفعيل الأكيد للمخطط الغربى لإختراق المنطقة واللى حصل بعد سنتين من نهاية الحرب العراقية الإيرانية ..

 وكان إجتياح العراق لدولة الكويت هو بداية الخراب والتدخل السافر فى المنطقة ، .. و ….

وللحديث بقية …

لمتابعة تعليقاتكم