دعوات التدمير في 28 نوفمبر

25 Nov 2014

ما بين دعوات التدمير في 28 نوفمبر و إستدعاء مصطلح الشرطه بلطجية

———————————————————————–

“سيدي القاضي كلنا فاسدون و لا استثني أحداً …..”

جملة قالها الفنان احمد زكي في فيلم ضد الحكومه تلخص حالة الانفصام الفكري للنخبه المصرية و تفوقنا من حالة الالتباس الفكري و تلقي الضوء على إستهداف الوعي المجتمعي الوطني.

فــ مصطلح الشرطة بلطجية و تطهير الشرطة  …. هي مصطلحات تم إدراجها و حشرها في الوعي الشعبي المصري عن عمد و بــ خبث و بسوء نية ، لاستهداف مؤسسات الدولة ، .. لكن الهدف الاكبر كان هو إستهداف المؤسسة الامنية حتي يسهل لهم هدم باقي مؤسسات الدولة .. وأظن تجربة الــ 3 سنين اللى فاتوا أظهرت للجميع الهدف ده بكل وضوح !!

بدايةً أنا عارف ان المقال ده هــ يزعّل ناس كتير ، و هــ يستفز ناس أكتر …. و بالذات اننا بــ نكسّر في تابوهات و مسلّمات أصبحت للأسف الشديد راسخة في عقول ناس كتير و كأنها حقيقة لا يمكن الاقتراب منها أو مناقشتها … و على طول يتم إتهامك بانك رجل السلطة و تدعوا الى ( الكمع ) و (الاتهاد) و ضد ( حكوك الانسان) و مساند للفساد و المفسدين ….. لكن إحنا هــ نتكلم علي نقط محددة و مباشرة ، وده مش معناه إننا مش معترفين إنه كان فيه أخطاء ويمكن خطايا .. لكن تعالوا نتناقش كدة واحدة واحدة ونشوف 🙂

لازم نفهم ان الشرطه جهاز تنفيذي …. يعني منفذ للأوامر و القوانين …. و لو عندك مشكلة فــ مشكلتك مع القانون و ليس مع منفذ القانون حتي و لو قانون ظالم.

منظومة العمل الشرطى و الامن العام تحديداً ، و نحن في عام 2014 مازالت تعتمد على آليات و إمكانيات الستينات و السبعينات في البحث الجنائي و بــ يتم المطالبة بتحقيق الامن و الامساك بالجناة في وقت قياسي بلا أي إمكانيات علمية أو شرطية تتناسب مع تطورات العصر الحديث.

ضابط الشرطة و دوناً عن أي وظيفة أخرى ، مالوش مواعيد عمل …. يعنى عادي إنه يشتغل 18 و 20 ساعه و ممكن تصل الى 36 ساعة متواصلة …. يعني يخلص شغله و يطلع يقف خدمات عشان ماتش كروي و بعده خدمة عشان فيه زيارة مهمة … و يرجع بــ تليفون لأن حصلت جريمة و مفيش حاجة اسمها تعبان.

ضابط الشرطة مرتبه كان لحد وقت قرب جداً ، ما يتناسبش نهائيا مع ساعات عمله أو ما يلاقيه من مخاطر في عمله …. يعنى ممكن ظابط مرور قد الدنيا يلاقي السايس اللى ماسك شارع صغير في 10 ساعات ، عمل دخل في اسبوع واحد فقط ويمكن أقل ، ما يتخطي دخل الضابط في شهر كامل.

لما بتحصل جريمة قتل تلاقي مدير الامن بيطلب من ضابط المباحث سرعة ضبط الجاني بغض النظر عن الامكانيات الفنيه أو ظروف و ملابسات الجريمه …. و ضابط المباحث لازم يقفل القضيه و الا هــ تبقي نقطة سودة في ملفه….. يعني دائما بيشتغل تحت ضغط.

القانون لا بــ يحمي الضابط من المواطن المجرم  و لا بيحمي المواطن الشريف من انحراف الضابط الفاسد  …. يعني المشكله في المنظومه نفسها.

القانون مش بيحمي المجتمع من البلطجيه و المجرمين زي ما انتوا فاهمين …. يعني الضابط لو حب يحمي المجتمع من بلطجي ممكن البلطجي يلبسه جنايه …. و أعرف ضباط كتير حصلت معاهم …. و لان القانون مش بيحسم الكلام ده …. أحياناً  الضابط بــ يضطر يتجاوزه ويكسره علشان يحمي المجتمع من شره …. و في الحاله دي …. الضابط خرق القانون عشان يحمي المجتمع لكن وضع نفسه تحت طائلة القانون.

اقسم بالله العظيم اعرف شخصياً من اكثر من 12 عاماً بلطجي تابع لدايرة قسم شرطة ما ، .. و فى عز قانون الطوارئ و هيبة الداخلية …. ماحدش كان عارف يعمل معاه حاجه …. كل المبوقات و الجرائم كان بيعملها …. و كان رامي جتته و بلاه على كل ضباط المباحث و ملبسهم قضايا تعذيب و رشوة و بلاوي سودة …. و من كتر اجرامه في منطقته محدش كان عنده الجرأة إنه يشهد عليه و لكن من خوفهم كانوا بيشهدوا على الظباط و المخبرين 🙂  .. لدرجة كان المواطن من دول هناك بــ يتم التحرش بــ مراته قدام عينه و ميقدرش يفتح بقه خوفا على أطفاله … و من كتر إجرامه …. أمه دخلت القسم منهارة و هدومها مقطعه و اتهمت ابنها البلطجي باغتصابها.

المهم حتي الاعتقال و تنفيذ قانون الطوارىء عليه منفعش معاه و كان بيخرج من المعتقل أفظع من الاول ….. المهم مع تعيين ضابط مباحث جديد …. و لان القانون مكنش عارف ياخد حق المواطنين في المنطقه دي من البلطجي ده …. ضابط المباحث جابه و كسره و عمل معاه زي ما اتعمل مع عماد الكبير لو تفتكروا …. و من ساعتها اختفي و مظهرش تاني.

انا بحكى الحكايه دي لان الضابط ده مش سادي و لا عنده عقد نفسية …. الضابط ده حط مستقبله على كف عفريت عشان يغطي قصور القانون اللى معرفش يحمي المجتمع من البلطجي ده .. وبرضوا ده مش معناه إن مافيش ضباط أحيانا بتتجاوز القانون لأغراض شخصية أو إحساس بقوة المنصب .. لكن نسبتهم قد إييه !!؟؟؟ .. هوة ده السؤال !!

ياريت تاخدوا بالكم من التركيز الاعلامي على تعامل الشرطة في اعتصامات العمال …. مجلس إدارة حرامي … العمال يعتصموا … النقابة تطنّش …. وزارة القوى العاملة تنطنش …. فــ تروح الشرطة تفض الاعتصام تنفيذاً للقانون … فيقوم الاعلام شاتم في الشرطة و سايب أصل المشكلة …. و ده كان استهداف ممنهج للشرطة .. زى ما كان بيحصل أيام المظاهرات فى 2011 و 2012 .. يفضل ضابط الشرطة والمجند يتشتموا بافظع وأقذر الشتائم وبالأب والأم ..  وهم ساكتين ، .. والإعلام عامل مش من هنا ، ، .. ولما يتم فض المظاهرة ، ولو حد من المجندين فقد أعصابه ولا ضرب ، يبقى يا داهية دقّى والشرطة بلطجية .. والكلام ده موجود ومسجل على اليوتيوب صوت وصورة !!

 الشرطه مش ملايكه … فيهم الفاسد ، و فيهم أمين الشرطه اللى بعشرين جنيه ممكن يلبس واحد قضيه يوديه ورا الشمس ، و فيه الضابط المعووج اللى بيتعامل مع المواطن بكل إحتقار و بمنتهي المهانة واللا أدمية  …. لكن نسبتهم كام من 25 ألف ضابط ؟؟؟ .. يا تري عددهم يتجاوز السبعمائة شهيد من الشرطة و أضعافهم من المصابين بعاهات مستديمة ؟؟؟؟ …. طب يا تري عددهم يتجاوز اللى بــ ينزل منهم دلوقتى و يواجه الرصاص و القنابل وكل يوم الصبح قبل ماينزل يبوس مراته وأولاده لأنه مش عارف هو هــ يشوفهم تانى ولا لأ .. !!؟؟

طب يا تري عددهم بيتجاوز ألاف الفاسدين اللى في الجهاز الاداري في الدولة أو فى المحليات 🙂 .. أو فى القطاع الصحي أو حتى القطاع الخاص ، .. و اللى خطورتهم أفظع بكتيييييير على المواطن من الشرطه ؟؟؟؟

طب بزمتك إنت نفسك لما بــ يتسرق ليك حاجة مش بتجيب وسايط الدنيا عشان تنفخ اللى سرقك عشان يعترف 🙂 ؟؟ …. و الجميل دلوقتي إن الضابط بــ يرفض لأن ده ضد القانون …. و يقولك مش شغلتي … أنا أعمل محضر وأستجوب وأجمع أدلة وشهود ، وبعدين خد حقك من اللى سرقك في النيابه …. و حصلت كتيييييير.

استقيموا يرحمكم الله …. اذا كنا نتحدث على الفساد فكلنا بيننا فاسدون …. أطباء و مهندسين و ضباط و مستشارين و في كل المجالات …. و لكن الفساد الحقيقي في المنظومه نفسها و في القوانين التي عفي عليها الزمن.

الشرطة وعت الدرس ، وهناك عمليات تغيير داخلية تمت ، ولسة بــ تتم داخل منظومة الشرطة ، .. وياريت بلاش نمشى وراء نغمة الشرطة القمعية والشرطة بلطجية ، والحرس القديم .. و .. و .. و .. 

 و لو فعلا عايز تغير يبقي اولي تطلب بتغيير القانون اللى يجيبلك حقك من المحليات و منظومه الطب و الفساد و التخبط الاداري و الضابط المنحرف….. لكن تركز علي الشرطه بس يبقي يا إما عندك غرض ، أو مرض ، و الاتنين سواء.

و  من الأخر كدة ….. إستهداف الشرطة تاني و مع الفيديوهات المتحضره ليوم 28 نوفمبر و 25 يناير القادم واللى بدأ نشرها من جديد على الفيسبوك ومواقع التواصل الإجتماعى ، والتنبيط والإشارات من نوشتاء السبوبة زى وائل و إسراء و أسماء و جماعة 6 إبليس ، .. هي محاوله للنيل من المنظومة الامنية مرة اخري .. و لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.

 لمتابعة تعليقاتكم