16 Dec 2015
السد والحل الافريقى من منظور مختلف
————————————–
كلام كتير وهرى كتير حوالين سد النهضة .. وحرب التصريحات ، والمفاوضات ، وفشل المفاوضات ، والفقر المائى ، … و … و … وكل واحد عايز يزيط شوية سواء كان مؤيد او معارض داخل يزيط .. وللأسف الشديد كان أخرها قصة ميكروفون قناة الجزيرة .. اللى المؤيدين اعتبروا ان اللى عمله سامح شكرى يساوى موقعة حطين .. والطرف الاخر من الزياطين ولاحسى أقدام الاسوانى وباسم يوسف ومصطفى النجار ويسرى فودة واللى كلهم علقوا على الموضوع هم ونخبته الثورية على تويتر لدرجة انه كان خلاص فاضل شوية ويقولوا “كلنا ميكروفون الجزيرة” !!
طب بالنسبة بقى للى قلقانين بجد على البلد .. اييه رأيكم نسيبنا من كل الهرى ده وتعالوا نبص للموضوع من منظور مختلف … وتعالوا كدة نفتكر كام حاجة حصلوا .. ونقارن ونفهم ازاى الدولة المصرية بتفكر وتتحرك !!
اولا .. فى سنة 1969 اعلنت اسرائيل عن عزمها على استئجار حفار للتنقيب عن البترول فى سيناء فى عز احتدام حرب الاستنزاف بين مصر واسرائيل .. و ده كان معناه اذلال للدولة المصرية بالتنقيب على البترول فى ارض مصر المحتلة وأمام سمع وبصر الجيش المصرى .. وفى نفس الوقت تفريغ حرب الاستنزاف من مضمونها وارسال رسالة للعالم انه مافيش مشاكل خالص ، وإن الوضع تحت السيطرة الكاملة للجيش الاسرائيلى !!
وعلشان نختصر الحكاية .. هانقول انه بدأت حرب تصريحات هنا وهناك .. فى ظل تحرك ديبلوماسى مصرى قوى بعد تصريح من مصر مؤداه ان مصر مش هاتسكت لو ده حصل وهاتضرب الحفار اللى هاينقب على البترول بالطيران بمجرد عبوره لباب المندب و دخوله البحر الاحمر !!
واستمرت حرب التصريحات من كل الدول اللى اعتبرت نفسها انها معنية فى الموضوع .. وكل ده ومصر ملتزمة الصمت التام .. لأن تحركات الاجهزة الامنية المصرية ، خلاها تكتشف انها أمام اخطبوط وفخ محكم .. و ان مصر لو ضربت الحفار علانية فهى بكدة بتعلن الحرب على خمسة دول مجتمعة هى اميريكا وكندا وهولندا وانجلترا واسرائيل .. !! .. وفى نفس الوقت الناس العاديين اللى زينا عايشين فى مية اللفت ومش حاسين بحاجة خالص ولا عارفين مصر بتعمل اييه او بتتحرك إزاى .. وفى اى اتجاه !! ..
.
وفضلت مصر ملتزمة الصمت لحد يناير 1970 لما طلع تصريح من المتحدث الرسمى المصرى واللى كان وقتها هو السيد عصمت عبد المجيد اللى قال فيه لجريدة ايطالية “ان شركة كذا بدأت البحث عن البترول فى سيناء وان مصر لن تتوانى عن التصرف اذا ما قررت اسرائيل استغلال المصادر البترولية فى سيناء” ….
التصريح ده كان معناه ان مصر بتقول للعالم كله انها عارفة كل تفاصيل المخطط وعندها كافة المعلومات الممكنة ، واللعب اصبح على المكشوف ، وان مصر هاتتصرف فى الوقت المناسب !
وبعد التصريح ده صمتت مصر تماما .. ثم جرت عملية مخابراتية على اعلى مستوى اثبت فيها رجال مصر انهم فعلا رجالة بجد ، وقد المسؤولية .. وانتهى الموضوع بتدمير الحفار فى مارس 1970 باسلوب احترافى على اعلى مستوى .. وبدون الاشارة بإصبع الاتهام لمصر من قريب او بعيد !! 😉😊
ثانيا .. بعد مباحثات السلام فى 1977 وكل الإتهامات اللى تم توجيهها لمصر بالتفريط فى الارض .. وبعد استعادة مصر لكل سيناء على مراحل طبقا للاتفاقية ماعدا طابا .. دخلت مصر فى صراع قانونى وتحكيم دولى .. وكانت برضوا حرب التصريحات على اشدها والوضع الداخلى متأزم .. ورغم كل ده التزمت مصر بالصمت بالرغم من رحى الحرب المخابراتية والديبلوماسية والقانونية اللى كانت مشتعلة خلف الابواب .. واللى الناس العاديين اللى زينا مايعرفوش عنها حاجة .. حتى تم استعادة الارض فى عام 1989 وتم فى النهاية رفع العلم المصرى على ارض طابا .. آخر جزء محتل من الاراضى المصرية !! 😊
ثالثا … برغم علم مصر بالمخطط الغربى للمنطقة اجمالا ولمصر تحديدا .. ومحاولة الزج بمصر بداية من عام 2005 فى اتون حرب نجحت مصر فى اطفاء جذوتها وتوجيهها لمنطقة حروب الجيل الرابع ، زى ماقال عمر سليمان فى 2005 “ان احنا عارفين ان المواجهة كدة كدة جاية وكل اللى إحنا بنعمله اننا بنحاول نأخر المواجهة شوية لغاية مانستعد لها” .. وفى الوقت اللى كنا احنا فيه فى الشارع فى 2011 بنهتف ونجعر وننادى بإسقاط النظام .. كانت الاجهزة الامنية المصرية بتسطر ملحمة تاريخية وامنية هايتم تدريسها فى كتب علوم المخابرات فى جميع مدارس المخابرات على مستوى العالم .. وهى بتلعب دور الدولة الميتة فى مقامرة لابديل عنها لانقاذ البلد من الضياع .. لحد ما الناس فهمت الحقيقة واستفاقت العنقاء وخرجت من تحت الرماد فى 30 يونيو علشان مصر تتحدى العالم وتوصل لمرحلة انها تكون النهاردة هى الدولة الوحيدة المستقرة فى المنطقة بين دول الربيع العبرى زى ماقال بالضبط وبالنص ، الراحل الحى اللواء عمر سليمان فى 2011 !! 😊😊
خلاصة الكلام … وزى ما اتكلمنا فى الامثلة الثلاثة السابقة .. وبرغم كل الاستفزازات وكل التصريحات اللى طالعة هنا وهناك .. وكل المفاوضات .. و مرة نعوم سوا .. و مرة اتفاقية اطارية .. و مرة مكتب هندسى .. و ميكروفون الجزيرة .. وتصريحات هجومية من عينة ان مصر ضعيفة ولو فكرت تقوم بعمل عسكرى احنا هانرد بقوة ….. و …. و …. و …. وكل ده مصر ملتزمة بالصمت .. وبتمد حبال الصبر .. وفى وسط كل ده يطلع برضوا تصريح مقتضب للرئيس السيسى يقول فيه ان أمن مصر المائى ده أمن قومى ومش هانسمح أبدا لحد انه يعطش الشعب المصرى … ووووو … وبس خلاص … ماهى اصلها نفس المدرسة … تصريح مقتضب .. وبعد كدة الشغل كله بيكون خلف الابواب المغلقة من غير ما حد يحس بحاجة ..
عرفتوا بقى لييه قلنا اننا هانتناول الموضوع من منظور مختلف !!؟؟ .. لأن أى حد يطلع يقول انه عارف او فاهم او متوقع اييه اللى ممكن يحصل يبقى بيفتى فتي السنين لان الموضوع اكبر بكتير من اثيوبيا !! ….. أثيوبيا ماتقدرش تاخد قرار انها تستمر او توقف بناء السد !! . الموضوع اكبر من كدة بكتيييير ، لأن اللى بيحصل ده جزء من عملية انهاك مصر … !! 😉😊 … واللى يؤكد كلامنا هو تزامن ده مع تصريحات السودان المفاجئة بخصوص حلايب وشلاتين .. ومعاها اشتعال الموقف فى ليبيا … وعلشان كدة كل اللى عايز اقوله انى اطلب منكم تبطلوا قلق .. وتسيبوا مصر تشتغل .. وتأكدوا ان الرد المصرى هاييجى فى الوقت المناسب … و … وهايكون فى الصميييييييم 😊