عندما تتحرك القطعة الأهم على رقعة الشطرنج

08 Jul 2016

عندما تتحرك القطعة الأهم على رقعة الشطرنج .. !!

———————————————–

ناس كتير شعرت بالقلق بعد قيام رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بزارته التاريخية والمطولة للدول الأفريقية _ولو شئنا الدقة_  هــ نقول لدول حوض النيل أوغندا وكينيا وروندا وأثيوبيا !! … والمفروض فى بداية رحلته واللى بدأت بــ أوغندا ، إنه عمل مباحثات مع الرئيس الأوغندى ، و إلتقى رؤساء سبعة من دول شرقي أفريقيا .. قبل مايستكمل رحلته لكينيا وروندا وأثيوبيا …

طبعاً وقطعاً كل الناس اللى شعرت بالقلق معاهم كل الحق .. وخصوصاً إن الزيارة مش مجرد زيارة سياسية لكنها إقتصادية كمان ، لإنه إصطحب معاه فى الزيارة دى 80 رجل أعمال يمثلون 50 شركة إسرائيلية !!! … يعنى على غرار الزيارات اللى كانت بتتعمل من و إلى مصر فى الفترة الأخيرة 🙂 !! .. لكن أخطر ما فى الموضوع هو قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي فتح مكاتب للوكالة الإسرائيلية للتنمية الدولية في أوغندا وكينيا وإثيوبيا ورواندا.

لكن قبل ما نتكلم عن حاجة ، خلونا نرجع بإختصار شديد لتاريخ العلاقات الأفريقية الإسرائيلية .. واللى كانت مزدهرة فى فترة الخمسينيات .. لكنها بدأت تتوتر بعد العدوان الإسرائيلى على مصر وسوريا ودخول الضفة الغربية سنة 1967 بعد ما إعتبروها دولة عدوانية .. وبدأت سلسلة من قطع العلاقات كانت أهمها دول حوض النيل .. ، وصلت لذروتها بعد حرب أكتوبر 1973 لما قامت الدول الإفريقية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع “إسرائيل” بقرار صادر من منظمة الوحدة الأفريقية اللى هى الاتحاد الإفريقي حالياً .. وفضل الحال على كدة لفترة طويلة فى ظل التواجد المصرى القوى فى أفريقيا ..

بدأت بعد كدة إسرائيل تتسلل لأفريقيا وتعمل علاقات فردية من تحت الترابيزة مع بعض الدول وبالذات على المستوى الإقتصادى .. وواحدة واحدة بدأت العلاقات ترجع ، وخصوصاً إن إسرائيل دولة معترف بيها وممثلة فى الأمم المتحدة ، ومن حقها أن تبنى علاقات مع أى دولة فى العالم.. ولا تملك أى دولة فى العالم منعها.. وهى دى النقطة اللى إحنا هــ ننطلق منها فى كلامنا النهاردة ..

رحلة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لأفريقيا ، والحملة الدعائية الضخمة اللى معمولة  على الزيارة دى بيعطى الإنطباع إن الموضوع كأنه نقطة ومن أول السطر .. فى حين إن العلاقات السياسية موجودة ، واللى كان أخرها زيارة الرئيس الكينى لإسرائيل فى فبراير 2016 زى ما هو موضح فى الصورة اللى عليها سهم أحمر .. والعلاقات الإقتصادية ماشية من فترة .. وإن كانت حجم التبادل التجارى بين إسرائيل والدول الأفريقية لا يشكل أكثر من 2% من حجم التجارة الخارجية الإسرائيلية !! .. لكن كدة رضا ، والحياة تمام ، والخيوط بيتم تحريكها من خلف الستار ، وحصار مصر فى ملفات معينة ماشى كما هو مخطط .. وخصوصاً لما الطينة زادت بلة ، وجائت أحداث الربيع العبرى ، وإنشغلت مصر بمشاكلها الداخلية ومحاولة السيطرة على الوضع الأمنى والمحافظة على الدولة من السقوط والإنهيار والتفتت .. ومنع الجيش المصرى وكل المؤسسات الأمنية المصرية من الإنهيار !!!!

ولأن 30 يونيو زى ما دايما بنقول ، قلبت الترابيزة على دماغ الكل .. وبدأت مصر تتحرك فى كل الإتجاهات .. وإفتكروا كدة مقالاتنا بتاعة “مصر تتمدد إقليمياً ودولياً” .. وبدأ مصر تستعيد مكانتها وعلاقاتها بكل الدول سواء الدول العربية أو الأوروبية أو دول الشرق الأقصى .. وكان على نفس درجة الأهمية هو ملف العلاقات الخاص بالدول الأفريقية !! .. لأن مصر كانت شايفة الصورة بوضوح … والمعلومات المتاحة للأجهزة الأمنية المصرية بــ يتيح لهم رؤية أكبر وأوسع واعمق بكتير من اللى ممكن يكون متاح للعوام اللى زينا … وإفتكروا المقالين اللى تم نشرناهم بخصوص سد النهضة الأثيوبى عن إزاى الدولة بتشتغل فى الملفات الحيوية وملفات الأمن القومى ، والفرق بين الممكن وبين ما هو كائن !!

ولما مصر عملت المؤتمر الإقتصادى فى شرم الشيخ سنة 2015 .. واللى بالمناسبة أكثر من 90% من المشروعات والتمويلات اللى تم طرحا فيه إتنفذت أو بتتنفذ دلوقتى بالفعل على الأرض ، علشان بس الناس بتاعة مؤتمر الفنكوش ، وفين المليارات والكلام الهجص ده .. واللى هــ يدور ويبحث ، هــ يلاقى .. ده لو كان عايز يلاقى فعلا … المهم إن مصر فى المؤتمر الإقتصادى عزمت كثير من رؤساء وقادة الدول الأفريقية … وشوية الكولجية وبتوع الفتاوى أو الفتة الإقتصادية ، قعدوا يسخروا و يتريقوا ويقولوا على الرؤساء والوفود الأفريقية إن السيسى جاب شوية شحاتين علشان بس يعطى شرعية لنفسه ويبقى الإسم إنه فيه رؤساء دول فى المؤتمر لكن هم مالهمش أى قيمة إقتصادية .. 🙂 .. معلش .. ماهو اللى مايعرفش يقول عدس !!

وقتها إحنا صفحتنا نشرت مقالات نرد بيها على الكولجية وعواجيز الفرح .. و إتكلمنا فيها عن هدف مصر من كل ده ، والجدوى الإقتصادية لكل اللى بيتعمل … لأن مصر ما إكتفتش بكدة وبس .. لكن الرئيس السيسى وقتها أعلن إن المؤتمر الإقتصادى ده ، هــ يبقى ملتقى إقتصادى سنوى وخصوصاً بالنسبة للقارة السمراء لرفع مستوى التبادل التجارى والعلاقات الإقتصادية مع مصر .. وبعدها بشهر تقريبا أو يمكن أكثر شوية فى نفس سنة 2015 ، مصر نظمت فى شرم الشيخ مؤتمر الكوميسا الإفريقى ، وتم تنظيمه السنة دى كمان من كام شهر فى نفس المدينة .. واصبح تسهيل مناخ الإستثمار والتبادل التجارى ودعم التواصل البري والبحيري والجوي بين مصر والدول الأفريقية وفتح الباب للدول الأفريقية للمشاركة فى محور التنمية .. كل ده اصبح هدف لمصر لأنه خيار إستراتيجى لا بديل عنه !!

ومن وقتها ، ومصر بــ تجتاح أفريقيا وبتستعيد مكانتها السياسية والإقتصادية وحتى العسكرية والأمنية … و ده ظهر بوضوح فى مشاركة مصر فى مؤتمر القمة للإتحاد الأفريقى .. وحصول مصر على رئاسة اللجنة الأمنية لمكافحة الإرهاب .. ورئاستها لمؤتمر وزراء دفاع دول الساحل والصحراء .. وتمثيل أفريقيا فى المنتدى الإقتصادى (الهند-أفريقيا) .. وتوالى زيارات رؤساء الدول الأفريقية لمصر ، وزيارات الرئيس السيسى لكثير من الدول الأفريقية فى مقدمتها أثيوبيا … وكان أهم دعم حصلت عليه مصر هو تأييد دول الإتحاد الأفريقى لمصر للحصول على مقعد العضوية الغير دائمة فى مجلس الأمن الدولى .. 🙂 … وكل مناسبة من المناسبات دى نشرنا لها مقال تحليلى مفصل ، يوضح رؤيتنا للصورة .. وكانت دايما والحمد لله رؤيتنا بتطلع صح 🙂

حلو لحد كدة !!!؟؟؟ 🙂 …

طيب حد فاكر زيارة الرئيس الأميريكى باراك أوباما لأثيوبيا وللإتحاد الأفريقى واللى لأول مرة كانت تحصل من رئيس أميريكى .. وإفتكروا إننا نشرنا وقال وقتها بعنوان “أميريكا .. وحرب الوقت الضائع” وحللنا فيه الزيارة والرسائل المباشرة والغير مباشرة اللى كانت موجهة لمصر .. لأن الزيارة دى كانت مصدر قلق كبير للمصريين وقتها .. وكانت برضوا دليل على إن مصر بتتقدم وبتخطى خطوات تشكل خطر على المخطط الإسرائيلى والغربى ..

إحنا قولنا قبل كدة إن كل الأقنعة سقطت .. والتحدى أصبح معلن وسافر وسافل 🙂 .. وخلاص مافيش حد اصبح بيستخبى وراء حد ، لإن الصراع إحتدم .. والحرب اصبحت حرب بقاء ، ومعارك طحن عظام بين كيانات كبرى علشان يتم إستبدال النظام العالمى الحالى اللى في سبيله للإنهيار ، بنظام عالمى جديد ..

والنهاردة بقى الزغلول الكبير بنفسه بيتحرك … الزغلول الكبير القابع هناك فى تل أبيب .. وبدل ما بنلعب من خلف الستار ، أصبحنا بنتحرك بوجه مكشوف .. وإن كان تحت ستار شرعية العلاقات وتطويرها بين الدول وبعضها .. وما دام الزغلول الكبير بدأ يتحرك بنفسه …. يبقي ده معناه إن أذرعته لقاها بتتقطع .. فنزل بنفسه علشان ينقذ الموقف .. يعنى نزل الساحة علشان يحارب بذات نفسه 🙂  .. وخصوصاً لما نعرف إن زيارة نتنياهو لدول أفريقيا هى الزيارة الرسمية الأولى لرئيس وزراء إسرائيلي إلى أفريقيا منذ الزيارة الي قام بها إسحاق رابين لمدينة الدار البيضاء المغربية عام 1994….. وعلشان كدة تلاقى نتنياهو بيصرح إن إسرائيل عازمة على العودة إلى أفريقيا وعلى أن تعود أفريقيا إليها بحسب قوله .. وإن ده ستكون له تداعيات هامة على تحالفات إسرائيل الدولية وتوسيع رقعتها …. (توسيع إييه !!؟؟ .. رقعتها ) 🙂 ..  ومش كدة وبس .. لكن قال كمان أن إسرائيل تسعى إلى الحصول على مكانة مراقب في إتحاد الدول الإفريقية .. وإن إسرائيل لو حصلت بالفعل على المكانة دى .. فــ ده سيقود إلى تغيير استراتيجي في مركز إسرائيل على الصعيد الدولي … !!!

يعنى من الأخر كدة الزيارة دى مش زيارة سليمة النية .. 😉 ..

وعلى صعيد التصريحات السياسية هــ نلاقى إن الدبلوماسي السابق بوعاز بيسموت بيقول فى مقال له بصحيفة “إسرائيل اليوم” .. إن الزيارة تتم على خلفية وصول العلاقات الإسرائيلية الأفريقية لمرحلة من الازدهار غير المسبوق .. وإعتبر أن الزيارة تكتسي أهميتها لكون القارة الأفريقية تضم 54 دولة، كل واحدة منها تملك صوتا في الأمم المتحدة (((واخد بالك من الحتة دى !؟))) .. وتضم اقتصادات ناشئة 🙂 … وقال إن العلاقات مع أفريقيا ستمثل دعما مهما لإسرائيل في المؤسسات الدولية وتمنحها غطاءً أمنياً إستراتيجياً في ظل ما يحيط بها من دول معادية 🙂 وخصوصاً إن أفريقيا _على حد قوله_ باتت هدفاً إستراتيجياً للسياسة الإسرائيلية .. 🙂

طيب ….. لما نيجى نقرأ تصريحات نتنياهو مرة تانية مع كلام بوعاز بيسموت .. هــ نلاقى نفسنا بنرجع تانى للتحركات المصرية على الساحة الدولية وخصوصاً الأوروبية والأفريقية ونتائجها .. واللى ذكرناها فى مقال النهاردة بإختصار .. لأن كل ما مصر بتكسب أرضية جديدة وبتتمدد ، كل ما إسرائيل فى المقابل بتخسر .. و ده معناه إن التحرك الإسرائيلى ده مجرد رد فعل لمحاولة مواجة التمدد المصرى … يعنى إنت اصلا سابق بخطوات كبييييييرة .. لأن مصر فعلياً من بعد 30 يونيو أصبحت متواجدة وبقوة فى أكثر من 30 دولة أفريقية سواء على المستوى الإقتصادى أو السياسى .. وعلشان كدة الزغلول الكبير إتحرك بنفسه .. لأنه خلاص أصبح مهدد …. 🙂

ولما نربط كل الكلام اللى إحنا قولناه ، فى المقال النهاردة ، بعنوان المقال نفسه .. طب إسأل نفسك كدة .. هى مين أهم قطعة داخل رقعة الشطرنج !!؟؟ … طب لما القطعة دى بتضطر إنها تتحرك ، ولو حتى خطوة واحدة .. بيبقى ده معناه إييييه !!؟؟ 🙂 😉

.

أهل مكة أدرى بشعابها زى ما بيقولوا .. والقائمين عن الأمن القومى المصرى فاهمين كويس حجم الخطر اللى مصر بتتعرض له ، لأنهم شايفين اللى إحنا مش شايفينه ، وبيتحركوا على الأساس ده .. وعارفين يفرقوا كويس فى التعامل بين الممكن وبين ما هو كائن ((( مرة ثانية .. بين الممكن وبين ما هو كائن ))) … وإفتكروا لما قولنا لكم فى مقالنا القديم بتاع سد النهضة ، إن الحل دايما بــ ييجى من خارج الصندوق ..

القلق مشروع .. وإحنا فى حرب بقاء زى ما دايما بنقول ، وزى ما الرئيس السيسى قال .. لكن إوعى تفقد الثقة فى اللى بيحموا ظهرك .. أو تخلى القلق يأثر على روحك المعنوية .. لأن إنت الجبهة الداخلية .. والحرب النفسية على أشدها .. وإنت المستهدف بالدرجة الأولى من كل اللى بيحصل 🙂 🙂 ..

لمتابعة تعليقاتكم