08 Dec 2018
مصر أفريقيا 2018 .. !
————————
العالم كله النهاردة بــ يتابع أخبار اللى بيحصل فى فرنسا .. وأكيد إنت كمان بــ تتابع نفس الأخبار .. لكن الأهم إنك تتابع أخبار بلدك .. أخبار الخطوات الجبارة اللى مصر بتخطيها للأمام على طريق إن بلدنا تبقى قد الدنيا … وللمفارقة .. فى الوقت اللى فيه فرنسا ، كواحدة من أكبر إقتصادات العالم ويأتى ترتيبها رقم 3 على مستوى أوروبا ، و 6 على مستوى العالم بتعانى من أزمة إقتصادية طاحنة ، وأزمة أمنية وعدم إستقرار وخسائر إقتصادية تتوالى منذ إندلاع مظاهرات أصحاب السترات الصفراء .. مصر بتخطى للأمام على طريق النمو الإقتصادى والإستقرار ، وبتقدم نفسها للعالم من شرم الشيخ من خلال مؤتمر الكوميسّا الأفريقى ، اللى أصبحت مصر المقر الرسمى له للسنة الثالثة على التوالى !
إلنهاردة إنطلقت فى شرم الشيخ فعاليات منتدى أفريقيا 2018 لتجمع دول الكوميسا (COMESA) اللى هو السوق المشتركة لدول شرق وجنوب أفريقيا ، و ده حدث ماينفعش نتجاهله ، وخصوصاً إنه أصبح بينعقد فى مصر بشكل دورى … إوعى تبص للموضوع ده على إنه شئ عادى .. لأ طبعا .. ده شئ مش عادى .. مصر بــ تعيد إكتشاف نفسها و بــ تعيد تقديم مؤهلاتها كدولة فاعلة ومؤثرة وصاحبة دور فعال فى الإقتصاد الأفريقى .. و مش كدة وبس .. لكن كمان بتفتح لنفسها أفاق شراكة إقتصادية مع دول القارة الأفريقية .. تلك القارة التى اصبح معظم الصراع بين اللاعبين الرئيسيين فى الإقتصادى العالمى يعتمد على التمدد الإقتصادى داخل هذه القارة الفتية الشابة ، الغنية بكل الموارد الطبيعية والبشرية … يعنى مصر مش بتلعب لما بتعطى التواجد داخل المجتمع الأفريقى أهمية قصوى
وعلشان نعطى مجرد لمحة بسيطة عن اللى بتقوم به مصر فى أفريقيا على المستوى الإقتصادى ، واللى أكيد بدأ ينعكس إيجابياً على الإقتصاد المصرى ، فيكفى إننا نقول إنه فى خلال 10 شهور فقط إرتفعت صادرات مصر من الكيماويات والأسمدة بنسبة %24 ، وإرتفعت الصادرات المصرية لأفريقيا بشكل عام بنسبة 30% زيادة .. و ده فى حد ذاته شىء إيجابى .. ومش نتاج لحظى ، ولكن نتاج مجهود كبير بذلته المجموعة الإقتصادية على مدار الــ 3 سنوات الماضية
وماتنسوش إن أفريقيا هى أمن قومى بالنسبة لمصر سواء كان إقتصاديا أو سياسياً ، أو حتى أمنيا .. والفراغ السياسى اللى مصر تركته بعد حادثة محاولة الإغتيال فى أديس ابابا ، ترتب عليه دخول قوى أخرى لملئ الفراغ ده … واللى انت بتعمله دلوقتى إنك بترجع تانى لمكانك ودورك الطبيعى فى المجتمع الأفريقى .. و أكثر كمان 🙂 .. والزمن والأحداث المتتابعة اللى بتحصل فى العالم أثبتت إن رؤية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كانت صحيحة تماما فيما يخص أفريقيا … وعلشان كدة ، فــ فكرة طريق (الأسكندرية/كيب تاون) اللى هــ يتم تنفيذه ده مش فكرة إعتباطية .. ولا إنشاء المنطقة التجارية والسوق الحرة الأفريقية فى محور التنمية اللى بيتم دلوقتى بالفعل مجرد مجهود ضائع وخلاص .. لكن الكلام ده بيصب فى مصلحة الإقتصاد المصرى وبناء الدولة
وتعالو كدة نربط الكلام ده باللى حصل فى منتدى شباب العالم .. والتوصيات اللى خرجت فى نهاية المؤتمر .. ياترى حد فاكرها !!؟؟ .. طب تعالوا كدة نفتكر مع بعضينا اللى حصل فى المنتدى ، ونفتكر بعض التوصيات اللى بتخص الملف الأفريقى كدة !! 🙂
- أولا … الشباب الأفريقى اللى كانوا موجودين دوول ممكن جدا يبقوا هم أو اصدقائهم من كوادر تشكيل صنع القرار فى دولهم فى المستقبل القريب .. و ده يصب فى مصلحة مصر فى علاقتها بالدول دى فى المستقبل ، لأن مصر كدة ربطت الناس دى عاطفيا وسياسيا بيها
- ثانيا … إعلان مدينة اسوان عاصمة للشباب الفريقى .. مصر كدة بتربط الدول الأفريقية بيها .. وبتضمن تفاعلهم معاها وتضامنهم ودعمهم لأننا بكدة بقيتنا مركز تجمعهم وقبلتهم ونافذة بيتطلعوا من خلالها للعالم …
- ثالثا … تكليف الأكاديمية الوطنية بعمل برامج لتدريب الشباب الأفريقى على القيادة … إنت متخيل ده معناه إييه !!؟؟ .. معناه إن قيادات أفريقيا فى المستقبل هــ يكون ولائهم السياسى والعاطفى لمصر .. زى بالضبط ما القيادات فى دول الخليج (الإمارات والبحرين على سبيل المثال) ولائهم لمصر نتيجة إرتباطهم بمصر فى شبابهم .. واللى تم ترسيخه فى عقولهم منذ الصغر وإتربوا عليه ، إن مصر دى وطنهم الثانى ، وممكن تبقى الأول فى حالة زوال أوطانهم
- رابعاً … إطلاق مبادرة دولية لتدريب 10 ألاف شاب مصرى وأفريقى كمطورين العاب وتطبيقات اليكترونية .. خلال الــ 3 سنوات القادمة .. و ده بقى من وجهة نظرنا كان أخطر توصية من توصيات المنتدى .. لأن جزء من معركة اللعب فى الوعى وتدمير الهوية بإستخدام تكنولوجيا الفيديو جيم ، اللى بتمارسها علينا كل الدول المتقدمة … ولازم إحنا نواجههم بسلاحهم .. ونعمل حماية لنفسنا بشكل أخر … والكلام فى النقطة دى يطووول شرحه ..
شوفتوا بقى إن مصر بتتحرك بخطة مدروسة ، مش بعشوائية ، عكس ما الأخرين بــ يحاولوا يوهمونا ، وبتربط كل الملفات ببعضها ، واضعة عيونها على الوصول لهدف 2030 … وإوعى تنسى إن فيه دول كتير بتتحرك فى أفريقيا وبتحاول تكسب أرض سياسية وإقتصادية ، منها الصين وأميريكا وإسرائيل .. و مش من مصلحة مصر أبدا إنها تكون خارج إطار التحركات دى .. لأنك بكدة بتحمى العمق الإستراتيجى للأمن القومى بتاعك !
وطالما بدأنا المقال بالحديث عن فرنسا ، فــ فى ظل الأحداث اللى حاصلة ، ممكن برضوا نختم الكلام بالحديث عن فرنسا ونقول إن فرنسا لاعب اساسى فى غرب أفريقيا ، وبالذات فى الدول اللى فيها إحتياطات ماس ويورانيوم كبيرة .. ولها تواجد إقتصادى وعسكرى ، وطبعا ثقافى من خلال عامل اللغة ، و ده إتكلمنا عنه فى أكثر من مقال سابق .. و علشان كدة من مصلحة بعض الأطراف الدولية الضغط على فرنسا للإنسحاب من أفريقيا ، أو على الأقل تقليل هذا التواجد والتركيز على مشاكلها الداخلية
مالناش دعوة إحنا يا موهى 🙂 .. وخلينا إحنا فى مصر ..
مصر القادمة بقوة على طريق إنها تبقى قد الدنيا بإذن الله ..