ونقول كمان ..

11 Nov 2014

ونقول كمان ..

توالى ردود الأفعال حول مؤتمر القمة الثلاثى (مصر-قبرص-اليونان) ، بالإضافة للعجرفة الأردوغانية وحالة فقدان التوازن اللى بــ تعانى منها الإدارة التركية ، واللى نتج عنها قرارات متسرعة وعشوائية ، كل ده بيقول إن إستقراءنا للأحداث من البداية كان صح .. !!

 ومش زى مابيقول البعض إن مصر علشان تقرف تركيا وتكسب التحدى ، هــ تبيع ثروة الشعب المصرى ، .. طبعا لأ .. لأن مافيش حد يعرف إيه اللى تم داخل إجتماع القمة المغلق غير رؤساء الدول الثلاثة وأجهزتها الإستخباراتية ، .. وكمان لأن الإدارة المصرية الحالية ماتقدرش تفرط فى أى شئ يخص الشعب المصرى حتى لو أرادت ده .. وطبعاً كل شئ بــ يتم وفقا للقانون الدولى ..

لكن من الواضح إن هناك محاولات بــ تتم دلوقتى بمنتهى السرعة والقوة لخلق حالة من البلبلة فى الداخل المصرى بــ تصوير الموضوع على إن مصر بــ تبيع حقها ببلاش وكل اللى فاهم واللى مش فاهم بيدلوا بدلوه فى الموضوع ده !! .. ، بالضبط زى ما تم زمان تصوير موضوع تصدير الغاز لإسرائيل فى عهد مبارك على إنه خيانة وبيع لثروات مصر بهدف خلق حالة من الإحتقان داخل المجتمع المصرى ، فى الوقت اللى كانت فيه مصر بتبيع الغاز لإسرائيل فعلياً بثمن أعلى من اللى روسيا بتبيع به الغاز لأوروبا ، ناهينا عن تحكم مصر فى أكتر من 40% من موارد الطاقة للعدو الأول لمصر !!!

ردود الأفعال بقى من الأخرين مش بتقول كدة خالص ، بل بالعكس ، بتقول إن كل اللى بيحصل فى مصلحة مصر .. 🙂

لما الإذاعة العامة الإسرائيلية تقول أن القمة اللى تمت بين قادة كل من مصر وقبرص واليونان ستفرض حصاراً كبيراً على عمليات التنقيب التركية بالبحر المتوسط، خاصة قبالة السواحل القبرصية .. يبقى اللى بيحصل ده فى مصلحة مصر ..

لما الصحف التركية تعلن عن قلقها من الإجتماع الثلاثى اللى تم فى القاهرة بين مصر وقبرص واليونان لتعميق التعاون الثلاثى بينهم وتحقيق الاستفادة القصوى من الثروة الطبيعية فى البحر المتوسط .. وكمان يحذروا إن الإتفاق بين الدول دى هــ يحصر تركيا فى مساحة ضيقة ، يبقى اللى بيحصل ده فى مصلحة مصر.

لما يطلع ﺍﻟﺴﻴﺴﻲ يقول ﺍﻥ ﻓﻴﻪ ﻓﻠﻮﺱ ﺍندفعت ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ لعملية الشيخ زويد ، ﻭإﻧﻨﺎ ﻫﺎﻧﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺩﻩ ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻧﺎ .. وﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﻴﻮﻣﻴﻦ يتم الإعلان عن عدم تجديد ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺮﻭﺭﻭ .. ﻭبعدها بكام ﻳﻮﻡ يعمل مؤتمر قمة مع ﻗﺒﺮﺹ ﻭ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ .. يبقى الكلام ده فى مصلحة مصر ..

لما وكالات الأنباء العالمية تتناقل أخبار بــ إن الأوامر صدرت للبحرية التركية بالاشتباك الفوري مع سفن دول التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط ! يبقى القمة الثلاثية مع اليونان وقبرص مش لترسيم حدود حقول الغاز في البحر المتوسط بس وإنما لتشكيل هلال متوسطي لمحاصرة تركيا ومنع بلطجتها فى المنطقة ، وبالتالى مش هايترتب على القمة دى إلا كل ما هو فى مصلحة مصر

حتى الترجمة للمقالات اللى صدرت فى الصحف اليونانية لم تتحدث على أى إلتزام مؤكد أو أى وعود  تم حصول اليونان عليها فى إجتماع القمة مع مصر !!! ..

لما كل ما مصر تخطى خطوى لقدام على المستوى الإقتصادى ، يقوم يحصل حاجة لشد مصر للخلف عن طريق إرباك الداخل بمواضيع متشابكة أو هز ثقة الرأى العام فى قيادته السياسية ، أو محاولة الزج بمصر فى صراع عسكرى .. يبقى القيادة الحالية بتشتغل صح وبأسلوب منهجى .. وبمنتهى الهدوء وبدون الخضوع للإستفزازات .. زى بالضبط ما حصل فى ملف إسترجاع طابا …

أيها السادة ..

أمريكا دعمت ثورات الربيع العربي علشان تُحدث فوضى ممنهجة فى دول بعينها .. وللمتابع المدقق ، هــ يلاقى إن أكبر تحرك لإسرائيل وتركيا لنهب ثروات غاز شرق المتوسط كان فى عامى 2011 و 2012 .. يعنى فى عز الأزمة المصرية لما كان شوية جرابيع من جماعة الإخوان و 6 إبريل وخلافه ، قاعدين فى الشارع بيحرقوا ويكسروا فى مصر ويهتفوا يسقط يسقط حكم العسكر !! ..

وطبعا كان لازم يتم إرهاب و التضييق على الشركات اللى بتنقب عن الغاز لصالح مصر علشان تمشى ، فى الوقت اللى فيه إسرائيل كانت بيقف وراها ممولين كبار ودول داعمة ، بــ يموّلوا الأبحاث والدراسات حول الاكتشافات الموجودة فى شرق المتوسط ، واللى بتقول الدراسات المبدئية إنه بيحتوى على غاز يفوق إحتياطى الغاز فى منطقة الخليج بالكامل !!! …

وتيجى مصر باجتماعها المفاجئ مع اليونان و قبرص وفتح ملف الثروات المشتركة فى مياه حوض البحر المتوسط .. علشان تنسف المسلّمات ، وتكسّر عملية فرض الأمر الواقع من الدول الأخرى الشريكة لنا فى مناطق الطاقة ، و بتقلب الترابيزة فى وجه كل الدول و الأنظمة و الجهات اللى مش عايزين مصرو اليونان و قبرص يستفيدوا من الثروات دى بإعتبار إن الدول الثلاثة دى دول ضعيفة وصيد سهل ممكن ضربه والإجهاز عليه .. و ده طبعاً اللى كان مخطط له بالنسبة لمصر تحت قيادة جماعة إخوان الشر !!

لكن مصر بنقلة واحدة للطابية على رقعة الشطرنج ، خلّت المغرور التركى يخرج عن شعوره برد فعل غير مدروس ، نجح فى إظهاره أمام العالم بمظهر البلطجى اللى بــ يستخدم القوة لفرض سطوته على الدول المحيطة به .. واللى المرة دى جت فى دولتين تابعين للإتحاد الأوروبى ، بالإضافة لمصر .. 🙂

كل اللى أقدر أقوله إن الموضوع مش سهل أبداً بسبب تنازع إسرائيل و سوريا وتركيا ولبنان وقبرص ومصر وقطاع غزة على الأحقية المشتركة فى حقول الغاز المكتشفة بشرق البحر المتوسط وكل طرف أكيد هــ يتمسك بموقفه على إعتبار الحدود البحرية لكل دولة تندرج تحت طائلة السيادة الوطنية للدولة .. لأن الموضوع فيه ثروة وطفرة إقتصادية .. مش كلام فارغ .. وبالتالى مصر لازم تتّبع سياسة النفس الطويل و تلتزم إلتزام تام بضبط النفس  وعدم الإنسياق وراء الإستفزازات علشان يبقى من حقها أنها تطالب إسرائيل وقبرص بحق الشعب المصرى ونصيبه من الغاز ،  وهو ده اللى هــ يبان فى الفترة اللى جاية ..

مصر محتاجة مننا كلنا التأزر لأن أهم حاجة فى الفترة القادمة هو تماسك الجبهة الداخلية ، وهو ده اللى بيخلّيهم يستميتوا عن طريق كل اللى بيحصل فى الداخل دلوقتى من أجل تفكيكه وهدمه

لمتابعة تعليقاتكم